face like

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الثلاثاء، 5 أبريل 2016

كون بإله أو بدون , ما الفارق ؟!

19 تعليق


"That's all we expect of man, this side the grave: his good is - knowing he is bad."ـــــRobert Browning 
"هذا كل ما نتوقّعه من الإنسان في هذا العالم ، الفضيلة لديه هي معرفة أنه قادر علي الشرــــ روبرت براوننغ                                                                    



ما حدث وما يحدث وما سيحدث طيلة الفترات السّابقة في هذا العالم يسير بشكل طبيعيّ بحيث أنّه لا يوجد ما يشير إلي ثمّة تلاعب من قبل أيّة كائنات غير بشريّة سواء كانت آلهة , شياطين , ملائكة أو حتّي كائنات فضائيّة حلزونيّة , جميعنا نري الكوارث الطبيعيّة والأوبئة  والحروب والأمراض بل وصل الأمر لقطع الرؤوس واللعب بها في الطرقات ,  فوضي هنا وهناك , ظلم وقهر وفقر , شتّي المآسي ليس هناك من يتحكّم أو يخطّط لأيّ غرض أو هدف من هذا كلّه , هناك تبريرات , هناك تفسيرات , وهناك أيضاً من يظّن أن هذا القول ما هو إلا حالة عاطفيّة وجدانيّة تتحكّم فيه المشاعر عوضاً عن المنطق السليم , لكن حقيقة الأمر العبثيّ الفوضويّ أمامنا لا علاقة له بالعواطف .
فوجود كائن خارق مطلق الصفات من شأنه أن يجعل هذا الكون مكاناً مختلفاً , وجود كائنات أخري كفيلة بحدوث تأثيرات خارجيّة وانتهاكات للمبادئ العلميّة , كالجاذبيّة , حفظ الكتلة والطاقة , لكن ليس ثمّة تأثير أو دليل علي وجود كل هذه الادعاءات  ,  فنحن جميعنا دينيّون وملحدون ولا دينيّون نتّفق علي أنّ الإله -في حالة ما إذا كان موجوداً- لا يفعل شيئاً لإثبات وجوده ناهيك عن احداث فارق فيما يحدث , في الحقيقة يمكننا القول بأنّه ترك الكون يبدو كما لو انّه غير موجود , وهذا يخلق مشكلة لاهوتيّة، وتركنا مع ثلاث احتمالات : الإله غير قادر علي اثبات وجوده , الإله يختبر إيماننا مع تعمّد البقاء بمعزلِ , الإله غير موجود . تلك الاحتمالات جميعها واحد لا فرق بينهم , فالإله لا يتدخّل , لا يحدث تغييراً أو تأثيراً , لكنّ عقل الدينيّ لا يستوعب الأمر فتجده يشير إلي ما يسمّي الكتب السماويّة  كدليل علي وجود الإله , جميعهم يرجعون إلي كتابهم المقدّس , علي اعتباره انّه المصدر  الإلهيّ والنموذج المثالي للأخلاق , بل وقد يذهب بعضهم إلي كونه كتاب يحتوي علي معجزات علميّة واكتشافات واختراعات لم تحدث بعد !
إذا ما قرأت أيّ كتاب دينيّ ينسب إلي الإله بعقل حياديّ ستجده عبارة عن كتاب يشجّع علي العبوديّة , كره النّساء , الإبادة الجماعيّة , القتل والقمع , الظلم , والتعذيب و الاغتصاب تعدّد الزوجات و القسوة الحيوانيّة والهمجيّة وعدم المساواة بين الجنسين، وعدم التسامح مع الديانات الأخرى , هذا كلّ ما يدور حوله أي كتاب دينيّ مقدّس !
أهذا ما يمكن للإله أن يقدّمه ليثبت به أنّه موجود !؟ يقولون لكَ الإله لا يسمح بحدوث تلك المعاناة إلا إذا كان  ورائها حكمة حلزونيّة .  وإن سألتهم ما هي الحكمة وراء كل هذه
الحالات التي لا حصر لها من المعاناة  , وما ذنب هؤلاء الّناس الذين هم  بلا مأوى في الشوارع والذين يعانون من الحرب والمرض والمجاعة والتجويع , فلن تسمع منهم سوي تمتمات يجب عليك تعلّم لغة النّمل حتّي تستطيع سماعهم ! .

ما الذي تريده من الحياة ؟!



أنت كشخص عاديّ قد يكون أملك في الحياة أن تصبح أحد أولئك الذين سيخلدهم التاريخ ،ليظل أسمهم باقيا علي مر العصور ، أو قد تحلم بأن تكون أحد أولئك الذين شاركوا في تصميم fuck me silly , او حتي أحد المؤلفين العظماء الذين شاركوا في كتابة baby للأسطورة جاستن ، لكن هذا الوجود اللعين بما فيه الحياة، يفتقر الي المعني ، إذا نظرت الي لفظة معني وأنت تستمع إلي wrecking ball ستجده عبارة عن تأثير النتيجة النهائية علي وجودك ، جميع أعمالك العظيمة التي قمت بها بما في ذلك قضاء حاجتك في الحمام لها تأثير بطريقة ما لتمنحك معناً لوجودك ، على الرّغم من أن هذا قد يبدو لك سبباً منطقياً حلزونياَ لمعنى الحياة إلا انه ليس كذلك . فعدم وجود هدف أكبر في الحياة مقارنة بإتقانك ال twerking , قد يكون أمر مقلق إذا تأملت فيه اثناء نومك ، لكن الغالبية العظمي من الناس يعتقدون ويؤمنون بوجود كائن فضائي قد خلق لهم هدف ومعني نهائي لحياتهم ، وان هذه الحياة مجرد اختبار بنهايته سيخلد في حياة أبدية ! ويتناسون أن السؤال لايزال قائما ، وما الغرض من الخلود الابدي ؟! مثل هذه المحاولة البائسة هي تبرير عقيم ، لا يقل عقماً عن شخص لاديني أو ملحد يؤمن بشيء يسمي الإنسانيّة ، وأن هدفه النهائي هو التعايش السلمي بين البشر ،حقا ؟ هناك 150 فصيلة من الخنافس في كل فصيلة 40000 نوع مختلف يتعايشون في سلام ، هل هذا يمنح حياتهم معنا ؟ هناك فئة أخري لا تقل غباء تدعي أنها تؤمن بالعلم ! وهل يمنحك ماتطلق عليه العلم معنا لحياتك ؟! وماهي ياتري انجازاتك العلمية التي تؤمن بها ؟! أنتظر لقد أنتج لنا العلم بطيخا بدون بذر ! ياللهول لقد حطم العلم هدفي في الحياة و هو تناول البطيخ مع إحصاء عدد البذور ، إن مثل هذه الافكار السّخيفة والمعتقدات العقيمة الدينية واللادينية والالحادية تصيبني بالغثيان .

 
و الآن ماذا ؟!! 

السؤال الفلسفي الوحيد الذي يستحق العناء والذي يجب ان تدور حوله الفلسفة ؛ هل يجب علينا ان ننتحر ام لا !؟ بالنسبة لي انا شخص اتقبل الحقيقة مهما كانت ، اما بالنسبة للبقية فيفضلوا ان يتخرعوا أبا لهم ، أب كبير خارق ، مما يجعلهم يتوهموا انه هناك في مكان ما يعتني بهم ، يراقبهم ، خلق لهم هدف ومعني وغرض ، لكن في نفس الوقت حين ننظر الي الحياة نجدها قاسية ، ظالمة ، غير عادلة ، سيقولون : انها افعالنا وتصرفاتنا واهوائنا البشريّة ، لكن ماذا عن تلك التي تنسبونها للاب الأكبر ! زلازل وبراكين وفيضانات ، شخصيا اتقبل حقيقة اننا مجرد نتاج فعل تطوري عشوائي بنهاية الأمر . اتقبل حقيقة اننا مجرد الات تفكر ، سيقولون : الروح ، العاطفة ، المشاعر ، كلها نتاج إحساس زائف ، مفهوم متوهم مختلق زائف ، أي شيء في الحياة يمكن ان يعبر عنه بنمط ، انماط تصف كل شيء ، اي شيء تتخيله سواء فيزيائي او ميتافيزيقي يحدث عبر عملية من احداث يمكن تتبعها وتكوين نمط محدد منها يمكن التلاعب به ، لافرق بين ماهو مادي وغير مادي سوي اننا لم نتوصل للنمط بعد ، سيقولون : الموت ، الحياة بعد الموت ، الاب الكبير سيحرقنا للابد ، سيقولون سخافة ويبررونها بتفاهة ، ثم يحاولون منطقة السخافة والتفاهة لينتج لنا شيء ليس هناك كلمات تصفه بعد ، سيقولون ثم يقولون ثم بنهاية الامر يتحدثون عن الانتحار ! الانتحار ! لم لا تلخد الي النوم ولا تستيقظ ياصديقي ، جرب ان تفكر في الامر احيانا ، او حتي اثناء وقت فراغك وانت تخرج فضلاتك . حاول ان تتعلم تفكر


الاثنين، 28 سبتمبر 2015

دليل بشريّة القرآن

14 تعليق




عندما يكون احتمال قياس قيمة معيّنة من كمية ما يُعبّر عنه كقوة من تلك القيمة، فإنّ تلك الكمّية تكون تابعة لقانون القوّة -power law كقانون زيبف Zipf's law أو توزيع باريتو -Pareto distribution من الملاحظ أنّ قوانين القوّة توجد على نطاق واسع في الفيزياء، والأحياء، والاقتصاد والعلوم الاجتماعيّة , على سبيل المثال، تظهر توزيع أحجام المدن والزلازل والانفجارات والحروب وحتّي الثّروات الشخصيّة .

لو أخذنا كمثال "قانون زيبف Zipf's law " يتلخّص في انّه إذا ما أحصينا عدد تكرار كل كلمة في نصّ ما ثم رتبنا تلك الكلمات المكرّرة وفقاً لتكرارها ترتيباً تنازليّاً , وقمنا بتمثيلهم بيانيّاً سيوضح الرسم البياني نمطًا ملحوظًا من اللوغاريتم الخطي , بمعني أبسط سيكون هناك انتظاماً ملحوظاً في توزيع الرّتبة والحجم , سواء طبّقا ذلك علي الكلمات وتكرارها ورتبها , أو علي عدد سكّان المدن من حيث حجم المدن وعدد السكّان , او حتّي عدد الأشخاص الذين يقتلون في الحروب , تقريباً كل شيء يتصرّف بهذه الطريقة .


مبدأ باريتو-Pareto distribution   ينصّ علي أنّ الـ 20 % من الأسباب مسؤولة عن 80 % من النتائج , كأستخدام الكلمات مثلاً 20 % من كلمات أي لغة هي التي تمثّل 80 % من أي حديث أو كتاب أو انّك تقوم عادة بالأتصال بـ 20 % فقط من قائمة الأشخاص المسجّله في هاتفك , إلخ .

الخلاصة : لو قمنا بعمل دراسة لأيّ لغة سنجد أنّ الكلمات الأكثر شيوعاً في تلك اللغة يتمّ استخدامها بكثرة وستكون هي نفسها الأكثر شيوعاً في أي نصّ أو حديث أو كتاب , وإذا قمنا بإحصاء تلك الكلمات الأكثر شيوعاً ومثّلناهم بيانيّاً سنجد نمطاً منتظماً بحيث انّ الكلمة التي في المرتبة 2 تكون 1/2 الكلمة التي في المرتبة الأولي , الكلمة التي في المرتبة 3 تكون 1/3 الكلمة التي في المرتبة 2  وهكذا , وسنجد انّ 20 % فقط من الكلمات الأكثر شيوعاً هي التّي تمثل 80 % من الاستخدام , هذا ينطبق علي أيّ لغة .





(قاعدة الـ 80-20)

الرسم البياني لقانون القوّة يكون الجزء الأيمن عبارة عن ذيل طويل، والجزء في اليسار كمّية صغيرة هي التّي تهيمن .



 جيّد , لو طبّقنا هذا علي شيء من المفترض به أنّ معجز وليس من عند بشر وهو القرآن , يجب أن نجد شيئاً مختلفاً , فلو كان القرآن كلام إله يجب أنّ يشذّ إذا ما قمنا بتطبيق هذا القانون عليه , فكون القرآن باللغة العربيّة لا يعني أن يكون مثل أيّ كتاب قام بتأليفه كائن بشريّ , يجب ألا نري هذا النمط فيه , لأنه من المفترض انّ مؤلّفه إله وليس بشري .


 لكن الحقيقة القرآن لا يختلف عن أي شيء بشريّ , لا يختلف عن أيّ كتاب قام بتأليفه أي شخص , فمثلاً قمت بحساب تكرار لفظ " الله " في القرآن ووجدته 2557 مرّة , قمت بتمثيل هذا بيانيّاً (عدد تكرار اللفظ & السورة التي تكرّر فيها ) النتيجة انّه نمط متوقّع يخضع لقانون زيبف.



يكون التوزيع النّاتج في البداية بمعدل سريع ثم يصبح أقل سرعة شيئًا فشيئًا


 ليس فحسب بل ولمبدأ 20 / 80 أيضاً , فلفظ "الله" تكرّر 2557 مرّة في 172 موضع مختلف لنعتبر كل موضع  سورة , نسبة الـ 20 % من 172 = 34 سورة , لو قمنا بجمع مرّات التكرار في أعلي 34 سورة تكراراً سنجد مجموعهم 1939 , والـ 80 % البّاقية = 138 سنجدهم فقط 596 , أي انّ النسبة هي 75.8 % : 24.16 %


مثال آخر : تكرار بعض الكلمات في القرآن , وتمثيلها بيانيّاً وسنجد نفس النّمط المتوقّع


نفس النّمط مرّة أخري


حتّي لو قمنا بتمثيل عدد الآيات حسب التصنيف , فسيتكوّن لنا نفس النّمط .


نمط متوقّع



فما الذي يثبته ذلك سوي انّ القرآن مجرّد كتاب بشري يمكن حتّي التنبؤ بتكرار الألفاظ فيه ! فتكرار لفظ " مِن " هو الأكثر شيوعاً في اللغة العربيّة وهو أيضا الأكثر تكراراً في القرآن اتباع صريح لقانون زيبف واثبات لبشريّة مؤلف القرآن .

 

السبت، 11 أكتوبر 2014

حين يكون الفناء هو الغرض الوحيد ..!

6 تعليق





"I would rather die a meaningful death than to live a meaningless life."  ــــCorazon Aquino
"أفضل أن أموت موتاً ذو مغزى علي أن أحيا حياة بلا معني " ــ كورازون أكينو                                                                          

ماهو الغرض من الحياة ؟!

 لا شكّ  في أنّ العلم هو الشيء الوحيد الذي يحظي باحترام الأغلبيّة داخل فقّاعتنا البشريّة , سواء عارض الأديان في أشياء ما أم سعي أهل الأديان بمحاولة بائسة للتوافق بين ما يدينون بهِ وبين ما يتوصّل إليه العلم , لكن بنهاية الأمر جميعنا نعلم أنّ الطريقة العلميّة هي الأسلوب الأمثل للتوصّل للحقائق التي نطلق عليها " الواقع" وفق منطقنا البشريّ الذي نتجّ عن تطوّر وارتقاء قشرتنا المخيّة وفق ما يسميّ " الوعي البشريّ"  وهو أمر جيّد أن يتحوّل كائن حيواني يسير علي أربع إلي كائن يمكنه اختراع أشياء تمكّنه وفق وعيه أن يعتقد انّه سيّد الكائنات ليرسل مركبات فضائيّة إلي أطراف المجرّة بحثاً عن كائن ينافسه علي اللّقب , ولمَ لاَ ؟!  فكائننا البشريّ أرتقي -حسب زعمه- وتخلّص من الطبيعة الحيوانيّة تماماً , لدرجة انّه لم يعد يقتل ليبقي علي قيد الحياة , لم يعد هناك طفلاً -واحداً-مشرداً جائعاً , لقد انهي خلافاته التي كانت تنهتي بقطع الرؤوس واللعب بها في الطرقات , وقد آن الآوان للترفيه و البحث عن كائنات فضائيّة ,و ربّما تخبره بما الذي يفعله علي تلك البقعة الكوكبيّة التّافهة , لكن مهلاً ؛ لمَ عساه يبحث عن الغرض ؟!
أليس أمر معروف وبديهي للجميع ؟! انها مزحة كونيّة سخيفة أن تموت كل هذه الأجيال بعد أن عاشت حياة بائسة دون أي غرض أو حتّي معرفة غرض وهميّ سخيف .

ماهو الغرض من الحياة ؟!

 


غدِ بعده غد وغد‏                                                         Tomorrow, and tomorrow, and tomorrow,
وكلّ غد يحبو بتلك الخطي القصيرة يوماً بعد يوم                     Creeps in this petty pace from day to day
إلى آخر مقطع من الزمن المكتوب                                              To the last syllable of recorded time,
كل أماسينا قد أنارت لحمقي ,                                           And all our yesterdays have lighted fools

                 طريق يفضي للموت والتراب                                                                 !The way to dusty death
   ألا انطفئي يا شمعة وجيزة                                                                             Out, out, brief candle
ما الحياة إلا ظلّ عابر, ممثلّ مسكين                                  Life’s but a walking shadow, a poor player
يقضي ساعته بتبختر علي المسرحِ                          That struts and frets his hour upon the stage
ثمّ لا يسمع بعدها , إنّها حكاية ؛                                              And then is heard no more. It is a tale
رويَت من قبل أحمق , مليئة بالصخب والعنف                             Told by an idiot, full of sound and fury,
وتعني لا شيء                                                                                                 Signifying nothing.
 
  Shakespeare,Macbeth ,Act 5, Scene 5, Page 2 __
   كان الأسلاف أقل تطوّراً وأقلّ ذكاءً كي يتساءل  أحدهم ؛ ماهو الغرض من الحياة , فقد كانوا اشباه حيوانات كلّ همّهم اشباع غرائزهم دون وعي أو أهتمام , إلا أنّ الأمر لا يزال مزحة سخيفة أن تجد نفسك َ بمنتصف فيلم ما , لا تعرف قصتّه , لا تعرف ما الغرض منه , ثمّ تتغاضي عن كلّ هذه الأمور التي يجب أن تعرفها أولاً , لتلعب دور وتعاني كي تكمله دون أن تتوقّف لحظة لتتساءل لما عساني أكمله ؟ و من هو مخرج هذا الفيلم المجهول السخيف الخالِ من أي معني أو غرض ؟! 

لا شكّ أنّك تجد هذا الكلام غريباً , معني الحياة ؟! ربما تقول أنّ كاتب هذا الكلام شخص ملحد لا يؤمن بالإله , و الشيء الأكيد أنّك ستردّد الحمد لله علي نعمة الإسلام . لكن انتظر لحظة ؛ ماهي نعمة الإسلام !؟ وما الذي يضيفه الإسلام لحياتك البائسة لتظنّ انّها ذات معني , حسناً سأخبرك :

أن تكون مسلماً( دينيّ)  يعني أنّ هذه  الحياة  هي مجرّد اختبار بنهايته سيحاسبك كائن -لا تعرف كيف يبدو -علي ما فعلته , فإمّا يخلّدك في الجنّة أو الجحيم . لا يهم هنا إذا ما كان هذا الكائن موجود أم لا  ولا يهم أيضاً صحّة تلك القصة الطريفة , إذ انّها مقتبسة من اساطير الفراعنة وكلانا نعلم أنّها مقنعة جداً للأطفال -فحسب- , فإذا كان معني حياتك الدينيّة هذه هو الوصول إلي حياة أخري فأين هو الغرض من الحياة الأخري؟! 

ماهو الغرض من الحياة ؟!




If you write a line of zeros, it's still nothing.” Ayn Rand
"إذا سَطَرْتَ سطراً من أصفارِ ,، فإنه لا يزال لا شيء."  آين راند




طيلة حياتي الإسلاميّة كنت أرفع مؤخّرتي كلّ يوم خمس مرّات للوهم من أجل الخلود الأبديّ في فندق الإله الوهميّ وأتلاشي عذابه الأليم والحرق والخسف والنسف . لكنّي لم اتساءل يوماً ما عساني أفعل بهذا الخلود الأبدي ؟ ولم عساي اتساءل حيث هناك انهار من خمر ومضاجعة لنساء دون كلل أو ملل ! أليس هذا أيضاً السبب الذي يجعلك تواصل رفع مؤخّرتك ؟ مضاجعة النساء وأنهار الخمر , ياله من معني وغرض للخلود الأبدي , ويالها من نعمة الإسلام تلك التي تمّ تدجينكَ علي أن تقبّل يديك في فعل غير منطقي عليها .

ماهو الغرض من الحياة ؟!

علميّاً ؛ الحياة ليس لها معنى , هذا يعني-بإختصار- أنه ليس هناك أي غرض أو هدف يجب علي الكائنات تحقيقه , ليس لحياتك المليئة بالمشاكل والمعاناة أيّ معني ولن يكون . . .


ماهو الغرض من الحياة ؟!


البشر تافهون مقززون ومقرفون , لكن المزحة الكونيّة السخيفة أنّني حين نلت حريّتي الكاملة وتحرّرت من كل شيء حتّي ما درسته طوال حياتي ,أصبحت وحيداً تماماً , اسير في الطرقات بنظرة مختلفة تماماً عمّ يمكن لأي شخص آخر أن ينظر بها إلي الآخرين , العمل ؟! أي عمل ؟! أن تكون مهندساً تصمّم جحوراً لفصيلة بشريّة لا تجيد مسح مؤخّرتها ليس بالأمر الذي يستحق العناء , أن تكون طبيباً تعالج أبله لا يعرف كيف ينتقي غذائه أمر مقزز , أن تكون عاملاً بسيطاً تضيّع الجزء الأكبر من حياتك تنظّف مخلفات بشريّة ألقاها معتوه في الطرقات هو أمر محيّر بالنسبة لي , الأغلبيّة العظمي من البشر كائنات مستهلِكة لا تفعل شيئاً سوي اشباع غرائزها بصورة مختلفة عمّ كانت تفعله الأسلاف , فالآن تقوم بإعطاء شخص ما عدّة أوراق ملوّنة مقابل أن يعدّ لكَ وجبة غذائيّة , وبنفس تلك الأوراق يمكنك استأجار مهبل احداهن لبضع ساعات . انّها الأوراق الملونة ما يعيش به ومن أجله البشر ...


ماهو الغرض من الحياة ؟!

ليس هناك شيئاً من هذا القبيل , ليس هناك ما هو يستحق العيش من أجله , كل شيء بالنسبة للآخرين هو اشباع غرائزهم يطاردون الوهم والخيال ثمّ بنهاية الأمر يجدون أنفسهم علي منتصف سُلّم وهميّ سخيف ، مما يجعل من الصعب التّركيز على الأشياء الجوهريّة الأساسيّة " الغرض من الحياة ".  

ماهو الغرض من الحياة ؟!

من الذي  وضَعَ هذا الغرض الذي نبحث عنه  ؟ ومن يحقّ له أن يقرّر أو يحدد أي غرض من حياتنا يجب أن يكون ؟ , ومن الذي وضعه في مكان يؤهّله كي يقرر ؟  مرّة أخري لا يوجد أي شيء آخر سوي الأديان ,   الآلهة , لكن ماهو الغرض من أن يخلق الإله حياة ذات غرض ؟ وما هو الغرض من وجود الإله ؟ الإله ليس لديه أي غرض يسعي لتحقيقه , إلا إذا كان هناك إله آخر قد خلقه ليؤدّي غرض ما , الإجابة علي السؤال تنتهي بعدّة مفارقات , فالإله لا غرض ولا فائدة من وجوده وليس لديه هدف يسعي لتحقيقه وإلا لا يصحّ أن نطلق عليه إله , وكذا لا يمكن أن يكون مخلوق من قِبل إله آخر , فالإله لا غرض ولا هدف من وجوده ..

ماهو الغرض من الحياة ؟!

إنّها الحقيقة المؤلمة , بالفعل دائما وأبداً الحياة بلا غرض , لا يوجد الهدف الذي يتحرّك من أجله الوجود , أنّه يتغيّر ولكن ليس نحو أي هدف, ليس هناك شيئاً ذو قيمة يمكنكَ أن تستيقظ الصباح من أجله .