face like

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الجمعة، 5 أبريل 2024

أقوال في الوجود والشهوات والمعرفة!



علاقتي بالحياة .. كعلاقة زوج بزوجته القبيحة المريضة البلهاء .. أو علاقة زوجة بزوجها القبيح المريض الأبله .. حصل الزواج في حين غفلة .. قبل أن يستيقظ الضحية .. استيقظ فجأة ليجد نفسه في صميم المأساة .. عجزت زوجته عن إغرائه .. لم تستطع إثارته يومًا .. تعوزها كل مقومات الإغراء .. عالجها فلم تشفَ .. ألبسها فما اختفى عن ناظريه قبحها .. ثقفها فما ازدادت إلا بلاهةً وحمقًا .. ليس أمامه من سبيل غير الطلاق .. مثله أنا رميتُ طلاقي على الحياة ..

 مأساة الإنسان وخديعة القيمة الزائفة .. كل الحروب والمآسي التي يدفع ثمنها الإنسان، هي نتيجة حتمية لقيمة زائفة يعتقد أنه يحملها .. 
 - رجال الدين يمنحون الإنسان قيمة زائفة، ليدافع عن معتقداتهم باسمها .. 
 - ثقافة القبيلة تمنح الإنسان قيمة زائفة، ليدافع عن مصالح الآخرين باسمها .. 
 - أهل السياسة يمنحون الإنسان قيمة زائفة، ليدافع عن عروشهم باسمها ..
 - أهل الفنون والأدب والشعر، يمنحون الإنسان قيمة زائفة، لتسويق منتجاتهم .. 
 - من لم يجد لنفسه قيمة زائفة في كل المجالات، يفترض لنفسه قيمة، ويتحول إلى مجرم لتحقيق قيمته الزائفة .. 
 عندما ينتبه الغافلون، ويعترف المنتبهون، بزيف كل ما يجري، ويقرون بأنه لا قيمة لهذه الحياة، ولا غاية من هذا الوجود، إلا ما نعرفه ونراه .. حينئذ ستنتهي كل هذه المآسي والصراعات الحقيقية، القائمة للدفاع عن قيمة وهمية . .. 
 
الوجودية ليست أمرًا إيجابيًا ولا محمودًا .. هنالك أناس لديهم نزوع للموت ونفور من الحياة .. هؤلاء يحملون صفات كونية أكثر من تلك الوجودية .. لذلك هم يجدون لديهم رفضًا فطريًا للوجود .. وهذا أمر طبيعي، باعتبار أن الكون هو الذي يحتوي الوجود وليس العكس، فتدفعهم صفاتهم الكونية باتجاه التحرر من السجن الوجودي المتمثل في الحياة .. كل من لديه حس تلقائي لطلب المبررات ورفض العبث، فهو يحمل رفضًا للوجود، لأن الوجود قوامه العبث .. الوجود هو ظاهرة كونية، قائمة على القوة والتحطيم والاستهلاك والتغير العبثي .. ..
 
نحن افترضنا للحياة جمالاً وقيمةً وقدسيةً لا تمتلكها، فنزعنا بذلك القيمة والقدسية عن الموت دون مبرر، وصبغناه ببشاعة لا نمتلك برهانها! هذه الصورة الفكرية الموروثة، التي تُجمِّل الحياة وتُقبِّح الموت في أذهاننا دون برهان، هي بالضرورة تقيِّد تفكيرنا، وتقود خيالنا دائمًا باتجاه برهنة نتيجة نريدها ونفترضها مسبقًا، وتعمينا عن أي نتائج أخرى محتملة، يمكن أن نبلغها فيما لو كان بحثنا عن الحقيقة متحررًا من عقدة رفض الموت وعقدة حب الحياة!

 وحدها القدرة على الفعل تبرر الفعل .. وحده العجز عن الفعل يبرر عدم الفعل .. ولا شيء آخر في الحقيقة .. كل ما يقال خلاف ذلك، مجرد أوهام أو أحلام وأكاذيب! مادية بدنية، معنوية عقلية .. كلها قوة! كل النقاشات البشرية، مجرد اختبار لقوة الذات، وجس لقوة الخصم! كل الحوارات، مجرد استعراضات للقوة التي تحسم كل أمر في نهاية المطاف! الألعاب والمسابقات مجرد استعراض واستخدام للقوة! حتى الضعفاء والجهلاء يستخدمون قوة الكذب! 
  
 الحياة مجرد شهوة كبيرة، استعملها البشر لتبرير شهوات صغيرة .. كل ما يحبه الإنسان في الحياة، بما في ذلك الحياة ذاتها، هي مجرد شهوات غرائزية، لا يوجد تبرير منطقي ولا غائي لأي منها .. كل ما فعله البشر، أنهم اعتبروا بعض الشهوات مبرَّرة لذاتها .. مثل الحياة .. ثم استعملوا شهوة الحياة لتبرير بعض الشهوات الأخرى .. كالأكل والشرب .. ثم استعملوا شهوة الحياة لتبرير وتقنين بعض الشهوات مثل ممارسة الجنس .. ومنعوا شهوات أخرى بحجة أنها مجرد شهوات .. مثل تعاطي المخدرات .. من حيث المنطق والغاية، لا يوجد ما يبرر أي شيء، ولا يوجد ما يمنع أي شيء، فكل شيء عبارة عن شهوات غرائزية ..  

 المعرفة .. المعرفة ليست بالضرورة أمرًا إيجابيًا ولا محمودًا .. الغرام بمعرفة أسرار وحقيقة الحياة والوجود والكون، يؤدي إلى الجنون غالبًا ! الإحساس بمعرفة حقيقة الحياة والوجود والكون، وبأنها مجرد عبث لا غاية منه .. يؤدي إلى الملل من الحياة! معرفة أسرار المادة والطاقة أدى إلى اختراعات، كانت على حساب قيمة الإنسان، ووسعت الفوارق بين البشر، وجاءت على حساب التعايش السلمي .. ادعاء معرفة الحقيقة من قبل رجال الأديان والمعتقدات، هو سبب جل الفظاعات والمآسي قديمًا وحديثًا .. المعرفة جعلت من تكاثر البشر أمرًا غير مبرر، حيث سد المال والآلة حاجة الإنسان للزواج والأبناء .. ولعل هذه أن تكون الحسنة الوحيدة للمعرفة، لكنها الثمرة الوحيدة التي لم يستمتع بها البشر من المعرفة بعد .. حب المعرفة هو عبارة عن شهوة .. عبارة عن غريزة شأنها شأن الغرائز الأخرى .. الجنسية وغيرها .. ومحاولة إشباع الشهوات هي أمر ممتع، لكنه ليس مبررًا منطقيًا، وليس مفيدًا ..، والأهم أنه غير ممكن التحقق، .. هو مجرد مطاردة سراب ..

0 تعليق:

إرسال تعليق

تذكّر : : كلُّ إناءٍ بالذي فيهِ ينضَحُ