face like

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

السبت، 28 أكتوبر 2023

كرامة الإنسان تستنجد، وواقعه يتلكأ!

0 تعليق


كل ما يمكن أن يُعدده الإنسان من براهين لإثبات كرامته، هي في الواقع براهين تُثبت العكس! ولعل ذلك ما يجعل الكثيرين يتحاشون الغوص في موضوع الكرامة- بما يُثبتها أو ينفيها-، ويكتفون باعتقاد وجودها! لكن وبحسب عقائد المؤمنين، فإن المنطق لا يتعارض مع نفي الحرية عن الإنسان؛ بينما يتعارض مع نفي الكرامة عنه! ومعنى ذلك أن الكرامة لا تحتاج إلى إثبات، فهي فعل إلهي مساوٍ لعملية الخلق، في كينونة وصيرورة الكائن الآدمي. حيث يقولون بأن الإله هو مَنْ قال بأنه خلق الإنسان، وبذات الصورة قال بأنه كرَّم بني آدم! فالكرامة بحسب هذه المعتقدات، هي أمر صادر عن مشيئة وإرادة إلهية فوقية لا مجال لنفيها عن الإنسان، شأنها شأن عملية الخلق والوجود؛ وهو الأمر الذي ينطوي على مفارقة يصعب فك رموزها؛ مفارقة يُدوِّي بها واقع الأغلبية المسحوقة من البشر- فقراً مُدقعاً وضعفاً مُذلاً واستعباداً مُفزعاً، وآلاماً قاسية، وحياة مفروضة بائسة، ونفوساً طائعة ساجدة راكعة ويائسة! إنه لا يمكننا فهم الكرامة الآدمية هنا، إلا أن يكون بعض البشر آدميين مُكرَّمين، وجُلهم دخلاء على خلق الإله – بني آدم، فلا نصيب للدخلاء في كرامته التي أوجبها لكل بني آدم! غير المؤمنين يعتبرون حرية الإنسان رمزاً لكرامته؛ وبذلك فهم يستخدمون نظرية البدائل المكافئة، فيستعيضون بالعناصر المتاحة بديلاً للعناصر الممتنعة في معادلة الكرامة! والحرية كفيلة بجعل كل البدائل مباحة أمامهم! المجتمع البشري يتألف سواده الأعظم من جنود مأمورين بحراسة الحكومات وتنفيذ سياساتها مقابل السماح لهم بالحياة وتوفير لقمة عيش تسد الرمق..؛ ويتألف من عمالٍ يتملقون المسئولين، ويكدحون طوال الحياة؛ فمنهم من يتملق للفت الأنظار والتميّز على حساب الكادحين معه، ومنهم من يتملق خشية المبيت في العراء والموت جوعاً! ويتألف من مجرمين وتائهين، ومساكين عاطلين عن الحياة الكريمة؛ ويتألف ممن يقتاتون على خدمات يقدمونها لغيرهم، يتذللون خلالها، ويراءون ويتنازلون عن مبادئهم وقناعاتهم في سبيل جلب الزبائن ونيل رضاهم، على حساب بعضهم الآخر! وكذلك من أشباه العقلاء المبرمجين بما يُخالف الفطرة والمنطق؛ الذين يُضحون بأرواحهم لإنجاز أهداف لا يفقهونها، وقتل أناسٍ لا يعرفونهم، لنيل الرضا والبركات من أناسٍ يُقدّسونهم! فمن هو الإنسان العاقل المكرّم، مركز الخلق، وسيد المخلوقات، الذي تنتظره الجنة أو النار؛ إذ لم يبقَ من مجتمع الآدميين المكرمين سوى أفرادٍ معدودين، يُمثلون في مجموعهم طبقاتٍ سعيدة ومسيطرة، تكونت بالضرورة لسد الفراغ الطبيعي ليكتمل المشهد العام..، تماماً كما فرضت الطبيعة ذلك على مجتمعات النمل والنحل والغاب، وهي المجتمعات الطبيعية العفوية الصادقة التي لا تدعي الكرامة ولا تتبجح بالعقل والأخلاق! وحتى هؤلاء القِلة المكرمون، هم في الحقيقة مكرمون قياسًا إلى انعدام الكرامة لدى غيرهم، وليس بمستوى مفهوم ومدلول الكرامة؛ فهم ورغم اختلافهم عن غيرهم، إلا أن طبيعة الحياة إجمالاً وتفاصيل ممارساتها اليومية، تستوجب فعل ما يتعارض مع مفهوم الكرامة! الكرامة الآدمية كما نشهدها، في نقاط .. عندما يفتخر إنسان، ويرقص فرحاً بفوزه بمنصب السيطرة على إنسان، لا بفوزه بثقة الجميع به! وعندما تنعدم من دمائهم ذرات الحياء، فيطلب بعضهم العبث بالدستور الذي أوصله إلى سدة الحكم، لكي لا يرى غيره في مكانه – مساوياً له – طيلة حياته- في إشارة فاضحة إلى اعتقادهم الفاسد بعدم وجود من يستحق لقب الرئاسة سواهم ..؛ وعندما يفتخر الغني بإعطائه للفقير قدراً من المال بما يُظهر ذل الفقر لا بما يُغنيه؛ وعندما يتجرأ الفقير على جرح كرامته بأظافره – حين يمد يده ليتلقف ما يُثبت ذله وضعفه وحاجته؛ وعندما يرضخ الرجل والمرأة لشروط الزواج الثقافي – بنصوصه المقدسة الآلية، ومضاعفاته الشعوبية الغوغائية، وملحقاته الظنية، ومقدماته المظهرية الدعائية، ومؤخراته المادية المشككة في المصداقية..، و ، و ..؛ عندما تحدث مثل هذه المشاهد، فإنها لا تترك خيطاً يستر جزءاً من عورات الغافلين، ولا منبراً يصعده المكابرون، فهي تطرح بصريح المشاهدة لا بصريح العبارة، تساؤلات عملية حول مفهوم كرامة الآدمي، بما يُشير إلى أنها ربما كانت مسرحية ركيكة السيناريو والإخراج، تجري مشاهدها على خشبة الكرة الأرضية، ويُسدد السُذج فواتيرها وتذاكرها – آلاماً مُستحقة وآمالاً مسحوقة، من خزائن مبادئهم الخادعة الخالية من كل قيمة، سوى من قيمة الانتظار للعدم القادم من لا مكان في لا زمان على جواد الوهم اللامع! فمثل هذه المشاهد تورد أفكاراً، مفادها أن كرامة الإنسان قد لا تعدو أن تكون أضحوكة أيديولوجية ومهزلة تاريخية، لا يليق بالعقلاء المساهمة فيها بتصديقها أو ترديدها – ناهيك عن الكرام والشرفاء إن وُجدِوا! - فالكرامة كلٌّ واحدٌ مطلق، لا يخضع لنسبية آينشتاين، ولا لتأويل رجالات الأديان والطوائف! فهي إحساس طبيعي إما أنه موجود أو أنه غير موجود، ولاشيء بينهما! فإذا اختل توازن الكرامة أو تجزأت، أو تم العبث بأحد أوجهها، اضطرب جوهرها، وتشوه مظهرها، ولم تعد قائمة! وما لم تعد الكرامة إلى وضعها الطبيعي الذي لا يقبل التجزئة ولا يحتمل المخادعة والمساومة، فإن الغضب باسمها أو الدفاع عنها أو البُغض لأجلها- وهي على حالها، كل ذلك يُصبح ضرباً من الجهل الملتبس أو الاستعباد المركب..، كالذي تُهدر كرامته بأيدي قومه وباسم دينه، ثم يُدعى لقتال الخصوم باسم الكرامة أو دفاعاً عنها، فيُلبي النداء مهاناً في ذاته، مطالباً بكرامةٍ لقومه ودينه! - الكرامة تتطلب إمكانية الاستقلال، وهو الأمر غير المتاح للفرد البشري! - بديل الاستقلال هو وجود مجتمع الخيال، وهو كذلك أمر محال! - المعتقدات والأعراف تأمر الإنسان بالمحافظة على كرامة غير موجودة! - وجود الكرامة حلمٌ بشري قديم، وغيابها واقع أليم ونقطة ضعف مشتركة بين بني البشر، ولذلك اتفقوا على افتراض وجودها هرباً من مواجهة حقيقة غيابها! - الإنسان لا يجد نفسه مكرماً، فيحافظ على كرامته أو يهدرها، بل يجد نفسه ذليلاً، ولكن يُقال له إنه مُكرم، فيُصدِّق، ويعمل على إثبات ما صَدَّقه، متجاهلاً حقيقة ذله الذي يرافقه طوال حياته كظله! - الكرامة حلمٌ جميل، وهي أمرٌ ممكن نظرياً؛ ولكن المتاح للإنسان عادة لا يكفيه لبلوغها عملياً! - من أجل الكرامة وباسمها، تحث المعتقدات الإنسان على سلوك السُبُل المغلقة، وتغلق أمامه السُبُل المتاحة! - وفق الأعراف والمعتقدات والنظريات السائدة، فإن كرامة الإنسان لا تكون إلا على حساب كرامة إنسان آخر، لذلك كان من المستحيل تحقيق الكرامة للجميع، وتلك تجزئة للكرامة البشرية، تخالف مبدأ وجود الكرامة! ولذلك يتطاول بعضهم على الحقيقة جهاراً نهاراً، حين يقول إنه سيعمل المستحيل لتحقيق هدفه..، وهو بذلك إما كاذب أو جاهل، لأن المستحيل ليس أمراً نسبياً يمكن تجاوزه أو اختراقه بالإرادة! 

 الكرامة والصداقة في حياة العفويين.. إنه بريء، إنني
 المذنب! فليس هذا هو الصديق، بل كان ذلك تسرّعاً وإخفاقاً مني في معرفة البشر..، فقد أضفت إلى قائمة الصداقة من لا تنطبق عليه شروطها! تلك كانت حُجّته وتبريره لنكسات الصداقة، كلما طالت بهم الطريق، وكشف له أحدهم عن خداعه – إخفاقاً في التمثيل، أو اضطراراً للكشف عن الحقيقة أمام موقف لا يحتمل الخداع! بسيطٌ عفويٌ جادٌّ هو – واهمٌ ربما-، ولكنه كان يبحث عن صديقٍ بشري، بمواصفاتٍ استقاها مبكراً من أهله ومجتمعه ومدرسته، حيث لُقِن في طفولته، وتمت برمجته بأهمية الصداقة وكيف ينبغي للصديق أن يكون في حياة الإنسان ..، فكان هو للآخرين كما أرادوا له أن يكون، ولم يكن غيره كذلك! لم يكن من الممكن ولا من المنطق ولا من اللائق، أن يشك في أُسس وأمانة مجتمعه البشري العاقل، فاتخذ من نصائحهم مرجعاً له ..، وانطلق باحثاً عن أصدقائه بينهم .. لعله من المبالغة والظلم أن يقول كلهم! ولكن بدا له أن كل البشر منافقون بارعون في التمثيل، وكلهم صائدو عواطف وطالبو مصالح! فكلهم يعرفون جيداً ما الذي عليهم فعله أو قوله والظهور به أمام الفريسة للإيقاع بها، .. بشرية كانت الفريسة أم حيوانية .. لا فرق! - تمرد البسيط، فأصبح مُركّباً في طبعه، جريئاً في تساؤلاته، بليغاً فصيحاً دامغاً بحُجّته، ولم يعد بإمكان المجتمع اليوم نصحه أو حتى إطالة الحديث معه! فقد أضحى المجتمع البشري عارياً أمامه، لا يستطيعون ستر عوراتهم! وأصدقهم قيلاً هو ذلك الذي يُقـرُّ بأنه منافق كاذب! بلغت به معرفته بالناس حداً، لم يعد يُجدي معه وجود الأصدقاء في حياته نفعاً! إذ حتى لو عثر على الصديق المأمول، فسيكون عدم وجوده أفضل من وجوده، لأن اليأس أفضل من الأمل الميئوس منه! فما نفع المصباح الوحيد في البلد المظلم، إلا كنفع الدرهم لفقير الزمان والمكان! تساءل صاحبنا مرةً، أمام أشباه الأصدقاء، قائلاً: لماذا الكذب والنفاق في مجتمع الأخلاق! لماذا يضع الإنسان نفسه في منزلة لا ترضاها القرود - تلك الحيوانات الأقرب إليه شبهاً، والتي قَبِل الإنسان من العلم كل شيء عدا نسبة جذوره لها! تلك الحيوانات البريئة التي لو نطقت اليوم لتبرأت من خداع البشر ونفاقهم! فأجابه أبلغهم قولاً، وأفضلهم أخلاقاً، وأقربهم إلى المنطق: نعم نحن منافقون كاذبون، ولا يُمكننا إلا أن نكون كذلك! ونعم نحن نحتقر الكذب والنفاق، والمحصلة أننا نحتقر أنفسنا؛ ولكن هكذا تريد حياتنا وهكذا هو واقعنا! والسبب هو أنه لكي يكون الإنسان صادقاً، فإن ذلك يتطلب منه أن يكون قد صَدَّق أصلاً أنه مُكرَّمٌ! فعندها سيتمسك بكرامته، ويبحث عن الحقيقة، وسيكون مستعداً لدفع الثمن! ولكن، ولأن ثمن الكرامة والحقيقة قد يكون هو الحياة ذاتها؛ لهذا السبب يشك الإنسان في حقيقة كرامته، بل من الناس من هو واثق من عدم وجودها. لكن، لا أحد يجرؤ – أو لا أحد مضطر – للبوح بذلك، لأن كل الناس يتظاهرون بالكرامة، وكل واحد منهم يكذب ويعلم أن الآخر يكذب- بادعائهم للكرامة، وبذلك أصبحت الكرامة هي نقطة الضعف المشتركة بين البشر، وأضحت عنواناً للنفاق ومبرراً للكذب، ولذلك طغى الهزل على الجد .. لأن الجد يعني الصدق، ولأن الصدق يعني التعاسة أو الموت غالباً! - يئس "العفوي" من العثور على صديق من جنس البشر، وكان يقول لمن يسأله عن الصداقة: أن لا تجد صديقاً، خير من أن تجد صديقاً مغشوشاً! وأخذ يُمازح زملاءه طالباً مساعدتهم، بالبحث له عن غول، ليتخذه صديقاً! وكان ينصحهم قائلًا، إذا وجدتَ غولاً، فاتخذه صديقاً! فإن أراد أكلك فلا تقاومه، وفاءً منك للصداقة! وإن أكلك فذلك وفاؤه هو للصداقة! إنه لئن يأكلك صديقك ويجعلك جزءاً من جسده- لا تُفارقه، فذلك أرقى درجات الوفاء للصداقة. إنه لئن يُخفيك صديقك من الوجود في أول لحظة من لقائكما الأول، فلا تُطعن بغدره في حياتك أبداً..، لهو أنبل وأشرف مئات المرات من أن يغدر بك صديق، ثم تراه بعدها!

الجمعة، 13 أكتوبر 2023

لماذا الموت؟ .. لأنه .. لماذا الحياة؟

0 تعليق


الحياة فرصة واحدة، الاستمتاع بها دون فهم، خيرٌ من فهمها دون استمتاع – حيث أنهما لا يجتمعان! 
 - اليقظة مثل العجز .. لا تُبرر الانتحار بل توجبه! 
 - الحقيقة هي الوهم الذي تموت قبل أن تُدرِك أنه وهم!
 - من لا يجيدون التفكير مضطرون للقبول بالحد الأدنى من الحقيقة – معتقدات دينية جاهزة\أوهام مُقنَّعة ..، مثلهم كمثل الذين لا يجيدون الأعمال الحرة فيقبلون بالحد الأدنى من الحياة - وظائف حكومية\بطالة مُقنَّعة! 
- قُبحٌ أن نحتاج لتذكير أحبابنا بمن نكون، أقبح منه أن نقابلهم بعد ذلك!
 - أن ترى نفسك في عين الصديق يومًا كغيرك من البشر، هي تمامًا مثلما ترى فجأةً كل البشر وهم لم يعودوا بشرًا!
 - الصبر على التفاهات أمرّ من الصبر على الشدائد! 
- لا بد لنا من التنازل عن حقنا في الاختلاء بأنفسنا، وعن جزء معتبر من الحياء والكرامة، بحيث يشهد الآخرون خروجنا ودخولنا دورات المياه، إذا أردنا أن ننجو من تهمة الجنون والاكتئاب! 
 - أكثر شيء يدفعني دائمًا للتعجيل بالرحيل، هو خوفي من أن أضطر للحديث والاستماع إلى بشرٍ أعرفهم ولا يعرفونني – أن تضطر لبذل جهد كبير تعرف سلفًا أنه من أجل لاشيء!
 - كيفما كان أسلوب تعاملنا مع الآخرين، فهو وسيلتنا الوحيدة لمعاقبة أنفسنا على وجودنا غير المبرر! 
 - إذا بدا لك الأبيض أسودًا فهو أسود حتى يبيض في نظرك! 
- حرارة لا تشعر بها ، لا وجود لها حتى لو أحرقت كل ما حولك! 
 - أن تكون موجودًا يعني أن تكون أنت مرجعية الأشياء لا العكس! 
 - أن تكون الأشياء هي معيار الإنسان لقياس الحقيقة، ذلك يعني أن الإنسان شيء من الأشياء - ليس مختلفًا عنها وليس بأفضلها – ولعل تلك هي الحقيقة!
 - دعوة عاقل للجنون أكثر عقلانية من دعوته للإيمان بما يخالف عقله!
 - إيماني بوجود شيء أجهل عنه كل شيء ..  يساوي ادعائي بمعرفة شيء لا وجود له!
 - كل شيء يحتاج إلى رعايتنا هو شيء غير حقيقي – حتى الله والحياة والعدل والجمال والحب والبُغض!
 - يُحزنني ضحك البشر أكثر من بكائهم – ربما لأن البكاء له ما يُبرره دائمًا!
 - موت الأطفال، جواب بكل اللغات للسائلين عن مغزى الحياة! 
 - الحياة خطأ مُركَّب والزواج حياة مُركَّبة والإنجاب زواج مُركَّب! 
 - أن يصبح العمل شرطًا للحياة، يعني أن تصبح الحياة غير مُبرَّرة!
 - أن يصبح الزواج جزءًا من الحياة، يعني أن يصبح الموت واجبًا أخلاقيًا! 
 - أن يصبح الرجل أبًا ، يعني ألا يعود صالحًا للحياة ولا للموت! 
 - أن تصبح المرأة أُمّاً يعني ألا تعود صالحة لأن تكون زوجة ولا صديقة! 
 - فقط عندما يخلعون أقنعة الدِين، يرى البشر بعضهم ويعرفون أنفسهم! 
 - لا يقوم معتقد إلا على حساب منطق!
 - حق رجل الدين الإسلامي على المسلمين مجرد دليل ظاهري يُثبت له إسلامهم، وهو الدليل الذي يمكن أن يُقدمه المسلم وغير المسلم .. أما حق المسلمين على رجل الدين فهو دليل باطني يُثبت لهم عقلانيته وصدقه وأمانته ورُشده وحياده ونزاهته وسداد رأيه وصواب اجتهاده وصحة إيمانه وقبول عمله، باعتبار أن طاعته تعني طاعة الله ..، وهو الدليل الذي لا يمكن أن يُقدمه رجل دين، ولذلك لجأ رجال الدين إلى مسرحية الخواص والعوام ثم انتقلوا إلى واقع التكفير والإرهاب صراحة! 
 - حياة الإنسان لا تكون إلا أداءً لأحد أدوارٍ أربعة: سيد، عبد، منافق، معتزل!
 - العدمية لا تعني خلو الحياة من القيمة، لكنها تحصر مغزى الحياة فيها- لا قيمة للحياة إلا ما يتحقق خلالها!
 - فلسفة الوجودية هي افتعال قيمة للحياة، فلسفة العدمية هي تصور أكبر قيمة ممكنة للحياة! 
 - مفهوم العدم يرتبط بالقيمة والغاية – المرتبطتين بالشعور والإدراك، ولا علاقة للعدم بالطاقة والمادة .. فلا تنبثق طاقة من عدم ولا تؤول مادة إلى عدم .. لكن تنبثق غاية من عدم وتؤول قيمة إلى عدم! 
 - الإرادة مثل المسئولية، كلاهما كذبة ترتدي ثوب الحقيقة أمام الأغبياء والضعفاء، وترقص عارية حين يختلي بها الأذكياء والأقوياء!
 - الانتحار شطبٌ حقيقي لديون مزورة، والحياة سدادٌ حقيقي لقرض وهمي وبأقساط مُذِلَّة غالبًا!
 - ينجح المرء في طريق خاطئ يختاره بنفسه، ويفشل في طريق صائب يختاره له غيره دون إدراك منه، ذلك لأن الإدراك يُنتج القناعة، والقناعة تُنتج التصحيح الذاتي!
 - المنطقيون مُحصَّنون ضد الأوهام والسعادة!
 - الكذب وهمٌ صادق، والصدق واقعٌ كاذب!
 - صِدقُ الإنسان مع غيره يساوي كذبه على نفسه، فقلما وُجِدوا من يصح أن نكون معهم صادقين، ونحن نعرف ذلك ونتجاهله عادةً! 
 - مأساتنا تكمن في أننا لسنا جميعًا ببغاوات، بينما يتم مبكرًا تلويننا جميعًا بألوان الببغاء! 
 - الببغاء يؤدي دورًا جادًا في مسرحية هزلية .. الكل يضحك استمتاعًا بأداء الببغاء إلا هو، فهو يُردد جادًا بانتظار نتيجة جادة غير الضحك الذي لا هدف للمسرحية غيره ..، ليظل الببغاء فخورًا بإنجاز لن يتحقق ولن يعرف هو ذلك قبل لحظة موته! 
 - الحياة وظيفة عبثية يتطلب أداؤها جهدًا كبيرًا وجادًا!
 - عندما أحتاج للتصالح مع الحياة، لا أجد لها حسنة عدا كونها اختيارية!
 - ثمة مأساة كامنة حيثما بدا نجاح .. النظرة إلى الإنسان ككيان مستقل مالك إرادة، هي دائمًا الخطأ الكامن خلف جهلنا به وتهويلنا من أمره .. الإنسان مجرد احتمال صَلُح أكثر من غيره لاستمرار عمل وتطور قوانين الطبيعة فيه .. تمامًا كما صلُحت الأرض للحياة دون غيرها من الكواكب! 
 - لم أجد شاهدًا على جمال الموت، ولا أحتاج شاهدًا على قُبح الحياة! 
 - أظنني حاولت افتعال الغباء مرات وفشلت، لتصديق هلوسة السفر عبر الزمن، فقط لأعيش حلم إبطال حدث ولادتي .. ذلك الخطأ الذي كان يمكن اجتنابه!
 - كل ولادة آدمية جديدة هي قضمة مكررة غير مبررة من تفاحة ملعونة معلومة اللعنة!
 - من الظلم ألا تعيش وحدك وألا تموت إلا وحدك! حقك في الموت لا يسمح لك حتى أقرب الأصدقاء بممارسته في حضوره!
 - يبدو الفرق بين الحياة والموت أكثر وضوحًا من هذه الزاوية: حتى الغريب يساعدنا على الحياة، حتى الصديق لا يساعدنا على الموت!
 - لو يعرف الانتحاريون الدينيون كم أغبطهم .. ففي عالم الحقيقة الزائفة هذا، لا شيء يضاهي وهمًا يمنحك نشوة حقيقية!
 - حياة دهر اختيارية أخف من حياة أسبوع إجبارية!
 - إذا كنا سنُبعث فإنه علي أن أقول: إنني سنُبعثون! فأنا إنسان آخر مختلف عن سابقه في كل مرحلة من مراحل حياتي .. إذا كانوا بعضي يستحقون العقاب فإن بعضي الآخر لا يكفيهم الاعتذار مع الثواب .. كل واحد منا هو أكثر من واحد، ربما لهذا السبب افترضت النظريات الدينية أن تكون ساحة البعث أكبر من عالمنا بكثير .. وحدهم من يموتون أطفالاً يصح بعثهم أفرادًا ومن دون معنى لعقابهم ولا ثوابهم ..، أي لا معنى ولا مبرر لبعثهم كما لم يكن هناك مبرر ولا معنى لخلقهم! 
- ليس من قبيل المصادفة أن يُكمِل جُل العدميين حياتهم حتى النهاية تمامًا كما يُكمل جل المؤمنين كفرهم حتى النهاية ..، اختلاف عناوين وتطابق مضامين!
 - هب أن إلهًا خلق بشرًا ليستعبدهم ويسجنهم جميعًا في كونه، فهل يمكنهم أن يكونوا غير عبيدٍ ومساجين؟ لماذا إذن كل هذا الضجيج؟ ليس ثمة غباء يضاهي غباء عبيد يتبادلون الاتهام بالتمرد، وهم جميعهم عاجزين مكبلين ومساجين!
 - ليس دقيقًا القول بأن رجال الأديان يرفضون مناقشتهم حول فلسفة معتقداتهم ومذاهبهم؟ هم فقط يشترطون تسجيل النتيجة لصالحهم مسبقًا!
 - الحياة تلزمنا بتمارين قاسية تمهيدًا للنوم فقط!
 - البشر يقرؤون فقط التاريخ العام الذي لا علاقة له بحياة الأفراد، لذلك تتكرر مآسيهم على أيديهم! -
 - إن كنت سأخاف وتعلق الأمر بالله فسيخيفني عدم وجوده، لكن الله الحقيقي لا يُخيفني مطلقًا، فهو لا يهبط إلى أقل من مقامه ليخيفني، يجب الحذر فقط من بشر يرتدون زي جُند الله المزيف!
 - لا يمكن لمن يمثلون الأديان أن يلتزموا الصدق والشفافية في خطابهم الديني، لأنهم مجبولون كغيرهم من البشر على الشعور بأن توريط البشر في الدين ممكن، بينما إقناعهم به ضربٌ من المستحيل!
 - أن تتعامل مع البشر يعني أن تعالجهم نفسيًا في كل معاملة، أو أن تفتعل الجنون ليؤدوا هم دور المعالج! 
 - وجود كثير من البشر مثل وجود كثير من الكائنات – نراها بريئة حتى وهي مؤذية ..، وجود لأجل العظة والتأمل عن بُعد لا للاتصال! 
 - إذا أرادت جماعة إسلامية اليوم، تطبيق الشريعة على مجتمع ما، فهذا يعني فتحًا جديدًا، وهذا أمر يجب تشجيعه وفرصة ينبغي استثمارها، لأن هذا يُمثل دخولًا جديدًا للإسلام .. أي لا مكان لحد الردة في هذه اللحظة، ما يعني أنه من حق ذلك المجتمع المسلم البقاء على معتقده الفاسد وعدم اعتناق معتقد تلك الجماعة، بينما يتحتم على الجماعة الالتزام بالشريعة الإسلامية بالاكتفاء بأخذ الجزية من ذلك المجتمع – الصاغر في كل الأحوال، مقابل حمايته، مع عدم تطبيق شريعتها عليه! 
 - عندما تصبح الحياة ذاتها في مقابل مبرراتها، أشبه بصخرة عظيمة يحملها الإنسان لأجل قتل نملة، أو مقابل الحصول على شربة ماء تزيد الظمآن ظمأً .. هناك يتوجب الانتحار! 
 - كنت دائمًا أحتفظ بأحزان مؤجلة، أحتاجها عندما توشك الحياة على خداعي بنعاس النسيان أو غثيان الأمل .. أقوم بتنشيطها لتكف الحياة عن الكذب والسخرية! 
- من استطاع احترام نفسه بنفسه لنفسه، وفَّر على نفسه جهدًا كبيرًا يتطلبه انتزاع احترام زائف من الآخرين!
 - الحياة دموع الطبيعة .. احتاجت الطبيعة للبكاء كما يحتاجه كل موجود .. فأوجدت الحياة لتبكي من خلالها .. لا أجد مبررًا آخر للحياة! أبدعت الطبيعة وذهبت بعيدًا في التعبير عن حزنها .. كان يمكن للطبيعة أن تكتفي بالموسيقى .. لكنها بحاجة لأجساد تتألم ودموع تسيل وقلوب تتحطم .. فكسرت كل منطق وجرحت كل جمال .. إنه مأتم الكون .. اصطدام أزل بأبد .. كلٌ يقتل كلًا .. كلٌ يواسي كلًا! 
 - فوق مقابرنا وفي مآتمنا الصغيرة، نرى كثيرين منا يضحكون، كذلك يضحك ويستمتع البشر في الحياة فوق الأرض!
 - الحياة تعبِّر عن خيبة الوجود وخلوه من المعنى، من خلال فقاعات كثيرة مثل الرجولة والبطولة والوطنية والطائفية، ومثل اصطياد الضباع للأرانب واصطياد الثعالب للفئران!
 - لم يكن سؤالي يومًا، لِمَ أنا هنا؟ دائمًا كان سؤالي: لِمَ لا أزال هنا؟ 
 - نجحت الطبيعة في تجسيد مأساتها في نظرات الأطفال، كأوضح وأصدق وأفظع ما تكون المأساة!
 - لا أصعب لدي من حياةٍ تخلو من حق الوحدة .. وحشة وجود البشر من حولي مؤلمة بما لا يُطاق .. لا أراهم إلا معزيين يواسون أنفسهم، تجمعهم محاولة ردم فاجعة قد انقضت أو استعداد لاستقبال نكبة قادمة دون مقدرة على فعل شيء، كل ما يمكنهم قوله وفعله هو اختلاق أدوار زائدة على هامش المأتم الكبير الدائم المنصوبة خيامه على الأرض أو مقبرة الأحياء! 
 - أشتاق إلى الوحدة كلما انتبهت إلى وجود بشر في المكان، ولأنه لا خيار لي غير الحياة بين البشر، أقوم عادةً بدعوة صديق حقيقي لزيارتي ..، الصديق الحقيقي هو الذي يمكننا الشعور بالوحدة في وجوده!
 - لو قُيِّض لأصناف البشر أن تتمايز وتحيا منفصلة عن بعضها، لاتضحت أمور كثيرة يجري إخفاؤها دائمًا في محاولة أزلية يائسة لتحقيق أسطورة وحدة الجنس البشري .. - السجون مفيدة للعبيد والأغبياء، تجمعهم مع الأحرار والأذكياء ..
 - لا أشك في قدوم العصر الذي تكون فيه ممارسة الجنس بين البشر إما مساوية للقتل أو مساوية للتحية ..، لكن لا يمكن لهذا الزيف المضطرب القائم الآن أن يستمر إلى الأبد!
 - وجود نساء غير جميلات هو لأداء الوظائف السياسية والأعمال الخيرية والتكاثر، والجميلات لتبرير الموت والحياة! 
 - معظم الرجال وجودهم مجرد خلل جيني ودليل على عبثية الحياة! 
 - ترويض البشر عبر حياة الأقفاص في الحدائق البشرية المسماة مُدن وهذه المحميات الاصطناعية المسماة دول ومجتمعات ..، يُخفي الحقائق والفوارق بينهم بطريقة رديئة تفرض العهر السلوكي، بما يمنح الكاذبين هيئة الصادقين، ويضع العابثين على منابر الناصحين، ويحول بين الواهمين ورؤية أوهامهم!
 - حُب الشُهرة نقص ظاهر وعدمية مخفية ..، تظهر العدمية ويختفي النقص عندما ينعدم الشعور بالحاجة لسماع صدى الأنا في الآخرين!
 - البشر عمومًا ثلاثة أصناف: عبيد مستغفلون، عبيد متطوعون، أحرار لم يعد بمقدورهم العودة للعبودية وهم الموتى!
 - فظاعات المتطرفين دينيًا لها معنى، مرفوضة لكن لها معنى، فحياة تقوم على تحريم الانتحار ينبغي أن تكون خالية من التساهل ..، لكن ما لا معنى له هو وجود مؤمنين لا يلزمهم من الدين سوى تحريم الانتحار! 
 - من حسن حظ المؤمنين أن دوران الشمس حول الأرض كان أمرًا بديهيًا وقت ظهور الديانات، لذلك لم تذكره صراحة، إذ لو فعلت وثبت اليوم العكس لأصبحت الأرض كافرة، ولأصبح الجهاد هو إيقاف دوران الأرض، فالمؤمنون لا يختبرون معتقداتهم بالواقع بل يختبرون الواقع بمعتقداتهم، فيُحطِّمون ويحجبون من الواقع الفعلي كل ما يتعارض مع معتقداتهم لجعلها واقعًا بديلاً أو الدمار والفناء، لأن إقرارهم بالواقع الفعلي يعادل إقرارهم بعدم وجودهم!
 - ما يسمونها معالجة بالمهدئات، هي ببساطة تغييب الوعي أو تخفيضه ليُصبح الإنسان كغيره من البشر أو ..!
 - اقبل أنت به أستاذًا ومرجعًا لك، يقبل بك رجل الدين محاورًا له!
 - ككل مستيقظ .. بديهي أن لا أجد للحياة مغزًى ، لكني لا أراها خالية تمامًا من المعنى، فالحياة لحظة طويلة، لحظة يقظة، لحظة ألم، يُدرك معها الإنسان نعمة العدم الآتي منه العائد له! 
 - هل الحياة أصل والموت استثناء؟ إذا كان معيارنا فطرة البشر، فالواقع ربما أثبت العكس! يكفي أن نرى معتقدات تُحرِّم، وحكومات تغلق مواقع تواصل وتمنع برامج إعلامية وتُقيم حواجز مادية على جسور لمنع البشر من الانتحار! إذا كان منع الإنسان من الانتحار هو بحجة عدم أهليته لإدراك الصواب، فينبغي إذن عدم محاسبته على بقية سلوكه! قد يأتي على الحكام ورجال الأديان عصرٌ يضطرون فيه لجعل كل القوانين والفتاوى مادية ..، كلها حواجز وأسوار وقيود وحظائر محروسة، يوضع فيها البشر لمنعهم من الانتحار وإرغامهم على ممارسة الحياة ..، بحجة أن كل البشر قد فقدوا الأهلية لإدراك الصواب!
 - هل الانتحار بسبب ضغوط الحياة انهزام؟ إذا اعتبرنا الأمر كذلك، إذن كل موت هو انهزام، فما الموت سوى انهيار الإنسان أمام ضغوط لم يقوَ على تحملها - جسديًا أو نفسيًا! يبدو الهدف من محاربة الانتحار جليًا، إنه كسر إرادة الإنسان ومنعه من التحرر التام، ولا شيء آخر!
 - أيهما يعتبر انهزامًا، الرضوخ للضغوط جُبنًا من الموت، أم مواجهة الموت رفضًا لذل الضغوط؟ في الحقيقة هناك تشوُّه في فلسفة الحياة والموت وعلاقة الإنسان بهما، ويبدو تشويهًا متعمدًا وليس تشوهًا .. الحياة المنطقية واقعية، والواقع يفرض الانتحار أحيانًا! والحياة الدينية وهم، وإحداث الوهم يتطلب وجود إرهاب! والحياة الطبيعية ثقافية، والجريمة جزء من كل الثقافات! بالنتيجة لا توجد حياة تخلو من الموت المفتعل – انتحارًا أو إرهابًا أو إجرامًا .. البشر يفتقدون لحياة طبيعية خالية من تراكمات ثقافية! قدرة البشر على قراءة التاريخ، مأساة لا تخلو من متعة! 
 - افتعال الحروب وممارسة الإجرام والإرهاب ..، كلها نتائج طبيعية جدًا، تعكس ارتفاع درجة وعي البشر بالحياة، وانخفاض مستوى إدراكهم للوجود! الكائنات الأخرى لديها انخفاض شديد في درجة الوعي بالحياة، وربما انعدام تام لإدراك الوجود!
 - لا بد من استمرار الحروب والإجرام والإرهاب كسلوك بشري حتمي ما دام البشر مختلفين .. لماذا؟ لأن المبررات المتاحة للحياة، مبررات سطحية لا تلبي حاجة كل البشر ..، لا تصلح جوابًا لكل البشر كمبرر لوجودهم ..، فلا بد من خداع بعضهم وإكراه بعضهم، ولا بد بالتالي من انتحار بعضهم وقتل بعضهم لبعضهم!
 - تقبيح الانتحار يدفع الذات لتبرير قتل الغير! 
- المجرمون والإرهابيون والمنتحرون قليلون مقارنة ببقية البشر، وهم ذاتهم المبدعون .. الموهوبون .. الموهبة هي ذاتها لدى هذه الأصناف، لكن النتيجة تحددها البيئة! - الموهبة تخرق المعتاد .. بحسب البيئة التي يوجد بها الموهوب تكون ماهيته ونهايته .. - مكافحة الإجرام والإرهاب والانتحار، هي محاولات لفرض جواب مستورد على سؤال ذاتي ..، لذلك لن يُكتب لهذه المكافحة النجاح أبدًا .. لا يستورد الجواب إلا من استورد السؤال قبله! من كان سؤاله ذاتيًا لا يكون جوابه إلا ذاتيًا ..، ما يصلح لإقناع العميان لا يصلح لإقناع المبصرين .. ما يصلح لإقناع العاجزين عن الحركة لا يصلح لإقناع القادرين على الحركة .. ما يصلح لإقناع العاجزين عن التفكير لا يصلح لإقناع المفكرين .. ما يصلح لإقناع الهزليين لا يصلح لإقناع الجديين .. لكي يتوقف الإجرام والإرهاب، لا بد من خلق بديل مكافئ لهما .. هو الانتحار .. لا بد من رد الاعتبار للانتحار بتشريعه وتمجيده باعتباره سلوكًا بشريًا محترمًا، لكي يصبح بديلًا لمن لا تنخدع أنفسهم بمبررات الحياة السطحية والعبثية والوهمية ..
 - الجديون لا يمكنهم ممارسة وجود هزلي!
 - ذوو الخيال الواسع لا يمكن سجنهم في حدود المعتقدات والثقافات! 
 - عندما لا يوجد هدف يستحق تحمل تفاهة الحياة، يحدث الانتحار! 
 - من قال بأن الحياة أصل والموت استثناء؟ لم يقلها العقل .. لم يقلها الواقع .. لم يقلها المنطق .. لم يقلها العِلم .. لم تقلها الفطرة .. لم تقلها الكرامة .. لم تقلها الطهارة .. لم يقلها الصدق .. لم تقلها الأمانة .. لم تقلها الشجاعة .. لم تقلها الحرية .. لم تقلها الطبيعة .. قالتها الجهالة .. قالتها البدائية .. قالتها المعتقدات .. قالتها الثقافات .. قالتها الأساطير .. قالها الضعف .. قالها التلقين .. قالها التعليم .. قالها التوجيه .. قالها الخوف .. قالتها الملذات .. قالها الكذب .. قالتها ممارسة المتساوين للوصاية على بعضهم .. 
 - ماذا صنع تقديس الحياة بالإنسان؟ جعل منه عبدًا لبني جنسه .. جعل منه كائنًا يُمارس الكذب والنفاق .. جعل منه كائنًا يرتدي ثوب الطهارة فوق جسد القذارة .. وثوب الكرامة فوق جسد المهانة ..
 - العاهرة امرأة تخلصت من عقدة المرأة، فبدت خالية من أسرارها الوهمية! الرجال لا يُقدِّرون العاهرة كما لا يقدرون بعضهم .. إنه حب التعالي ورفض المساواة! النساء يبغضن العاهرة لأنها فضحت أكذوبة أسرارهن!
 - لماذا يتناقض البشر كل هذا التناقض حيال موضوع الحياة والموت؟ لماذا يمارس بعض البشر الانتحار سلوكًا فعليًا، في حين يرفض غيرهم مجرد فكرة الانتحار؟ لأن الواقع – متمثلاً في اختلاف البشر، هو صاحب الكلمة الفصل في سلوك الإنسان، وليس الفرق بين فكرة الحياة وفكرة الموت النسبيتين! قد يكون المنتحرون في لحظة من اللحظات حملوا ذات القيمة للحياة وذات التصور للانتحار كغيرهم .. لكن عندما تتجلى حقيقة الوجود وتتجسد في الواقع على هيئة اللا معنى واللا قيمة .. أي اللا جدوى، حينها يكون المنطق هو صاحب القرار المناسب حيالها، فينفذه الإنسان في صورة انسجام وتناغم وتفاهم، يُفضي إلى الفراق بين الجسد والروح!
 - الانتحار نوع من الطلاق!
 - الواقع هو صاحب القرار فيما ينبغي وما لا ينبغي فعله، وليس الثقافات والمعتقدات والأساطير والمخاوف والأحلام والأوهام ..
 - المنهزمون أمام تهديدات المعتقدات، يصفون المنتحرين بالانهزاميين .. المنهزمون أمام أساطير الثقافات أعجز من أن يقروا بخضوعهم الفعلي للواقع .. المنهزمون أمام الموت، يعتبرون الانتحار هروبًا .. المنتحرون يرفضون الخضوع لواقع تفرضه أساطير الثقافات أو تهديدات المعتقدات أو وحشة الموت .. - إذا صرت أبًا، فلا تبالِ بعدها بأمر، قد فعلت ما لا يُغتفر .. - مأساةٌ أن تقف أمام وجودك، مؤلمٌ أن يجدك أبًا!

الأربعاء، 4 أكتوبر 2023

الدعوة لإثبات الذات مؤامرة بحجم الوجود!

0 تعليق


دعوة الناس وحثهم على بذل الجهد من أجل الفعل و ردة الفعل، بغرض إثبات الوجود أو إثبات الذات، هو إعلان سافر واعتراف صريح من قِبل الدعاة، بعدم إيمانهم بوجود الخالق المُدبِّر! إن مسيرة وجود الإنسان وتفاصيل حياته، إما أنها محددةٌ مسبقاً، وليس بوسعه سوى الانتقال بين مراحل وجوده بحسب حيثياتها؛ فيكون سلوك الإنسان وممارساته هي تطبيق عملي زمني لبرنامج نظري قَبْلي، لا يمكن الخروج عنه؛ وأن النتائج محددة محصورة حتى لو تعددت خيارات الفعل؛ أو أن وجود الإنسان، ممثلاً بسلوكه وممارساته وأثره في محيطه، هو عبارة عن ردود أفعال وقرارات لحظية تحددها الحاجة والبيئة والإمكانات، وأن ما كان منها كان من الممكن ألا يكون، والعكس صحيح..، بما في ذلك الوجود المادي المحسوس للإنسان! فالواقع يقول إن ظهور أي إنسان إلى حيّز الوجود، قد حدث بإرادة ورغبة وقرار وفعل مباشر من إنسان آخر سبقه إلى الوجود؛ أو نتيجة خضوع أفراد لثقافة وإرادة مجتمع، وحث الناس لبعضهم على الإنجاب والتكاثر..، وهي عمليات من الممكن فعلها أو رفضها والامتناع عنها، والتحكم بواسطتها في وجود الإنسان من عدمه! والمفهوم أو القاسم المشترك، بين المجتمعات البشرية، هو أنه لا وجود للإنسان المستقل! حيث إنه في المجتمعات ذات الثقافات الدينية التي يتعطل فيها العقل عن العمل، يُنسبُ الفضل أو الأمر بوجود الإنسان الفرد، مباشرة إلى خالق الكون! وفي المجتمعات المتحررة التي يعمل فيها العقل، يُنسبُ الفضل في وجود الإنسان إلى والديه! وربما أن الحقيقة التي ينبغي أن يُقرَّ بها الجميع، هي أن وجود الإنسان الثاني هو خطيئة يقع إثمها على الإنسان الأول! فوجود الإنسان الثاني قد كان بفعل الإنسان الأول؛ وحيث أنه لا بد للإنسان الثاني من أن يتألم، أو يكون سبباً في ألم غيره..، وذلك ما تجاهله الإنسان الأول، فلم يحسب حسابه أو أنه قد فعله عن قصد، وتلك خطيئته التي ربما لا سبيل لغفرانها! أنا أُفكّر، إذاً أنا موجود! ماذا قصد القائل، وماذا فهم المرددون؟ ما مدى أمانة ودقة وفهم المترجمين لهذه المقولة الشائعة، وما أثر الخلط والعمد في ابتداع وتداول مثل هذه المفاهيم، على ثقافات البشر وعلاقاتهم، ومعتقدات وسلوكيات الأفراد؟ لا شك أن القائل فيلسوف عظيم، وأنه كان يُخاطب العقلاء الأحرار، الجادين في بحثهم عن حقيقة الوجود، والحاملين بالفطرة لآلية التفكير والتحليل، والقادرين على تقييم المَشَاهد وفرز الحقائق من المغالطات! ولا ريب أن المقولة الأصلية – كما صدرت عن قائلها – هي: أنا أشك إذن أنا موجود! وليست أنا أُفكر إذن أنا موجود! .. والفرق بين المعنيين كبير! فالتفكير – وإن اختلفت مستوياته – إلا أنه يمكن اعتباره لازمة للحياة، فمبادئ التفكير هي صفة تُميِّز الكائنات الحية عن الجمادات..، فالتردد – مثلاً – ومن ثم اتخاذ القرار بالسير في هذا الاتجاه أو سواه، هو نتيجة لعملية تفكير، وهو أمر تفعله كل الكائنات الحية – بصورة أو بأخرى! أما الشك في أن ما نراه وما نحس به هو بالضبط ما نعتقده، وأن صحة هذا الأمر من عدمها- خاصة الأمور التي أجمع البشر على صحتها حسب معايير بدائية سطحية متوارثة – لا بمعايير عصرية علمية مدروسة، واتفقوا على صوابها المحتمل رغم أضرارها المؤكدة..، هذا المستوى من التفكير، هو ما دعاه الفيلسوف بالشك! فالشك في وجود ما يُعتقد أنه موجود، يقود إلى إثبات ورؤية وجوده الحقيقي، بدل التعامل معه من خلال نظريات تاريخية متوارثة، لا نعرف الأسس التي قامت عليها! فقد كان هدف الفيلسوف، هو العودة بالعقل إلى نقطة الصفر، من أجل فهم الوجود ووضع أُسس علمية مبرهنة لوصفه، والانطلاق من قواعد جديدة مدروسة متفق عليها بين الحاضرين، بدل البناء على تراكمات الفلسفات القديمة التي لا تخلو من خرافات وأساطير – لا مجال لإثباتها أو نفيها! ولكننا هنا نناقش ما هو سائد بين غالبية البشر حول هذه المقولة العظيمة التي – ورغم انتمائها إلى العصر الحديث – إلا أنها لم تنجُ من مغالطات البشر وسوء فهمهم وتحريفهم لها – سواء جهلاً بها أو خوفاً على معتقداتهم منها أو عجزاً منهم عن إدراك أبعادها الفكرية والفلسفية- فقاموا بوضعها في قوالب اعتقاداتهم المسبقة، لتأخذ الشكل والحجم والقيمة التي أَلِفوها، ولا يحتملون تصور أو رؤية انهيارها – رغم عدم قدرتهم على الدفاع عنها بالحُجَّة والدليل..، وكأنهم يتعمدون الوهم خوفاً من الحقيقة! فكأن جهل الجهلاء وخُبث المؤدلجين والعاجزين، أراد لنا أن نفهم من قول الفيلسوف، أن الجائع ليس موجوداً، وكذلك الخائف والمُستعبَد، .. وغيرهم؛ إذ لا يملك الإنسان في جميع الأحوال إلا أن يُفكّر..، ولكن ما فائدة التفكير لدى هؤلاء، وهل هو هدف لذاته! أما إذا كان الوجود المراد إثباته بالتفكير، هو الوجود المُشـرّف أو المستقل..، فهل يكفي، أم هل يجب على الإنسان أن يُفكر ليُثبت وجوده – حتى لو لم يُخرج التفكير المكروب من كربه، فليظل الفقير فقيراً والسجين سجيناً، المهم أنه يُفكّر لكي يُعدُّ موجوداً .! فهل الوجود هو غاية في حد ذاتها! وفي هذه الحالة يكون الوجود أمراً متحققاً للإنسان في كل أحواله، وليس التفكير رمزاً ولا شرطاً لإثباته، ولا معنى لربط الوجود بالتفكير! فهل نفهم نحن، وهل يقصد الفيلسوف بالوجود "مادة الوجود" كمُعطى – من حيث هو نقيض للعدم؟ تلك المادة التي هي من تفرض وتُثبت وجودها في الأشياء ذاتياً، فتلفت الانتباه لها حيثما وُجدت في الطبيعة، .. في جثث الموتى وفي غباء الأغبياء وفي خضوع الخاضعين وخنوع الخانعين، وفي اختلاف الحيوانات وسلوكها وحقارة بعضها، وفي الجماد .. وغيرها! أم إن الفيلسوف والناقل والمُردد، جميعهم شركاء في مؤامرة اسمها "فِعْلُ الوجود"، تلك المؤامرة التي ربما كانت كل الذوات البشرية أطرافاً فيها وضحايا لها في آن! مؤامرةٌ حملت أجيال البشر- طوعاً أو كرهاً أو جهلاً – مهمة ترديدها وترسيخها وتوارثها! مؤامرة تُوهم الإنسان بأن له قيمة ثمينة يجهل كنهها وزمانها ومكانها. وأن قيمته تلك يُحددها أمرٌ آخر يجهله الإنسان، يُسمى فِعْلُ الوجود. وأن الإنسان ليس هو من يُحدد ما إذا كان موجوداً أم لا! وأن وجوده أمرٌ ضروري لتحقيق غاية لا يمكنه إدراك مُبرراتها ولا جني ثمارها! وأن رسالته الأبدية العظيمة المقدّسة هي إثبات وجوده في سنوات معدودة لا يعرف عددها ولا يملك الحق ولا المقدرة على اختيار زمان ومكان ولا امتلاك مقومات أداء رسالته تلك! مؤامرة توهم الإنسان بأنه وصي على أجيال الغد بمرتبة الإله المدرك لما يُريده الناس وما يصلح لهم دون استشارتهم، وأن عليه أن يرسم لهم – أو يُقيّدهم – بمنهج حياة لا يجدون عنه حِولا! فيحدد لهم أعداءهم وأصدقاءهم قبل أن يخرجوا إلى الوجود! وإمعاناً في التلاعب بعواطف الإنسان، تجعل المؤامرة من الآخرين خصماً وحكماً، مُشرِّعاً ومُحدداً، لقيمته ووجوده بقدر طاعته لهم واستفادتهم منه، أو استعبادهم له. فيمضي الواهم سنوات حياته المعدودة، محاولاً السيطرة على الآخرين واستعبادهم لينتزع اعترافهم بوجوده، .. إلى أن ينتهي به الأمر إلى هزيمة على يد واهمٍ آخر أشد منه قوة وإصراراً أو وهماً..؛ أو على يد الزمان، ليصبح وجوده في أية لحظة موضعاً للسخرية ومبعثاً للشماتة. ثم يُمسي ولا وجود لوجوده الذي أفنى حياته في إثباته، ويبقى ذكراه يبعث على الألم والأسى سواء كان في زمانه سيداً أو عبداً، مُحسناً أو مُسيئاً! أو يمضي حياته لاهثاً وراء الأمل في نيل رضا الآخرين عنه والظفر بإعجابهم، أو تحقيق إثارتهم ودهشتهم ليعترفوا له بالوجود الذي أثبتوه رغماً عنهم لمخلوقات أخرى لا ترى بالعين المجردة، واعترفوا به للحشرات والموتى والجماد دون اشتراط التفكير ودون استفادة منها، ودون سيطرة لها أو عليها! لقد تلاعب المتآمرون بخيوطها وتفننوا في حبك المؤامرة حتى سَخِرَت منهم الطبيعة، ووجدوا أنفسهم ضحايا لمؤامرتهم، وتبادلوا الأدوار مع الضحايا الذين حيكت المؤامرة للسيطرة عليهم واستغلالهم، فلم يعد بالإمكان الآن، إقناع الضحايا بأنهم ضحايا، حتى صدّق المتآمرون مؤامرتهم، وأضحى الجميع ضحايا ومتآمرين يتبادلون الأدوار في ذات المؤامرة. سَخِرت المؤامرة من الإنسان، حتى جعلته يبحث عن وجوده، متجاهلاً أنه في الحقيقة أضعف من أن ينفي وجوده، وأضعف من أن يُحدد لذاته أو لغيره قيمة! وأنّ الوجود هو الذي يُدلل على الموجود، ويُرغمه على الاعتراف بالوجود! لكن في عالم البشر عموماً، أن تكون مهمتك هي الإيقاع بإنسانٍ في هوى مؤامرةٍ فاتنة- وكل المؤامرات كذلك، لهُوَ أيسرُ لك وأقل عبئاً عليك من مجرد محاولة الإيقاع بينهما، بُغية إنقاذه منها! ذلك لأن مفاتن المؤامرة جذابة ومتجددة حسب طلب الضحية، فلا يُقاوم إغراؤها، ولا ينفد سرابها، ولا تكاد تظهر حقيقتها! إن أثقل الأمور وقعاً على النفس البشرية، وأبعدها احتمالاً للقبول عندها، وأوفرها حظاً بالرفض، هو إقناع الإنسان بوجود حقيقةٍ كان هو قد كرّس كل حياته لنفيها- كحقيقة وجود الوهم في حياة الإنسان، إلى درجة أن قناعاته الراسخة ربما كانت تستند إلى لا شيء! وأنه ربما كان ضحية عابرة في مؤامرة بحجم الوجود، يُنفّذ أجندتها على ذاته، طواعية وبإخلاص، وبلا مِنّة منه ولا مقابل من أحد. وتزداد مهمة المُنقذ تعقيداً إذا ارتبطت خيوط المؤامرة بمعتقدات الإنسان ومبادئه التي عاش وفقها ردحاً من عمره، رابطاً بها مصيره، مناضلاً من أجلها، مؤسساً صدقاته وعداواته على هديها! كمؤامرة يشترك فيها الجميع ضد الكل .. مُدركين وغير مُدركين. مؤامرة على درجة من الخبث، بأن تجعل المبصر يُكذّب بصره فيما يرى أمامه، ويُصدّق سمعه فيما يَنقل له عن أبصار الآخرين. مؤامرة تجعل الأعمى يُخاصم البصير، مدّعياً رؤية ما لا وجود له! المؤامرة الوجودية التي نشير لها هنا، هي مؤامرة إثبات الوجود، أو فعل الوجود، أو تحقيق القيمة، والتي يُضحّي الإنسان من أجلها براحته ونومه وماله وأحياناً كثيرة بحياته! المؤامرة التي أوهمت الإنسان بأن وجوده يتحدد بما يبذله من جهد لاستهلاك طاقته في إفناء ذاته! وأوهمته بأن قيمته الحقيقية هي إنجازٌ يُخلّد ذِكره بعد فناء جسده وأحاسيسه! وأن قيمته هي إنجاز يحصد ثماره الآخرون! فهي قيمة لا يشعر ولا يستمتع بها حاملها! هي قيمة لا تلتقي بصاحبها، فهي تنتظر موته لتظهر إلى الوجود! هي قيمة اسمية تتطاير متنقلة بين ألسنة قلة من البشر تجاذباً وتنافراً! هي قيمة يستهلك بناؤها من الإنسان عمره، بينما لا يحتاج هدمها سوى إلى كلمة تصدر عن عدو ذكي أو صديق غبي، لتشكك الإنسان في مصداقيته، أو تطعن في نزاهته، أو تحاسبه على زلاته في صباه، أو تشير بأي اتهام يكون قد فات الأوان واندثرت الشواهد لإثباته أو نفيه، أو تضيف حرفاً أو تحذفه لتحقيق التباس في الفهم. مؤامرة تولد غشاوة على القلوب، فتحجب عن الإنسان حقيقة أنه حتى الأنبياء والرُسُل الذين يؤمن الناس بأنهم مؤيدون من السماء، قد تم تجاوز تعاليمهم، وحصل اتهامهم والتشكيك في مصداقيتهم، ولم تُفلح حكمتهم ولم تصمد رسالتهم ولم تُفهم مقاصدهم..، فتفرق وتقاتل أتباعهم باسمهم ومن أجلهم، وزُورت كُتبهم وأحاديثهم، ولوثت نزاهة كلماتهم ودعواتهم بمزاجية البشر وتضارب مصالحهم .. وكل ذلك بدعوى إثبات وجود الموجود