face like

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الاثنين، 9 يناير 2023

الوجود .. بُعد مزاجي وبُعد منطقي!

0 تعليق


ما نعرفه عن قوانين الطبيعة، أو ما اعتدنا أن ندعوها
 بقوانين الطبيعة، هي في الحقيقة نتائج قوانين الطبيعة وليست هي قوانين الطبيعة ذاتها! قوانين الطبيعة تتواجد وتعمل في البُعد المزاجي، وليس في البُعد المنطقي الذي نتواجد فيه نحن! قوانين الطبيعة هي التي أنتجت المنطق الذي نعرفه، لذلك لا يحكمها المنطق المحدود الذي أنتجته! قوانين الطبيعة ليست عشوائية، لكنها تعمل ببدائل لا محدودة من المنطق، لذلك تبدو لنا عشوائية، أو قياسًا لمحدودية خيالنا وذاكرتنا تعتبر قوانين الطبيعة مزاجية وليست منطقية! ما اتفق العلماء على تسميته بالكوارك مثلاً، هو أحد قوانين الطبيعة، وهو يتواجد ويعمل في البُعد المزاجي، ولديه من البدائل – الفعل و ردَّات الفعل – كل ما هو ممكن حيال كل موقف وتحت كل الظروف التي يمكن أن يتواجد ويعمل فيها في كل لحظة! قوانين الطبيعة بأنواعها وكمياتها وخصائصها هي أزلية أبدية ..، هذا ما يبدو لنا، وهذا ما يمكننا تصوره، ولا يوجد مانع منطقي يعارض ذلك .. القول باحتمال وجود مصنع أو مصدر واحد، هو الذي أنتج قوانين الطبيعة، هو احتمال منطقي، لكن لا حاجة بنا لافتراضه، ولا قدرة لنا على إثبات وجوده، ووجوده كعدم وجوده بالنسبة لنا، لأنه لا يمكننا التواصل معه، ولأننا مضطرون للتواصل مع نتائج قوانين الطبيعة مباشرة، ولا نعرف وسيطًا أو وصيًا عليها، وقوانين لم تخبرنا بمصدرها، وسواء كانت القوانين ذاتها أزلية أو كان لها مصدر أزلي، فالأمر سيان بالنسبة لنا، خاصة وأن فرضية المصدر الواحد لن تخرجنا من مأزق أو حتمية الأزلية والأبدية! كل ما نراه ونعرفه وكل ما يمكننا رصده وقياسه والتعاطي معه منطقيًا، فهو واقع في البُعد المنطقي لا في البُعد المزاجي! البُعد المزاجي هو البُعد الذي تتواجد فيه الوحدات الكونية البنائية الأولية، التي باتحادها تتكون الذرات، فيتشكل الوجود، ويظهر المنطق كنتيجة لاتحادها، وكسلوك حتمي للتوازن بين مكوناتها - التوازن الذي أدى إلى وجودها .. وهذا هو البُعد المنطقي! بصرف النظر عن التسميات وعن طبيعة المُسمَّى، فإنه يمكننا وضع تصور منطقي مفهوم، للآلية التي تعمل بها قوانين الطبيعة في بُعدها المزاجي، والتي أنتجت بُعدنا المنطقي المادي .. مثلاً، تحدث العلماء عن شيء أسموه بوزون هيقز، واعتبروه مسئولاً عن تشكل المادة – تماسك الذرات وإنتاج كتلة! بصرف النظر عن التسمية كما أسلفنا، وبصرف النظر عن إدراكنا لطبيعة بوزون هيقز من عدمها، إلا أنه منطقيًا يمكننا القول بأن وجود كمية محدودة من بوزون هيقز في الكون هي فرضية منطقية وممكنة .. ومحدودية بوزون هيقز، تجعل كمية المادة في الكون محدودة ..، رغم توفر المكونات الأخرى .. وهذا يجعل من وجود الكواركات وغيرها من الوحدات الكونية أو الأمزجة الفاعلة أو قوانين الطبيعة، غير مرصودة لدينا أو أنها خارج منطقنا المحدود المحكوم ببوزون هيقز، لأنها تتواجد في بُعدها المزاجي، وتحتاج إلى بوزون هيقز لكي تتحد، وتأخذ شكلاً منطقيًا محدودًا، لكي تدخل البُعد المنطقي، ليكون بمقدورنا رصدها أو الإحاطة بمعادلات سلوكها! إذن تكوُّن المادة يتطلب قوانين طبيعة، وهي متوفرة بكثرة، لكنه كذلك يتطلب بوزون هيقز (مادة لاصقة) وهو متوفر بكمية محدودة ..، لكنه متوفر، ولذلك تكونت المادة ..، ومن المادة نشأت الحياة، ومن الحياة ظهر الإنسان .. الإنسان كغيره من الموجودات، ما هو إلا مادة قوامها ذرات، وكل ذرات الوجود مشحونة بالطاقة، وكلها نتاج لقوانين الطبيعة، وبالتالي فإن سلوكها منطقي حتمًا! سلوك منطقي، يعني أن لكل فعل ردة فعل محددة وثابتة، في الظروف المتطابقة! وحيث إن الإنسان كائن حي، فإن ذراته متجمعة في خلايا حية، وبذلك فهو معمل كيميائي متنقل تجري داخله تفاعلات كيميائية طوال حياته، نتائجها تتأثر حُكمًا بظروف التفاعل – ظروف تواجد الإنسان! قوانين الطبيعة تعمل داخل الذرات والخلايا، وهي التي تحكم وتحدد سلوك الأشياء في هذا الوجود، وليس الإنسان سوى شيء من جملة الأشياء! نتائج قوانين الطبيعة هي هذه التوازنات الطبيعية المنطقية الحتمية، التي يفرضها التقاء واتحاد عناصر مختلفة الخصائص، بحسب ظروف ومعطيات كل لحظة! عناصر مختلفة الخصائص، يعني ذراتها مختلفة! هل الإنسان هو الكائن الوحيد الواعي على الأرض؟ الإنسان ليس هو الكائن الوحيد الواعي على الأرض، بل إن كل شيء له نصيب ودرجة من الوعي، لكن الإنسان له النصيب الأوفر من الوعي قياسًا لغيره من الموجودات في البُعد المنطقي! البُعد المنطقي هو البُعد الوجودي، أي البُعد الذي تشغله الأشياء المُركَّبة، وليس الأشياء البسيطة! الأشياء المركبة هي الأشياء المتكونة من اتحاد عناصر مختلفة، أي أنها حادثة وآيلة للتفكك والزوال! الذرة، الإنسان، الجبل .. الخ = أشياء مركبة! الأشياء المركبة محكومة بالمنطق وجوبًا، لأن اتحاد مكوناتها لا يكون إلا بحدوث توازن بينها، وهذا التوازن هو الذي ينعكس على شكل معادلة منطقية تحكم سلوك هذه الأشياء في شكلها النهائي المرصود .. البُعد المزاجي هو البُعد الكوني، أي البُعد الذي تشغله الأشياء البسيطة! الأشياء البسيطة هي الأشياء الأولية التي لا تتكون من عناصر مختلفة ..، أي أنها كائنة أزلاً وأبدًا .. إلكترون، فوتون، كوارك، .. الخ = أشياء بسيطة! الأشياء البسيطة لا تحتكم للمنطق، بل هي مزاجية وجوبًا، لأنه لا يوجد توازن بين مكوناتها، لأنها لا تتكون من مكونات مختلفة أصلاً .. لماذا كان فارق الوعي لصالح الإنسان في البُعد المنطقي؟ لأن الوعي نتيجة طبيعية للتنقل والمشاهدة، والإنسان هو أكثر الموجودات تنقلاً ومشاهدة في البُعد المنطقي! الوعي باختصار، هو مجموع التجارب أو حصيلة الخبرة .. الوعي عبارة عن مجموع الصور المخزنة في الذاكرة، والتي تشكل مرجعية للقياس عند اتخاذ القرارات .. الوعي يتحول إلى إدراك بعد حد معين .. الوعي والإدراك مقرهما الذاكرة .. الوعي والإدراك قابلان للانتقال بالوراثة – جزيئًا – إلى الأجيال اللاحقة، أشبه بتوارث الغرائز .. لكن الغرائز تنتقل كاملة وليس جزئيًا، لأنها سابقة للوعي والإدراك، والأهم أن مقر الغرائز ليس الذاكرة القابلة للإصابة بالخلل، إنما مقرات الغرائز هي الذرات والخلايا التي لا بد أن تظل كلها أو بعضها صحيحًا سليمًا حتى آخر يوم من حياة الكائن الحي ..، وهذا ما يجعل الغرائز تنتقل كاملة بين الأجيال .. الإنسان أكثر وعيًا من الحيوان، بسبب فارق عدد المشاهدات ونوعيتها! الحيوان أكثر وعيًا من النبات، لذات السبب! النبات أكثر وعيًا من الجماد، لذات السبب! الإنسان والحيوان أكثر وعيًا من غيرهما، بفضل قدرتهما على التنقل، ومشاهدة الكثير من الأشياء والأحداث .. مجيء الإنسان أو الحيوان في المرة الثانية يختلف عن مجيئه في المرة الأولى لذات المكان .. في المرة الثانية يستعمل الحيوان خبرته التي اكتسبها في المرة الأولى، فيدخل مباشرة من الباب أو يذهب إلى مكان الماء مباشرة .. الخ ..، أي أن الحيوان قد تكوَّن لديه وعي بذلك المكان .. في المستوى أو في العالم تحت الذري، أو مكونات ما يُعرف بالعالم الكمومي، هي أكثر وعيًا من البشر، لأنها أكثر منهم حركة وتنقلاً! الإلكترون مثلاً، لديه من البدائل والخيارات حيال كل موقف أكثر بكثير مما لدى الإنسان، لأنه أكثر وعيًا من الإنسان، لأنه أسرع من الإنسان حركة وتنقلاً! عند مستوى معين من السرعة يتحول المنطق إلى مزاج، وهذا هو واقع الحال في المستوى الكمومي .. المنطق = عدد محدود من الأمزجة .. المزاج = عدد لا محدود من بدائل المنطق .. عند المستوى المزاجي، أو في البُعد المزاجي، تصبح البدائل لا نهائية .. المستوى المزاجي هو المستوى الفاعل أو البُعد الخلاق، وهو الذي تتواجد فيه الوحدات الكونية من إلكترونات ونيوترونات وبروتونات وكواركات وفوتونات وغيرها .. البُعد المنطقي الذي يتواجد فيه الإنسان، انبثق عن البُعد المزاجي الذي تتواجد فيه الوحدات الكونية الأولية .. إذا أخذنا الإلكترون – كممثل للأشياء البسيطة أو الوحدات الكونية أو الأمزجة الفاعلة، وأخذنا الإنسان كممثل للأشياء المركبة أو الأشياء المنطقية ..، فإنه يمكننا القول بأن الإلكترون لا بد أن يكون لديه وعي أكثر مما لدى الإنسان بكثير، بل بما لا يقارن .. وعي الإنسان محكوم بالتجربة والخبرة، أما الإلكترون فإنه يعمل كما لو كان لديه وعي مسبق بكل شيء .. الإنسان يعمل في البُعد المنطقي، بينما الإلكترون يعمل في البُعد المزاجي .. الأشياء التي تعمل في البُعد المزاجي، تكتسب التجربة والخبرة الكاملة لحظيًا، أي أنها تختبر كل البدائل والخيارات الممكنة لحظيًا، في كل حدث وكل حالة هي بها، لأنها هي التي تصنع الحدث وتحدد الحالة، وهي التي صنعت الإنسان كحدث أو كحالة ضمن خياراتها اللا محدودة .. الأشياء التي تتواجد في البُعد المنطقي تحتاج أن تمارس التجربة عمليًا لتكتسب الخبرة، ليكون قرارها وتعاطيها أسرع في المرة الثانية مع ذات الحدث وذات الحالة