face like

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

السبت، 11 أكتوبر 2014

حين يكون الفناء هو الغرض الوحيد ..!






"I would rather die a meaningful death than to live a meaningless life."  ــــCorazon Aquino
"أفضل أن أموت موتاً ذو مغزى علي أن أحيا حياة بلا معني " ــ كورازون أكينو                                                                          

ماهو الغرض من الحياة ؟!

 لا شكّ  في أنّ العلم هو الشيء الوحيد الذي يحظي باحترام الأغلبيّة داخل فقّاعتنا البشريّة , سواء عارض الأديان في أشياء ما أم سعي أهل الأديان بمحاولة بائسة للتوافق بين ما يدينون بهِ وبين ما يتوصّل إليه العلم , لكن بنهاية الأمر جميعنا نعلم أنّ الطريقة العلميّة هي الأسلوب الأمثل للتوصّل للحقائق التي نطلق عليها " الواقع" وفق منطقنا البشريّ الذي نتجّ عن تطوّر وارتقاء قشرتنا المخيّة وفق ما يسميّ " الوعي البشريّ"  وهو أمر جيّد أن يتحوّل كائن حيواني يسير علي أربع إلي كائن يمكنه اختراع أشياء تمكّنه وفق وعيه أن يعتقد انّه سيّد الكائنات ليرسل مركبات فضائيّة إلي أطراف المجرّة بحثاً عن كائن ينافسه علي اللّقب , ولمَ لاَ ؟!  فكائننا البشريّ أرتقي -حسب زعمه- وتخلّص من الطبيعة الحيوانيّة تماماً , لدرجة انّه لم يعد يقتل ليبقي علي قيد الحياة , لم يعد هناك طفلاً -واحداً-مشرداً جائعاً , لقد انهي خلافاته التي كانت تنهتي بقطع الرؤوس واللعب بها في الطرقات , وقد آن الآوان للترفيه و البحث عن كائنات فضائيّة ,و ربّما تخبره بما الذي يفعله علي تلك البقعة الكوكبيّة التّافهة , لكن مهلاً ؛ لمَ عساه يبحث عن الغرض ؟!
أليس أمر معروف وبديهي للجميع ؟! انها مزحة كونيّة سخيفة أن تموت كل هذه الأجيال بعد أن عاشت حياة بائسة دون أي غرض أو حتّي معرفة غرض وهميّ سخيف .

ماهو الغرض من الحياة ؟!

 


غدِ بعده غد وغد‏                                                         Tomorrow, and tomorrow, and tomorrow,
وكلّ غد يحبو بتلك الخطي القصيرة يوماً بعد يوم                     Creeps in this petty pace from day to day
إلى آخر مقطع من الزمن المكتوب                                              To the last syllable of recorded time,
كل أماسينا قد أنارت لحمقي ,                                           And all our yesterdays have lighted fools

                 طريق يفضي للموت والتراب                                                                 !The way to dusty death
   ألا انطفئي يا شمعة وجيزة                                                                             Out, out, brief candle
ما الحياة إلا ظلّ عابر, ممثلّ مسكين                                  Life’s but a walking shadow, a poor player
يقضي ساعته بتبختر علي المسرحِ                          That struts and frets his hour upon the stage
ثمّ لا يسمع بعدها , إنّها حكاية ؛                                              And then is heard no more. It is a tale
رويَت من قبل أحمق , مليئة بالصخب والعنف                             Told by an idiot, full of sound and fury,
وتعني لا شيء                                                                                                 Signifying nothing.
 
  Shakespeare,Macbeth ,Act 5, Scene 5, Page 2 __
   كان الأسلاف أقل تطوّراً وأقلّ ذكاءً كي يتساءل  أحدهم ؛ ماهو الغرض من الحياة , فقد كانوا اشباه حيوانات كلّ همّهم اشباع غرائزهم دون وعي أو أهتمام , إلا أنّ الأمر لا يزال مزحة سخيفة أن تجد نفسك َ بمنتصف فيلم ما , لا تعرف قصتّه , لا تعرف ما الغرض منه , ثمّ تتغاضي عن كلّ هذه الأمور التي يجب أن تعرفها أولاً , لتلعب دور وتعاني كي تكمله دون أن تتوقّف لحظة لتتساءل لما عساني أكمله ؟ و من هو مخرج هذا الفيلم المجهول السخيف الخالِ من أي معني أو غرض ؟! 

لا شكّ أنّك تجد هذا الكلام غريباً , معني الحياة ؟! ربما تقول أنّ كاتب هذا الكلام شخص ملحد لا يؤمن بالإله , و الشيء الأكيد أنّك ستردّد الحمد لله علي نعمة الإسلام . لكن انتظر لحظة ؛ ماهي نعمة الإسلام !؟ وما الذي يضيفه الإسلام لحياتك البائسة لتظنّ انّها ذات معني , حسناً سأخبرك :

أن تكون مسلماً( دينيّ)  يعني أنّ هذه  الحياة  هي مجرّد اختبار بنهايته سيحاسبك كائن -لا تعرف كيف يبدو -علي ما فعلته , فإمّا يخلّدك في الجنّة أو الجحيم . لا يهم هنا إذا ما كان هذا الكائن موجود أم لا  ولا يهم أيضاً صحّة تلك القصة الطريفة , إذ انّها مقتبسة من اساطير الفراعنة وكلانا نعلم أنّها مقنعة جداً للأطفال -فحسب- , فإذا كان معني حياتك الدينيّة هذه هو الوصول إلي حياة أخري فأين هو الغرض من الحياة الأخري؟! 

ماهو الغرض من الحياة ؟!




If you write a line of zeros, it's still nothing.” Ayn Rand
"إذا سَطَرْتَ سطراً من أصفارِ ,، فإنه لا يزال لا شيء."  آين راند




طيلة حياتي الإسلاميّة كنت أرفع مؤخّرتي كلّ يوم خمس مرّات للوهم من أجل الخلود الأبديّ في فندق الإله الوهميّ وأتلاشي عذابه الأليم والحرق والخسف والنسف . لكنّي لم اتساءل يوماً ما عساني أفعل بهذا الخلود الأبدي ؟ ولم عساي اتساءل حيث هناك انهار من خمر ومضاجعة لنساء دون كلل أو ملل ! أليس هذا أيضاً السبب الذي يجعلك تواصل رفع مؤخّرتك ؟ مضاجعة النساء وأنهار الخمر , ياله من معني وغرض للخلود الأبدي , ويالها من نعمة الإسلام تلك التي تمّ تدجينكَ علي أن تقبّل يديك في فعل غير منطقي عليها .

ماهو الغرض من الحياة ؟!

علميّاً ؛ الحياة ليس لها معنى , هذا يعني-بإختصار- أنه ليس هناك أي غرض أو هدف يجب علي الكائنات تحقيقه , ليس لحياتك المليئة بالمشاكل والمعاناة أيّ معني ولن يكون . . .


ماهو الغرض من الحياة ؟!


البشر تافهون مقززون ومقرفون , لكن المزحة الكونيّة السخيفة أنّني حين نلت حريّتي الكاملة وتحرّرت من كل شيء حتّي ما درسته طوال حياتي ,أصبحت وحيداً تماماً , اسير في الطرقات بنظرة مختلفة تماماً عمّ يمكن لأي شخص آخر أن ينظر بها إلي الآخرين , العمل ؟! أي عمل ؟! أن تكون مهندساً تصمّم جحوراً لفصيلة بشريّة لا تجيد مسح مؤخّرتها ليس بالأمر الذي يستحق العناء , أن تكون طبيباً تعالج أبله لا يعرف كيف ينتقي غذائه أمر مقزز , أن تكون عاملاً بسيطاً تضيّع الجزء الأكبر من حياتك تنظّف مخلفات بشريّة ألقاها معتوه في الطرقات هو أمر محيّر بالنسبة لي , الأغلبيّة العظمي من البشر كائنات مستهلِكة لا تفعل شيئاً سوي اشباع غرائزها بصورة مختلفة عمّ كانت تفعله الأسلاف , فالآن تقوم بإعطاء شخص ما عدّة أوراق ملوّنة مقابل أن يعدّ لكَ وجبة غذائيّة , وبنفس تلك الأوراق يمكنك استأجار مهبل احداهن لبضع ساعات . انّها الأوراق الملونة ما يعيش به ومن أجله البشر ...


ماهو الغرض من الحياة ؟!

ليس هناك شيئاً من هذا القبيل , ليس هناك ما هو يستحق العيش من أجله , كل شيء بالنسبة للآخرين هو اشباع غرائزهم يطاردون الوهم والخيال ثمّ بنهاية الأمر يجدون أنفسهم علي منتصف سُلّم وهميّ سخيف ، مما يجعل من الصعب التّركيز على الأشياء الجوهريّة الأساسيّة " الغرض من الحياة ".  

ماهو الغرض من الحياة ؟!

من الذي  وضَعَ هذا الغرض الذي نبحث عنه  ؟ ومن يحقّ له أن يقرّر أو يحدد أي غرض من حياتنا يجب أن يكون ؟ , ومن الذي وضعه في مكان يؤهّله كي يقرر ؟  مرّة أخري لا يوجد أي شيء آخر سوي الأديان ,   الآلهة , لكن ماهو الغرض من أن يخلق الإله حياة ذات غرض ؟ وما هو الغرض من وجود الإله ؟ الإله ليس لديه أي غرض يسعي لتحقيقه , إلا إذا كان هناك إله آخر قد خلقه ليؤدّي غرض ما , الإجابة علي السؤال تنتهي بعدّة مفارقات , فالإله لا غرض ولا فائدة من وجوده وليس لديه هدف يسعي لتحقيقه وإلا لا يصحّ أن نطلق عليه إله , وكذا لا يمكن أن يكون مخلوق من قِبل إله آخر , فالإله لا غرض ولا هدف من وجوده ..

ماهو الغرض من الحياة ؟!

إنّها الحقيقة المؤلمة , بالفعل دائما وأبداً الحياة بلا غرض , لا يوجد الهدف الذي يتحرّك من أجله الوجود , أنّه يتغيّر ولكن ليس نحو أي هدف, ليس هناك شيئاً ذو قيمة يمكنكَ أن تستيقظ الصباح من أجله . 

6 تعليق:

Sane man يقول...

تحية طيبة وتسجيل اعجاب بالمدونة مع تمنيات بدوام الإضافة اليها وبالتالي الي قرائها..
تبدو القضية المطروحة أعلاه أزليه ومستمرة وفي رأيي سيتوصل العلم يوما لإجابة شافية عنها.. وهي تنهل من تفكيري الكثير من الأوقات..
عند النظر الي الحياة كآلية نجد أمامنا وعي وادراك هما المسؤولان عن خروج مفهوم الحياة الي النور.. ولهذا أعتقد ان بداية الخيط هو هذين المفهومين ومنهم ننطلق لنبحث عن ماهية الحياة وغرضها..
لا اعلم اذا كان لديك مقال او مشاركة تخص الوعي او الإدراك بشكل تفصيلي.. واذا كان لديك فإن ربطها بالموضوع أعلاه سيكون أكثر نفعا لتكوين فكرة لأفضل.
مع دوام الصحة والعافية.

Coconut يقول...

يبدو أنك بدأت تعاني تأثير الإلحاد، فالملحد دائماً تقريباُ يكون عدمياً (nihilistic)، لا يجد معنى للحياة، يشعر أنه كان جزءً من وهم ثم استفاق .. لكن على ماذا؟ "ليست هذه هي (الحبة الحمراء) التي انتظرتها! توقعت أن أرى العالم بوضوح الآن بعد أن أفقت من سباتي الديني الوهمي، لكن ماذا لدي الآن؟ لماذا أعيش؟"

يقلب الملحد كفيه دائماً محاولاً البحث عن سبب للحياة .. معنى للوجود .. أي شئ لا يجعله يحتقر جنسه البشري بل ونفسه، رغم أن الملحد في الكثير من الاحيان نرجسي يرى أنه أفضل وأذكى من غالبية البشر، وحتى ريتشارد دوكنز ودانيل دينيت اقترحا تغيير اسم "ملحد" إلى "تنويري" أو "ذكي"!

هل هذه جائزة الإلحاد؟ شكوك أعظم؟ اضطراب؟ حيرة؟ قلق؟ توتر؟ خوف؟ ليست جائزة، لَئِن كانت حياتك الدينية حلماً ووهماً فقد أفقت منه إلى كابوس وجحيم.

المفارقة أن الإخوة الملحدين هداهم الله لا يلاحظون التناقض الكبير الذي يفعلونه، وسآخذ كلامك مثالاً، فأنت تقول: "علميّاً ؛ الحياة ليس لها معنى , هذا يعني-بإختصار- أنه ليس هناك أي غرض أو هدف يجب علي الكائنات تحقيقه"، لكن ألم تقل في بداية المقالة أن العلم هو أسمى شئ وأكثر شئ يحترمه الناس؟ لماذا لا تقول أن العلم هو سبب الوجود ومعنى الحياة؟ لن تقوله، لأن العلم مجرد وسيلة .. مثل ملعقة أو سيارة.

وأنت عندما تسأل هذا السؤال فيجيبك "العلم" (وأضعها بين علامات التنصيص لأن الكثير من علماء الغرب يعارضون التطور الدارويني)، أقول: يجيبك علم الأحياء الحديث ان هناك غرضان أساسيان لكل الكائنات الحية: التكاثر، والبقاء. يا للمفارقة! فطرتك السوية جعلتك تتقزز من البشر الذين يتكاثرون ويتناكحون .. لكن علمك الذي تحبه يقول لك أنك اصلاً خلايا بسيطة وفعلياً حيوان وأن التكاثر reproduction هو سبب وجودك!

إنني أعلم يقيناً أن عقلاً راقياً مثل عقلك يجد اضطراباً عندما يردد كلام أهل البيولوجيا هذا. حتى عندما تحاول إقناع غيرك به .. أنا أعلم بلا أي شك أنك في داخلك تثير الشبهات والتساؤلات ضد أهل البيولوجيا وترفض بعض كلامهم.

طبعاً العقلاء لا يصدقون أن الهدف من وجودهم هو الجنس والبقاء فقط (إشباغ الغرائز + أنانية)، لذلك أحيلك إلى نوعية من الناس يحظون باحترام وإعجاب حقيقي .. أكثر مما يناله العلماء بكثير، ألا وهم العظماء.

من العظماء؟ إنهم أصحاب المبادئ. إنهم الذين ضحوا بمالهم ووقتهم وجهدهم وجاههم من أجل مبادئهم. عندما يتذكر الأمريكان بن فرانكلن أو إديسون يصنع هذا فيهم بسمة إعجاب هادئة، أما إذا ذُكِر اسم واشنطن ولينكون كدت ترى البكاء والتقديس والتلهف!

هذا ما يحترمه الناس أيها الكريم. المبادئ .. القيم .. التضحية للغير وللنبل والشرف. وإن الدين (وهنا هو الإسلام ) والله لهو أعظم منظومة من القيم والمبادئ التي عرفتها البشرية. شئ موضوعي .. لا دخل فيه للمعاير البشرية المنقوصة.

أخيراً .. "ما هو الغرض من الحياة؟" .. سؤال عظيم .. لا يسأله العوام في العادة، وهذا يبشرني أن عقلك اللامع سيقودك مرة أخرى للتصديق والإسلام كما قادني.

دام لك الخير.

غير معرف يقول...

تعليق جميل جداً، ربما انت اكثر المتدينين عقلاً قرئت منهم في حياتي

لكن أيها السيد المحترم اين القيم و المبادء في الآية التي تقول لا تتخذوا من اليهود و النصارى أولياء و الآية التي تقول و من يتولهم منكم فانه منهم و الآية التي تقول اشداء على الكفار رحماء بينهم و القانون الفقهي المسما بالولاء و البراء الذي لخصه شيخ الاسلام ابن تيمية بموالاة المسلم و ان اساء إليك و معاداة الكافر و ان احسن إليك

اين المبادء في تشبيه الكافر بالحيوان و المجرم و الكلب

مبادء فرانكلن وواشنطن و مانديلا و كنج كانت المحبة و العدالة و المساواة
اما مبادء الاسلام في امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله و أخذ الجزية منهم و هم صاغرون و اغزوا تبوك تغنموا نسائهم و احصروا الذمي الى أضيق الطريق و تحريم مجاهرة غير المسلمين بدينهم و التضيق عليهم و شق ام قرفة لانها اهانت النبي بشعر و اقتلوهم و ان تعلقوا بأستار الكعبة و قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله و لا يدينون دين الحق و اصلبوهم و اقطعوا أيديهم و ارجلهم من خلاف

و لم يكتفي الاسلام بتحويل العدالة الى ضلم لكنه حول الله الى شيطان فيقول الله و من يبتغ غير الاسلام دين فين يقبل منه و يقول أيضاً ولو شاء الله لامن من في الارض جميعاً و لكن حقت كلمة ربك لاملان جهنم من الجن و الانس

و مواصفات جهنم بالقران، هاذا العذاب الأزلي الذي خلقه الله للكفار
تعليقك كان جميل و من عقل مستنير فلا بد ان تفهم انك لو ولدت في بيت و مجتمع مسيحي او هندوسي او يهودي فاحتمال تحولك للإسلام قليل جداً
كيف يكون الله رحمن رحيم وهو يتوعد بحرق بلايين البشر بسبب الجهل الانعزال الاجتماعي الذي وضعهم فيه
كيف يكون رحمن رحيم وهو يصمم موتهم وهم يجهلون الدين الحق ثم يحرقهم

مبادء واشنطن و فرانكلن و غاندي و مانديلا شيء و مبادء هتلر و محمد شيء اخر
فطرف يريد توحيد الناس و الرحمة بهم و بينهم و طرف يريد السيطرة و التحكم و التعالي و التعصب و التزمت و القبلية

Coconut يقول...

جزء 1 من 2:

أشكرك، وقد مررت بمرحلة شبيهة، لكن لم أتخلَّ عن الدين فورا، بل قررت الحياد: أن أنظر بشمول، إيجابياته وسلبياته، ماذا يدعمه ينقضه، حتى إما أن أتركه واثقا أو أرجع له مطمئنا. إنني أنتقد الملحدين الذين يرمون الدين وراء ظهورهم فور أن يواجهوا أدنى شبهة. أيضا أنتقد من يرتمي في أحضان أي دين بمجرد أن يرى فيه أي شئ يعجبه. يجب التَثبُّت.

الآن سأبدأ في ردك، تقول: " اين القيم و المبادء في الآية التي تقول لا تتخذوا من اليهود و النصارى أولياء"، وأقول: ما اعتراضك؟ التاريخ أثبت أن النصارى واليهود ليسوا مصدر ثقة. لا يعني أن نحاربهم دائما بل يعني عدم الموالاة. هل تعرف الموالاة (اصطلاحا)؟ يجب أن تعرف معناها لكي تفهم الآية بشكل سليم.

قولك: " الآية التي تقول اشداء على الكفار رحماء بينهم"، وأقول: يجب معرفة أسباب نزول الآيات ومعانيها. هذه الآية مثل آية "أعزة على الكافرين" لا تتكلم عن كل من لا يدين بالإسلام وأن نغلظ عليهم، بل لو قرأت ما سبقها ترى أنها في سياق الكفار المحاربين. الإسلام تكلم عن غير المسلمين بشكل آخر فأمر بعدم ظلمهم، وبمحاورتهم بالطيب، وبحمايتهم إذا كانوا في الذمة وهكذا.

الولاء والبراء باب كبير وتلخيصك له غير صحيح.

قولك: " اين المبادء في تشبيه الكافر بالحيوان و المجرم و الكلب "، فاعلم أن كلمة "كافر" لا تعني بالضرورة كل غير مسلم. كلام القرآن عن الكفار كثيرا يخص المحاربين الذين يرفضون الإسلام وإن علموا أنه الحق. آية "كمثل الكلب" تتكلم عمّن عرف الحق ثم رفضه عمدا رغبة في الدنيا.

قولك: " مبادء فرانكلن وواشنطن و مانديلا و كنج كانت المحبة و العدالة و المساواة..." إلخ ، غير صحيحا. بن فرانكلن كان يملك الكثير من العبيد، وكان زانيا. واشنطن انتقدوه بشدة منهم حفيد بن فرانكلن واتهموه بالفساد والظلم لما كان زعيم حزب الفدراليين. مانديلا له مسيرة جيدة لكن أحيط بهالة غير معقولة من التقديس، هل تظنه مسالما 100%؟ مانديلا أنشأ مجموعة اسمها "رمح الأمة"، مجموعة مسلحة! هذه المجموعة لها عمليات حربية، لكن معظم الناس لا يعلمون إلا الجانب السلمي من حياته. الحرب جزء من البشرية ولن تزول أبدا، ومن السذاجة أن نظن أن نبذ العنف تماما هو حل معقول، فإذا تركته أنت فإن أعداءك لن يتركونه وسيستخدمونه معك، لهذا وضع الإسلام للحرب ضوابط، وسمح بالدفاع عن النفس وبالحروب التي فيها تحرير للشعوب من الاضطهاد. أما كنغ فكانت مسيرته سلمية لكنه أدرك فشلها في آخر عمره، وقال في آخر خطبة أنه حان الوقت للعنف والحركة المسلحة لأن هذا هو ما يستجيب له العرق الأبيض، وقُتِل بعدها بأسبوعين.

قولك: " لكنه حول الله الى شيطان فيقول الله و من يبتغ غير الاسلام دين فين يقبل منه"، وأقول: يجب أن يكون هناك معيار واحد للناس يوحدهم. لو لم يكن هناك دين لكان لكل شخص مبادئه. قد ترى أنت القتل جريمة أما فلان فيراه ضروريا. قد يعارض فلان الزنا وترى أنت أنه حرية شخصية. شخص يريد منع الكحول وغيره يرى السماح بها. وهكذا. تلك الآية توحد الناس على عقيدة ودين واحد، وهو الدين الصحيح في نظري ونظر بقية المسلمين بل حتى كثير من الكفار كانوا ولا زالوا يرون الإسلام هو الحق لكن يرفضونه لأسباب اقتصادية أو سياسية أو حمية وعصبية. وهناك كثيرون ممن لم يقتنع ويرى أنه مرتبط بالتخلف والعنف، وهؤلاء أظنهم لا يعرفونه جيدا ويحتاجون المزيد من المعلومات.

Coconut يقول...

جزء 2 من 2:

تقول: " و مواصفات جهنم بالقران، هاذا العذاب الأزلي الذي خلقه الله" ، وأقول: كنت أفكر في هذه كثيرا وأقول "لماذا؟"، ولكن لما تعمقت أكثر في الحياة عرفت بعض حكمتها، منها: انظُر للكثير من الكفار اليوم. انظر للأعمال القبيحة والجرائم التي يرتكبونها. انظر لما يفعلونه في العراق وأفغانستان مثلا من قصف همجي للمدنين قتل مئات الآلاف من الأبرياء. انظر للاغتصاب والتعذيب حتى الموت الذي فعلوه بالأبرياء في سوريا أو البوسنة. انظر للتعذيب في سجون سرية..في أوروبا! هذا وأوروبا تتغنّى بأنها سيدة المساواة واحترام الإنسان، يضعون السجون السرية ليستطيع الأمريكان أن يعذبوا ويقتلوا المسلمين، ثم يتهموننا نحن بالإرهاب والعنف ويثنون على انفسهم أنهم متحضرون.انظر لهم يدعمون الميليشيات الإجرامية في أمريكا الوسطى مثلا والتي صنعت الأهوال بالمدنيين. تلك الدول الغربية تتباهى بأنها رائدة الحرية واحترام الإنسان هي بعض أسوأ الدول التي رآها التاريخ، وأبشع الحروب البشرية أشعلها العرق الأبيض الغربي ولا زال يشعلها ويتهم غيره أنه هو الذي بدأها.

عندما رأيت هذا الشر الذي صار جزءا منهم، الذي يستمرون عليه مئات السنين بلا رأفة ببقية الشعوب ولا رحمة، عرفت لماذا خلقت جهنم.

تقول: " لو ولدت في بيت و مجتمع مسيحي او هندوسي او يهودي فاحتمال تحولك للإسلام قليل جدا"، وأقول: الصواب جانبك هنا، فأنا ولدت في بيت مسلم لكن مررت بمرحلة طويلة من التشكيك في الدين، حتى أنني واجهت بعض المشايخ وسألتهم عنها صراحة وتحديتهم. بعضهم أجاب جيدا وبعضهم لم يقنعني، وأكملت عملية البحث والتحقق بنفسي. عدت مرة أخرى للدين ولله الحمد باقتناع كامل. لو أنني ولدت في مجتمع آخر فأظنني سأختار الإسلام كما فعلتُ في تلك التجربة. لا تنس أن هناك من يسلم وهو في مجتمعات كافرة تماما .. أناس في الصين وأوروبا والهند والمكسيك أسلموا ولا زالوا يسلمون، رغم أنهم في مجتمعات ليس فيها أي تأثير إسلامي. سيناتور أمريكي (كيث إليسون) أسلم، والسياسة الأمريكية أبعد المجتمعات عن الإسلام. عالم رياضيات ملحد (جيفري لانغ) اختار الإسلام ويربي أولاده عليه وله كتب وخطب عن تجربته، والمجتمع الأكاديمي الغربي بعيد عن الإسلام. في أدغال أفريقيا هناك أناس يسلمون، في الفلبين مرتع الكاثوليكية يسلم أناس، في روسيا موطن الأرثودكس المتعصبين يسلم أناس، باقتناع وبلا أي تربية إسلامية أو تأثير مجتمع.

تقول: " كيف يكون الله رحمن رحيم وهو يتوعد بحرق بلايين البشر بسبب الجهل الانعزال الاجتماعي الذي وضعهم فيه" ، غير صحيح، لهذا أقول: إن إلحادك لا وزن له إذا لم تفهم الدين. يقول الله: "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا" وتعني أن من لم تصله الرسالة فإنه لا يعاقب.

تقول: " مبادء واشنطن و فرانكلن و غاندي و مانديلا شيء و مبادء هتلر و محمد شيء اخر"، وهؤلاء بينت لك بعض أفعالهم لكن هنا أضفتَ غاندي، ويبدو أنك لا تعلم أن غاندي لم يكن مسالما تماما بل إن نظرته السياسية كانت أيضا تشمل العمل المسلح! في كتابه "عقيدة السيف"دعا للتسلح والتجهز للعمل العسكري، بل إنه قال: " من لا يستخدم العنف لحماية نفسه وأهله لهو جبان بل هو دودة".

دمتَ بخير أخي.

Houssem يقول...

الغرض من الحياة هو النفس لان الله لم يصنعها بل كان واجدة مثله و هو سيطر عليها و خلقها اي حبسها داخل جسد من تراب و نفخ فيه من روحه و صار كائنا فاما ان تقف ضدها فتدخل الجنة ليكتمل نور ربك او تتبع شهواتها فتقوى هي عن روح الله و تحطمك

إرسال تعليق

تذكّر : : كلُّ إناءٍ بالذي فيهِ ينضَحُ