face like

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
‏إظهار الرسائل ذات التسميات متنوع. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات متنوع. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 5 أبريل 2016

كون بإله أو بدون , ما الفارق ؟!

19 تعليق


"That's all we expect of man, this side the grave: his good is - knowing he is bad."ـــــRobert Browning 
"هذا كل ما نتوقّعه من الإنسان في هذا العالم ، الفضيلة لديه هي معرفة أنه قادر علي الشرــــ روبرت براوننغ                                                                    



ما حدث وما يحدث وما سيحدث طيلة الفترات السّابقة في هذا العالم يسير بشكل طبيعيّ بحيث أنّه لا يوجد ما يشير إلي ثمّة تلاعب من قبل أيّة كائنات غير بشريّة سواء كانت آلهة , شياطين , ملائكة أو حتّي كائنات فضائيّة حلزونيّة , جميعنا نري الكوارث الطبيعيّة والأوبئة  والحروب والأمراض بل وصل الأمر لقطع الرؤوس واللعب بها في الطرقات ,  فوضي هنا وهناك , ظلم وقهر وفقر , شتّي المآسي ليس هناك من يتحكّم أو يخطّط لأيّ غرض أو هدف من هذا كلّه , هناك تبريرات , هناك تفسيرات , وهناك أيضاً من يظّن أن هذا القول ما هو إلا حالة عاطفيّة وجدانيّة تتحكّم فيه المشاعر عوضاً عن المنطق السليم , لكن حقيقة الأمر العبثيّ الفوضويّ أمامنا لا علاقة له بالعواطف .
فوجود كائن خارق مطلق الصفات من شأنه أن يجعل هذا الكون مكاناً مختلفاً , وجود كائنات أخري كفيلة بحدوث تأثيرات خارجيّة وانتهاكات للمبادئ العلميّة , كالجاذبيّة , حفظ الكتلة والطاقة , لكن ليس ثمّة تأثير أو دليل علي وجود كل هذه الادعاءات  ,  فنحن جميعنا دينيّون وملحدون ولا دينيّون نتّفق علي أنّ الإله -في حالة ما إذا كان موجوداً- لا يفعل شيئاً لإثبات وجوده ناهيك عن احداث فارق فيما يحدث , في الحقيقة يمكننا القول بأنّه ترك الكون يبدو كما لو انّه غير موجود , وهذا يخلق مشكلة لاهوتيّة، وتركنا مع ثلاث احتمالات : الإله غير قادر علي اثبات وجوده , الإله يختبر إيماننا مع تعمّد البقاء بمعزلِ , الإله غير موجود . تلك الاحتمالات جميعها واحد لا فرق بينهم , فالإله لا يتدخّل , لا يحدث تغييراً أو تأثيراً , لكنّ عقل الدينيّ لا يستوعب الأمر فتجده يشير إلي ما يسمّي الكتب السماويّة  كدليل علي وجود الإله , جميعهم يرجعون إلي كتابهم المقدّس , علي اعتباره انّه المصدر  الإلهيّ والنموذج المثالي للأخلاق , بل وقد يذهب بعضهم إلي كونه كتاب يحتوي علي معجزات علميّة واكتشافات واختراعات لم تحدث بعد !
إذا ما قرأت أيّ كتاب دينيّ ينسب إلي الإله بعقل حياديّ ستجده عبارة عن كتاب يشجّع علي العبوديّة , كره النّساء , الإبادة الجماعيّة , القتل والقمع , الظلم , والتعذيب و الاغتصاب تعدّد الزوجات و القسوة الحيوانيّة والهمجيّة وعدم المساواة بين الجنسين، وعدم التسامح مع الديانات الأخرى , هذا كلّ ما يدور حوله أي كتاب دينيّ مقدّس !
أهذا ما يمكن للإله أن يقدّمه ليثبت به أنّه موجود !؟ يقولون لكَ الإله لا يسمح بحدوث تلك المعاناة إلا إذا كان  ورائها حكمة حلزونيّة .  وإن سألتهم ما هي الحكمة وراء كل هذه
الحالات التي لا حصر لها من المعاناة  , وما ذنب هؤلاء الّناس الذين هم  بلا مأوى في الشوارع والذين يعانون من الحرب والمرض والمجاعة والتجويع , فلن تسمع منهم سوي تمتمات يجب عليك تعلّم لغة النّمل حتّي تستطيع سماعهم ! .

ما الذي تريده من الحياة ؟!



أنت كشخص عاديّ قد يكون أملك في الحياة أن تصبح أحد أولئك الذين سيخلدهم التاريخ ،ليظل أسمهم باقيا علي مر العصور ، أو قد تحلم بأن تكون أحد أولئك الذين شاركوا في تصميم fuck me silly , او حتي أحد المؤلفين العظماء الذين شاركوا في كتابة baby للأسطورة جاستن ، لكن هذا الوجود اللعين بما فيه الحياة، يفتقر الي المعني ، إذا نظرت الي لفظة معني وأنت تستمع إلي wrecking ball ستجده عبارة عن تأثير النتيجة النهائية علي وجودك ، جميع أعمالك العظيمة التي قمت بها بما في ذلك قضاء حاجتك في الحمام لها تأثير بطريقة ما لتمنحك معناً لوجودك ، على الرّغم من أن هذا قد يبدو لك سبباً منطقياً حلزونياَ لمعنى الحياة إلا انه ليس كذلك . فعدم وجود هدف أكبر في الحياة مقارنة بإتقانك ال twerking , قد يكون أمر مقلق إذا تأملت فيه اثناء نومك ، لكن الغالبية العظمي من الناس يعتقدون ويؤمنون بوجود كائن فضائي قد خلق لهم هدف ومعني نهائي لحياتهم ، وان هذه الحياة مجرد اختبار بنهايته سيخلد في حياة أبدية ! ويتناسون أن السؤال لايزال قائما ، وما الغرض من الخلود الابدي ؟! مثل هذه المحاولة البائسة هي تبرير عقيم ، لا يقل عقماً عن شخص لاديني أو ملحد يؤمن بشيء يسمي الإنسانيّة ، وأن هدفه النهائي هو التعايش السلمي بين البشر ،حقا ؟ هناك 150 فصيلة من الخنافس في كل فصيلة 40000 نوع مختلف يتعايشون في سلام ، هل هذا يمنح حياتهم معنا ؟ هناك فئة أخري لا تقل غباء تدعي أنها تؤمن بالعلم ! وهل يمنحك ماتطلق عليه العلم معنا لحياتك ؟! وماهي ياتري انجازاتك العلمية التي تؤمن بها ؟! أنتظر لقد أنتج لنا العلم بطيخا بدون بذر ! ياللهول لقد حطم العلم هدفي في الحياة و هو تناول البطيخ مع إحصاء عدد البذور ، إن مثل هذه الافكار السّخيفة والمعتقدات العقيمة الدينية واللادينية والالحادية تصيبني بالغثيان .

 
و الآن ماذا ؟!! 

السؤال الفلسفي الوحيد الذي يستحق العناء والذي يجب ان تدور حوله الفلسفة ؛ هل يجب علينا ان ننتحر ام لا !؟ بالنسبة لي انا شخص اتقبل الحقيقة مهما كانت ، اما بالنسبة للبقية فيفضلوا ان يتخرعوا أبا لهم ، أب كبير خارق ، مما يجعلهم يتوهموا انه هناك في مكان ما يعتني بهم ، يراقبهم ، خلق لهم هدف ومعني وغرض ، لكن في نفس الوقت حين ننظر الي الحياة نجدها قاسية ، ظالمة ، غير عادلة ، سيقولون : انها افعالنا وتصرفاتنا واهوائنا البشريّة ، لكن ماذا عن تلك التي تنسبونها للاب الأكبر ! زلازل وبراكين وفيضانات ، شخصيا اتقبل حقيقة اننا مجرد نتاج فعل تطوري عشوائي بنهاية الأمر . اتقبل حقيقة اننا مجرد الات تفكر ، سيقولون : الروح ، العاطفة ، المشاعر ، كلها نتاج إحساس زائف ، مفهوم متوهم مختلق زائف ، أي شيء في الحياة يمكن ان يعبر عنه بنمط ، انماط تصف كل شيء ، اي شيء تتخيله سواء فيزيائي او ميتافيزيقي يحدث عبر عملية من احداث يمكن تتبعها وتكوين نمط محدد منها يمكن التلاعب به ، لافرق بين ماهو مادي وغير مادي سوي اننا لم نتوصل للنمط بعد ، سيقولون : الموت ، الحياة بعد الموت ، الاب الكبير سيحرقنا للابد ، سيقولون سخافة ويبررونها بتفاهة ، ثم يحاولون منطقة السخافة والتفاهة لينتج لنا شيء ليس هناك كلمات تصفه بعد ، سيقولون ثم يقولون ثم بنهاية الامر يتحدثون عن الانتحار ! الانتحار ! لم لا تلخد الي النوم ولا تستيقظ ياصديقي ، جرب ان تفكر في الامر احيانا ، او حتي اثناء وقت فراغك وانت تخرج فضلاتك . حاول ان تتعلم تفكر


الخميس، 13 ديسمبر 2012

هل ما تدعيه الأديان يمكن اعتباره صحيحاً ؟ [لا]

6 تعليق


Brazen lies, needless to say, are usually the most successful ones,especially if they are savagely stupid and contradict the truth "Erik von Kuenhelt-Leddihn
الأكاذيب الوقحة -وغني عن القول- هم عادة الأكثر نجاحاً ، لاسيما إن كانوا في منتهي الغباء ويتعارضوا مع الحقيقة "إريك فون كويهنيلت-ليدين


لقد كشف العلم زيف ادعاء الأديان بتفرّدنا منذ اصطدام غاليلو بالكنيسة حول موقع الأرض في الكون ، رغم انه تراجع حينها نظراً لعناد واصرار وجهل الأديان وقوّته الذي ضرب جهود وارصاد دقيقة تتعدّي الخمسين عاماً ، وظلّ يعتقد بموقع الأرض الفريد عن جهل وعناد،  إلا انه سرعان ما أتضح أن الأرض ماهي إلا احد الكواكب العديدة التي تدور حول الشمس ، ثم الشمس ماهي إلا نجم من النجوم العديدة التي تشكل المجرّة ، وأن مجرتنا ماهي إلا مجرّة من مجرات عديدة ، ومازالت الإكتشافات والبحث حول ما إذا كان كوننا فريد ام انه مجرّد كون من اكوان لانهائيّة  الأمر ودون تفرّع يكشف لنا بطلان زعم التفرّد الديني بالنسبة للأرض التي يتوّهمونها مركز الكون ولكن العلم لم يبيّن لنا الأمر بالنسبة للأرض فحسب، بل بحقيقتنا نحن -البشر- ، فمنذ ان قال "داروين" إن الإنسان ماهو إلا جزء من مملكة الحيوان وانه يرتبط ارتباطاً مباشراً بسلسلة النسب بها ، وحتّي الآن مازال العقل السلفي الديني يصر علي عناده وجهله وعدم تقبّله للحقائق -فقط- لانها تتعارض مع ايمانه ، ايمانه المتوّهم بأن الإنسان كائن فريد خلقه كائن خارق لسبب ما ، حتّي السبب لا يعلمه إنما هو اصرار وعناد علي غرار "عنزة ولو طارت "  فيسارع بالمعارضة دون التفكير ولو للحظة في احتمال ان الخطأ ربما يكون في ما يؤمن به ، نعم :إننا لسنا متفرّدين بأي شئ لا موقعنا ولا صفاتنا ، الكثير من الأدلة والأعمال العلميّة كتلاعب كريج فنتر بالجينات يبيّن ان جيناتنا لا تختلف عن  جينات الخميرة أو ذبابة الفاكهة ، إذن نحن لسنا في مركز الكون ، ولسنا منفصلين عن باقي الكائنات الحيّة علي الأرض تلك الكرة التي توجد في حيّز لانهائي يوجد اعداد لانهائيّة مثلها ، وليس هذا فحسب بل ان الأمر يتعدّي ذلك وكما توضحه بعض النظريّات أن الحياة ربما لم تبدأ علي الأرض من الأصل و انها مجرّد تراكمات لتفاعلات كيميائيّة وجدت الأرض مكاناً ملائماً ، ورغم هذا و ذاك فحقيقة عدم تفرّدنا تظل لتصطدم مع المعتقدات الدينيّة ، فالحقيقة اننا لسنا متفردين فحسب بل ان جيناتنا اقل من جينات حيوانات اخري كثيرة وحتّي اقل من البطاطس . لو نظرنا إلي اسباب نشأة الأديان ككل نجد انها كانت قائمة علي جهل وتخيّل الأسلاف ، فلا بأس من وضع تفسيراتهم الخاصة لا سيما انّهم وجدوا انفسهم دون اي معلومات عن سبب وجودهم او حتّي عن المكان الذي وجدوا فيه ، ومن خلال تعميم خبراتهم اليوميّة افترضوا ان هناك صانع لنا تماماً كما يصنع احدهم أي شئ ، بل ذهبوا أبعد من ذلك بعبادتهم لأي شئ حتّي النار والأحجار ، هذا بالأضافة إلي نظرتهم للأرض فأفترضوا انها ذات موقع فريد وأن جميع الأجرام تدور حولها ـ وأن جميع الكائنات إنما هي مسخّرة لهم ، هذا يلخص لنا توهّم الأديان لموقعنا وحقيقتنا ، ولكن الناظر بتأمّل يعلم تمام العلم أن هذه  الأوهام انما هي مجرّد خيالات اسلافنا الجهلة وان نظرتهم لتفرّدهم اصبحت الآن هراء تام ، ولكن سيبقي من الصعب دوماً علي الإنسان فقدان خاصيّة التفرّد ولهذا نري أنّ التطوّر يتلقي معارضات عدائيّة من قِبل الأديان لا يماثلها أي معارضة لأي نظريّة أخري كالإنفجار الكبير مثلاً ، لانها ببساطة تمس هذا الجزء الحسّاس وتكشف عورة الأديان وكذبتها الحمقاء ، فالتطوّر يعطينا الرواية الحقيقية عن أصولنا، بدلاً من الأساطير التي أرضتنا لآلاف السنين والتي هي بالأصل ناتجة من مخيّلة اسلافنا، يجد البعض هذا مرعباً بشدة، ولايمكنهم تقبّل حقيقة أننا لسنا فقط مرتبطين بكل الكائنات، بل نحن  -مثلهم أيضاً - منتج القوى التطوريّة العمياء وغير الشخصيّة . فإن كُنّا-نحن- فقط واحد من المنتجات الكثيرة للانتخاب الطبيعي، فربما نحن لسنا استثنائيين  او متفرّدين برغم كل شيء . يمكن تفهم لماذا هذا لا يسرّ الكثير من الناس  لاسيما الذين يعتقدون أننا جئنا إلى الوجود بطريقة مختلفة عن الأنواع الأخرى من الكائنات، كالغاية المميّزة لهدف إلهي .ويتساءلون: هل لوجودنا أي غاية أو معنى يميزنا عن الكائنات الأخرى؟ولكن ربما بعضهم لايعرف عن التطوّر شيئاً سوي اننا تطوّرنا من القردة [وهذا خاطئ]ولهذا هو غير صحيح-التطوّر- وغير مقبول وخاطئ ، ويذهبون أبعد من ذلك وأن التطور يزيل الأخلاق. فإن كُنّا -برغم كل شيء -ببساطة حيوانات، فلماذا لا نتصرف كالحيوانات؟ ما الذي يبقينا أخلاقيين إن كنا لسنا أكثر من قرود ذوي أدمغة كبيرة؟ كما ذكرت سابقاً لايوجد نظرية علمية أخرى تُعَارض مثل هذه المعارضة من قِبل عوام الناس دون معرفة او اضطلاع ، إنه لمن الواضح أن هذه المقاومة تنشأ إلى حد بعيد من الدين يمكنك أن تجد أدياناً ليس فيها عقيدة الخلق- كالبوذيّة والجاينيّة والتاويّة والكونفوشيّة- لكنك لا تجد أبداً عقيدة الخلق دون الدين ،فالكثير من المتدينين لا يعتقدون فحسب أن البشر استثنائيون، بل ينكرون حقيقة التطور بالتأكيد على أننا كالأنواع الأخرى مواد خلق إلهي لحظي من قِبل الإله. بينما وجد الكثير من الناس المتدينين سبيلاً للمواءمة بين حقيقة التطور ومعتقداتهم الروحانيّة، إن هذه المحاولات البائسة إنما هي امتداد لغرور واصرار وعناد بجهالةِ علي كذبة حمقاء لا يمكن التوافق بينها وبين الحقائق من حولنا ، فالتطوّر بات حقيقة واقعيّة كدوران الارض ، رفضه لا يعبّر بالضرورة عن افقتاره للأدلّة ، وإنما يرجع إلي سهولة تغلغل الكذبة الدينيّة داخل عقول البعض امتزحت ببعض الغرور والكبرياء اللذان نتجا بالأصل عن جهلِ سابق  ، ربما يمكننا ان نتقبّله -فقط- في نطاق مُحدّد ، ومحدوديّة المعلومات كما كان الأمر مع اسلافنا ولكن الآن نحن نعلم بالضرورة  أن وجود الانسان ليس معناه أن موجده يحتاج إلي شئ ، إذ انه لم يخلقه منفرداً بل هو كائن من بين ملايين الكائنات الاخري ، ويشاركها بقعة صغيرة جداً من قطعة صغيرة أيضاً تقع ضمن منطقة لا متناهية ، فمن غير المقبول أن يحتاج هذا الخالق إلي كائن معيّن ليعبده ويخلقه خصيصاً لهذا الغرض ، ويطلب هذا منه ! رغم وجود ملايين الكائنات فما الفرق عند الخالق بين الانسان والصرصور ؟ وهل يشغل الخالق ذو الكمال نفسه بهذا الكائن فيراقبه ويحاسبه ويحرقه ويعذبه إن لم يعبده رغم عدم توافر ادلة قوية علي وجوده أو علي هذا التدّخل كما سبق وذكرت في موضوع [هل يمكننا نفي وجود الإله ؟ [نعم]]  وعدم الحاجة إلي هذه العبادة من الاساس ؟ورغم هذا وذاك ،إن هذه الكذبة وذاك الإدعاء ناتج كما سبق من خلال تعميم خبرات الحياة اليوميّة كـ [البعرة تدل علي البعير] نعم هذا صحيح ، لكن الانسان لا يدل علي الخالق ولا الكون يدل علي الخالق  ،أو انّ هذا الخالق بالضرورة إله  فالبعرة تدل علي البعير لمعرفتنا أن البعير يخلف بعراً ، أمّا الكون فلم نشاهد خالق يخلق كوناً لنعرف أن الكون يدل علي الخالق أو الموجِد ولكن ليس إله ؟
وهذه مجرد مغالطة منطقيّة ، وقياس باطل لأنها عبارة عن[ تعميم ] فالعلاقة بين البعر والبعير علاقة متعديّة أو مايسمي [transitive relations] فمثلاً [أ] و [ب] بينهما علاقة ما ، و  [ج] ، [أ] بينهما أيضاً علاقة ما ، فمنطقيّاً أن يكون هناك علاقة بين [ج] ، [ب] ولكن هذا مخالف لمبدأ البعر والبعير وتطبيق هذا القياس علي الإنسان والإله ،أو الكون والإله ، لاننا لم نرَ هذا الخالق يخلق هذا الكون او الإنسان ، فلم لا يكن هذا الكون هو الموجِد الذي يوجد الأشياء ، وهو ما يطلقون عليه لفظ [إله]  تماماً كالإنتخاب الطبيعي ، أي مجرّد قوي طبيعيّة عمياء ، حسناً [العلّة والمعلول] اساس العلّة الاولي ، هو مغالطة نتيجة فكرالاغريق الذين أعتمدوا علي تسلسل الاعداد الطبيعيّة 5 ، 4 ، 3 ، 2 ،حتّي نصل بنهايّة الامر إلي الـ 1 او كأبي حنيفة الذي يقول ان الواحد الحسابي لا شئ قبله فكذا الإله ، نعم انه جهل لأشخاص لم يسمعوا قط عن -1 ، -2 ، -3 .. إلي مالانهاية ، ورغم هذا لا يوجد أي شئ يجعل مسلسل السببيّة يتوقّف عند الإله إلا افتراض منهم فقط وعليه يمكننا ان نتوقّف عن اي شئ ويمكن لأي شخص ان يوقف هذا المسلسل متي يشاء ويطلق علي الشئ الذي توقّف عنده ما يريده .
وعلي كلٍ فالبعر والبعير ، ليس دليلاً علي وجود صانع أو خالق لان العلاقة ليست متعدّية . وأن الاشياء تدّل علي صانعها [ فقط ] نتيجة معرفتنا بأنها مصنوعة ، بالاضافة إلي إختلاف صفاتها عمّ نراه حولنا يتولّد بشكلٍ طبيعيّ ، والتطوّر بيّن لنا كيف تطوّر الإنسان  وأنّ هذا التطوّر لا يدل علي خلق من قِبل إله ولهذا فالانسان لا يدل علي خالق. بل علي آليّات تسببت في نشأته وتطوّره .والبعر والبعير يدلان علي بعضهما[ نعم ]، لان ما نستنجه نحن فإنما نستنتجه من خلال المشاهدات والمدركات الموجودة ، امّا الكون فلا يدل علي خالق لاننا لم نرَ اكواناً يخلقها خالق لنستنتج ان هذا الكون له خالق ناهيك أنه يطلب منا عبادته .!! ويبقي الأمر مجرّد تكهّن وادعاء يمكننا دحضه كما سبق ، إذن كل ما تدعيه تلك الأديان عبارة عن كذبة حمقاء ساذجة قد كشف عورتها العلم وبيّن ان كل ما تزعمه مجرّد خيالات وتوّهمات لا يمكن ان تصح لمعارضتها الواقع  . 
ورغم هذا مازالت الأديان تدّعي :


  • الأخلاق ستنتهي بدونها                                                                            




وهذا غير صحيح ، فنسبة الملحدين لا تتعدّي 0.2٪ في السجون الأميركيّة مثلاً، بينما نري نسبة المتدينين مرتفعة لاسيما اصحاب الأديان الإبراهيميّة وعقيدة الخلق الساذجة فكما نري الزعم الدينيّ مليء بالتناقضات والأكاذيب، وإذا واصلنا على هذا الطريق ونظل نتبع الجاهليّة والإصرار والعناد السلفي ،  فسوف تدمر الأديان ما تبقى من الإنسانيّة نفسها التي تدعي ان لا إنسانيّة بدونها ، فالذي يتصرّف كالحيوانات-وإن ظلمت الحيوانات بهذا التشبيه- هم الدينيّون وهذا بات واضحاً في كل انحاء العالم الإسلامي بالتحديد .
 يجب علينا اتخاذ مسار آخر غير التكهن والتعميم والإدعاءات للتوضل للحقائق ذاك المسار وتلك الطريقة هي  - الطريقة العقلانيّة-. ومع ذلك هذا الطريق هو بأي حال من الأحوال ليس الأسهل ؛ لعبوره سيكون علينا التضحية ببعض الأشياء التي كانت تعتبر خطوط حمراء لا يمكن الإقتراب منها .  أعظم تضحية هي ترك الموروث الذي ملئت الأديان عقولنا به ، اكاذيب وادعاءات حمقاء ، ولكن في مقابل ذلك  فإن المرء سيكسب حريّتة و حرية التصرف، والتفكير وقبول المعقول والذي يوجد ما يؤكده وليس إصرار وعناد .يجب علي المرء ترك تلك  التبعيّة التي تتخذها الأديان جنباً إلي جنب مع  القادة  السياسيين من أجل السيطرة علي الأشخاص ، فالقادة يمطرونك بالوعود الكاذبة من أجل الأمن والآمان وتحقيق المصالح الإجتماعيّة فقط  ان اصبحت خروف تابع لقطيع خرافهم فهم يفكرون من أجلك ويعملون علي مصلحتك -مجرّد كذبة سخيفة- ،فالأديان تستخدم نفس ذات المفاهيم ، مجرّد تسخير واستغلال واستغفال لعقول الأشخاص وتقديم اجابات سخيفة مقولبة بالغباء ، ولكن هذا مالا يحتاج إليه الشخص العاقل ، فما نحتاج إليه هو نوع من التعليم الواع،فنحن بحاجة إلى إعادة التفكير في كل شئ ، كل شخص بحاجة إلى إعطاء الفرصة لنفسه ليقرر بنفسه . التفكير الحر هو الشيء الوحيد الذي يمكن ان ينقذ البشريّة من نفسها ومن جهل التبعيّة والرجعيّة. ولذلك تجد الأديان تقتل وتذبح كل من يحاول ان يفكّر في ان يفكّر بعيداً عن زعمها واكاذيبها ، وبالنهاية تكذب الكذبة الحمقاء "لاأخلاق بدونها ". عجباً.


  • الحل عن طريقها                                                                                 


الخلاص وإنقاذ البشريّة-إن كانت بحاجة إلي إنقاذ-  لن يأتي من الصلاة ، أو التأمل في كتاب ما كتبه اشخاص جهلة منذ قرون مضت ، ولكن عن طريق اتخاذ إجراءات حاسمة تتناسب مع متطلبات العصر ، عن طريق التفكير المتغيّر من جيل إلي جيل ، وكما قال  رجل حكيم "يدان عاملتان يمكن أن تفعلا أكثر من ألف متشابكة تصلي " فأين الحلّ الذي يمكن ان تقدمه الأديان ؟ 
انا لم ارَ أي شئ فيها سوي ثقافة الطاعة والعبوديّة والجهل والتبعيّة و التقاليد وليدة بيئتها التي لا تنطبق ولا يمكن ان تنتطبق علي حياتنا الآن ، بحكم طبيعتها الذكوريّة الصحراويّة والحمقاء ، التي تشكّلت وتغلّفت بالجهل.





الجمعة، 24 أغسطس 2012

التصميم الذكيّ vs الإنتخاب الطبيعيّ ..!! (2)

2 تعليق


"يقول الناس التصميم الذكي، ينبغي أن ندرس التصميم الذكي . انظروا إلى جسد الإنسان، هل ذلك ذكي؟ لديك آلة معالجة نفاية متموضعة بجوار منطقة استجمام! "
                                                                                               روبن وليامز فيلم Man of the year


في القرون الوسطى، و قبل أن يكون هناك ورق ، كانت تصنع المخطوطات في اوروبا بالكتابة على الرقاع، صفحات من جلد الحيوان المجفّف . ولأن إنتاجها كان صعباً ، أعاد كثير من كَتَبة القرون الوسطى استعمال الكتب القديمة بكشط الكلمات القديمة والكتابة على الصفحات النظيفة من جديد .هذه المخطوطات المعاد تدويرها تسمي "  Palimpsests  اي  "مكشوطة مجدداً". 
و رغم ذلك  بقيت آثار رقيقة من الكتابة الأقدم . لتكشف عن دور هام في فهمنا للعالم القديم .فكثير من النصوص العتيقة في الحقيقة  اصبح معروف لنا فقط بالتطلع أسفل طبقة الكتابة الفوقيّة التي تغطي الكلمات الأصليّة، ربما أشهر هذه المخطوطات المكتشفة هي مخطوطة أرخميدس، ُ كتِبت أولاً في القسطنطينية في القرن العاشر الميلادي ثم تم كشطها وكتِب فوقها بعد ثلاثة قرون لاحقة كتاب صلاة من قِبل كاهن ، في عام  1906 تعرّف عالم كلاسيكيّات دنماركي علي النص الأصلي لأرخميدس ، ومنذ ذلك الحين استعملت اشعة X للكشف عن مثل هذه المخطوطات المعاد تدويرها أنتج هذا  العمل ثلاثة أبحاث رياضيّة لأرخميدس مكتوبة باليونانيّة القديمة. اثنان منهم كانا مجهولين سابقاً وهامان على نحو ماس في تاريخ العلم ، بمثل هذه الوسائل تمكنّا من الإطلاع علي الماضي وكيف كانت الحياة حينئذِ 
التطوّر كمثل هذه النصوص القديمة، فالكائنات ببساطة تشبه المخطوطات التاريخيّة معاد كشطها، ومن خلالها يتضح لنا التاريخ التطوري ، فضمن أجساد الحيوانات والنباتات توجد مفاتيح لأسلافها المشتركة ، عبارة عن مفاتيح تعد شهادة على حقيقة التطوّر، من خلال موضوع سابق بعنوان "التصميم الذكيّ vs الإنتخاب الطبيعيّ " نجد أنّ الكائنات ليست بذات التصميم الجيّد تماماً، فأيضاً يظهر الكثير منهم عيوباً هي علامات لا تدل على مصمم سماوي {تصميم ذكيّ }، بل على{ التطور} . في هذا الموضوع سنوضح بعض الأمثلة التي تبيّن حقيقة التطوّر من ناحية  ، وعدم وجود موّجه أو مصمم أو قوّة ما عاقلة ذكيّة او واعية أو اياَ ما تكون  ، وهذا يتضح جليّاً من خلال السمات الخاصة "أعضاء أثرية "، التي يكون لها منطق (فقط) كبقايا سمات كانت قديماً مفيدة في سلف ما في الماضي ، ثم أعاد تدويرها . فنجد أحياناً "تأسل" أي عودة إلى صفات الأسلاف تنتج بالانبعاث اُلمُجَدّد العَرَضيٌ لجينات سلفية أُسكِتَت منذ زمن بعيد .
اليوم لأننا يمكننا قراءة تسلسلات الحمض النووي مباشرة، نجد أن الأنواع هي أيضاً مخطوطات تاريخية أحيائي جزيئية معاد كشطها : ففي جينوماتها كُتِب الكثير من تاريخهم التطوري ، فمثلاً الفقدان التطوري للعيون الذي حدث في أسلاف الفأر الخلدي الأعمى في منطقة شرق البحرالمتوسط ، وهو قارض طويل إسطواني ذو أرجل قصيرة غليظة، يشبه قطعة سجق مكسوة بالفرو ذات فم صغير.



 يقضي هذا الكائن كل حياته تحت الأرض . ومع ذلك فلا يزال يحتفظ بأثر عين، عضو صغير قطره مليمتراً واحداً فقط ومخبأ بالكامل تحت طبقة حامية من الجلد . لا يمكن أن تصنع العين المتبقية صوراً . يخبرنا الدليل الجزيئي أن منذ حوالي ٢٥ مليون سنة ماضية ، تطورت الفئران الخلدية العمياء من قوارض مبصرة، وعيونهم الضامرة تشهد على هذا السلف . لكن لماذا تبقى هذه البقايا على العموم؟ تظهر الدراسات المعاصرة أنّها  تحتوي على صبغيات رؤية حساسة لمستويات منخفضة من الضوء، وتساعد على تنظيم إيقاع نشاط الحيوان اليومي . هذه الوظيفة المتبقية ، مقادة بكميات ضئيلة من الضوء النافذ إلى تحت الأرض، يمكنها تفسير استمرار العيون الأثريّة . أما الخِلدان الحقيقية، التي ليست قوارض بل ثدييات آكلو حشرات، قد فقدت على نحو مستقل عيونها،
محتفظة بعضو أثري مغطى بالجلد فقط . يمكنك رؤيته بدفع الفرو الذي على رأسه جانباً.
على نحو مماثل، في بعض الثعابين الحفارة تكون العيون مخبأة على نحو كامل تحت الحراشف . الكثير من حيوانات الكهوف كذلك لها عيون ضامرة أو مفقودة . هذا يتضمن سمكاً مثل سمكة الكهوف العمياء، وعناكب، وسلاماندرات، وجمبري، وخنافس . هناك حتى جراد بحر اعمي لا يزال لديه سويقتي العينين لكن لا عينين فوقهما.


هنا يجب علينا ان ننظر إلي من كافة الجوانب ونتسائل مع هؤلاء الذين يدّعون التصميم والقوالب المقولبة والمُعدّة سلفاً لماذا يوجد  هذا ؟ الجواب : لا يُسأل عمّ يفعل وهم  يسألون  "الحقيقة أن العيون الأثرية شائعة جداً ، فالعديد من الحيوانات، بما في ذلك الحفارون وقاطنو الكهوف، تعيش في ظلام تام، لكننا نعلم من بناء الأشجار التطورية أنهم انحدروا من أنواع عاشت فوق الأرض وكان لها عيون وظيفيّة .
،ولان العينان عبء عندما لا تحتاجهما -بطبيعة حال العيش في الظلام - . فهما يستهلكان طاقة للبناء، ويمكن أن يجرحوا بسهولة . بالتالي فإن أي طفرات تؤيد فقدانهما ستكون مفيدة بجلاءٍ عندما يكون هناك ظلام لا يمكِّن من الرؤية تماماً . بشكل اختياري، يمكن أن تتراكم الطفرات الوراثية المقللة للرؤية طالما أنها لا تساعد ولا تؤذي الحيوان ولكن الحقيقة هذا لا يدل علي مصمم ولا تصميم ذكيّ ، هذا لا يعد كونه مجرد تطور أدي إلي تصميم سيء .
وما أعنيه بـ (التصميم السيء ) هو مفهوم أن الكائنات لو كانت من تصميمِ مُصمم استعمل قوالب البناء الحيوي من الأعصاب والعضلات والعظم وما إلى ذلك لما كانت لديهم مثل هذه العيوب . التصميم الكامل كان سيكون حقاً علامة على مصمم ذكي . إن التصميم المعيب هو علامة التطور، في الحقيقة هو ما تتوقعه بالضبط من التطور . لقد تعلمنا أن التطور لا يبدأ من رسمِ تصميم كما سبق في الموضوع السابق  .بل  تتطور الأجزاء الجديدة من القديمة، ويحتاج إلى العمل على الأجزاء التي قد نشأت من قبل فعلياً . بسبب هذا، ينبغي أن نتوقع تسويات بعض السمات التي تعمل على نحو جيد تماماً، لكن ليس كما ينبغي لها، أو سمات كجناحي الكيوي لا تعمل على الإطلاق، لكنها بقايا تطورية. هناك مثالاً جيّداً يوضح لنا بصورة أفضل وهو السمك المفلطح Flounder  كمثال(سمك موسى)هناك حوالي خمسمائة نوع من السمك المفلطح: الهلبوت، وسمك الترس ، وأقربائهم . كلهم يوضعون في رتبة Pleuronectiformes وهي كلمة تعني (السابحات جانبيّاً )، وصف هو الأساسي لتصميمهم البائس .فالحقيقة أن هذه الأسماك المفلطحة تولد كأسماك تبدو عادية تسبح رأسياً، مع عين متوضعة على كلا جانبي الجسد فطيري الشكل  لكن بعد ذلك بشهر ، يحدث شيء عجيب غريب  تبدأ إحدى العينين في التحرك إلى الأعلى . إنها تهاجر على الجمجمة وتنضم إلى العين الأخرى على جانب واحد من الجسد ، إما اليمين أو اليسار، تبعاً للنوع . تغيّر الجمجمة شكلها أيضاً لتعزيزهذه الحركة، وهناك تغيرات في الزعانف واللون  في تناغم ، تميل السمكة على جانبها الجديد عديم العين 


نتيجة لهذا كلا العينين تصيران بالأعلى . إنها تصير ساكنة قاع البحر مسطحة مموهة تفترس الأسماك الأخرى .
عندما تحتاج إلى السباحة، تقوم بذلك على جانبها . السمك المفلطح هو أشهر الفقاريات اللامتماثلة الجانبين في العالم.في الحقيقة إن أردت أن تصمم سمكة مفلطحة، لما كنت فعلتها بتلك الطريقة . لكنت أنتجت سمكة تشبه المزلجة،مسطحة من الميلاد وتنام على بطنها، ليس واحدة تحتاج إلى إنجاز التسطح بالنوم على أحد جانبيها، محركة عينها، ومشوهة جمجمتها هذا ما يمكن ان يصممه المصمم العادي ، فما بالك بالمصمم مطلق القدرة الذي يتغنّون به ؟




 . لقد صُممت الأسماك المفلطحة على نحو سيء. لكن التصميم السيء يأتي من ميراثهم التطوري. إننا نعلم من شجرة عائلتهم أن الفلاوندر ككل الأسماك تطوروا من أسماك عادية متماثلة ، لقد وجدوا أنه من المفيد الميل على جوانبهم والاضطجاع على قاع البحر، مخبئين أنفسهم من كلٍ من المفترِسين والفرائس . هذا بالتأكيد خلق مشكلة العين السفلى ستصبح عديمة الاستعمال وسهلة الانجراح . لحل هذا، أخذ الانتخاب الطبيعي السبيل المُتعرج { لانه بالاساس غير خاضع لاي إلزام اي ليس تحت أي إلزام ان يكون العضو الذي يتم تطويره ممتازاَ ، بل يطوّر كائنات جيّدة للبقاء وليس كما لو أن مهندساً صمم شيئاً من الصفر ! } أي ان هذا الخيار هو المتاح نقل عينها، هذا غير تشويه جسدها. 


تعج أجسادنا ببقايا أخرى من السلف الرئيسي. فلدينا ذيل أثري: العصعص، أو النهاية مثلثية الشكل لعمودنا الفقري، إنها مصنوعة من فقرات مستقلة مدموجة معلقة أسفل أحواضنا . إنها ما تبقى من الذيل الطويل المفيد لأسلافنا.


   


ذيل أثري وآخر تأسلي. في اليسار بالأعلى: في أقاربنا الذين لهم ذيول، كالليمور أو الهبار المطوق Varecia variegata ، إن فقرات الذيل (في المؤخرة ) غير مدموجة أول أربع فقرات مرقمة بـ C1 إلي C4 لكن في "ذيل " الإنسان، أو العصعص (في اليمين بالأعلى )، فإن الفقرات المؤخرة مدموجة لتشكل بنية أثرية . في الأسفل : ذيل تأسلي لطفل إسرائيلي عمره ثلاثة أشهر .
 اشعة X على الذي (في الأسفل باليمين ) تظهِر أن الثلاث فقرات المؤخرية أكثر مبراً وتطوراً جيداً عن الطبيعي، غير مندمجة، وتقارِب حجم  الفقرات العجزية المرقمة بـ S1 إلي S4   . 

  إنها لا تزال لها وظيفة (بعض العضلات المفيدة مرتبطة إليها )، لكن تذكر أن أثريتها لا تشخص بعدم فائدتها بل لأنها لم يعد لها الوظيفة التي تطوّرت أصلاً لأجلها . على نحوٍ معبر، فبعض البشر لديهم عضلة ذيليّة أثريّة (العضلة الباسطة العصعصيّة )، متطابقة للتي تحرك ذيول القرود والثدييات الأخرى. إنها لا تزال متصلة بعصعصنا، لكن بما أن العظام غير قادرة على التحرك، فإن العضلة غير مفيدة .ربما يكون لديك واحدة لكنك لا تعرفها حتى.
هناك عضلات أثرية أخرى تصير ظاهرة في الشتاء، أو عند مشاهدة أفلام الرعب . هذه هي العضلات ناصبة الشعر، عضلات ضئيلة متصلة بقاعدة كل شعرة من شعر الجسد . عندما تنقبض يقف الشعر، معطياً إيّانا "نتوآت إوزيّة "، تسمى هكذا بسبب تشابهها مع جلد الإوزة منتوفة الريش . لا تقوم النتوآت الإوزية والعضلات التي تسببها بأي وظيفة نافعة ، على الأقل في البشر . أما في ثدييات أخري فهي توقف الفرو للعزل عندما يكون الجو بارداً، وتجعل الحيوان يبدو أكبر عندما يقوم بالتهديد أو يتلقاه . فكر في القط، الذي يتشعث فروه عندما يكون الجو بارداً أو غاضباً . تنتج نتوآتنا الإوزيّة الأثريّة بنفس المنبهات : البرد أواندفاع الأدرينالين.
مثالاً أخيراً : إن كنت تستطيع ليّ أذنيك، فأنت تثبت التطور . إننا نملك ثلاث عضلات تحت فروة رأسنا المتصلة بآذاننا . في معظم الأفراد هي غير مفيدة، لكن القليل من الناس يمكنهم استعمالها لليّ آذانهم هذه هي نفس العضلات المستعملة من قِبل حيوانات أخرى كالقطط والأحصنة لتحريك آذانهم هنا وهناك، مساعِدة إياهم على تحديد مواضع الأصوات . في هذه الأنواع، يساعد تحريك الآذان على كشف المفترسين، وتعيين مواقع صغارهم، وما إلى ذلك. لكن في البشر هذه العضلات جيّدة فقط للتسلية.
وأخيراً فإن التغير التطوّري حتى من النوع الكبير يتضمن دوماً -تقريباً- إعادة تشكيل القديم إلى الجديد .فأرجل الحيوانات البرية هي تغييرات على الأطراف القوية للسمك السلفي . عظام الأذن الوسطى الصغيرة للثدييات هي إعادة تشكيل لعظام الفك لأسلافهم الزاحفيين . أجنحة الطيور معدلة عن أرجل الديناصورات .والحيتان هي حيوانات برية ممطوطة صارت أطرافها مجاديف وتحركت مناخيرها إلى أعلى الرأس.ليس هناك سبب لكي يقوم مصمم ذكي أو قوّة عاقلة واعية بتشكيل الكائنات من نقطة انطلاق، مثل مهندس معماري يصمم مباني، وينبغي عليه عمل نوع جديد بإعادة تشكيل ملامح الموجودة، كل نوع كان يمكن أن يبنى من المرتبة الدنيا إلى العليا . لكن الانتخاب الطبيعي يمكنه فقط العمل بتغيير ما هو موجود فعلياً . فهو لا يمكنه إنتاج صفات جديدة من العدم : تتنبأ نظرية التطور -إذن-أن الأنواع الجديدة سوف تكون نسخاً معدلة من القديمة يؤكد السجل الأحفوري بإسهاب هذا التنبؤ.ولهذا التطوّر حقيقة علميّة واقعيّة ، والكثير من الأمثلة تدل علي تطوّر عشوائي لا يمكن ان يكون موجه من قبل اي كائن خارق . 


_References  _
why evolution is true   by : jerry coyne

الثلاثاء، 13 ديسمبر 2011

التصميم الذكيّ vs الإنتخاب الطبيعيّ ..!!

9 تعليق




" يبدو أن هذين الصيادين كانا يعبران الغابة عندما صادفا دباً جائعاً وغاضباً جداً ، بدأ أحد الصيادين بالتخلص من من عتادة ملقياً به علي الارض .
- سأله الثاني :ماالذي أنت فاعله ؟
- سأجري !!
- لا تكن سخيفاً ... لا يمكنك الجري أسرع من ذلك الدب !!؟
- ليس عليّ الجري أسرع من الدب ، فقط عليّ أن اجري اسرع منك انت "

                                                                                                                   " مؤلف مجهول "

يقول القرآن {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} ‏(‏ التين‏:4) هذا يعني أن الانسان مصمم ومخلوق في أحسن تقويم ، وأكمل هيئة. بل هو بالاساس مصمم ومخلوق لمهمة محددة وهي عبادة هذا المصمم " وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون " إذن الانسان مصمم من قبل هذا المصمم الذي هو كما يقولون عنه مطلق القدرة وكما يقول هو عن تصميمه "أحسن تقويم" إذن يجب أن يفوق تصميم هذا الكائن خيالنا !
تخيّل مصمم مطلق القدرة يصمم كائن ويقول عنه أنه أحسن مالديه ؟ علي كلٍ يسمي هذا [التصميم الذكي]
علي الجانب الاخر نجد ما يسمي
[الانتخاب الطبيعي ] ما يفعله هو وبإختصار ، البقاء علي الجينات المفيدة للكائن الحي والتي يحصل عليها من خلال الطفرات العشوائيّة الناتجة من التغيرات البيئيّة ، ولا يكتفي بذلك بل ينقلها إلي الاجيال القادمة ! كما ان العمليّة التطوريّة لا تنتج كائنات جيّدة مائة بالمائة ، بل الامر أشبه بقصة الصيادين ، ليس عليك أن تجري أسرع من الدب لكي يبقي الانتخاب الطبيعيّ علي موروثاتك ويتم توريثها إلي الاجيال القادمة بل الجري [ فقط ] أسرع من الصياد الاخر .

لنأخذ مثالاً بسيطاً وهو العين البشريّة ونري هل هي حقاً مصممة من قبل المصمم وتخضع للتصميم الذكيّ أم انها ناتجة من الانتخاب الطبيعيّ ؟

الشبكية أو (Retina) وهي الطبقة الداخلية للعين وتحتوي على عشرة طبقات مكونة من الخلايا العصبية والألياف العصبية وخلايا المستقبلات الضوئية ونسيج داعم.
تعمل الشبكية على تحويل الأشعة الضوئية إلى نبضات عصبية يتم نقلها عبر العصب البصري إلى مراكز الدماغ العليا.

ويمكن إختصار هذه العشر طبقات إلى أربع طبقات رئيسيّة وهي :-


  1. النسيج الطلائي الصبغي
  2. طبقة مستقبلات الضوء  
  3.  الخلايا ذات القطبين
  4. طبقة الخلايا العقدية

وظيفة الخلايا العقدية هي القيام بالمعالجة المبدئيّة للإشارة البصرية ، لكن الغريب هنا ، هو تواجد هذه الخلايا أمام الخلايا التي تستقبل الضوء الداخل !!!

نحن الان أمام خيارين  إمّا تصميم ذكي أو  انتخاب طبيعي !
  • التصميم الذكي :-

تركيب العين كما هي الان ، لا يوجد به أي تصميم ذكي ، لو أخذنا تصميم كاميرا مقارنة بالعين البشرية ، فلن يقوم اي مهندس بتصميم كاميرا بحيث يكون اجزاء الكاميرا موضوعة امام الفيلم أو المستقبل الضوئي ! فهذا يعد تصميماً غبيّاً !



مسار الضوء داخل العين

  • الانتخاب الطبيعي :-

الانتخاب الطبيعي يقوم بالبقاء علي الجينات المفيدة للكائن ونقلها عن طريق الوراثة كما تقدم ، ولكن هو بالاساس غير خاضع لاي إلزام اي ليس تحت أي إلزام ان يكون العضو الذي يتم تطويره ممتازاََ ، بل يطوّر كائنات جيّدة للبقاء وليس كما لو أن مهندساً صمم شيئاً من الصفر ! 
الشيئ الاخر بالنسبة للإنتخاب الطبيعي هو عدم قدرته للرجوع إلي الوراء ليعدّل أو يغير في التصميم .


من خلال تطوّر العين ، يمكننا أن نفسر الامر ، ولماذا وضعت الخلايا العقدية قبل مستقبلات الضوء ، الامر ليس متعلق بالرؤية فقط ، بل ربما يكون الامر متعلق بالبقاء وأن موضع هذه الخلايا كان في الماضي سبباً في بقاء أسلافنا ، أي أن التغير الوراثيّ نفسه الذي وضع أوّل خلية عقديّة أمام أوّل شبكيّة بدائيّة .







ليس هذا فحسب بل إن " إنفصال الشبكيّة "لامر شائع ويحدث كثيراً ، ذلك لان وضع طبقات الشبكية فوق بعض بطريقة شبه معكوسة يؤدي إلي انفاصلها ،
خاصة وضع طبقة الـ
rods and cons على الـ pigmented 





 يؤدي هذا إلي تماسك ضعيف بين هاتين الطبقتين فنجد كل هذه الكتلة الضخمة  تتمسك بما تحتها بجزء صغيراً جداً وكأن الطبقة موضوعة وضعاً على الأخرى

مما يجعل الانفصال أمراً شبه محتم الحدوث  ، وما كان ليحدث هذا الإنفصال لو أن هذه الخلايا كانت موضوعة بطريقة أفضل من هذا .

خلاصة القول : ان العين البشريّة بتركيبها الان لا يمكن ان يكون مصمماً ذكياً قام بتصميمها ليقول خلق الانسان في احسن تقويم ! بل اننا نجد كمثال عين الاخطبوط أفضل من العين البشرية ذلك لان عين الاخطبوط يتغير فيها موضع الخلايا العقدية لتكون خلف مستقبلات الضوء .

وكما أن عمليّة صياغة حلقات من السلف إلي المنتج النهائيّ ، لا تتطلب تحسينات مستمرّة في وظيفة واحدة عند كل نقطة من الزمن ، بل يواجه الكائن الحي مشكلة البقاء كفرد - كما تقدم في قصة الصيادين يلتقيان الدب - كل ما يهم هو أن الفرد لدية صفات معينة يمكن أن يعمل عليها الانتخاب الطبيعي ، ومهما كان التأثير الذي سيحدثه الانتخاب الطبيعي فإنه سيقع علي المادة المتوفرة ، أي علي الكائن الحي الفرد كما هو موجود في ذلك الوقت ، التطور يعمل علي ماهو متوافر ويعدّله إلي ما سيعطي الفرد الذي يمتلك هذه السمة ميزات بقائيّة وهذا بإختصار هو معني "البقاء للأصلح " .

ربما يسمح هذا بحدوث خواص غريبة كما تقدم في مثال العين البشريّة، نجده أيضاً
[المرئ ] هو الجزء السفلي من الحلق والقصبة الهوائية (الممر الذي يؤدي إلى الرئتين) عند ابتلاع الطعام أو الماء ، يقوم لسان المزمار بغلق القصبة الهوائيّة ، بحيث أن هذه المواد لا تذهب الى الرئتين. هذا النظام لا يعمل بشكل صحيح في كل مرة

   



عند تناول الغذاء أو الماء وعدم قدرة لسان المزمار علي غلق القصبة الهوائيّة يصل بعض من المواد إلي الرئتين مما يؤدي إلي الاختناق ، في بعض الحالات ، يمكن أن يكون هذا الاختناق مميتاً، ولو كان هناك تصميماً ذكيّاً فعلاُ لفصل ذلك وجعلهم أثنين واحداً من الأنف مباشرة إلى الرئتين ، والثاني من الفم إلى المعدة مباشرة وأنتهي الامر ولكن الانتخاب الطبيعيّ لا يملك بصيرة .

مثالاً أخر في إبهام الباندا كما قدمه "ستيفن جاي " في كتابه "Panda's Thumb ".



فنجد أن اسلاف الباندا ، الذي يرتبط بصلة قرابة بعيدة بحيوان "الراكون " كان يمشي علي قوائمة الاربع مثل الكلاب و القطط ، وفي نهاية الامر فقد الإبهام الاصلي . وعندما تغيّرت البيئة التي وجد فيها اسلاف الباندا ، وأصبح في "غابة بامبو " احتاج الباندا إلي إبهام كي ينزع أوراق البامبو ، ماحدث هو أن نتوءاً صغيراً علي المعصم بدأ يكبر ، فحتي نتوء صغير كان سيساعد الحيوان في تقشير البامبو بشكل أكثر فاعلية ، في النهاية نجد انه تطوّر علي معصم الباندا ليقوم بمهمة الابهام المفقود .




كما تقدم لا يمكن الرجوع والتعديل ، بل هو نظام متوافق مع روح التطور بالانتخاب الطبيعي كل فرد في السلسة من الكائن الاول الشبيه بالراكون إلي الباندا المعاصر تلقي ميزة تطورية من حيازة نتوء كبير نسبياً من ذلك العظم.
بالطبع ليس هذا نظام تقشير البامبو الذي يمكن لمصمم أي يصممه من الصفر . حتّي ولو كان هذا المصمم غبيّاً .






مثال آخر علي ذلك هو عصب الحنجرة المرتد للزرافة ، الذي يأخد مساراً أطول بكثير من اللاّزم






هذه مجرد أمثله لإثبات عدم تدخل أي مصمم ذكي ، بل الامر خاضع للإنتخاب الطبيعي .


http://www.geek4arab.com/vb/images/sig.gif

إنفصال الشبكيّة

ستيفن جاي غولد[1941-2002 ]:عالم إحاثيّات أمريكي ومختص بالبيولوجيا التطوريّة ، كان واحد من أكثر كتّات العلوم المبسطة شعبيّة وتأثيراً عمل اساذاً مدرساً بهارفارد منذ العم 1967 وقبل وفاته شغل منصب أستاذ كرسي آلكسند آغاسي لعلم الحيوان The 

ابهام الباندا

الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

يوم اشتعلت النار في أرض الرمال ..!!

8 تعليق

في جنوب الجزيرة العربيّة ، وبين مياه ضحلة في الخليج العربي شرقاً إلي الجنوب الغربي تمتد الى البحر الأحمر صحراء شاسعة ، هذه الصحراء التي لا يمكن اختراقها تسمي " الربع الخالي "هذا المكان العجيب الغريب لا يستطيع أحد الوصول إليه حتّى البدو ذو الخبرة حيث أن درجات الحرارة تصل إلي 60 درجة مئوية ، ناهيك عن عدم توافر المياه ، تقول الاساطير أن في هذه المنطقة تقع مدينة قديمة يطلق عليها "أوبار" , و وفقا لأسطورة البدو هناك فإن هذه المدينة إندثرت تحت الرمال , في عام 1932 م، وصل المستكشف البريطاني ، "هاري سانت جون -Harry St. John " ، بحثاً عن هذه المدينة , الهدف من البحثِ كان محاولة لإثبات صحّة القصّة القرآنيّة , قصّة عاد وثمود , وفقاً للقرآن ؛ فإنّ قوم عاد أهلكهم الله بسبب عدم إيمانهم برسوله "و أما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية، سخرها عليهم سبع ليال و ثمانية أيام حسوماً، فترى القوم فيها صرعي كأنهم اعجاز نخل خاوية، فهل ترى لهم من باقية" قرآن - سورة الحاقة.

لكن " جون " لم يجد أي أثار إنسانيّة تؤكّد ما يبحث عنه , في البدية وعندما وجد قطع من أحجار سوداء صغيرة كان يُظنّها أحجاراً كريمة كانتْ تُستخدم من أجل الزّينة . لكن المثير للدهشة انه تم العثور علي علي قطعة من الحجر الاسود بحجم "جمل " وفي فبراير من نفس العام وجد "جون " رقعة من الأرض حوالي نصف كيلومتر مربّع ، تتناثر عليها قطع من الحجر الرّمليّ والحجر الأسود ، وقطعا من الحديد ، حدد " جون" منخفضات دائرية كبيرة مملوءة بالرّمل كما انه رسم المنطقة التي يوجد بها كتلة كبيرة من الحديد .








أعتقد " جون" حدوث بركان في هذه المنطقة , بعد تحليل تلك الأحجار تبيّن أنّه نيزك قد ضرب هذه المنطقة ,وكان تقريباً يزن 3500 طن علي الاقل ، وضرب الارض بقوة تقارب انفجار هيروشيما كانت الحفر مليئة بالأحجار السوداء لا شك انها نتيجة إرتفاع درجة الحرارة بعد الاصطدام وهذه الاحجار يطلق عليها " رمال محترقة" أو "الكوارتز-Quartz "







وحدد الباحثون مجموعة من الدروب عبر الصحراء، وصفوها بأنها دروب قديمة للقوافل، النقطة التي تلتقي عندها هذه الدروب كانت موجودة على بعد 180 كيلو متر من مدينة "صلالة "، على حافة" الربع الخالي" قرب مكان سقوط النيزك العملاق







يُحْدِث الاصطدام حفرة كبيره مليئة بالصخورالسوداء وأحجام مختلفة هذه الاحجار تنتشر لعدة كيلومترات حول منطقة الاصطدام الامر يرجع إلي حجم النيزك الساقط و زاوية سقوطة .










تشير التقارير إلي ان سرعة النيزك كانت تقريباُ من 40،000 إلى 60،000 كلم / ساعة. وكان مجموع كتلتها أكبر من 3500 طن ، مما يتسبب في انتشار الاحجار السوداء !إلي اماكن متفرقة .

في الفترة قبل الإسلام , كانت قبائل العرب تشترك في وجود الكعبات , فكان لكلّ قبيلة منهم كعبتها الخاصّة , والتي تحتوي علي حجر أسود , وكانت الكعبة تعبّر عن مكانة القبيلة بين العرب , فكعبة " قريش " من أهم الكعبات , وكانت تعكس مكانة القبيلة وأهميّة مكّة من حيث التّجارة و غيرها . هذا النيزك هو سبب وجود الكعبات المختلفة قبل الاسلام ! فكما يخبرنا التاريخ أن البشر في جميع انحاء العالم بما لديهم من معتقدات مختلفة قدّسوا الشهب والنيازك. فعلي سبيل المثال : تم العثور على النيازك عند القبور الهنديّة في الولايات المتحدة مما يوحي بأنهم كانوا يقدسونها .نجد أيضاً الإغريق قّدسوا النيازك وهناك حجراً في معبد أبولو في " دلفي " واحدة من أهم المواقع الدينية اليونانية"وكما تقول الاسطوره أن هذا الحجر جاء بسبب أن الاله كرونوس (Cronos) قد ألتهم أربعة ابناء، و عندما ولدت ريا (Rhea ) زيوس خدعته وأعطت له الحجر بدلا من زيوس ، الذي شرع بابتلاعه ، ثم أكتشف كرونوس انه حجراً فرماه من السماء إلي الارض وهذا المكان يعد مركز الأرض ، الذي أصبح موقع معبد أبولو ،
تلك القصة مشابهة تماماً لقصة الحجر الاسود (الكعبة ) في الاسلام وخاصة مركز الارض هذا ، وكما تقول الاسطوره أن جبريل أعطي الحجر إلي ابراهيم
ليقوم ببناء بيتاً لله كما يقول القران ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ﴾‏(‏ البقرة‏:127)‏
لكن كما سبق و ذكرت أن هذه الكعبة ليست الوحيده بل شبه الجزيرة العربية كان يضم العديد من الكعبات و إستنادا الى المفصل لجواد علي ج 5 ص 398 وطوالع البعثة المحمدية للعقاد صفحة 130 فأشهر كعبات الجزيرة قبل الإسلام بعد كعبة مكة كانت بيت ثقيف , وبيت اللاّت , وكعبة نجران , وكعبة شداد الايادي , وكعبة ذي الشرى , وبيت الأقيصر , وبيت رضا , وكعبة رحيم , وبيت العزى , وبيت ذي الخلصة .المهم أنها تشترك جميعاً في صفتين أساسيتين فجميعها أبنية مكعبة وجميعها أُطر لأحجار سوداء , و هذه الأحجار السوداء هي أحجار نيزكية ومما لا شك فيه أن هذه الاحجار هي بقايا النيزك الذي أصطدم بالارض قرب منطقة "اوبار" هذه صورة للجزء الأكبر من بقايا النّيزك .










من الغريب أن المسلمين يدعون أن هذه الكعبة بناها ابراهيم ، إلا انها لا توجد في أي من الديانتين اليهودية والمسيحية هذا بالاضافة الي الكعبات العديده الوثنيّة ، فالإسلام لم يبق إلا علي كعبة مكة بما أن النبيّ محمّد كان قرشيّ ، كما أبقي علي اغلب الشعائر الوثنيّة كما هي مثل الطواف و الإحرام و تقبيل الحجر الأسود (النيزك) والتعريّ وعدم إرتداء ملابس داخليّة و غير ذلك من الممارسات الوثنيّة التي لا مبرر منطقي أو غير منطقي لها بل أضاف إليها رمي الاحجار وإلخ هذه الامور الغير مقبولة عقلاً أو نقلاً حتّي أن عمر بن الخطاب نفسه قال " لو لم ارى محمد يقبلك لما قبلتك " ورغم هذا يعتقد المسلمون ان ابراهيم واسماعيل قد بنوا الكعبة للمرة الرابعة بعد الملائكة وآدم وشيت ابن ادم ولكن كما يقول الدكتور طه حسين : ” ورود اسماء إبراهيم وإسماعيل في التوراة و القرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي فضلاً عن القصة التي تحدثنا بهجرة إسماعيل بن إبراهيم إلى مكة ونشأة العرب المستعربة فيها ونحن مضطرون إلى أن نرى في هذه القصة نوعاً من الحيلة في إثبات الصلة بين اليهود والعرب من جهة وبين الإسلام واليهودية والقرآن والتوراة من جهة أخرى .“
واكتشاف هذا النيزك يعد دليلاً علي ان الحجر الاسود ماهو إلا بقاياه ! ، وأن المسلمين يقدسون نيزك مجرد نيزك اصطدم بالارض .

الخميس، 6 أكتوبر 2011

اللّه الضحيّــة ..!!

7 تعليق






عندما نتأمل قصة الخلق في القرآن ، نجد أن الله قرر أن يخلق آدم حيث قال

" وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً" هنا أخذ الله قراره بالخلق ، حتي يكون آدم وزريّته خلفاء في الارض ، سواء كانوا خلفاء الله أو من قبلهم من المخلوقات ! ، ثم منّ الله علي آدم وعلمة كل شيئ
  "وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا" وهنا لم يكن أدم يعرف للشر أو الخير معني ، انه كائن مثالي . ثم قرر أن يخلق له زوجة من ضلعة حتّي يشعر بها وتكون كجزء منه مترابط لا ينفصل عنه (الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا) كل هذا والله يعطف علي آدم ويحسن إليه لدرجة جعلته يطلب من الملائكة السجود له (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا)ولا يزال الله يعطف ويحسن الي آدم ، فخلق له جنّة هو وحواء (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّةَ) من هنا تبدأ قصة الشر ، لان ادم المسكين الذي لا يعرف الشر !  لا يعرف أن هناك شخصاً ما يحقد عليه ويكرهه ونسي كيف رفض هذا الشخص الحقود أن يسجد له حين أُمر بالسجود( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ)

من هنا أصبح لادام المسكين عدواً ذكيّاً ليس في مقدور آدم الطيّب مجاراته في الشر ، وكيف لا خاصة أن الشيطان وصل لدرجة من الشر أوقعت الله نفسه ( قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ. قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ . قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ. ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) يا لك من وغد أيها المخلوق الغريب ؟ ويالك من ضحية ايها الاله الطيب !،

من هنا أصبح الله ضحية لعبة قذرة لعبها وخطط لها ابليس اللعين ، و وقع فيها الله من حيث لا يدري ، وظن انه أحسن خلق آدم لدرجة يستطيع الدفاع عن نفسه ، ويستطيع
  محاربة هذا اللعين ! لكن الله وتهوره المقدس نسي أن آدم الطيّب الضعيف الذي لا يعرف الشر لا قوة له  بهذا الجبّار ، ونسي انه منح هذا اللعين صلاحيّات يصعب معها التغلب عليه ؟
وكيف لا وهو الذي تسلل إلي جنّة الله من حيث لا يدري رب الجنّة ولا حارسها ثم أغوي آدم المسكين (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشّيْطان قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى) ، وما كان من آدم إلا أن أكل من الشجرة حيث انه غير قادر علي التفرقة بين الحق والباطل ، ولا يعرف هذا الملعون-ابليس- الرحمة ! فأكل ادم من الشجرة (فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ) حدث هذا لان الله الطيّب يفي بوعدة مع ابليس بترك حريّة التصرف !
يالك من مسكين ياالله ، أدرك ما تشعر به وابليس يفسد خليقتك الجديدة ! ويثير غيظك !
ها أصبح آدم يعرف الشر والخير بعد أن أغواه الشيطان ، وها هو الله المسكين أيضاً
يضطر إلي طرد آدم وزوجته المسكينة خارج الجنّة ! (قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى.)
كم هو قاسٍ أن تضع أبنك الضعيف وسط المومسات والعاهرات ، وتسمح لهن بالتفنن في كيفية إغواء ذلك المسكين ،( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ) ثم بعدها تعاقبة لانه لم يرفض هذا الاغواء ؟ هل من المنطقي ياالله ؟ أنا أصدق انه لم يخطر ببالك أن هذا سيحدث ! كنت تثق بقدره آدم !
هذا لانك طيّب مسكين أنت ضحيّة هذا الملعون وانا أدرك ، واشعر بكل كلمة تقولها في قرآنك ، أدرك هذا من كل حرف تتفوه به ﴿وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ) أدرك انك تتمسك بكلمتك فأنت اله طيبّ كريم يحفظ وعدة ! لكن كما يقولون (ما باليد حيلة )

 مايكفي سُبحانك هذا الشعور الطيّب ، لم تمنحنا القوة الكافيّة لمحاربة هذا الوغد ،  أدرك انك تتحسر عليّنا وتشعر بنا { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يٰبَنِيۤ ءَادَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ ٱلشَّيطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ،  وَأَنِ ٱعْبُدُونِي هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } ، لكن لا يُجدي هذا مقابل صلاحيات ابليس !
أنت ضحيّة فعلة هذا الملعون تماماً مثلنا ، ومايمنعك من التدخل  إلا تلك الكلمة السابقه (وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى هذه الكلمات إنصافاً لك أيها الإله الطيّب ! (يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا ) 

أنت حقاً ضحيّة ، وأكبر دليل علي هذا وقوع الكوارث الطبيعيّه التي ليس لك دخل فيها ، وهذا نعرفه جيداً ، كلها اشياء ماديّة لا دخل لك فيها البتة ! كلها اشياء تحدث بفعل المادة العمْياء ، تلك المادة التي متي توافرت لها شروط التفاعل تفاعلت دون رغبات أو أهواء ،  لكن الظالمون القساة ينسبونها لك ، سُبحانك ربيّ ! 


نعرف جيّداً أن الفقر والغني والمجاعات والقتل والظلم إنما هي بفعل الإنسان  ، ! وما شأنك انت بفقر هذا ومرض ذاك ؟ 
وَيَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ )  نعم إن الامراض والكوارث بسبب عوامل البيئة ، تشوّة الجنين مسئوليّة الوالدين إنها أسباب لها مُسببات ، سُبحانك ربيّ وهل توجد علة بدون معلول ؟

نعم وسيأتي يوماً تنتقم فيه
(وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ )
أعرف جيداً انه من حقك الانتقام ياالله فأنت ضحية ويحق لك التفنّن في كيفية الحرق والخسف والنسف والتقل (هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ) ، نعم لك كل الحق في فعل ما تشاء ، ليست ساديّة ، سبحانك ألا يكفي ما عانيته وانت تشاهد الفساد دون أن تفعل شيئ ؟
﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً )
نعم القصاص سُبحانك ، ولابد للمظلوم أن يسترد حقة ، ولا بد للضحية أن ينتقم

السبت، 1 أكتوبر 2011

إدعاء النبوّة ، يثبت عدم وجود اله ..!!

4 تعليق




إن وجود أشخاص يدعون النبوة ، لهو أكبر دليل علي عدم وجود إله ، فكما قال القرآن عن محمد " ( ولو تقول علينا بعض الأقاويل ( 44 ) لأخذنا منه باليمين ( 45 ) ثم لقطعنا منه الوتين ( 46 ) فما منكم من أحد عنه حاجزين) " أي لو  لو كان محمد مفتريا علي الله ، يدعي انه يوحي إليه ، فقال شيئا من عنده فنسبه إلي الله ، لعاقبة الله .وأنتقم  منه باليمين ! ، هذا أكبر دليل علي أن الله لا يسمح بنسب أي شيئ إليه
إفتراءاً بدون حق !

إذن وبناءاً علي قول القرآن فإن أي شخص يخرج للناس مدعياً النبوة ، وأن الله يوحي إليه ، فالله سينتقم منه ! ، ناهيك عن محمد وحادثة الغرانيق حيث اضاف محمد إلي سورة النجم بعد الاية
( أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ) أضاف  " تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى مثلهن ولا ينسي " والتي هي سبب نزول هذه الاية (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم )  وأيضاً هذه الاية { وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا }  فها هو محمد يتقوّل علي الله ، ولم يحدث له شيئ لا باليمين ولا باليسار ؟

ولكن الشيئ المهم هنا هو وجود الكثيرين ممن أدعو النبوة ومنهم من أدعي الالوهية ! فلماذا تركهم الله إذن ؟  في عهد محمد كان هناك
1ــ مسيلمة
2 ـ سجاح
3 ـ الأسود العنسي
4 ـ طليحة 
كل هؤلاء في منطقة واحدة وفي زمن قصير جداً وقت إدعاء محمّد النبوة ، هذا يدل علي الهوس والحاجة الي النبوة والتقديس بتلك المنطقة ، وبصفة عامة فإننا لم نسمع يوماً بنبي أو رسول في بلاد الهند مثلاً ، فكما نعلم أن  كل الأنبياء أتوا في فترة زمنية قصيرة ومنطقة جغرافية واحدة وهي محصورة في الشرق الاوسط ، فإن دلّ هذا علي شيئ فإنما يدل علي
أنّ الإنسان اخترع آلهته وأديانه التي تحاول تفسيرالوجود من واقع البيئة التي عاش بها  ، فنجد القرآن مليئ بالفاظ البيئة الصحراوية والتجارة ..وإلخ ، ونجد أيضاً الأساطيرالخاصة بالشعوب القديمة و خاصةً شعوب ما بين الرافدين وقدماء المصريين واليونان وتراث الهنود الحمر في أمريكيا الجنوبية وتراث شرق آسيا ، لديهم آلهتهم المتعددة وقصص حروبهم العديدة بين الخير والشر.  فالديانات عبارة عن تراث يخص المنطقة التي نشأ بها ،
ورغم هذا وذاك فيتبقي إدعاء النبوة إلي اليوم ويظل محصوراً في منطقتنا هذه !
ورغم كثرة عددهم لم نسمع يوماً ان الله أخذ من أحدهم لا باليمين ولا باليسار
وهذه عشرات الاسماء الذين ادعو النبوة ، وبعضهم نجح في هذا :

  • - القادياني   (مؤسس الأحمدية )
  • -  زهرة ام الانبياء (تونسيّة)
  • -  محمد بكاري ( اليمني)
  • -  محمد رجب ديب  ( البيروتي)
  • - هيثم احمد ( النبي هيثم )
  • - نيازوف ( والد كل التركمان )
  • - احمد يمني احمد الملقب نفسه بـ ( منصور ذي القرنين )
  • - سيد طلبة المصري
  • - ثريا منقوش ( رسولة السلام )
  • - لطيف صبحي ( النبي لاشيء )
  • - محمد اليجا ( المكرم مالك الارض )
  • - رشاد خليفة ( نبي اريزونا )
  • - اليس لوكونا ( نبية قبلية الاشولي )
  • - شاكر التونسي
  • - محمد ابراهيم محفوظ
  • - محمد الجعفري
  • - جوزيف كوني
  • - سردار احمد ( نبي باكستان )
  • - ميونج ( المسيح الثاني )
  • - محمد عبد الرزاق ابو العلا ( النبي الخياط )
  • - محمود محمد طه ( غاندي السودان )
  • - رائل ( رسول الوهيم )
  • - سامح جلال الحسيني
  • - عبد الرحمن التونسي ( نبي صفاقس )
  • - عمر امين حسنين
  • - منال وحيد مناع ( سجاح العصر )
  • - ذكر الله ( نبي اندنوسيا )
  • - جوزيف سميث ( نبي المورمون )
  • - رامي عبد الفتاح
  • - صلاح شعشيع ( صاحب القبلة المحمدية )

فهل الله ضعيف إلي هذه الدرجة ؟ حتّي يترك اشخاص مثل هؤلاء يتقوّلون ويدعون ويفترون عليه بالكذب ؟ أين الاخذ باليمين هنا أو حتّي حين تقوّل محمد بالغرانيق ؟
في الحقيّقة كل هذا يثبت عدم وجود إله وأن جميع الانبياء هم اناس مدعون ، مثل هؤلاء ، لكن من نجح منهم في الامر اسموه نبياً وتقدس اسمه! ، و وجود الديانة البهائيّة كذلك ، خاصة انها تعترف بالاسلام ، أليس هذا تقوّل ياألله ؟أم ان الله يعشق الفتن والتفرقة بين البشر ؟

الأربعاء، 21 سبتمبر 2011

الصراط المستقيم .. بين الخُرافة واليقين !!

4 تعليق


تقول فاتحة الكتاب " إهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ  " 
فما هو ذاك الصراط ؟ 
جاء في سورة الحديد "  يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ * يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * {الحديد:13، 14}.
كما جاء بالحديث الصحيح
(..... ويضرب جسر جهنم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فأكون أول من يجيز ، ودعاء الرسل يومئذ : اللهم سلم سلم . وبه كلاليب مثل شوك السعدان ، أما رأيتم شوك السعدان ) . قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : ( فإنها مثل شوك السعدان ، غير أنها لا يعلم قدر عظمها إلا الله ، فتخطف الناس بأعمالهم ، منهم الموبق بعمله ومنهم المخردل ، ثم ينجو ، حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده ، وأراد أن يخرج من النار من أراد أن يخرج ، ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله ، أمر الملائكة أن يخرجوهم ..... )

الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6573
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
إذن الصراط  كما نري هو جسر منصوب على متن جهنم،  بين الجنة والنار. يمر الناس عليه على قدر أعمالهم، فمنهم من يمر كلمح البصر، ومنهم من يمر كالبرق،  ومنهم من يمشي مشيا، ومنهم من يزحف زحفا، ومنهم من يُخطف ويلقى في جهنم، فمن مر على الصراط دخل الجنة.

وكما يقول القرآن (وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً }
والمراد بالورود هنا المرور على الصراط


عذراً هذه الصوره  ليست تشبيه للصراط في الاسلام !!  بل إنها جسر  Chinvat  ، "جسر للحكم" أو "جسر على شكل شعاع"في الزرادشتية و الديانة الزرادشتية  تُنسب إلي لمؤسسها زرادشت  وهي ديانة إيرانية قديمة من أقدم الديانات الموحدة في العالم ، تأسست منذ ثلاثة الاف وخمسمائة عام (3500 ) عام  ، وحسب الزرادشتيه فإن  الجسر هو  فاصل  بين عالم الأحياء و عالم الأموات. يمر الجميع عبر هذا الجسر عند الوفاة. فإذا كان الشخص من الأشرار ،  سيضيق عليه الجسر ويخرج شيطان  ليسحب روحه الي مكان العقاب الابدي وإذا كان الشخص من الاخيّار  سيتسع الجسر بما فيه الكفاية ليعبر هذا الشخص بكل سلام ،  بعدها  الزرادشتي الصالح سيخلد في الجنة إلى جانب زرادشت في حين ان الشرير سيخلد في النار إلى جانب الشياطين.

جاء أيضاً في كتاب " زرادشت والزرادشتية " للشفيع الماحي أحمد - قسم الدراسات الاسلامية
" فالروح التقية تقابلها فتاة في غاية الحسن في القبر ، وتسرد كل الامور الخيريه التي فعلتها بحياتها ، ويسالها الميت من انتِ ؟ ، فتجيب انا عملك الصالح وبعد هذا يسمح لمرور الروح الى الجسر ( وفي الاسلام السراط المستقيم كما سبق )
اما الروح الشريرة فيستقبلها عجوز شمطاء بشعة المنظر ، فيسألها الميت من انتِ ؟
فتجيب عليه انا عملك السيئ , ثم تأخذه الى الجسر فضيق امامها حتّى يصبح ادق من الشعره فتخاف الروح وتُصاب بالفزع والهلع، وتترنح  يمين وشمال حتّي تسقط اخيرا ً بالهاوية وتتعذب الى يوم القيامة !!

وهذا ما جاء بالاسلام !
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله ‏{‏يا حسرتنا‏}‏قال‏:‏ ندامتنا ‏{‏على ما فرطنا فيها‏}‏قال‏:‏ ضيعنا من عمل الجنة ‏{‏وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم‏}‏قال‏:‏ ليس من رجل ظالم يموت فيدخل قبره إلا جاءه رجل قبيح الوجه، أسود اللون، منتن الريح، عليه ثياب دنسة، حتى يدخل معه القبر، فإذا رآه قال له‏:‏ ما أقبح وجهك‏!‏ قال‏:‏ كذلك كان عملك قبيحا‏.‏ قال‏:‏ ما أنتن ريحك‏!‏ قال‏:‏ كذلك كان عملك منتنا‏.‏ قال‏:‏ ما أدنس ثيابك‏!‏ فيقول‏:‏ إن عملك كان دنسا‏.‏ قال‏:‏ من أنت‏؟‏ قال‏:‏ أنا عملك‏.‏ قال‏:‏ فيكون معه في قبره، فإذا بعث يوم القيامة قال له‏:‏ إني كنت أحملك الدنيا باللذات والشهوات فأنت اليوم تحملني، فيركب على ظهره فيسوقه حتى يدخله النار، فذلك قوله ‏{‏يحملون أوزارهم على ظهورهم‏}‏‏.

ليس هذا فحسب بل جاء أيضاً في نفس الكتاب السابق ص 11

".. انه قبيل خروج زرادشت - من بطن أمه - بلحظات إنبثق نور إلهي شديد اللمعان من بيت بوراشاسب ، فرحت له الطبيعة ، ومن حولها السماء سمع صوت يُبشر بميلاده وفي هذا الوقت وفي داخل غرفة الولادة المضاءة بالنور الالهي خرج الطفل زرادشت للحياة وهو يضحك بملئ فِيْه .."

يطابق هذا ماجاء عن ميلاد محمد

" حيث جاء في الأحاديث الصحيحة أن أم النبي صلي الله عليه وسلم رأت نورا يخرج منها فأضاء قصور الشام وذلك عند ولادته صلي الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم "أنا دعوة أبى إبراهيم وبشرى عيسى ورأت اُمى إنه يخرج منها نور أضاءت منه قصور الشام "

جاء أيضاً بنفس المصدر السابق ص 19

" ... واصل زرادشت دعوته لقومه بلا كلل ، يدفعه حماس متقد ويقين راسخ بنصر الإله له ولدينه ، وتوالت عليه الايام والشهور وهو يُبشر الناس بخير الدينا والاخره فلم يجد آذاناً صاغية ، فوقف ذات يوم مناجياً ربه بمناجاة يصف فيها حالته :
ياآلهي إلي من أهرب ، وإلي أي البلاد أذهب ، إن النبلاء والعظماء قد انصرفوا عني ، ولم يستمع أحد من عامة الشعب إلي قولي حتي هؤلاء الافاكوزن حكام البلاد الدجّالون ، ارشدني كيف أحظي برضاك وكيف اظفر بهداك .. "

نجد هذا مشابه تماماً لحال محمد حين أُ خرج من مكة حيث و طرد طردا وشرد تشريدا ، فالتجأ إلى الطائف فقابلوه بالتكذيب والجحود وتهاوت عليه الحجارة والأذى والسب والشتم فقال :

( اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي, وقلة حيلتي , وهواني على الناس , أنت ارحم الراحمين , ورب المستضعفين , وأنت ربي , إلى من تكلني ؟ إلى قريب يتجهمني , او إلى عدو ملكته أمري , إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي , غير أن عافيتك هي أوسع لي , أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات , وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة , أن ينزل بي غضبك , أو يحل بي سخطك , لك العتبى حتى ترضى , ولا حول ولاقوة إلا بك )

هذا ليس كل شيئ  ، بل نجد العديد من التشابهات بين الاسلام والزرادشتيه فنجد أن محمد رسول الاسلام فعل مافعله

زرادشت مؤسس الزرادشتية حيث انطلق "زرادشت "  إلى جبل "سابلان"، وعزم ألا يعود لبيته حتى يكتسب الحكمة، وظل هناك وحيدًا يفكر لشهور لعله يجد تفسيرًا للخير والشر، وذات مرة  وهو واقف على الجبل رأى نورًا يسطع فوقه، وإذا به "فاهومانا" كبير الملائكة، قد جاء ليقود زرادشت إلى السماء ليحظى بشرف لقاء الرب، ويستمع إلى تكليفه بأمر النبوة، فصدع بالأمر، ثم قال بعدها: سأنزل إلى الناس، وأقود شعبي باسم أهورامزدا من الظلام إلى النور، ومن الشقاء إلى السعادة، ومن الشر إلى الخير.
تماماً كما حدث مع محمد !!
من يريد الدخول إلي الزرادشتيه يجب ان ينطق الشهادتين ويتغتسل ويتطهر "  أشهد بأني مؤمن بالله الخير الغني , و أتبع زرداشت رسولة الكريم "  مطابقةً تماماً لم في الاسلام من الشهادتين "  اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله " وأيضاً يجب أن يتطهر ويغتسل  من يريد الدخول بالاسلام !
ليس هذا وحسب بل نجد  أيضاً في الزرداشتية ملائكة تسجل اعمال الانسان منذ بلوغة حتّي مماته مشابهة تماماً لمَ يحدث في الاسلام حيث انه يوجد ملاكين " رقيب وعتيد " يسجلان كل شيئ !
وبعد اعتناق الزرداشتيه يحرم عليه الارتداد والا يقتل ويعاقب بالاعدام وفي الاسلام  (من بدل دين فقتلوه) !!
في الزرادشتيه تُقطع يد السارق كما انها تحُرم الربا وشرب الخمور واللواط والسرقة والكذب والانتحار !
فصلٍ اللهم علي زرادشت وآله وسلم ! 




------------------------------ 

  • مقال ويكيبديا باللغة  الفارسية: زرتشتية ، زرادشت ، جسر  Chinvat   
  • زرادشت والزرادشتيه للشفيع الماحي أحمد
  • قصة الديانات  لسليمان مظهر 
  • الأديان الحية نشوؤها وتطورها لأديب صعب 



الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

منطقيــة التطـوّر ..!!

5 تعليق

إن مسألة "الخلق " أو التصميم الذكي باعتبارها الإطار المرجعي الذي يحدد أصل الكائنات الحية في وجهة النظر الدينيه، تدعي أن الحياة معقدة جدا بحيث انه يكون من الصعب بل من المستحيل انها حدثت على نحو عشوائي ، وأنه لابد من وجود " الخالق " أو المصمم ، وتدعي أيضاً أن تكوين جميع الكائنات الحية من الأجزاء الميكانيكية الصغيرة (الاعضاء) التي ُرتبت بشكل هادف لتحقيق الغرض منها !تحتاج الي مصمم قادر علي فعل هذه الاشياء ، وبهذا تستند إلي المنطق ، ولكنها تناقض ذاتها فهي لم تخبرنا كيف تكون هذا المصمم الذكي ؟؟
ولا تفسر لنا عبث هذه الحياة ، فعلي سبيل المثال لا الحصر :
أشجار البلوط تنتج الآلاف من البلوط ، التي تكاد تفشل جميعها في أن تصبح أشجاراً ، العديد من انواع الاسماك المختلفة تنتج الآلاف من البيض علي أمل أن تنجو إحداها ، فمثلاً سمك " الرنجة " (Clupea harengus) تنتج ما يقرب من ثلاثين ألف بيضة في المرة الواحدة ، بينما ينتج سمك "التونة " ( Tuna) مليون ونصف إلي ثلاثة ملايين بيضة في المرة الواحدة وكل هذا يذهب سدي !!
الذكور تنتج الملايين والملايين من الحيوانات المنوية ، وجميعها تقريباً يموت قبل أن يأخذ فرصة لتخصيب البويضة ، فمثلاً ذكر الإنسان ينتج حوالي ثلاثمائة وخمسون مليون حيوان منوي تموت جميها في رحلة البحث عن البيوضه ، ولا يصل إلا القليل منها ،وبعد هذا كله نجد أن حوالي ثلث حالات الحمل عند أنثي الإنسان تفشل أو يحدث اجهاض تلقائي في الأشهر الثلاثة الأولى.
وطبقاً لمنطق" الخلق " أو التصميم الذكي الذي يقول أن الاعضاء مرتبة بشكل هادف وبغرض محدد ومعين من قبل "الخالق " أو المصمم ، فإنه يجب ألا يوجد أعضاء عديمة الجدوي أو ليست ذات فائدة أو ليست عشوائة فاقدة أدني متطلبات التصميم ناهيك عن كونه تصميم ذكي أم لا ! وبهذا تقع مسألة " الخلق " هذه في مشكلة كبيرة فمثلاً في حيوانات مثل " خلد جرابي " أو (Marsupial mole ) فهم يقضون معظم وقتهم تحت الأرض ، ولهذا هم عميان ، بعد أن أصبحت عيونهم بلا جدوي بعد أن انخفضت العدسات تحت الجلد !!
ونجد أن مسألة"الخلق" أو التصميم تفقد منطقيتها في وجود ثدي للذكور ، وأيضاً الحيتان " الدلافين والحيتان " يجب أن تتنفس الهواء ، على الرغم من كونها مصممة على العيش تحت الماء ، ولهذا يجب أن تصعد إلى السطح بصورة منتظمة لالتقاط أنفاسها، ثم تعود مرة ثانية، لأنها لا تستنشق الهواء تحت الماء و يمكن أن تختنق اذا لم تصل الى السطح في الوقت المناسب !
كل هذه الاشياء لا تفسر مسألة "الخلق" أو التصميم الذكي ، حدوثها بينما نجد التطّور يفسر كل هذه الاشياء ، هذا بجانب وجود الكثير من الحفريات ، التي تؤكد ما يقوله التطّور ، فالامر ليس مجرد كلام إنشائي بدون دليل ،
والواقع يثبت منطقية التطور أكثر ، فمسألة" الخلق " ليست حلاً بكل تأكيد فهي تفرض وتدعي وجود "خالق" لكنها جعلت الامر أكثر صعوبة ، فوجود "الخالق" وتعقيدة وتكوينة مرة واحده ، يحتاج الي "خالق " كي يخلقه ، ولكنهم يقولون أن هذه السلسة يجيب أن تتوقف لاننا نخلط بذلك بين صفات الخالق والمخلوق ، وان الخالق له صفات الخلق ، ولكنهم بذلك تناسوا تماماً أنه يمكن أن يكون هناك خالق أقوي منه وأقدر منه ، يستطيع أن يخلق خالق !!
وهذا الخالق لابد له من خالق أكبر وأقوي ، وبهذا نحن نفترض بدون أية أدلة ، ونقع في سلسلة لا نهائية ، من الادعاءات والكلام الانشائي
بينما التطور يوضح لنا الامر بشكل منطقي ، فالكائنات الحية جميعها يرجع إلي أصل واحد ، هو خلية أحاديه ، كما تحدثت في موضوع سابق عن انفجار النجوم "السوبرنوفا" وعبارة عن سحابة من الغبار والحطام تنتشر عبر الفضاء. حاملة معها جميع العناصر مثل الكربون ، ولكي تتكون الخلية الحية فهي تحتاج إلي بعض العناصر مثل الكربون والهيدروجين والاكسجين والنيتروجين ،
هذه العناصر تجمعت داخل المحيطات مكونةً بكتريا أحادية الخلية ، أخذت تتنفس الغازات الموجوده في الماء ، وتخرج الاكسجين
وهكذا إرتفعت نسبة الاكسجين ، مما يمهد الطريق لظهور كائنات أكثر تعقيداً ،
بعد ذلك تكون ما يُعرف بالمايتوكوندريا "mitochondria" وهو مصدر الطاقة للبكتريا ، عن طريق انصهار إحدي البكتريا داخل الاخري وأصبح المايتوكوندريا تجري به جميع العمليات الكيماوية. كما إنها- المايتوكوندريا - تحتفظ بحوامضها النووية المختلفة عن البكتريا التي تحتويها، كما إنها قادرة علي الاحتفاظ بـ" دي ان اي " (DNA) الخاص بها ،
بعد عدة أجيال من انشطار هذه البكتريا عبر ملايين السنوات ، حدث اختلاف بسيط في ترتيب" أحماض الأمينو أسد " (Amino acids ) مما أدي إلي ظهور كائن أكثر تعقيداً يعرف بـ" الميوتانت " (mutant ) ، ثم باختلاف العوامل البيئية تكيّفت هذه الكائنات
مما أدي إلي ظهور" الأميبا " ( Amoeba ) وهي كائن حيّ صغير وحيد الخلية تحتوي خليته علي نواة ،
ثم تدريجياً تكونت حيوانات ذات خليتين
عن طريق إلتحام خليتين مع بعضها  ثم الـ Trilobite ، وهي تتكون من رأس وصدر وذنب ، ثم بعدها تكونت ألـ profallotaspis وهي كائنات تشبه الأسماك ، فلديها أطراف وخياشيم وعيون ، ولكنها عيون بدائة جداً جداً ، ثم ظهر بعد ذلك الـ Pikaia  أول حيوان له عمود فقري ، بعد مرور الملايين من السنوات تطورت هذه الحيوانات ، حتي ظهر القرش
وكان من الطبيعي أن تهرب منه باقي الكائنات ، مما أضطر هم الي الخروج الي اليابسه ، وهناك كان المتحتم عليهم التكيّف علي البيئة أو الموت ، وطبقاً لقانون الانتخاب الطبيعي الذي يسمح للكائن بالاحتفاظ بالجينات المفيدة له ، في ظل تغير العوامل البيئية ، مما يسمح للكائن بالقدره علي التكّيف مع هذه التغيرات ، تلك التغيرات وهذا التكيف أدي إلي ظهور حيوانات برمائية ، وكان الاكسجين يتوافر بكثرة في الجو مما سمح لهذه الكائنات بالنمو السريع ، فظهرت الديناصورات ولوفرة الاكسجين ، أصبحت ضخمة الهيكل ،


وبناءاً علي تطور الكائنات جميعها من نفس الخليه ، كانت جميعها تمتلك أطراف بنهاية كل طرف توجد خمسة أصابع. الطيور جعلت من أطرافها العليا أجنحة ، هذا ما يفسر تشابه جناح الطيور مع عظام يد الانسان ! وهكذا تطورت الكائنات الحية، ثم تطورنا نحن من سلف مشترك بيننا وبين القردة العُليا ، الامر استغرق الكثير من الوقت معتمداً علي قانون الانتخاب الطبيعي ، وتغير العوامل البيئية العشوائية ، فمثلاً نجد انسان أفريقيا أو الانسان الذي يعيش في أماكن ترتفع بها درجات الحراه يمتلك أنف مفلطح ! هذا الانف تكون نتيجة تكيفه مع البيئيه ، ليسمح له بدخول أكبر كم من الاكسيجن ، لانجد هذا الانف في انسان يعيش في اماكن تنخفض بها أو تعتدل درجات الحراة !
كما قلت في البداية ، التطور أكثر منطقيةً من إدعاء " الخلق " ووجود مصمم ، بناءاً علي إعتبار الكائنات الحية من أصل واحد ، استطاع العلماء إنتاج الانسولين لمرض السكر وذلك عن طريق زرع " بلازميد " يحتوي جين إنتاج الأنسولين داخل خلايا بكتيرية فتقرأ هذه البكتريا الشفرة الخاصة بالجين مما يحولها إلي البكتيريا منتجة للأنسولين ،
وهذا ما يعرف بالـ "الهندسه الوراثية " (Genetic engineering ) ومنها استطاع العلماء تعديل بكتريا لانتاج الوقود .
فكل شيئ حولنا يصرخ بالتطور لا بمسألة "الخلق " ، كل شيئ يؤكد ويدل علي أن التطور حقيقة مؤكده لا مجرد فرض وإدعاء لا وجود له ، الواقع هو التطور والتطور فحسب