face like

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

السبت، 11 أكتوبر 2014

حين يكون الفناء هو الغرض الوحيد ..!

6 تعليق





"I would rather die a meaningful death than to live a meaningless life."  ــــCorazon Aquino
"أفضل أن أموت موتاً ذو مغزى علي أن أحيا حياة بلا معني " ــ كورازون أكينو                                                                          

ماهو الغرض من الحياة ؟!

 لا شكّ  في أنّ العلم هو الشيء الوحيد الذي يحظي باحترام الأغلبيّة داخل فقّاعتنا البشريّة , سواء عارض الأديان في أشياء ما أم سعي أهل الأديان بمحاولة بائسة للتوافق بين ما يدينون بهِ وبين ما يتوصّل إليه العلم , لكن بنهاية الأمر جميعنا نعلم أنّ الطريقة العلميّة هي الأسلوب الأمثل للتوصّل للحقائق التي نطلق عليها " الواقع" وفق منطقنا البشريّ الذي نتجّ عن تطوّر وارتقاء قشرتنا المخيّة وفق ما يسميّ " الوعي البشريّ"  وهو أمر جيّد أن يتحوّل كائن حيواني يسير علي أربع إلي كائن يمكنه اختراع أشياء تمكّنه وفق وعيه أن يعتقد انّه سيّد الكائنات ليرسل مركبات فضائيّة إلي أطراف المجرّة بحثاً عن كائن ينافسه علي اللّقب , ولمَ لاَ ؟!  فكائننا البشريّ أرتقي -حسب زعمه- وتخلّص من الطبيعة الحيوانيّة تماماً , لدرجة انّه لم يعد يقتل ليبقي علي قيد الحياة , لم يعد هناك طفلاً -واحداً-مشرداً جائعاً , لقد انهي خلافاته التي كانت تنهتي بقطع الرؤوس واللعب بها في الطرقات , وقد آن الآوان للترفيه و البحث عن كائنات فضائيّة ,و ربّما تخبره بما الذي يفعله علي تلك البقعة الكوكبيّة التّافهة , لكن مهلاً ؛ لمَ عساه يبحث عن الغرض ؟!
أليس أمر معروف وبديهي للجميع ؟! انها مزحة كونيّة سخيفة أن تموت كل هذه الأجيال بعد أن عاشت حياة بائسة دون أي غرض أو حتّي معرفة غرض وهميّ سخيف .

ماهو الغرض من الحياة ؟!

 


غدِ بعده غد وغد‏                                                         Tomorrow, and tomorrow, and tomorrow,
وكلّ غد يحبو بتلك الخطي القصيرة يوماً بعد يوم                     Creeps in this petty pace from day to day
إلى آخر مقطع من الزمن المكتوب                                              To the last syllable of recorded time,
كل أماسينا قد أنارت لحمقي ,                                           And all our yesterdays have lighted fools

                 طريق يفضي للموت والتراب                                                                 !The way to dusty death
   ألا انطفئي يا شمعة وجيزة                                                                             Out, out, brief candle
ما الحياة إلا ظلّ عابر, ممثلّ مسكين                                  Life’s but a walking shadow, a poor player
يقضي ساعته بتبختر علي المسرحِ                          That struts and frets his hour upon the stage
ثمّ لا يسمع بعدها , إنّها حكاية ؛                                              And then is heard no more. It is a tale
رويَت من قبل أحمق , مليئة بالصخب والعنف                             Told by an idiot, full of sound and fury,
وتعني لا شيء                                                                                                 Signifying nothing.
 
  Shakespeare,Macbeth ,Act 5, Scene 5, Page 2 __
   كان الأسلاف أقل تطوّراً وأقلّ ذكاءً كي يتساءل  أحدهم ؛ ماهو الغرض من الحياة , فقد كانوا اشباه حيوانات كلّ همّهم اشباع غرائزهم دون وعي أو أهتمام , إلا أنّ الأمر لا يزال مزحة سخيفة أن تجد نفسك َ بمنتصف فيلم ما , لا تعرف قصتّه , لا تعرف ما الغرض منه , ثمّ تتغاضي عن كلّ هذه الأمور التي يجب أن تعرفها أولاً , لتلعب دور وتعاني كي تكمله دون أن تتوقّف لحظة لتتساءل لما عساني أكمله ؟ و من هو مخرج هذا الفيلم المجهول السخيف الخالِ من أي معني أو غرض ؟! 

لا شكّ أنّك تجد هذا الكلام غريباً , معني الحياة ؟! ربما تقول أنّ كاتب هذا الكلام شخص ملحد لا يؤمن بالإله , و الشيء الأكيد أنّك ستردّد الحمد لله علي نعمة الإسلام . لكن انتظر لحظة ؛ ماهي نعمة الإسلام !؟ وما الذي يضيفه الإسلام لحياتك البائسة لتظنّ انّها ذات معني , حسناً سأخبرك :

أن تكون مسلماً( دينيّ)  يعني أنّ هذه  الحياة  هي مجرّد اختبار بنهايته سيحاسبك كائن -لا تعرف كيف يبدو -علي ما فعلته , فإمّا يخلّدك في الجنّة أو الجحيم . لا يهم هنا إذا ما كان هذا الكائن موجود أم لا  ولا يهم أيضاً صحّة تلك القصة الطريفة , إذ انّها مقتبسة من اساطير الفراعنة وكلانا نعلم أنّها مقنعة جداً للأطفال -فحسب- , فإذا كان معني حياتك الدينيّة هذه هو الوصول إلي حياة أخري فأين هو الغرض من الحياة الأخري؟! 

ماهو الغرض من الحياة ؟!




If you write a line of zeros, it's still nothing.” Ayn Rand
"إذا سَطَرْتَ سطراً من أصفارِ ,، فإنه لا يزال لا شيء."  آين راند




طيلة حياتي الإسلاميّة كنت أرفع مؤخّرتي كلّ يوم خمس مرّات للوهم من أجل الخلود الأبديّ في فندق الإله الوهميّ وأتلاشي عذابه الأليم والحرق والخسف والنسف . لكنّي لم اتساءل يوماً ما عساني أفعل بهذا الخلود الأبدي ؟ ولم عساي اتساءل حيث هناك انهار من خمر ومضاجعة لنساء دون كلل أو ملل ! أليس هذا أيضاً السبب الذي يجعلك تواصل رفع مؤخّرتك ؟ مضاجعة النساء وأنهار الخمر , ياله من معني وغرض للخلود الأبدي , ويالها من نعمة الإسلام تلك التي تمّ تدجينكَ علي أن تقبّل يديك في فعل غير منطقي عليها .

ماهو الغرض من الحياة ؟!

علميّاً ؛ الحياة ليس لها معنى , هذا يعني-بإختصار- أنه ليس هناك أي غرض أو هدف يجب علي الكائنات تحقيقه , ليس لحياتك المليئة بالمشاكل والمعاناة أيّ معني ولن يكون . . .


ماهو الغرض من الحياة ؟!


البشر تافهون مقززون ومقرفون , لكن المزحة الكونيّة السخيفة أنّني حين نلت حريّتي الكاملة وتحرّرت من كل شيء حتّي ما درسته طوال حياتي ,أصبحت وحيداً تماماً , اسير في الطرقات بنظرة مختلفة تماماً عمّ يمكن لأي شخص آخر أن ينظر بها إلي الآخرين , العمل ؟! أي عمل ؟! أن تكون مهندساً تصمّم جحوراً لفصيلة بشريّة لا تجيد مسح مؤخّرتها ليس بالأمر الذي يستحق العناء , أن تكون طبيباً تعالج أبله لا يعرف كيف ينتقي غذائه أمر مقزز , أن تكون عاملاً بسيطاً تضيّع الجزء الأكبر من حياتك تنظّف مخلفات بشريّة ألقاها معتوه في الطرقات هو أمر محيّر بالنسبة لي , الأغلبيّة العظمي من البشر كائنات مستهلِكة لا تفعل شيئاً سوي اشباع غرائزها بصورة مختلفة عمّ كانت تفعله الأسلاف , فالآن تقوم بإعطاء شخص ما عدّة أوراق ملوّنة مقابل أن يعدّ لكَ وجبة غذائيّة , وبنفس تلك الأوراق يمكنك استأجار مهبل احداهن لبضع ساعات . انّها الأوراق الملونة ما يعيش به ومن أجله البشر ...


ماهو الغرض من الحياة ؟!

ليس هناك شيئاً من هذا القبيل , ليس هناك ما هو يستحق العيش من أجله , كل شيء بالنسبة للآخرين هو اشباع غرائزهم يطاردون الوهم والخيال ثمّ بنهاية الأمر يجدون أنفسهم علي منتصف سُلّم وهميّ سخيف ، مما يجعل من الصعب التّركيز على الأشياء الجوهريّة الأساسيّة " الغرض من الحياة ".  

ماهو الغرض من الحياة ؟!

من الذي  وضَعَ هذا الغرض الذي نبحث عنه  ؟ ومن يحقّ له أن يقرّر أو يحدد أي غرض من حياتنا يجب أن يكون ؟ , ومن الذي وضعه في مكان يؤهّله كي يقرر ؟  مرّة أخري لا يوجد أي شيء آخر سوي الأديان ,   الآلهة , لكن ماهو الغرض من أن يخلق الإله حياة ذات غرض ؟ وما هو الغرض من وجود الإله ؟ الإله ليس لديه أي غرض يسعي لتحقيقه , إلا إذا كان هناك إله آخر قد خلقه ليؤدّي غرض ما , الإجابة علي السؤال تنتهي بعدّة مفارقات , فالإله لا غرض ولا فائدة من وجوده وليس لديه هدف يسعي لتحقيقه وإلا لا يصحّ أن نطلق عليه إله , وكذا لا يمكن أن يكون مخلوق من قِبل إله آخر , فالإله لا غرض ولا هدف من وجوده ..

ماهو الغرض من الحياة ؟!

إنّها الحقيقة المؤلمة , بالفعل دائما وأبداً الحياة بلا غرض , لا يوجد الهدف الذي يتحرّك من أجله الوجود , أنّه يتغيّر ولكن ليس نحو أي هدف, ليس هناك شيئاً ذو قيمة يمكنكَ أن تستيقظ الصباح من أجله .