face like

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الخميس، 3 يونيو 2021

أصل الخطأ اعتقاد بوجود صواب!




كل ما يمكن فعله يمكن تبريره ..، لذلك لا فرق بين وصف سلوك ما بأنه لا ينبغي فعله، وبين وصفه بأنه لا يمكن فعله! الحق والصواب مفهومان خياليان، لا وجود فعلي لهما، ورغم ذلك أو لذلك هما سر كل مآسي البشر وخلافاتهم! عدم وجود الحق والصواب سببه الاعتقاد بوجودهما! الاعتقاد بوجود الحق والصواب جعل البشر بانتظار ظهورهما بدل إيجادهما! كل إنسان يعتقد بوجود مرجعية للحق والصواب، هو في قرارة نفسه يشعر بأن هذا الاعتقاد يبدو مجرد تأجيل للاعتراف بحقيقة – تأجيل بانتظار الخروج من موقف المهزوم، ليستطيع التحديق في وجه الواقع البشع! ما يحكم الحياة والوجود فعليًا هما القوة والضعف، أو تعادل القوى .. ولا شيء آخر! استطاع البشر تحقيق التوافق والتكامل جزئيًا، وهذا الإنجاز ناتج أساسًا عن تعادل القوى، وليس ناتجًا عن وجود مرجعية للحق والصواب! الإقرار بعدم وجود أصل لمفهومي الحق والصواب، لا يعني الفوضى والاحتكام للقوة، بل يعني إدراك الحاجة لخلق مرجعيات منطقية واقعية لتحقيق التوافق والتكامل! الحق والصواب ليسا هدفًا لذاتهما، بل الهدف هو تحقيق الاستقرار والتعايش السلمي والكريم للبشر! اعتماد البشر على مرجعيات وهمية، جعل قناعاتهم ومبادئهم وهمية مثل أحلامهم! فكرة الحق والصواب عبارة عن سراب فكري يعكس مخاوف وأحلام وقصور الإدراك البشري! الاعتقاد أو الإيمان بوحدة الأصل لكل الأشياء، هو إيمان بوحدة الحق والباطل، ووحدة الصواب والخطأ! لا يوجد شيء اسمه الصواب – مستقل ومناقض لشيء آخر مستقل اسمه الخطأ، كما لا يوجد شيء اسمه الحق – مستقل ومناقض لشيء آخر اسمه الباطل! الحق النسبي عبارة عن باطل نسبي .. الصواب النسبي عبارة عن خطأ نسبي .. ما الفرق بين الحق والصواب والحقيقة؟ العلاقة بين الحق والحقيقة، هي أن الحق يساوي مجموع أو محصلة الحقائق! الحق هو الأمر الذي تُسلِّم بصوابه كل الموجودات طوعًا ودون اعتراض، وهو ما لا وجود له بعد! الحقيقة هي البعض من الحق، والحقيقة الكاملة هي الحق، وهي الغير موجودة حتى الآن! - ما ينطبق على مفهوم الصواب ينطبق على الحق .. 
 - الإفراط في تقديس المعتقدات الدينية، هو محاولة لإعطاء صفة الوجود والكمال للصواب المنسوب لها .. - اضطر بابا الفاتيكان للإقرار بوجود أساطير وخرافات في المعتقدات المسيحية، وذلك تفاديًا لصدام مباشر رآه حتميًا وخاسرًا للكنيسة مع المنطق ..، وتفاديًا للاعتراف الصريح بنسبية الصواب .. نُسِب إلى البابا قوله: لا وجود لجهنم، وأن كل من يفعل الخير فهو مؤمن حتى لو كان ملحدًا، وقصة آدم وحواء مجرد أسطورة .. الخ!؛  مصدر  - اضطر المسلمون مبكرًا لإصدار فتاوى التكفير والتهديد بحد الرِدَّة وإهدار الدماء، ثم الإرهاب والقتل بأبشع الطرق والوسائل، كل ذلك لتخويف البشر ومنعهم من التساؤل حول حقيقة وجود شيء اسمه الصواب! - الاعتقاد بوجود الصواب، يقود إلى الجزم بوجوده .. والجزم بصواب الأمور يُبرِّر فرضها .. وتبرير فرض أمر يُسهِّل تبرير ما بعده، وهكذا حصل مع البشر حتى أصبح اليوم مقياس صواب الأمور هو مدى إمكانية فرضها – لا حقيقة صوابها .. أصبح فرض الأمور صواب، طالما أنه لا يؤدي إلى موت البشر .. يكاد الموت أن يصبح الحد الفاصل والوحيد بين الصواب والخطأ في أعراف البشر ..، وتكاد الحياة أن تصبح وحدها رمز الصواب – وليس دائمًا -، ففي أحيان كثيرة يقتطع الموت من نصيب الحياة، ليصبح الموت رمزًا للصواب والخطأ معًا! توجد حقائق عديدة تجعل كل صواب ناقص بالضرورة، ولعل أهم هذه الحقائق وأوضحها هو أن الإنسان ناقص، وأن هذا الإنسان الناقص لا يمكنه إلا أن يكون جزءًا أساسيًا من منظومة قياس وتحديد الصواب، وهذا يعني أنه لا يمكن أن توجد منظومة محايدة وكاملة لتحديد الصواب! لذلك فإنه لا معنى للحديث عن الصواب، لكن يمكن البحث والاتفاق حول صواب نسبي، بحيث يُحكم عليه من خلال نتائج يمكن للكل رصدها وقبولها، لا من خلال مرجعيات غيبية يفرض البعض على البعض تقديسها

0 تعليق:

إرسال تعليق

تذكّر : : كلُّ إناءٍ بالذي فيهِ ينضَحُ