face like

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

السبت، 5 يونيو 2021

معنى الشريعة ومعنى أن تكون مسلمًا!




المُطالبة بتطبيق الشريعة عند المسلمين، هي نسخة دينية من صراع البشر على السلطة السياسية
 في كل مكان، الفكرة فيهما أو الهدف منهما هو احتلال موقع المُراقِب والخروج من موقع المراقَب، لكي يستطيع الإنسان فعل ما يمنعه هو عن الآخرين! لماذا يحرص البعض على المطالبة بتطبيق الشريعة دون غيرهم؟ من هم هؤلاء؟ وما مآربهم الحقيقية؟ ما معنى أن يكون بعض المسلمين أكثر إسلامًا أو إيمانًا من غيرهم؟ هل هناك معيار أو مقياس لتحديد الإيمان الحقيقي من المزيف؟ مَن مِن زعماء وفقهاء الجماعات الإسلامية المطالِبة بتطبيق الشريعة يمكنه إثبات أنه ليس كافرًا وأنه ليس مجرد مستغل للإسلام؟ لا أحد يمكنه إثبات أنه مسلم أو مؤمن! الكل يمكنه ادعاء ما يشاء، والظهور كما يشاء! الكل (مسلم وغير مسلم) يمكنه أن يكون ملتحٍ، وحافظًا للقرآن والأحاديث، ومرددًا لأفكار وفلسفات واجتهادات قديمة ..، وليس في ذلك ما يُثبت إسلامه أو صحة إيمانه! - تطبيق الشريعة، ورقة رابحة دائمًا بيد من يستعملها، تمنحه قوة ومصداقية وشرعية من لاشيء؛ هذه الورقة تستعملها دائمًا قلة من المسلمين ضد الأكثرية في أي مجتمع مسلم؛ هي ورقة رابحة بسبب غموضها لدى البعض ربما، وبسبب ما تحمله من إشارات محرجة يعرفها الكل ويخشى افتضاحها لأنها محسوبة على كل المسلمين؛ هذا في الظاهر، أما في الحقيقة فلاشيء من هذا، لا غموض ولا إشارات، لا مصداقية ولا شرعية، مجرد أوهام وخدع وفزاعات خاوية ..
 - المطالبة بتطبيق الشريعة لا تظهر في مجتمعات مسلمة يتفشى فيها الفساد والرذيلة والإجرام أكثر من غيرها، لكي يُقال بأن عدم تطبيق الشريعة هو السبب! المطالبة بتطبيق الشريعة تظهر في مجتمعات مسلمة محافظة ومستقرة، لا تشكو سوى الفقر والجهل اللذين لا توجد لهما حدود ولا حلول في الشريعة! كل المؤمنين مجبرون على ارتداء ذات القناع الإيماني في العلن، وممارسة بشريتهم الطبيعية في الخفاء وأمام الأصدقاء ..، وكل ما عدا ذلك هو مجرد كذب وأوهام أو مزايدات وابتزاز باستغلال للدين! هل المسلمون مخيرون في إسلامهم أصلاً حتى يتم فحص إيمانهم؟ الحقيقة هي أن كل المسلمين ليسوا مخيرين في إسلامهم، وهذا يعني أنهم مجبرون على النفاق، ولذلك هم يتوقعون من بعضهم الخداع أو يدركون أن هذا هو واقع الحال، مما أوجد دائمًا من يستعمل هذه الورقة كوسيلة للمزايدة والظهور، أما تطبيق الشريعة فهو كعدمه أمام النفاق، فالنفاق هو الغالب دائمًا حيثما حل! السؤال الذي ينبغي طرحه في هذا الشأن، هو: هل كل من يقول عن نفسه بأنه مسلم ويحفظ القرآن ويمتلك قوة، يصبح من حقه ممارسة الوصاية على الضعفاء ومن لا يحفظون القرآن من المسلمين – أي استعبادهم بطريقة مُحجَّبة (مقنَّعة)؟ إذا كانت الإجابة عند المسلمين هي نعم، إذن يكون زعماء تنظيم القاعدة ومن يُسمون أنفسهم بتنظيم الدّولة الإسلامية و أنصار الشريعة وبوكو حرام وطالبان وغيرهم من الجماعات، من حقهم استعباد كل المسلمين تطبيقًا لتعاليم الإسلام، ومن حقهم مقاتلة بقية المسلمين باعتبارهم عبيدًا مارقين عن أسيادهم لا عن الله! أما إذا كان الجواب لا ، وأن حقيقة إسلام وإيمان حتى أكبر الفقهاء لا يمكن التحقق منها إلا يوم القيامة، وأن صحة أي مذهب وأي اجتهاد لا يمكن التحقق منها إلا يوم القيامة ..، إذن ينبغي على المسلمين وقف هذا العبث باسم الإسلام والشريعة! ينبغي وقف الحديث العام باسم الدين حتى يتم الاتفاق على كيفية التعامل به بما يضمن عدم استغلاله – جهلاً أو عمدًا .. ينبغي اعتبار كل من يسعى لفرض وجهة نظره الدينية بالقوة هو إنسان كاذب متسلق مستغل، أو واهم أو معتوه! لماذا المطالبة بتطبيق الشريعة في مصر – مثلاً؟ هل هي غير مطبقة؟ هل هنالك أمر مُحرَّم إسلاميًا .. أي أنه غير مباح في السعودية، ومباح في مصر - مثلاً؟ كلا ..، لا يوجد، ولم يوجد يومًا! هل تطبيق الشريعة في السعودية جعلها خالية من الخمر والسرقة والعلاقات الجنسية المحرمة ..الخ؟ كلا، لم ولن يحصل، فهذه سلوكيات بشرية لها أسبابها التي لا تعترف بدين ولا شريعة ولا قانون! البنوك الربوية – مثلاً .. هل يوجد بديل للقروض الربوية غير الكذب والخداع والتحايل والفقر والسرقة والتسوُّل؟ كلا، لا يوجد بديل، ولو وُجِدت قروض بدون فوائد لانتهت القروض الربوية تلقائيًا! لماذا لا تُطالِب المجتمعات المسلمة كلها بتطبيق الشريعة، لتقطع الطريق على المتسلقين والإرهابيين؟ هل جُل المسلمين مرتدون، أو يمارسون السرقة والإباحية والقتل ويشربون الخمر، ولذلك هم يخشون تطبيق الشريعة – يخشون صرامة العقوبات (الحدود)؟ لا يمكن أن يكون هذا هو السبب، فهذا أمر غير موجود وغير مبرر! الرِدَّة عن الإسلام – مثلاً .. لا يمكن إثباتها على أحد ولا نفيها عن أحد – بتطبيق الشريعة أو بدونها ..؛
 من هو المرتد الحقيقي؟ المرتد هو الذي يدخل الإسلام برغبته بعد بلوغه سن الرشد، ويوافق على عدم الرِدَّة ثم يقرر الرِدَّة، وليس المرتد هو من يُفرض عليه الإسلام منذ طفولته، ويقرر الخروج منه بعد بلوغه ..، وللعلم هذا ما يقوله الأزهر! لكن وحتى بافتراض أن المرتد هو كل من يخرج من الإسلام، فإنه لا أحد مضطر للإعلان عن رِدَّته ..؛ فالنفاق والرياء ليسا من شروط الإيمان بل هما من شروط الحياة في المجتمعات المسلمة .. الإسلام أساسًا قائم على الإكراه لا على الاختيار- فلماذا العبث والمجاهرة بالرِدَّة؟ مجرد أن يكون الإنسان غير قادر على تغيير دينه، هو أمر يُفرغ إيمانه من كل معنى! الأمر أشبه بالتجنيد الإجباري، حيث لا قيمة للتطوع طالما أن التجنيد إجباري! الإسلام قائم على إكراه كل المسلمين بدون استثناء – المرتد منهم وغير المرتد ..؛ الإسلام قائم على إكراه المسلمين لبعضهم على اعتناق الإسلام ..؛ لا فضل لمسلم بإسلامه ولا قيمة لإيمانه، فالإسلام أساسه طاعة بشر لبشر وليس طاعة بشر لله ..؛ اعتناق الإسلام عن طيب خاطر لا يحول دون تكفير المسلم لمجرد رفضه اجتهاد فقيه ما أو أخذه باجتهاد فقيه آخر، أو رفضها جميعها، أو أخذه بها جميعها ..، فكل مسلم هو كافر في نظر أحد المذاهب دائمًا ..؛ كل المسلمين متهمون دائمًا بالكفر والرِدَّة، فما الذي يدفع المرتد للإعلان عن رِدته، لا سيما وأن المسلمين- خاصة العرب منهم – معتادون على العبودية، فلا فرق بين طاعة دكتاتور سياسي نفاقًا وخوفًا من بطشه وبين اعتناق الإسلام نفاقًا وخوفًا من بطشه، فنحن المسلمين مُكرَهون على كل شيء حتى الحياة ذاتها! - السرقة مثلاً .. مُجرَّمة ومرفوضة ومحاربة دائمًا وفي كل المجتمعات البشرية – مسلمة وغير مسلمة! - الزنا الحقيقي (الاغتصاب) أو المجاهرة بممارسة الجنس بحيث يمكن أن يشهده أربعة شهود، هي أمور مرفوضة ومنبوذة ومحاربة دائمًا وبأقصى العقوبات وفي كل المجتمعات البشرية مسلمة وغير مسلمة! - شرب الخمر لا يمكن القضاء عليه لمن أراده في الخفاء من المسلمين وغير المسلمين، ولم تخلُ منه بلاد المسلمين يومًا حتى أيام الرسول والصحابة والتابعين، وهو مقنن لدى غير المسلمين ومحارب في كل بلاد المسلمين اليوم! بهذا المعنى الذي هو الواقع، لا فائدة ولا مانع من تطبيق الشريعة، ولا حاجة للخوف منها، أو بالأحرى ليس هناك من يخشى تطبيقها ..، ولذلك نقول بأنه ينبغي على كل المجتمعات المسلمة المطالبة بتطبيق الشريعة لكي لا يجد الإرهابيون والتكفيريون مبررًا لذبح المسلمين وجرهم إلى الخلف بذريعة تطبيق الشريعة!

0 تعليق:

إرسال تعليق

تذكّر : : كلُّ إناءٍ بالذي فيهِ ينضَحُ