face like

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الثلاثاء، 19 يناير 2021

الإسلاميون .. من هم، ماذا يريدون، ولماذا؟






كأنه لم يعد يكفي الإنسان أن يكون مسلمًا .. بل وجب عليه اليوم أن يكون إسلاميًا .. مسلم يعني إنسان يعتنق الإسلام لنفسه! إسلامي يعني إنسان يفرض رؤيته وفهمه للإسلام على غيره من المسلمين بالقوة لا بالحُجَّة! لطالما رفض المسلمون القول بأن الإسلام قد انتشر بالسيف! لكن الإسلاميين اليوم ينشرون ويفرضون إسلامهم بالبنادق والمتفجرات على المسلمين أنفسهم! في الأصل كانت النظرية الإسلامية تقول بأن الإنسان يعصم دمه وماله من المسلمين بدخوله الإسلام .. لكن اليوم لم يعد دخول الإسلام وحده كافيًا لحفظ حرمة الإنسان، بل أصبح على المسلم فردًا ومجتمعًا، لكي يعصم دمه وماله من أي جماعة إسلامية، أن يدخل الجماعة أو أن يُظهر التزامه بفكرها وفهمها الخاص للدين ولو نفاقًا! بحسب كل الشرائع التي عرفتها البشرية، المبرر الوحيد لمعاقبة الإنسان هو اعتداؤه على حقوق غيره، إلا في شرائع الإسلاميين، فإن معاقبة الإنسان واجبة حتى إذا أخطأ في حق نفسه ..، وهذا يتنافى مع مبدأ التكليف أساسًا ..، فلا فرق عند الإسلاميين بين العاقل وغير العاقل، أو بين البالغ وغير البالغ ..، فالكل تحت وصايتهم ..، فلا أحد يعرف الصواب سواهم! لعل الفائدة الوحيدة التي يجنيها المسلم من هذا الواقع المريع، هو أنه لم يعد بحاجة للخوف من حساب يوم القيامة، فهو ليس أهلاً لحمل الأمانة بحسب فقه هذه الجماعات الإسلامية، بدليل أنه خاضع لمراقبة بشرية مستمرة ..، وكل ما يحتاجه المسلم ليستمتع بالمحرمات ويظل إيمانه صحيحًا، هو أن يخدع البشر القائمين على هذه الجماعات، وهو الأمر الغير ممكن في حال كان يحمل مسئولية إيمانه بنفسه، ويخضع لمراقبة ضميره! أما أن يكون الإنسان غير مؤتمن على إسلامه وإيمانه، وفي ذات الوقت محاسبًا عليهما يوم القيامة، فهذا أمر مخالف للفطرة والمنطق والعقل، وإذا قيل به فهو مدعاة للتشكيك في الموضوع برمته! ومن هنا فإن الإسلامي هو كل مسلم يستعمل الدين وسيلة لاختلاق وظيفة قيادية له، على حساب المسلمين الآخرين! إن الصواب هو أن تُثبت لي بأن إسلامك صحيح وأن إيمانك مقبول عند الله، لكي أُسلمك أمر علاقتي بالله .. وهذا غير ممكن إطلاقًا ..، فلا أحد يمكنه برهنة إسلامه وإثبات صحة إيمانه! لذلك فإن الذي يحصل الآن هو أن الإسلاميين يفرضون على غيرهم من المسلمين، الإيمان بصحة إيمانهم هم، وليس الإيمان بالله! الإسلاميون لا يدعون الناس إلى الإيمان بالله، إنما يبحثون عن سبيل لتكفير المؤمنين بالله، لكي تكون لهم وظيفة قيادية، هي ممارسة الوصاية على الناس بدعوى محاربة الكفر! لو كانت غاية الإسلاميين هي محاربة الكفر، إذن لبحثوا عن الملحدين فقط ..، رغم أن ذلك ليس من حقهم أيضًا، وليس في صالحهم، لأن حُجَّة الملحدين أقوى منطقيًا! لكن، ما يقوم به الإسلاميون هو فحص إيمان المؤمنين، وهو الحق الذي لم يُمنح حتى للرُسُل ..، لأن الأديان جاءت لتكون حُجَّة على البشر لا لتجعلهم ملائكة! الإسلامي ليس رسولاً، وليس معصومًا، لكنه يمنح نفسه حق تكفير الآخرين، ولا يتوقع ولا يقبل من الآخرين تكفيره! البسطاء والضعفاء من الناس لا يجرؤون على تكفير الإسلامي، وذلك جهلاً بما يقوله أو خوفًا على الحياة! الإسلاميون يستعبدون الناس مستغلين الحاجة النفسية للدين لدى البُسطاء والضعفاء .. وبذلك، سيكون هناك إسلاميون يصنعون مأساة إنسانية باسم الدين، طالما كان هناك أناس ضعفاء وعديمو المعرفة .. العمود الفقري للضعف هو الفقر المادي – المالي .. وأما درجة المعرفة المطلوبة لمُحاجَّة الإسلاميين، فهي ليست بالضرورة تلك المعرفة التي تُمكِّن الإنسان من احتواء واستيعاب فلسفة الأديان وتاريخها، إنما فقط تلك الدرجة المحدودة من المعرفة والتي تُمكِّن الإنسان من إدراك حقيقة أن إيمان المُكرَهين لا قيمة له حتى لو كان صحيحًا! الناس يؤمنون بالله بسبب حاجتهم هم للإيمان، وليس بسبب حاجة الله لإيمانهم .. وإكراه الناس على الإيمان، لا يكون صحيحًا إلا أن يكون الله هو المحتاج لإيمان الناس به ..، وهذا هو تفسير ما يفعله الإسلاميون! الإسلام حرَّم التجسس، ليمنح الإنسان فرصة لممارسة ما يشاء في خلوته، لكي لا يضطر لممارسته على الملأ وتكون فتنة .. لكن، تحريم التجسس قطع الطريق على الإسلاميين المهووسين بالسيطرة على الناس، فأراد الإسلاميون الالتفاف على تحريم التجسس، فابتدعوا تشريع المراقبة المستمرة للبشر، مع محاولة حرمان الإنسان من امتلاك كل ما يمكن أن يستعمله للترفيه في خلوته .. وذلك باسم تطبيق الشريعة! معلوم أن ما يُعرف بتطبيق الشريعة أو تطبيق شرع الله، مكانه المحاكم وليس الشوارع – حيث يعمل الإسلاميون! وتطبيق الشريعة هو تطبيق القانون، وهو المطلوب عند حصول مشكلة وليس لخلق مشكلة! ما يفعله الإسلاميون هو استعمال مفهوم تطبيق الشريعة لأجل خلق مشكلة، حيث يقول الإنسان عن نفسه بأنه مسلم مؤمن، وهم يقولون عنه كافر ..، القانون سواء ديني أو علماني، يتم تطبيقه بين متخاصمين، ولا يصح تطبيقه على فرد دون حدوث مشكلة - كما يريد وكما يفعل الإسلاميون! ما يبحث عنه الإسلامي في الواقع، هو إشباع غروره البشري الوهمي! ما يحرك الإسلامي في الخفاء، هو فزعه من الفراغ الحقيقي الماثل في حياة جُل البشر .. هذا الفراغ الماثل في حياة جُل البشر، هو ذاته السبب في هروب البشر أمام الإسلاميين .. الفراغ في حياة البشر يتمثل في عدم معرفتهم لحقيقة الوجود وأسراره! البشر يتمسكون بالأديان باعتبارها الساتر الوحيد المتاح، الذي يمكنهم الاختباء خلفه، كمحاولة لتجاهل وجود فراغ معرفي أمامهم .. تجاه الوجود والحقيقة .. في الواقع، الأديان لا تُخفي الفراغ المعرفي ولا تزيله من حياة البشر، ذلك لأن سؤال الفراغ منطقي، بينما جواب الأديان عقائدي .. الجواب العقائدي لا يستمد قدرته على البقاء من الحقيقة والمعرفة، إنما فقط من خلال مخاطبة عواطف البشر ..، علاقة الإسلاميين بالمعتقدات معكوسة، فهم يحمونها بدل أن يحتموا بها ..، وذلك إما لأنهم لا يفقهونها، أو أنهم ليسوا واثقين من صمود حُجتها أمام الفكر! إن جُل البشر لا يجرؤون على فحص معتقداتهم بالعقل والمنطق، وذلك خشية أن تكون مزيفة، فتنهار ويجدون أنفسهم أمام الفراغ وجهًا لوجه .. وهذا الفزع من مواجهة الفراغ المعرفي، هو أهم أسباب ظهور الإسلاميين المتشددين المتطرفين دينيًا، حيث إنهم يعملون على قتل الحريات الفكرية في أرحامها وليس في مهودها، وذلك خشية أن تؤدي الحريات الفكرية إلى فحص حُجَّة المعتقدات عقليًا ومنطقيًا، مما قد يُظهر ضعفًا كبيرًا في حُجة المعتقدات الدينية، ويضعهم أمام الفراغ المعرفي الذين يخشون الوقوف أمامه! لكن، الواقع أن الأحجام الخرافية للآمال، والصور الأسطورية للأهوال، التي ترسمها المعتقدات في مخيلة البشر، هي التي تجعل الفراغ يبدو مخيفًا مرعبًا، ما يدفع جُل البشر للتمسك بمعتقداتهم مهما تكن سذاجتها سافرة .. أما حقيقة الوجود فهي غير ذلك قطعًا! إن تمسك جُل البشر بمعتقداتهم لا يستند إلى قناعة راسخة، إنما هو التعصب للموروث إلى حين إيجاد البديل المنطقي، بدليل أنهم يشترطون المنطق عند الحديث عن البديل، بينما يتجاهلون المنطق عند دفاعهم عن معتقداتهم!

0 تعليق:

إرسال تعليق

تذكّر : : كلُّ إناءٍ بالذي فيهِ ينضَحُ