face like

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الخميس، 29 نوفمبر 2012

هل يمكننا نفي وجود الإله ؟ [نعم]

0 تعليق


"There is one thing even more vital to science than intelligent methods; and that is, the sincere desire to find out the truth, whatever it may be." Charles Sanders Pierce
"هناك شيء واحد أكثر حيويّة للعلم من الطرق الذكيّة، وهو : الرغبة الصادقة في معرفة الحقيقة، مهما كانت ". تشارلز ساندرز بيرس



إن مشكلة وجود الإله ليست مشكلة في حد ذاتها فقط لأنها تعتبر من الميتافيزيقيا ، ولكن لكونها إدعاء عريض لا سقف له ، ربما يذهب الدينيّون إلي ما هو أبعد من ذلك ، وأنّ العقل قاصر ومن ثمّ يشكّكون في حكمنا حتّي علي العالم الماديّ حولنا ، واننا لا يمكننا الوصول إلي أي حقيقة سواء كانت ماديّة ام ميتافيزيقيّة، وعليه فإن قضيّة الإله تعتبر -وفق عقديتهم- شئ لا يمكننا نفيه مهما توّفرت الأدلّة علي ذلك ، فالإله لا شئ ينفي وجوده . إن هذا الزعم وتلك المصادرات هي عبارة عن كُتلِ من الإيمان واليقين الأعمي ، ليس فقط لعدم توفر اثبات لها ، بل لأنها لا تقبل أي دليلِ ينفي صحتّها ، وحجّتهم أنّ" وجود الإله" لا يخضع للبحث العلمي لأن العلم وطريقته التجريبيّة ببساطة لا يمكنها (بالطرق الطبيعيّة) الفصل في قضية الإله أو أي شئ ما ورائي ، هناك العديد من الفلسفات التي تمّ إنشاؤها خصيصاً لتبرّر غياب الأدلة وتشكك في قدرتنا علي الحكم والفصل في اي قضيّة ماورائيّة ، هذه الفلسفات كالفلسفة الإسلاميّة -بكل تأكيد- لا تثبت وجود الإله ، بل كل ما تفعله هو تبرير العجز عن تقديم أي اثبات ، ولهذا فهي مخصّصة للحديث عن تلك الماورائيّات ، فهي مجرّد عبارات إنشائيّة تمت صياغتها لتعبّر عن عجز هؤلاء الأشخاص فشرعوا في اختراع اشياء غير مبرهنة او مثبتة كالتسليم بفرضيّة العلّة الأولي علي كونها علّة لا تحتاج إلي معلول ، وأن سلسلة السببيّة تتوّقف عندها ، وربما يذهبون إلي ماهو ابعد من هذا وأنّ هذه العلّة الأولي هي التي تتبّبت في هذه السببيّة ولهذا فلا تخضع لها ، ولا يجب ان نحكم عليها من منطلق هذا ، لأن القوانين " الزمان والمكان "هما بالأصل نتجا عن تلك العلّة الأولي التي هي الإله عندهم ،كل هذا من اجل محاولة اثبات أن ما هو "خارق/ ماورائيّ" غير قابل للإختبار ولذلك يجب ان نترك منهج العلم التجريبيّ يعمل في مجاله ، والدين في مجاله الماورائي وأن لا تعارض بينهما وكلاهما صحيح ! ما اعنيه هنا  بقابل للإختبار هو أن يمتلك الإدعاء / الفرضيّة دليلاً من أي نوع يمكن التحقّق منه سواء كان هذا الدليل لصالحه أو ضده  ولكن أنه فقط و لمجرد أننا لا نستطيع دحض ادعاء نهائياً من تلك الإدعاءات الماورائيّة  (مثل الادعاء بأن "الجن موجود )، لا يعني أنه ينبغي علينا أن نؤمن بأن الجن ربما يكون موجود في الواقع، فالفرضيّات في العلم ، بغض النظر عمّا إذا كانت تتعلق بالظواهر "الطبيعيّة" أو "الخارقة للطبيعة"،لا يمكن ان يتم اثباتها او دحضها بشكل نهائيّ فالهدف النهائيّ للعلم هو تفسير العالم من خلال النماذج التي تدعمها الأدلة المتوفّرة،فربما دليل جديد يتعارض مع النماذج المقبولة لدينا حالياً،ولذا لا يمكن أن تثبت فرضيّة أو نظريّة علميّة على وجه اليقين أو تكون غير قابلة للتكذيب "falsification" . فالفرضيات و النظريات العلميّة هي بلا شك defensible. ولكن الفرضيّات والتي لا يمكننا الفصل فيها يمكننا التعبير عنها بمجموعة متدرجة من الاحتمالات تتراوح بين اليقين الكامل وما يقرب 50-50 وانتهاءً بالشك الكامل وكما يقول دوكينز في كتابه "وهم الإله" لا يهم ما إذا كان الله غير قابل للدحض او الإثبات (هو ليس كذلك ) ولكن مايهم إذا كان وجوده ممكناً & فحتى لو لم يثبت وجود الله أو تمّ دحضه على وجه اليقين ، بطريقة أو بأخرى ، فإن الأدلة المتاحة والتفكير يسفران عن تقدير احتمالِ بعيدِ عن 50 في المائة(ص 54) فحقيقة أننا لا يمكننا اثبات او دحض جود شيء ما لا يعني بالضرورة وضع احتمال وجوده وعدم وجوده بنفس المقدار ، وهكذا لمجرد أن شيئاً ما ممكناً لا يعني أنه محتملاً وبالمثل لمجرد انه لم يتم دحض شيئاً لا يعني أن هناك ما يبرر الإعتقاد بأنه موجود ، لكن ما يقصده "دوكنز" هنا وكما الأطروحة الأساسيّة لكتابه هو أن الله يكاد يكون -من المؤكد- غير موجود(أي وجوده ليس وارداً )، فمن الواضح أن دوكينز لا ينظر إلي الله علي انه غير قابل للدحض او الإثبات  بمعني آخر : المثل الشهير لـ"برتراند راسل" بشأن ادعاء أن هناك إبريق شاي صيني في مدار ما حول الشمس ،فعلى الرغم من عدم وجود أدلة مباشرة لصالح أو ضد هذا الإبريق ،يمكننا ان نضع حكماً منطقيّاً لتقييمٍ مسبق أن هذا الادعاء غير صحيح. وبالتالي فجميعنا ملحدين بهذا الإبريق ولسنا لاأدريين، فعلى الرغم من أن إبريق الشاي غير مفنّد، فلا أحد يعتقد في وجوده لأنه لا يوجد أدلة على ذلك، وسيكون من العبث إنشاء فلسفة تسمح بإمكانيّة وجود ابريق شاي واننا عاجزين عن دحض هذا الأبريق العظيم ! ولكن درجة الشك تقل وتزيد وفقاً للإدعاء ، فعندما ادعي انني امتلك سيّارة سيكون طلب البرهان والدليل علي ذلك ضعيفاً حيث ان اشخاص كثيرين مثلي يمتلكون سيّارات ، امّا عندما ادعي انني امتلك مشروع نوويّ ، فهنا درجة الشك تزيد والمطالبة بالدليل والبرهان تزيد ، والحكم الأوّلي هو انني ادعي ادعاء كاذب ، ولذا ومن باب أولى، لا ينبغي لأحد أن يؤمن بالإله أو الأرواح لمجرد أن وجودها لم يتمّ دحضه نهائياً علي الرّغم من كونها تنتهك القوانين الفيزيائيّة المعروفة، والتي بالأصل تشكل كميّة هائلة من الأدلة ضدهم ، ولكن ان غياب الدليل هنا وحده يمكن أن يكون بالفعل الدليل على عدم الوجود ، أي عند عدم وجود أدلة تؤّيد ادعاء ما فهو باطل .ولكن وكردِ علي تلك الفلسفات التي تحاول ان تضع هالة مزيّفة حول وجود الإله بإعتباره ميتافيزيقيا ولهذا لا يمكننا قياسه بالأدلة الماديّة يلخصه دوكنز في جملة واحدة "وجود الله هو فرضيّة علميّة مثل أي فرضيّةأخرى "( ص 50 نفس الكتاب السابق) فالحقيقة انّهم ليسوا فقط يضعون مصادراتهم عن العلم ، وينفونه في حيّز ضيّق ومن ثمّ يفصلونه عن الإدعاءات الدينيّة حتّي يثبتوا انه لايمكن للعلم ان يقول كلمته فيها ثم يجب ان يترك العلم المجال للدين وبناءً عليه الإله موجود ضمن هذا المجال الدينيّ ، ولكن هذا خاطئ وكما يقول دوكنز " الكون من قبل خالق ذكي خارق هو نوع مختلف جداً عن الكون بدون "( ص 58) ، ولهذا فإن احتمال صحّة فرضيّة ما يمكن تقييمها علميّاً ليس فقط من خلال نتائجها الماديّة ولكن ايضاً من خلال توافقها مع مالدينا من نظريات علميّة ، فوجود الإله ليس وارداً ، وليس ايضاً غير قابلاً للإختبار او انه لا يمكن ان يحكم عليه العلم والتجريب، كلا فعلى سبيل المثال لا الحصر. وفقا للأديان فإن فرضية أن الله موجود يعني أنه قد خلق الكون بما ورد بها -أي بالكتب الخاصة بالأديان-وهذا يختص به العلم ولذا فإن كل ما يتناقض بشكل قاطع مع الملاحظات الماديّة بشأن كيفيّة الخلق ينفي وجود هذا الإله ، ولهذا فبكل تأكيد وجود الإله هو فرضيّة علميّة يمكن التحقق منها من خلال آثارها التي من خلالها يمكن تأكيدها او نفيها وذلك من الأدلة المتاحة ،فالعلم يتقدّم وكلما تقدّم تناقض مع اساطير الدين ،  بل واصبح العلم الآن يهتم بأسئلة ويجيب عليها رغم انها كانت تعتبر ميتافيزيقيا في السابق، فالعلم قادر علي معرفة الحقيقة والباطل ومثال لاختبار تجريبي للتدليل على ذلك ذكره دوكينز ،التحقيق من الدعاء وفاعليّته على النتائج الصحيّة للمرضى الذين سيخضعون لعمليّة جراحيّة، أظهرت الدراسة التي نشرت في دورية القلب الأمريكيّة وبتمويل من مؤسسة جون تمبلتون، التي تدعم البحوث الروحانيّة، ان هناك اختلاف كبير في نتائج الانتعاش بين المرضى الذين كانوا يدعون لهم وأولئك الذين لم يكن يتمّ الدعاء لهم في الواقع كان أداء الاشخاص الذين يعرفون أنه يتم الدعاء لهم أسوأ من الاشخاص الذين لم يكن لديهم اي علم بهذا الأمر وانا لا اعني التجربة هنا حرفيّاً ، بل كمثال لأن هذه الفرضيّة "الإله موجود" يمكن للعلم ان يتحقق منها ، ففي وقت سابق كان من المفترض أن البرق هو أداة الله يعبّر بها عن غضبه الإلهيّ ولكن أظهر القليل من البحث الإحصائي، أن البرق يضرب الجميع دون تمييز او النظر إلي اخلاقهم وعليه فإنه يمكن ان ننفي وجود هذا الإله من خلال صفاته التي هي اساس هذا الادعاء مثلاً ادعاء ان هناك "كائن /الإله" يهتّم بالنواحي الأخلاقيّة وانه معني بالشؤون الداخليّة للإنسان ليس من الصعب اثباته او نفيه من خلال الملاحظة كما يزعمون ،كلا الأمر خاضع للتجربة كما تمّ في الدراسة السابقة ، او حتّي النظر إلي تلك الكوراث الطبيعيّة التي يتم توزيعها بشكل عشوائي ، فضلاً عن وجود عيوب في التصميم ودون المستوى الأمثل في الكائنات البيولوجيّة لاسيما مع تشكل الملاحظات الإضافيّة التي يصعب التوفيق بينها وبين وجود مصمم ذكي وخارق كما وضّحت في موضوع "التصميم الذكيّ VS الإنتخاب الطبيعي " ناهيكم عن أن أكثر من 99 في المئة من جميع الأنواع التي وجدت على الأرض قد انقرضت. وعلاوة على ذلك، فإن السلسلة الغذائية بأكملها، والتي تتميز بالافتراس والتطفل، هو تعبير واضح عن وحشيّة غير مكترثة للطبيعة ووضّحت ذلك في موضوع "الله بين الألوهيّة والساديّة" ولكن إن كان الأمر مجرّد البحث عن بدائل لم يضعه العلم التجريبي ، دون الإلتزام بهذا المنهج وقبِلنا مجرد احتمال تفسير بديل [أي فرضيّة وجود إله] كأسباب كافية للتخلي عن اي نظريّة علميّة او انهما لا يتناقضان وكل في مجاله فنحن هنا لن نلتزم بأي فرضيّة على الإطلاق، وذلك لأن البدائل ستكون لانهائيّة  فالإله هو افتراض ناتج من تعميم ، توّلد لدينا من خلال وهم وخلط لم نراه فالسيارة لها صانع لأننا نري ذلك من خلال المصانع، والباب له صانع لأننا نري النجّار ، ولكن لماذا نعتقد ان الكون له صانع ؟! لا يمكن ان نقول هذا إلا لو رأينا هذا الصانع يصنع هذا الكون ، او ان هذا الكون داخل مصنع ما ،  وإلا فالإحتمالات لانهائيّة قد نكون محاكاة حاسوبيّة ، وقد نكون تجربة لأحد الكائنات الفضائيّة ، وقد نكون في حلم احدهم ولا وجود لنا حقيقة ، وقد يكون الكون هو ما نقصده بالإله نفسه ، كل هذا حتّي يمكننا تجريبه ، نعم يمكن لكل هذه الفرضيّات ان تخضع للبحث العلمي لأنه في حالة ما إذا كنا محاكاة حاسوبيّة فحتماً ستوجد اخطاء وفشل في النظام ويمكننا تعقبّ هذه الإخطاء والبحث عنها ، ولكن القول بأن هذه الفرضيّة غير خاضعة للإختبار او الإثبات او النفي هو مجرّد هروب ومحاولة بائسة لتغطية عورتها فقط لان الدينيّ هنا يجب عليه ان يعترف بانه يريد الإعتقاد مخالفاً المنهج العلمي التجريبيّ ضارباً كل ما يؤكّد عدم وجود إله عرض الحائط والتي هي من اساس تلك الفرضيّة الدينيّة ، غير ممتلكاً لأي دليل يدعم موقفه ، ويحتفظ بهذا الإعتقاد داخله كالذي يعتقد بأن سانتاكلوز يرسل له الهدايا .فالحقيقة حتّي سانتا كلوز يمكن ان يخضع للتجربة ، مثله مثل أي شئ ماورائي يمكننا التحقق من آثاره في هذا الواقع المادي وإلا فهو غير موجود ، ناهكيم عن ان الغير مادي "ماورائي" هو عبارة عن فراغ تام خالِ من المادة، والفراغ التام هو اللاوجود- الغير موجود-، وعليه فإن الغير مادي والغير موجود شئ واحد لا فرق بينهما ، وهنا يجب ان نري ونستطيع اختبار تأثيرات لهذا الماورائي ، كحال الإله و استجابته للدعاء ، او حدوث اشياء لا تخضع لقوانينا الفيزيائيّة او حتّي هذا الواقع المادي ككل ، فمالذي يمنع الإله من ان يستجيب ويقوم بإنماء طرف لعبد من عباده ؟! هل هذا حدث علي مرّ التاريخ ؟ هل حدث شيئاً ما- حقيقة- يدل علي ان هناك شيئاً ما ماورائي ؟ ! إن كان نعم فما هو وأين الدليل؟ ، وإن كان لا ، فلماذا الإعتقاد إذن بوجوده طالما انه غير مادي وليس له آثار في عالما الماديّ ؟؟ انه فقط للهروب من مسلسل السببيّة كما يقول الفيلسوف "توماس ناجل" ، " فمن المؤكد ... التناقض إلى مسلمة العلة الأولي كوسيلة للهروب من حلقات من سلسلة لانهائية.وإذا كان كل شيء يجب أن يكون له سبب، لماذا لا يتطلّب الإله الخاص بك واحداً ؟ الجواب هو معيار أنه لا يحتاج أي سبب ، لأنه هو الذي تسبّب فيه. ولكن إذا كان الله يمكن أن يكون سبب ذاتي ، لماذا لا يكون العالم نفسه سببه ذاتياً ؟ " .

ولهذا فإن الإجابة علي السؤال "هل يمكننا نفي وجود الإله ؟" هي نعم وبكل تأكيد ، وان كون علمنا محدود وعقلنا قاصر ماهو إلا هروب وترقيع ليس إلا ، بل ولو نظرنا إلي هذا الأفتراض سنجده بالأصل قائماً علي جهل سابق ، فمن الذي افترض ان الإله موجود ؟ إنهم الاسلاف الجهلة ، ولكن ليست هذه هي المشكلة ، فالفرضيّة يمكننا التأكد من صحتها او نفيها ، ولهذا يمكننا ان نقبلها او نرفضها تماماً كأي فرضيّة أخري يتم إنشاؤها كمحاولة لتفسير اي ظاهرة ، فالطرق العلميّة تعمل حتّي علي الماورائيّ يمكن تلخيصها بالآتي  : 


1- الملاحظة observation                                                                    


لديك ملاحظات لشئ وتريد التعرّف علي ماهيّته. 

2- وضع فرضيّات hypothesis                                                              


محاولة وضع وصف مبدئي، او العديد من الفرضيّات، التي تنسجم وتتماشي مع الملاحظة  .
3- التوقعات predictions                                                                   

. استخدام تلك الفرضيّات لوضع التوقعات لم َسيصبح عليه ذاك الشئ الذي تشاهده .

4- الإختبار Test                                                                                


اختبار تلك التنبؤات من خلال التجارب أو ملاحظات إضافية وتعديل الفرضيّات في ضوء النتائج لإستبعاد أو وضع فرضيّة جديدة.

5- يتمّ تكرار الخطوات 3 و 4 حتى الحصول علي موافقة تامّة للفرضيّة والتجربة مع الواقع  الذي تلاحظة .مع عدم وجود أيّة تباينات بين الفرضيّة والتجربة و/ أو المراقبة.



عندما يتم الحصول على تلك الفرضيّة التي تتوافق بشكل كامل مع الملاحظة ويمكن ان تتنبأ بما يحدث تصبح نظريّة وتقدم مجموعة مترابطة من المقترحات التي تشرح فئة من الظواهر التي سبق وتمّ ملاحظتها .
ولهذا فإن القوانين الفيزيائيّة وتطبيقاتها تعمل في اي عصر يمكن ان نعود إليه ،بخلاف الإدعاءات الدينيّة  ، فالجانب الدينيّ لا يمنحنا اجابة غاضمة وتصوّر غامض فحسب ! بل اجابته خطأ ، الأرض مسطحة ، الإنسان من نسب امرأة ورجل وجدا بطريقة جلا جلا ! ، فهي اجابات ليست صحيحة ولا يمرّ بالمراحل إذن هو لا يمنحنا طرق بعينها  للتأكد من الإجابة ! ، لا يقبل الطرق العلميّة ،لا يتراجع حين لا تصلح إجابته للتطبيق ! ، يتمادي في الإدعاءات والسخافات حين نثبت خطأ إجابته ! لنضرب مثالاً يوضّح كيف يمكننا ان ننفي ادعاء وجود شئ ماورائي ، وفقاً للطريقة العلميّة السابقة ، انت في منزل ما ، جاهل بكل القوانين الفيزيائيّة ، ثم وجدت اوراق تتطاير في انحاء منزلك إذن لديك [الملاحظة observation]  و هنا يمكنك وضع فرضيّاتك [hypothesis] لتكن  "عفريت "يعبث معك ، الآن جاء دور[التوقعات predictions ] ، تتوّقع ان هذه الأوراق قد تتطاير في اي وقت باختلاف الظروف البيئيّة ، او تغيير هيئة المنزل كإغلاق النوافذ والأبواب ثم تقوم بـ [الإختبار Test]  حسناً ، حتماً ستخالف نتائج هذا الإختبار فرضيّتك ، حيث اننا نعلم ان الأوراق تتطاير بسبب الهواء وليس العفريت ، هنا الجانب الديني تماماً كهذا المثال ، فعلي الرّغم من انه بالطرق العلميّة ستتوّصل إلي ان الهواء هو السبب ، إلا انه لا يتخلّي عن وجود العفريت ، سواء اختبرت الأمر واغلقت النوافذ ولم تتطاير فسيقول لك قول" الغزالي" الذي ينكر ويرفض ضرورة الترابط ، والعلم التجريبيّ ككل ويدعي عدم وجود ضرورة التلازم بين الظواهر وأسبابها لان [العفريت ]يفعل ما يشاء إن شاء حدث وإن لم يشأ لم يحدث اي انه في حالة ما إذا قمت بتصنيع هواء ووضعت الأوراق لتتطاير فلن ينفي هذا وجود عفريت الغزالي ،  ولكن هذا لا يعني ان العلم قد نفي وجود العفريت واستبعد احتماليّة تواجده بل بيّن وفسّر الظاهرة ، ولكن كما ذكرت هذا الإدعاء لا سقف له ، فتجده يقول لك ولماذا يفعل الهواء هذا ؟ انا اعلم ان العفريت يعبث معي لكن لماذا يفعل الهواء ذلك ؟! نقول له لا يهم العلم الإجابة علي سؤالك المسبوق بـ "لمــاذا" ، العلم يهتم فقط بالأسئلة المسبوقة بـ "كيــف" واجاب ونفي وجود عفريتك ، فلماذا تظل تتمّسك به !؟
 ولهذا فإن الإجابة العلميّة تصلح للتطبيق والإختبار ، ويمكنها الفصل في قضيّة وجود هذا الإله واشياؤه الماورائيّة ، واجابته -حتّي الآن -هي بكل تأكيد انّه[غير موجود] .

الاثنين، 12 نوفمبر 2012

الله بين الالوهيّة والساديّة !

21 تعليق

الساديّة ، كمفهوم يتلخص تعريفها في المتعة التي يحصل عليها الفرد جراء الحاق الألم بفردِ آخر وتعذيبه مما يترتّب عليه مُعَاناة هذا الأخير ، ليشعر الأوّل بلذّة ومتعة ، وهي تعتبر اضطراب نفسي وعقلي يصيب الإنسان نتيجة صدمات نفسيّة في طفولته . الأمر الذي يتناسب مع شخصيّة محمّد ، والحقيقة انني سبق وكتبت موضوعاً بعنوان " الله والبومة" وذكرت أنّ الإله كَتَب على نفسه من قبل أن يخلقنا أن يبقي بعيداً ، يشاهد فقط ما يحدث دون تدخل ، دون أن ينزل من عليائه ومن على عرشه العظيم الماكث عليه منذ وحتى قبل الخليقة ، ولكن الأمر يتعدّى ذلك بكثير ، فيالتيه أكتفى بالمشاهدة أي مشاهدة عالم قد صمّمه وأبدعه كما ينسب إليه وكما يصفه محمّد" بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ "117 البقرة

 ولكن الحقيقة انه عند النظر والتدقيق على هذا العالم وعلى هذا الإبداع الإلهّي لايمكننا استنتاج سوى أن هذا الإله سادي وحشي لا يخلق شيئاً إلا ليتلذّذ بمعاناته ، ليجلس يشاهد ما ابدعه من مخلوقات تشعره بالمتعة والنشوة واللذة التي لا يرغب فيها إلا السادي , لا يمكن بأي حالِ من الأحوال أن يكون هذا الخالق إلهاً ، الإله يجب ان يتّصف بالرّحمةِ ، لا بالساديّة والوحشيّة ، لا بان يصبح جلّ همّه رؤية مُعاناة ما خَلَق , وهذا ليس كل شئ ، بل إن معرفته الغيب ايضاً تجعل الأمر يتعدّى مرحلة الساديّة ما يمكن ان نطلق عليه "ساديّة الساديّة" فعلمه للغيب على وجه اليقين ، ومعرفته بأن هذا ما سيحدث على نحو تام ، مع قدرته على التوقّف عن القيام به ، لكنّه اصرّ وقررّ ونفذّ الأمر كما يراه ، وكما يعلم ما سيحدث من معاناة لجميع الكائنات الحيّة ،كل هذا يجعل منه كائن وحشي ، ناهيكم عن الهدف الذي يتوّهم البعض ان الإله خلقنا من أجله ألا وهو العبادة ،لاشئ يقول بذلك سوى تلك الأديان الهرائيّة ، وأفكارها السخيفة البائسة التي تتوّعد كل شخص ، لا يجب عليك فقط ان تعبد هذا الكائن بل يجب أن تحبّه أن تخشاه ! نعم يجب علينا ان نخشاه في الحقيقة وأن نحب هذا الديكتاتور رغماً عنّا ، يجب علينا فعل هذا ليس لشئ إنما لنتجنّب عذاب هذا السادي الأبديّ ، لنتجنّب حرقه وخسفه ونسفه لنا ، لنتجنّب تجدّد جلودنا ونحن نغرق في دموعنا وصراخاتنا تعلو لتصطدم بعرش مطلق الرّحمه دون ان يحرّك ساكناً ،ولمَ يُحرّك ساكناً من الأساس انه يشاهد فيلم رعب اعده وقام بتأليفه واخرجه والآن يشاهده ـ  الأمر لا يتوقّف عليه فحسب ، بل إن حبّ رسوله ايضاً فرضاً من فروض الإيمان كما يخبرنا الإسلام ،  يقول محمّد " واللهِ لا يؤمنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من ولدِه ووالدِه " هذا هو الإيمان وفقاً لفهم محمّد ورغبة محمّد الطفل اليتيم ، نعم الإيمان أن تحب رغماً عن انفك وتعبد وتسجد وتركع وتنحني رغماً عنك وإلا سُلِخت حيّاً ما دامت السموات والإرض ، ومادام هذا الإله جالساً على عرشه ، إنه بكل بساطة جوهر الساديّة ، جوهر الدناءة ، وجوهر العبوديّة والوضاعة لا يمكن أن أتخيّل نفسي راكعاً ساجداً خافضاً رأسي أمام هكذا كائن فقط من أجل الخوف والوعيد الذي يملئ كتابه ، إنه ورغم كثرة ما ينسب إليه غير قادرِ على خوض حوارِ منطقيّ واحدِ يثبت به كيف يمكن لكائن مثله أن يتواجد ، ليس فقط حوار منطقيّ بل هو غير قادر على عدم استخدام ايّة مغالطات منطقيّة ، إن كل ما يدور حوله جميع الكتب -التي تنسب إليه- لا يعدو كونه مجرّد مغالطات منطقيّة كـ " appeal to fear " ، " appeal to consequences " .

والحقيقة ان هذا بالضبط ما يمكن أن نتوقّعه من هكذا اشخاص وأن هذه هي رؤيتهم لهكذا كائن لا يمكن ان ننتظر منه شيئاً سوى هذا التلاعب بالمشاعر ، نعم إن ما تعبده عزيزي المؤمن لا يعدو كونه مجرّد كائن سادي ، ديكتاتور ساديّ ، مصمّم وخالق ساديّ وفقاً لما تؤمن به ،  انظر حولك ملايين الأطفال مصابون بسرطان المخ وغيرها من الأمراض  ، مالذي يريده بالضبط سوى مُعَاناة الآخرين ؟ فناهيكم عن الكوارث والمجاعات وصرخات أطفال افريقيا التي لا أدري هل تصل إليه أم لا يسمع اصابه الصمم  ؟إنه  لم يرحم حتّى ابسط الكائنات على الأرض ! فلنأخذ مثالاً بسيطاً يوضّح لنا كم أن هذا الكائن لا يستحق العبوديّة فحسب ، بل يجب ان يُعَاقب على مافعله في حالة ثبوت انه الفاعل حقاً . لان ما نراه لا يمكن ابداً أن يدل على إله رحيم ،علي كلِ دعنا نري  الدبور الآسيوي الضخم، وهو كائن مفترس شَائع بخاصة في اليابان . من الصعب تصور حشرة أكثر إرعاباً منه . أكبر دبور في العالم، بطول إصبعك الإبهام، ذو جسد طوله بوصتان ومزخرف بخطوط برتقاليّة وزرقاء مهددة . مسلح بفك مخيف لإمساك وقتل فرائسه من الحشرات، وإبرة طولها ربع بوصة ، تسبب الوفاة للعديد من الآسيويين كل سنة . والمسافة بين الجناحين ثلاث بوصات، ويمكنه الطيران بسرعة ٢٥ ميلاً في الساعة (أسرع بكثير مما يمكنك الجري)، ويمكنه بهذه السرعة  قطع ستين ميلاً في يوم واحد.هذا الدبور ليس فقط ضاراً، لنقل طبيعته تدفعه لذلك فقط من أجل الغذاء واشباع تلك الرّغبة بل هو شره القتل هو كل ما يرغب فيه . يرقاته الدوديّة ضخمة، تعتبر آلات أكل نهمة، والتي على نحو لافت للنظر تطرق رؤوسها في الخلية للإبلاغ بالإشارة عن جوعهم للحم . لإشباع احتياجهم المستمر بشكلِ مثيرِ للطعام ، فما الذي تفعله إذن ؟ تغيرالدبابير البالغة على أعشاش النحل والدبابير الاجتماعية، أحد ضحايا الدبور هو نحل العسل الأوربي  تتضمن الغارة على عش نحل العسل مجزرة كبيرة لا رحمة مفيها ليس لها نظائر إلا القليل في الطبيعة .
 تبدأ عندما يجد دبور مستكشف وحيد عشاً ، ببطنه ُيعَلِّم ذلك المستكشف العشّ للموت، واضعاً قطرة من الفرمون قرب مدخل مستعمرة النحل  متنبهين هذه العلامة، يترك لرفقاء عش المستكشف النقطة، مجموعةٌ من عشرين أو ثلاثين دبوراً مصفوفين ضد مستعمرة بحدود ثلاثين ألف نحلة او يزيدون ، إلا أنه لا منازلة ولا مقارنة إنه اشبه بأن تقاتل أنت كإنسان جحر نمل بسلاح نوويّ  فتخيّل تلك الدبابير خائضين العش بفكوكٍ ضخمة، يقطّع الدبابير رؤوس النحل واحداً تلو الآخر ، بمعدل كل دبور يدحرج رؤوس أربعين نحلة في الدقيقة، تنتهي الموقعة في ساعات قلائل : كل النحل ميت، والأشلاء مبعثرة في العش . ثم يمّون الدبابير مخزنهم للحوم . خلال الأسبوع التالي، ينهون العش بنظام، آكلين العسل وحاملين يرقات النحل الدوديّة العاجزة عائدين إلى عشهم، حيث يضعونها فوراً في الأفواه الفاغرة لذريتهم الشرهة ، لا يمكننا تخيّل ولا استيعاب أنّ كائن رحيم يمكنه تصميم مثل هذا الفعل إنها الطبيعة الدموية للأنياب والمخالب،المعدّة والمصمّمة للقيام بهذا علي نحو تام ،  فتلك الدبابير الضخمة هي آلات صيد مرعبة، والنحل أعزل وما كان ليحدث هذا إلا من قِبل مصمّم سادي يشعر باللذّة جراء مشاهدة حادث كهذا . أكثرها وضوحاً أن الدبور متكيف على نحو مدهش للقتل، فهو يبدو كما لو كان قد ُصّمم للإبادة التامة ولا شئ غير ذلك . هذا يتضمن شكل الجسد (حجم كبير، إبر، فكوك قاتلة، أجنحة كبيرة )، مواد كيميائية (فرمونات ُمعلِّمة وسم مميت في الإبرة )، وسلوكيات (طيران سريع،هجومات منسقة على أعشاش النحل، وسلوك "أنا جائع " اليرقي الذي يحث هجومات الدبابير ويحوّلها إلي كائنات مفترسة عديمة الرّحمة تماماً كخالقها ، فالبعر يدل علي البعير ولا شك في ذلك . 
الأمثلة في الطبيعة لا يمكن سردها ، كلها تعني احد امرين بمعني واحد باختلاف اللفظ ، ليس هناك إله ، أو هناك إله ولكنّه سادي ، والحقيقة ان لفظ سادي يتنافي مع الألوهيّة و لذا لا يمكن ان يتواجد إلهاً ساديّاً ، ولا إلهاً شريراً ، ولكن يمكن ان نطلق عليه كائن سادي لا يستحق الإحترام ناهيكم عن العبادة .
فمالذي يدفعك كإنسان لعبادة هذا الكائن ! لاشئ سوي الخوف ، عبادة مترتّبة علي خوف أي أن الأمر كله نفاق مختلط بخوف ، كأي فرد يخشي رئيس دولته أو صاحب منصب ما ، هذا بالضبط هو حالك أيّها المؤمن . مع اختلاف أنّ صاحب المنصب ربما يكون عادلاً شيئاً ما ، قد يفعل اي شئ يساهم في تقدّم البلاد ، ولكنك تقدّس سادي ، يمتلك القدرة علي تغيير العالم أجمع بلفظ واحد ، يستطع ان يشفي جميع الأمراض بلفظ واحد ، يستطع ان يحوّل حياة الجميع إلي سعادة ابديّة بلفظ واحد ، يستطع ان ينهي جميع الكوارث بلفظ واحد ، تخيّل إنسان قفير في ليلة مظلمة قاسية البرودة لايجد ما يكفيه ليس لشئ إنما ليدفّئه ! تخيّل أن هذا الكائن يمتنع عن فعل ماذا ؟ نطق لفظ ، مجرّد لفظ! ولكن الحقيقة أن هذا مالا يمكن للساديّ فعله .
قد يخاطبك عقلك اللاواعي ببعض التمتمات التي تعلّقت به نتيجة مزاولة الأديان لوقتِ طويل ، أو نتيجة ترسب سخافات كـ "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي "  وتتوهّم أن هكذا قول يدل علي رحمة ، ولكن علي العكس تماماً هذا القول لا يخرج إلا من كائن سادي ، كائن يقوم بترتيب المصائب لك علي ان تدعوه كي يزيلها عنك ، هذا إن قام فعلاً بما يدعيه ، فالحقيقة انه -في حالة ما إذا افترضنا وجوده- فهو لايفي بوعده ، فعلي الرّغم من انه سبب كل الكوارث وأن كل شئ يحدث وفقاً لإرادته  إلا انك ايها المسكين مهما دعوت وبكيت وركعت وسجدت طلباً للإستجابة فلن يستجيب لك ، إن كل ما يرغب به هو ان يراك علي تلك الحالة ، هذا كل مايريده منك ، سواء كان طلبك للهداية او لقضاء حاجة دنياويّة فلن يأبه لك  ، فليتقاتل الجميع  فلهذا خلقهم الله
وَلَوْ شَآءَ رَبّكَ لَجَعَلَ النّاسَ أُمّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ  إِلاّ مَن رّحِمَ رَبّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمّتْ كَلِمَةُ رَبّكَ لأمْلأنّ جَهَنّمَ مِنَ الْجِنّةِ وَالنّاسِ أَجْمَعِينَ "  . فالأمر لا يحتاج إلي المزيد من التوضيح . هنيئاً لكم عبادة كائن ساديّ ، وياليته موجود من الأصل . 

الأربعاء، 26 سبتمبر 2012

الله ..

3 تعليق


                                   " الله كائن مولع بالحشرات "
                                                                 شاكي  2012
تنبيه نشر هذا المقال يمكن أن يسبب اندلاع حرائق لبعض السفارات وسفك الدماء وحداد علي تماثيل العذراء والكاتب غير مسئول عن ذلك الأمر لاسيما ما يحدث في السودان . 


الله في الإسلام هو الخالق سيّد الكون ، رب السماء والأرض، والمساهم الرئيسي في شركة "الكون المحدودة " لذلك أي جريمة ضده يعاقب عليها بالإعدام حرقاً وشنقاً وخسفاً ونسفاً ، أي جريمة سواء كانت كبيرة أم صغيرة ،ولكن العقاب يتفاوت فمثلاً التوبيخ وصفعة على المؤخرة يمكن ان يكون عقاباً لمشاهدة قبلة في التليفزيون .
الله بشكل عام في جميع الأديان هو مجرد أسم مستعار للخالق الجبّار الذي خلق كل شئ ، وعندما أقول كل شئ فأنا أقصد كل شئ حتّي لوحة مفاتيحي التي أكتب عليها الان ، وكان هذا نتيجة شعوره ذات مرّة بالملل الابدي حيث كان يعاني فراغاً كبيراً ، منذ ان عرف نفسه ، ومن ثّم قرر أن يخلق اشياء تسلية في حدته الابديّة ويمارس طقوس الالوهيّة والمهام الالهيّة عليهم خاصة وقت شعوره بالملل ، وتلك المهام تتنوّع من بين سماع الصلوات ، واستجابة الدعوات البعض منها والبعض الاخر يتم رفضه في حالة مخالفته للقواعد الالهّية المنصوص عليها في الدستور العظيم ، هذا لا يعني انه يترك السماء بل يمسكها بيديه التي كلتاهما يمين ، ولا تسألني عنهما فالله أكبر مما تتخيّل 
 لا ننسي القضاء الجماعي علي الانواع في حالة الملل القصوي وقد تكررّت تلك الابادات الجماعيّة تقريباً 5 :6 مرّات . 
وفي كل مرّة كان يعيد خلق كل شئ وحين اقول كل شئ  فإنني أقصد كل شيء حتّي فأرتي الشريفة .  ومع إعادة الاعمار  كان يزيد من عدد الحشرات  ، حتي بلغ مجموعها 90% من مجموع الكائنات الحيّة ـ والحشرات كائن من بين ملايين الكائنات التي توجد علي الارض و الارض قطعة مكوّرة  مفلطحة عند القطبين  ، و منبعجة عند خط الاستواء  ، وخط الاستواء هو خط وهمي يلتف حول الكرة الارضيّة . وكلمة وهمي تعني إفتراضيّ أي  Virtual باللغة الانجليزيّة ، واللغة الإنجليزيّة هي لغة الكفار الفسقة لذلك لن أتحدث عنها .
قبل خلق الحشرات والبشر وكل شئ ، وعندما اقول كل شئ فأنا أقصد كل شئ حتّي شاشتي هذه ، أعدّ الله مباراة بين الملائكة والشياطين ، وفاز بها الملائكة وتمّ اسر شيطون صغير أطلقوا عليه فيما بعد لقب "أبليس " ، وكلمة أبليس تتكون من مقطعين
"أب " وتعني الوالد " ليس " بالانجليزيّة " less " وتعني " بلا "  أي "بلا أب "  علي كلٍ تم أسر ذلك الكائن اللّعين وتمّ حبسه في السماوات يعبد الله رغماً عن أنفه ،
مرّة أخري يشعر الله بالملل خاصة أن نتيجة المباراة لم تكن مرضيّة نوعاً ما ، فقرر أن يخلق كائناً ينسخ نفسه ذاتيّاً ، وأستعد الله جيّداً لتلك المهمة العظيمة ، فبعث أحد رجاله الاقوياء لاخذ قطعة من الارض  ليخلق منها كائنه الجديد، وبعد معاناة شديدة بين الارض ورجال الله ، استطاع أحدهم أخذ قطعة من الارض،  ثم  تلقفها الله بيمينه وبصق عليها فأصبحت صلصالاً ، ثم شكّل الجسد فأصبح بشراً لا ينقصه سوي بعض الهواء في مؤخرته ليعمل تلقائيّاً ناسخاً نفسه ، لينتج كائنات بلهاء طبق الاصل .وأطلق عليه لقب "آدم "
تمّ قص شريط الكائن الجديد وسط حشد مهول من الملائكة المقربين وعدد من السادة الافّاقين مع التصفيق والالعاب الناريّة في السماء السابعة وحول العرش ،
لم يكن في الحسبان أن هذا الكائن الجديد يمكن أن ينسخ نفسه بهذه السرعة ، لقد تكاثر بسرعة مزهلة . لدرجة أن احفاد هذه الكائن الاوّل ماعادوا يذكروا الله .إقتداءً بالنسخة الاولي منه كما ورد بالدستور العظيم " ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما   "
سبق واستخدم معهم استراتيجيّة معيّنة كي يتذكروه ، وهي ارسال واحد منهم يحدّثه الله بطريقة حلزونيّة سحريّة بواسطة كائن ذو ستمائة جناح وزنبرك ، لكن في كل مرّة ومع زيادة العدد يتم نسيان الله .
فقرر تغيير استراتيجيّته تلك، ولا سيما بعد ظهور منتج شركة أدوب ، نعم ، إنه الفوتوشوب ، فأخذ يوقع هنا وهناك 
الله العظيم



ورغم ظهور اسم "شاكي " الرجل المسكين علي ظهر نفس السمكة ،إلا انه لم ينل أي أهتمام  !!! 
شاكي المسكين


 لقد استغلّ الله كل شيء حتّي Dermatographic urticaria استخدمه للكتابة علي مؤخرة الأطفال الروس ! 
                 


ولم يجد هذا أيضاً ، ولا سيما مع الملحدين واللادينيين والعلمانيين واللأدريين ، آمين آمين ..
 
وذكر الله هذا حرفيّاً في الدستور العظيم " وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر "   
ومنذ ذلك الحين قرر الله ان يتخليّ عن العبث مع هذا الكائن العجيب ! فلا رسل يرسل ،ولا توقيعات يوّقع .
وقرر أن يسلي وحدته بتكوين أكوناً متوازيّة عوضاً عن العبث مع تلك الحشرات !



الجمعة، 24 أغسطس 2012

التصميم الذكيّ vs الإنتخاب الطبيعيّ ..!! (2)

2 تعليق


"يقول الناس التصميم الذكي، ينبغي أن ندرس التصميم الذكي . انظروا إلى جسد الإنسان، هل ذلك ذكي؟ لديك آلة معالجة نفاية متموضعة بجوار منطقة استجمام! "
                                                                                               روبن وليامز فيلم Man of the year


في القرون الوسطى، و قبل أن يكون هناك ورق ، كانت تصنع المخطوطات في اوروبا بالكتابة على الرقاع، صفحات من جلد الحيوان المجفّف . ولأن إنتاجها كان صعباً ، أعاد كثير من كَتَبة القرون الوسطى استعمال الكتب القديمة بكشط الكلمات القديمة والكتابة على الصفحات النظيفة من جديد .هذه المخطوطات المعاد تدويرها تسمي "  Palimpsests  اي  "مكشوطة مجدداً". 
و رغم ذلك  بقيت آثار رقيقة من الكتابة الأقدم . لتكشف عن دور هام في فهمنا للعالم القديم .فكثير من النصوص العتيقة في الحقيقة  اصبح معروف لنا فقط بالتطلع أسفل طبقة الكتابة الفوقيّة التي تغطي الكلمات الأصليّة، ربما أشهر هذه المخطوطات المكتشفة هي مخطوطة أرخميدس، ُ كتِبت أولاً في القسطنطينية في القرن العاشر الميلادي ثم تم كشطها وكتِب فوقها بعد ثلاثة قرون لاحقة كتاب صلاة من قِبل كاهن ، في عام  1906 تعرّف عالم كلاسيكيّات دنماركي علي النص الأصلي لأرخميدس ، ومنذ ذلك الحين استعملت اشعة X للكشف عن مثل هذه المخطوطات المعاد تدويرها أنتج هذا  العمل ثلاثة أبحاث رياضيّة لأرخميدس مكتوبة باليونانيّة القديمة. اثنان منهم كانا مجهولين سابقاً وهامان على نحو ماس في تاريخ العلم ، بمثل هذه الوسائل تمكنّا من الإطلاع علي الماضي وكيف كانت الحياة حينئذِ 
التطوّر كمثل هذه النصوص القديمة، فالكائنات ببساطة تشبه المخطوطات التاريخيّة معاد كشطها، ومن خلالها يتضح لنا التاريخ التطوري ، فضمن أجساد الحيوانات والنباتات توجد مفاتيح لأسلافها المشتركة ، عبارة عن مفاتيح تعد شهادة على حقيقة التطوّر، من خلال موضوع سابق بعنوان "التصميم الذكيّ vs الإنتخاب الطبيعيّ " نجد أنّ الكائنات ليست بذات التصميم الجيّد تماماً، فأيضاً يظهر الكثير منهم عيوباً هي علامات لا تدل على مصمم سماوي {تصميم ذكيّ }، بل على{ التطور} . في هذا الموضوع سنوضح بعض الأمثلة التي تبيّن حقيقة التطوّر من ناحية  ، وعدم وجود موّجه أو مصمم أو قوّة ما عاقلة ذكيّة او واعية أو اياَ ما تكون  ، وهذا يتضح جليّاً من خلال السمات الخاصة "أعضاء أثرية "، التي يكون لها منطق (فقط) كبقايا سمات كانت قديماً مفيدة في سلف ما في الماضي ، ثم أعاد تدويرها . فنجد أحياناً "تأسل" أي عودة إلى صفات الأسلاف تنتج بالانبعاث اُلمُجَدّد العَرَضيٌ لجينات سلفية أُسكِتَت منذ زمن بعيد .
اليوم لأننا يمكننا قراءة تسلسلات الحمض النووي مباشرة، نجد أن الأنواع هي أيضاً مخطوطات تاريخية أحيائي جزيئية معاد كشطها : ففي جينوماتها كُتِب الكثير من تاريخهم التطوري ، فمثلاً الفقدان التطوري للعيون الذي حدث في أسلاف الفأر الخلدي الأعمى في منطقة شرق البحرالمتوسط ، وهو قارض طويل إسطواني ذو أرجل قصيرة غليظة، يشبه قطعة سجق مكسوة بالفرو ذات فم صغير.



 يقضي هذا الكائن كل حياته تحت الأرض . ومع ذلك فلا يزال يحتفظ بأثر عين، عضو صغير قطره مليمتراً واحداً فقط ومخبأ بالكامل تحت طبقة حامية من الجلد . لا يمكن أن تصنع العين المتبقية صوراً . يخبرنا الدليل الجزيئي أن منذ حوالي ٢٥ مليون سنة ماضية ، تطورت الفئران الخلدية العمياء من قوارض مبصرة، وعيونهم الضامرة تشهد على هذا السلف . لكن لماذا تبقى هذه البقايا على العموم؟ تظهر الدراسات المعاصرة أنّها  تحتوي على صبغيات رؤية حساسة لمستويات منخفضة من الضوء، وتساعد على تنظيم إيقاع نشاط الحيوان اليومي . هذه الوظيفة المتبقية ، مقادة بكميات ضئيلة من الضوء النافذ إلى تحت الأرض، يمكنها تفسير استمرار العيون الأثريّة . أما الخِلدان الحقيقية، التي ليست قوارض بل ثدييات آكلو حشرات، قد فقدت على نحو مستقل عيونها،
محتفظة بعضو أثري مغطى بالجلد فقط . يمكنك رؤيته بدفع الفرو الذي على رأسه جانباً.
على نحو مماثل، في بعض الثعابين الحفارة تكون العيون مخبأة على نحو كامل تحت الحراشف . الكثير من حيوانات الكهوف كذلك لها عيون ضامرة أو مفقودة . هذا يتضمن سمكاً مثل سمكة الكهوف العمياء، وعناكب، وسلاماندرات، وجمبري، وخنافس . هناك حتى جراد بحر اعمي لا يزال لديه سويقتي العينين لكن لا عينين فوقهما.


هنا يجب علينا ان ننظر إلي من كافة الجوانب ونتسائل مع هؤلاء الذين يدّعون التصميم والقوالب المقولبة والمُعدّة سلفاً لماذا يوجد  هذا ؟ الجواب : لا يُسأل عمّ يفعل وهم  يسألون  "الحقيقة أن العيون الأثرية شائعة جداً ، فالعديد من الحيوانات، بما في ذلك الحفارون وقاطنو الكهوف، تعيش في ظلام تام، لكننا نعلم من بناء الأشجار التطورية أنهم انحدروا من أنواع عاشت فوق الأرض وكان لها عيون وظيفيّة .
،ولان العينان عبء عندما لا تحتاجهما -بطبيعة حال العيش في الظلام - . فهما يستهلكان طاقة للبناء، ويمكن أن يجرحوا بسهولة . بالتالي فإن أي طفرات تؤيد فقدانهما ستكون مفيدة بجلاءٍ عندما يكون هناك ظلام لا يمكِّن من الرؤية تماماً . بشكل اختياري، يمكن أن تتراكم الطفرات الوراثية المقللة للرؤية طالما أنها لا تساعد ولا تؤذي الحيوان ولكن الحقيقة هذا لا يدل علي مصمم ولا تصميم ذكيّ ، هذا لا يعد كونه مجرد تطور أدي إلي تصميم سيء .
وما أعنيه بـ (التصميم السيء ) هو مفهوم أن الكائنات لو كانت من تصميمِ مُصمم استعمل قوالب البناء الحيوي من الأعصاب والعضلات والعظم وما إلى ذلك لما كانت لديهم مثل هذه العيوب . التصميم الكامل كان سيكون حقاً علامة على مصمم ذكي . إن التصميم المعيب هو علامة التطور، في الحقيقة هو ما تتوقعه بالضبط من التطور . لقد تعلمنا أن التطور لا يبدأ من رسمِ تصميم كما سبق في الموضوع السابق  .بل  تتطور الأجزاء الجديدة من القديمة، ويحتاج إلى العمل على الأجزاء التي قد نشأت من قبل فعلياً . بسبب هذا، ينبغي أن نتوقع تسويات بعض السمات التي تعمل على نحو جيد تماماً، لكن ليس كما ينبغي لها، أو سمات كجناحي الكيوي لا تعمل على الإطلاق، لكنها بقايا تطورية. هناك مثالاً جيّداً يوضح لنا بصورة أفضل وهو السمك المفلطح Flounder  كمثال(سمك موسى)هناك حوالي خمسمائة نوع من السمك المفلطح: الهلبوت، وسمك الترس ، وأقربائهم . كلهم يوضعون في رتبة Pleuronectiformes وهي كلمة تعني (السابحات جانبيّاً )، وصف هو الأساسي لتصميمهم البائس .فالحقيقة أن هذه الأسماك المفلطحة تولد كأسماك تبدو عادية تسبح رأسياً، مع عين متوضعة على كلا جانبي الجسد فطيري الشكل  لكن بعد ذلك بشهر ، يحدث شيء عجيب غريب  تبدأ إحدى العينين في التحرك إلى الأعلى . إنها تهاجر على الجمجمة وتنضم إلى العين الأخرى على جانب واحد من الجسد ، إما اليمين أو اليسار، تبعاً للنوع . تغيّر الجمجمة شكلها أيضاً لتعزيزهذه الحركة، وهناك تغيرات في الزعانف واللون  في تناغم ، تميل السمكة على جانبها الجديد عديم العين 


نتيجة لهذا كلا العينين تصيران بالأعلى . إنها تصير ساكنة قاع البحر مسطحة مموهة تفترس الأسماك الأخرى .
عندما تحتاج إلى السباحة، تقوم بذلك على جانبها . السمك المفلطح هو أشهر الفقاريات اللامتماثلة الجانبين في العالم.في الحقيقة إن أردت أن تصمم سمكة مفلطحة، لما كنت فعلتها بتلك الطريقة . لكنت أنتجت سمكة تشبه المزلجة،مسطحة من الميلاد وتنام على بطنها، ليس واحدة تحتاج إلى إنجاز التسطح بالنوم على أحد جانبيها، محركة عينها، ومشوهة جمجمتها هذا ما يمكن ان يصممه المصمم العادي ، فما بالك بالمصمم مطلق القدرة الذي يتغنّون به ؟




 . لقد صُممت الأسماك المفلطحة على نحو سيء. لكن التصميم السيء يأتي من ميراثهم التطوري. إننا نعلم من شجرة عائلتهم أن الفلاوندر ككل الأسماك تطوروا من أسماك عادية متماثلة ، لقد وجدوا أنه من المفيد الميل على جوانبهم والاضطجاع على قاع البحر، مخبئين أنفسهم من كلٍ من المفترِسين والفرائس . هذا بالتأكيد خلق مشكلة العين السفلى ستصبح عديمة الاستعمال وسهلة الانجراح . لحل هذا، أخذ الانتخاب الطبيعي السبيل المُتعرج { لانه بالاساس غير خاضع لاي إلزام اي ليس تحت أي إلزام ان يكون العضو الذي يتم تطويره ممتازاَ ، بل يطوّر كائنات جيّدة للبقاء وليس كما لو أن مهندساً صمم شيئاً من الصفر ! } أي ان هذا الخيار هو المتاح نقل عينها، هذا غير تشويه جسدها. 


تعج أجسادنا ببقايا أخرى من السلف الرئيسي. فلدينا ذيل أثري: العصعص، أو النهاية مثلثية الشكل لعمودنا الفقري، إنها مصنوعة من فقرات مستقلة مدموجة معلقة أسفل أحواضنا . إنها ما تبقى من الذيل الطويل المفيد لأسلافنا.


   


ذيل أثري وآخر تأسلي. في اليسار بالأعلى: في أقاربنا الذين لهم ذيول، كالليمور أو الهبار المطوق Varecia variegata ، إن فقرات الذيل (في المؤخرة ) غير مدموجة أول أربع فقرات مرقمة بـ C1 إلي C4 لكن في "ذيل " الإنسان، أو العصعص (في اليمين بالأعلى )، فإن الفقرات المؤخرة مدموجة لتشكل بنية أثرية . في الأسفل : ذيل تأسلي لطفل إسرائيلي عمره ثلاثة أشهر .
 اشعة X على الذي (في الأسفل باليمين ) تظهِر أن الثلاث فقرات المؤخرية أكثر مبراً وتطوراً جيداً عن الطبيعي، غير مندمجة، وتقارِب حجم  الفقرات العجزية المرقمة بـ S1 إلي S4   . 

  إنها لا تزال لها وظيفة (بعض العضلات المفيدة مرتبطة إليها )، لكن تذكر أن أثريتها لا تشخص بعدم فائدتها بل لأنها لم يعد لها الوظيفة التي تطوّرت أصلاً لأجلها . على نحوٍ معبر، فبعض البشر لديهم عضلة ذيليّة أثريّة (العضلة الباسطة العصعصيّة )، متطابقة للتي تحرك ذيول القرود والثدييات الأخرى. إنها لا تزال متصلة بعصعصنا، لكن بما أن العظام غير قادرة على التحرك، فإن العضلة غير مفيدة .ربما يكون لديك واحدة لكنك لا تعرفها حتى.
هناك عضلات أثرية أخرى تصير ظاهرة في الشتاء، أو عند مشاهدة أفلام الرعب . هذه هي العضلات ناصبة الشعر، عضلات ضئيلة متصلة بقاعدة كل شعرة من شعر الجسد . عندما تنقبض يقف الشعر، معطياً إيّانا "نتوآت إوزيّة "، تسمى هكذا بسبب تشابهها مع جلد الإوزة منتوفة الريش . لا تقوم النتوآت الإوزية والعضلات التي تسببها بأي وظيفة نافعة ، على الأقل في البشر . أما في ثدييات أخري فهي توقف الفرو للعزل عندما يكون الجو بارداً، وتجعل الحيوان يبدو أكبر عندما يقوم بالتهديد أو يتلقاه . فكر في القط، الذي يتشعث فروه عندما يكون الجو بارداً أو غاضباً . تنتج نتوآتنا الإوزيّة الأثريّة بنفس المنبهات : البرد أواندفاع الأدرينالين.
مثالاً أخيراً : إن كنت تستطيع ليّ أذنيك، فأنت تثبت التطور . إننا نملك ثلاث عضلات تحت فروة رأسنا المتصلة بآذاننا . في معظم الأفراد هي غير مفيدة، لكن القليل من الناس يمكنهم استعمالها لليّ آذانهم هذه هي نفس العضلات المستعملة من قِبل حيوانات أخرى كالقطط والأحصنة لتحريك آذانهم هنا وهناك، مساعِدة إياهم على تحديد مواضع الأصوات . في هذه الأنواع، يساعد تحريك الآذان على كشف المفترسين، وتعيين مواقع صغارهم، وما إلى ذلك. لكن في البشر هذه العضلات جيّدة فقط للتسلية.
وأخيراً فإن التغير التطوّري حتى من النوع الكبير يتضمن دوماً -تقريباً- إعادة تشكيل القديم إلى الجديد .فأرجل الحيوانات البرية هي تغييرات على الأطراف القوية للسمك السلفي . عظام الأذن الوسطى الصغيرة للثدييات هي إعادة تشكيل لعظام الفك لأسلافهم الزاحفيين . أجنحة الطيور معدلة عن أرجل الديناصورات .والحيتان هي حيوانات برية ممطوطة صارت أطرافها مجاديف وتحركت مناخيرها إلى أعلى الرأس.ليس هناك سبب لكي يقوم مصمم ذكي أو قوّة عاقلة واعية بتشكيل الكائنات من نقطة انطلاق، مثل مهندس معماري يصمم مباني، وينبغي عليه عمل نوع جديد بإعادة تشكيل ملامح الموجودة، كل نوع كان يمكن أن يبنى من المرتبة الدنيا إلى العليا . لكن الانتخاب الطبيعي يمكنه فقط العمل بتغيير ما هو موجود فعلياً . فهو لا يمكنه إنتاج صفات جديدة من العدم : تتنبأ نظرية التطور -إذن-أن الأنواع الجديدة سوف تكون نسخاً معدلة من القديمة يؤكد السجل الأحفوري بإسهاب هذا التنبؤ.ولهذا التطوّر حقيقة علميّة واقعيّة ، والكثير من الأمثلة تدل علي تطوّر عشوائي لا يمكن ان يكون موجه من قبل اي كائن خارق . 


_References  _
why evolution is true   by : jerry coyne

الخميس، 5 أبريل 2012

لهذا.. مدعو النبوّة كاذبون !!

20 تعليق


من المعروف بيولوجيّاً أن الإنسان عبارة خلايا تتفاعل تفاعلات كيميائيّة ، وأن العقل الإنساني  هو عبارة عن خلايا أيضاً ،و حين ننظر الي الوعي نجده مرتبطاً إرتباطاً وثيقاً بنشاط نصفي المخ ( الشق الأيمن والشق الأيسر) فهذا المخ البشري إنما هو نتيجة إرتقاء ، تطور خلاله الجهاز العصبي وحدثت له طفرات عديدة لتصل في نهايّة الامر إلي ماهي عليه عند الإنسان.
وقد بيّنت في موضوع سابق بعنوان " يسألونك عن الروح !! " أن ا لوعي ليس شيئاً ما وراء المادة ، فالانسان مثلاً حين يصاب بجرح بليغاً يشعر بالاغماء ، هذا الاغماء ترتب علي عدم تدفق القدر المناسب من الدم الي المخ ، لذا فالتأثيرعلي المخ مادياً يؤثر علي الوعي ! ويمكننا أن نستتنج من هذا كله أن الوعي لا يمكن أو يتواجد بعيداً عن المادة !
فمثلاً عند النظر الي الاسماك  التي لا تمتلك قشرة مخيّة نجد سلوكها بسيط جداً ولا تكاد تشعر
تشعر بالألم ، في حين أن الطيور سلوكها اكثر تعقيداً لانها تمتلك عناصر من لحاء المخ ، ويزداد التعقيد في الكلاب وذلك لامتلاكها لحاءاً متطوراً ! إالي أن نصل الي القردة نجد أن كل حركه يرتبكها القرد خاضعة للقشرة المخيّة الخاصة به ، إلي أن نصل الي الانسان الاكثراً تطوراً فالانسان يتميز بالتفكير ، والوعي هو وظيفة قاصرة علي المخ، ولا يمكن ان يكون هناك وعياً بدون مخ ،بل إنني اجزم أنه في حالة ما إذا تمت محاكة جميع وظائف المخ في اله ما  ، ستصبح تلك الاله واعيّة تماماً مثلنا ،هذه مقدمة لابد منها ،  ولكننا إلي الآن  لم نعط تفسيراً محدداً للوعي ، لهذا  دعنا نأخذ مثالاً علي جملة " الشجر الاخضر "  ما الذي يدور في رأسك عند سماع هذه الكلمات " شجر " و "اخضر " بالطبع لا يوجد شجر في عقولنا وإنما هي أفكاراً عن الشجر الاخضر مجرد صورعامة لهذه الاشياء ! ولكن من اين علمت هذه الاشياء ؟ بالطبع من خلال الواقع من المشاهدات الحسيّة أنت أدركت الشجر واللون الاخضر من خلال ادراكك للواقع ! من خلال المُكتسبات التي تكتسبها منذ طفولتك ! لهذا فالوعي ماهو إلا مجرد نسخة للواقع و صورته ، والسبب في تكون وعي الانسان هو الحالة الاجتماعية التي يعيش فيها الانسان ، فوعية يتكون منذ طفولته علي اساس اللغة ، فبواسطة هذه اللغة يمكن للافكار أن تعبر عن نفسها ، فالحقيقة أن الوعي والفكر مرتبطين إرتباطاً وثيقاً باللغة فالانسان حين يفكر ولا يعبر عن فكره علانيةً فهو يخاطب نفسه بلغة منطوقة ، ويتلفظ بها ولا يمكن ان يفكر بطريقة اخري ، وبفضل اللغة يمكننا تبادل الفكر بين بعضنا  ، ولان الوعي هو عبارة عن صورة للواقع الماديّ ، فمن المُحال أن يتخيّل اي إنسان شيئ ما أو كائن ما بصفات ليست موجودة في تلك البيئة ، لان وعيه ماهو إلا مجرد صورة طبق الاصل للواقع المادي ولا توجد طريقة أخري للحصول علي تلك المدركات .

لو نظرنا إلي الاديان جميعاً بشكل عام نجد أنها تدعي أن هناك اشخاص بعينهم ، قد اتصل بهم الاله ، عن طريق ملاك ، أو كائن ما ، هذا الكائن يعمل كحلقة وصل بين الاله وهؤلاء الرسل ، حسناً لنفترض أن هذا صحيحاً ، عند النظر إلي ما جاء به هؤلاء الرسل نجد انهم لم يستطيعوا أن يخرجوا عن بيئتهم الماديّة ، ومدركاتهم الحسيّة المتعلقة بوعيهم كبشر لا فرق بينهم وبين أي شخص عادي ، فالاديان السماويّة مثلاً تتفق علي خلق ادم -الذي هو من المفترض أن يكون أوّل البشر- من طين ، ويفصّل القرآن علي سبيل المثال ذلك الخلق علي النحو التالي :

وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (الحجر:26)  هنا أكثر من نقطة تثبت عدم وجود أي تصال بأي قوة غير ماديّة ، حيث أنهم جميعاً اتفقوا علي وجود مادة أوليّة للخلق ، ,اعتمدوا علي مدركاتهم ووعيهم المُكتسب من خلال أن كل شئ لابد ان يُخلق من شيئ ، ولا توجد طريقة اخري .
الشيئ الاخر هو تلك المادة ، وطريقة الخلق ، فهم لم يأتوا بشيئ جديد ، بل مادة أوليّة متواجدة امامهم ، والطريقة نفسها تدل علي بدائيّة ووعي اناس عاشوا في عصور الجهل ، فالتراب يُضاف إليه

الماء ليصبح طيناً " وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ " (فاطر:11) ثم بعدها يترك هذا الطين ليتأثر بالعوامل البيئيّة ، التي لا تختلف عن بيئنا الماديّة ليتحوّل بعدها إلي طين لازب أي لاصق متماسك ،" إنّا خلقناهم مِن طينٍ لازبٍ "(الصافات :11) ثم يتركه أكثر ليصبح صلصال من حمإ مسنون والحمأ هو الطين الأسود ، والصلصال اي لا صوت له والأله يحركه بيديه ليشكل جسد ادم "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ" (الحجر:26) يستطرد في التوضيح فيضرب لنا مثالاً يدل علي انه بشريّ محض لا يستطيع ان يخرج من بيئته المادية فيقول  " خَلَقَ الإنْسانَ مِنْ صَلْصال كَالفَخّارِ "( ص:6)  أي بإختصار وصف مادي مدرك مشاهد مستنتج من البيئة


قد يكون هذا تشبيهاً ومحاولة لتقريب وصف الخلق كمثال الفخار، ولكن إن كان الامر كذلك فهو غير صحيح ، هذا الوصف إما انه حدث فعلاً بنفس الطريقة ، أو أن الاله يؤلف وينسج قصص من خياله .

وصف خلق الكون من البداية يدل علي ان هذا الوصف لم يخرج إلا من رجل بسيط لا يستطيع ان ينتج أفكاراً جديدة ، أو أن يتخيل مثلاً العدم ، فالأله لم يخلق إلا من موجود ، فحتّي اقدار البشر كتبها في كتابه ، بواسطة قلم ، وبما أنه وصف لبشراً ، فخلق القلم ليكتب به ! رغم انه قادر علي ان يخلق الكتاب مكتوباً من البداية! علي كلٍ إن كان هذا أو ذاك فسيظل وصف بشريّ أيضاً كما نجد أن خلق الكون نفسه بشري محض 
 ( قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين) فصلت 9

  فذكر أنه خلق الأرض أولا ؛ لأنها كالأساس ، والأصل أن يبدأ بالأساس ، ثم بعده بالسقف ، كما قال : ( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات ) الآية [ البقرة : 29 ] ، ثم بعض الزينة .( وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم ) فصلت 11


الشيئ الاخر هو الوحي نفسه ، يدعون جميعاً أن هناك ملاك ظهر لهم ، الطريقة نفسها مادية ،تقليديّة بحته ، ملك يرسل رسول إلي الشخص الذي يريد ان يخبره بشيئ ، طيريقة بشريّة اتبعها البشر في عصور ظهور هؤلاء الرسل لإنعدام وجود وسيلة أخري ،
وو صف هذا الملاك أكبر دليلاً علي انهم كاذبون يؤلفون وينسجون القصص والأساطير ، حيث ان وصف هذا الملاك لم يخرج عن مدركات ماديّة بحته  فمثلاً الاصدار الإسلامي يصفه بالاتي :

" أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل له ستمائة جناح "

الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 174
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3232
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

كما نري لا يمكن أن يخرج الإنسان عن بيئته الماديّة ومدركاته إطلاقاً ، فهذا الملاك له اجنحة كالطيور  ،هنا قد يبرر البعض ان هذا مجرد تحوّل وليست هيئته الحقيقيّة  لهدف ما ،
ولكن لو كان التحول لهدف ما ، فماهي فائدة الستمائة جناح  وتلك الهيئة من الأساس؟ ولم لا  يبقي علي هيئته البشريّة ، كأغلب أوقاته مع محمد ! الحقيقة أن هذا الوصف هو نتاج وعي انساني لشخص لم يفارق بيئته .
الشيئ الاخر الذي وجد بالإسلام هو صعود محمد للسماء ، وكان من المتوقع أن يصف لنا اشياءاً غير ماديّة وكائنات لا يمكن لبشر أن يتخيلها ، هذا في حالة عروجه للسماء حقاً ، ولكنه خيّب أملنا في وصفه ، فهذا البراق -الكائن الذي امتطاه محمد لصعوده السماء- هو مجرد حيوان اشبه بالبغل ، ولكنه برأس انسان ، اي مجرد خلط لتكوين مادي جسمانيّ يمكن لاي شخص عادي أن يتخيله بل هو 
اساساً مسروق من الثور المجنح في الميثولوجيا البابلية- الأشورية.


حتي في الحالات التي يشذ فيها طريقة الاتصال بالرسل ، فهي لا تخرج ايضاً عن البيئة المادية ، فموسي مثلاً كلمه الاله ، صوتاً عن طريق إرسال اشارة ماديّة وهي نار . كل شيئ يوجد بالاديان هوعبارة عن تأليف لهؤلاء الرسل من نسيج خيالهم ،
الذي لايسمح لهم بالخروج عن البيئة الماديّة  .

الشيئ الاخير هو الحياة الآخرة ، بما فيها الجنّة أو الجحيم ، جميع الاديان تتفق علي وجود حياة أخري ، حياة ليست كهذه الحياة الماديّة ، حياة الخلود لا خضوع لزمن ، او احساس بألم او غضب ، نعم سيتحوّل الجميع إلي آلات مبرمجة علي التمتّع فقط ، ولكن هذا ليس حديثنا، كان من المُفترض أن يخبرنا أي رسول منهم بشيئ غير متواجد في بيئتنا الماديّة ولكنهم خيّبوا أملنا الوحيد ، في موضوع سابق لي هنا بعنوان " محمّد مؤلف القرآن بالدليل والبرهان !! "  بيّنت أن الجنة عبارة عن تصور لشخص عاش في بيئة صحراويّة  كحال الفاظ القرآن، فهو يستطرد في وصف الانهار بداخل فيقول :"وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ " (البقرة: 25)
(وَهُوَ الَّذِى أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعۡرُوشَاتٍ وَغَيۡرَ مَعۡرُوشَاتٍ وَالنَّخۡلَ وَالزَّرۡعَ مُخۡتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيۡتُونَ وَالرُّمَّانَ ) الانعام 141
بالطبع لابد وان يتحدث عن الزيتون ولا شيئ سوي الزيتون لانه متواجد امامه ولان الصحراء لها اكبر الاثر علي كلام محمد فنجد أن الجنّة وحورها العين سيتواجدن في خيام ،  نعم صدقني ساكنو الجنه سيجلسون تحت الخيام فقال - (حُورٌ مَّقۡصُورَاتٌ فِى الۡخِيَامِ ) "الرحمن 72"

وحين أطلق لخياله العنان ، وصف جنّة الآخرة بانها عبارة غرف مبنيّة ، سواء كانت من الطين او الذهب ، فهولم يخرج بعيداً عن الهيكل المادي البيئي ، والتصور الإنساني

(لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الانهار) الزمر 20

حتّي وصف الجحيم ، لم يكن بأفضل حالٍ من وصف الجنّة ، فهي عبارة عذاب مادي -الحرق- ولها ابواب
(وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ) [الحجر: 43-44

بل احياناً بسلاسل ، للتقيد ، لا أدري ما الهدف اساساً منها ؟
"وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ " ( ابراهيم :52 )


وحيث أن هذه القصص من تأليف بشر ، نجد ان اهوال الحساب والصراط ، كلها امور ماديّة يمكن لاي شخص ان يتصورها ، إنها طريقة بدائية بحته تدل علي أن وعي هؤلاء الأشخاص  عاشوا في بيئات بدائية ،
" وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ " (القارعة :9)

سيتم وزن الاعمال المكتوبة سلفاً ، من قبل ملاكين ، تم تسجيلها في كتاب بواسطة قلم
ليتم وزنها في ميزان ماديّ ، ميزان ذو كفتين ، ليته حتّي ميزان حسّاس





 وأخيراً أقول أن جميع الرسالات كاذبة وأن جميع الرسل كاذبون حتّي يأتي لنا أحد متبعي هؤلاء بشيئ غير مادي غير مدرك ، أو وصف لشيئ لا يمكن لبشر عادي أن يتخيله ، معتمداً علي وعيه المدرك المشاهد المحسوس ، من واقع بيئة ماديّة .

الأحد، 8 يناير 2012

هل ما بين أيدينا الآن هو قرآن محمّد ؟

10 تعليق



لقد ترسّخ فينا منذ نعومة أظافرنا تقديس القرآن ليس فقط لانه منزل من عند الله ، ولكن لان الله توعّد بحفظه من التحريف ومن عبث العابثين ، ورحنا نقدّس القرآن كما قيل لنا ، فالحقيقة ان من يقدّس القرآن لا يقدسه عن اقتناع بل لانه توارث هذا التقديس الزائف ، ورغم ان القرآن يختبئ وراء ذلك القناع المزيّف ، إلا انه لا يعد كونه مجرد قفزات هلاميّة أعاد العرب ترتيبها وتشكيلها في سور وأطلقوا عليها أسماء ،


جميع مسلمو مشارق الارض ومغاربها يعتقدون أن ما بين أيدهم الان هو نفس القرآن الذي جاء به محمّد أو لنكن أكثر تحديداً القرآن أيام محمّد ، فلا يهم هنا من جاء به . لان ما كان يتلوه محمّد وأصحابه ليس قرآن المسلمين الان ، وأن ما يتوهمه المسلمون بوجود النسخ المكتوبة والمدونة في حياة محمّد التي تمت كتابتها عن طريق كتبة الوحي هي ما جمع بعد ذلك ليشكل القرآن الان ، ولكن هذا غير صحيح بالمرة .
 فأقدم نسخة كاملة للقرآن يرجع تاريخها إلي 750 ميلادي ، أي بعد وفاة محمّد بمائة عام ، وقبل ذك التاريخ لايوجد شيئاً ، ومن يدّعي غير ذلك عليه اخبارنا تاريخ ومكان تلك النسخ .
ليست هذه هي المشكلة ، ولكن القرآن العثماني مدون بالاساس تدوين خاطئ ، يحتوي علي أخطاء إملائيّة ، وذلك وفقاً لـ  Biographical Dictionary , Ibn Khallikan, p. 401   ،



إضغط علي الصورة لتظهر بالحجم الطبيعيّ







وهذه أمثلة لتلك الاخطاء مع التصحيح الذي حدث  







نص الاية في المصحف اليوم



تبديل هو 
في مخطوطة سمرقند  بـ الله  في المصحف الحديث






نص الاية الاصلي




إضافة إن الله في المصحف الحديث عن الايه في المخطوطة الاصلية 



النص الاصلي 







تحريف المخطوطة الاصلية ، لتوافق المصحف الحديث باضافة " وما هو من عند الله










 ، ذا في المخطوطة الاصلية ، ذي في المصحف الحديث


إضافة " من " إلي المصحف الحديث ، رغم عدم وجودها بالنص الاصلي 







  



تغيير وكلاً الموجودة المخطوطة ، بـ " فكلا" في المصحف الحديث 





إضافة حرف  " و " إلي المحصف الحديث  رغم عدم وجودها بالمخطوطة الاصلية







نري أيضاً وجود “حرمنا عليهم شحومها” ولكن المصحف الان به حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومها







  
علي كلٍ هناك الكثير من الاختلافات والاضافات التي حدثت ، ومازالت متواجدة في القرءات المختلفة .

نجد أيضاً 




 أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان ، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق ، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة ، فقال حذيفة لعثمان : يا أمير المؤمنين ، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب ، اختلاف اليهود والنصارى . فأرسل عثمان إلى حفصة : أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك ، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان ، فأمر زيد بن ثابت ، وعبد الله بن الزبير ، وسعيد بن العاص ، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، فنسخوها في المصاحف ، وقال عثمان للرهط القريشيين الثلاثة : إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش ، فإنما نزل بلسانهم ، ففعلوا ، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة ، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا ، وأمر بما سواه منالقرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق .

الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4987
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]





هنا نجد  أعتراض عبد الله بن مسعود علي تدوين زيد للقرآن .


 أن زيد بن ثابت قال : فقدت آية من سورة كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها : { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه } [ الأحزاب : 23 ] فالتمستها فوجدتها مع خزيمة بن ثابت أو أبي خزيمة فألحقتها في سورتها . قال الزهري : فاختلفوا يومئذ في التابوت والتابوه ، فقال القرشيون : التابوت وقال زيد : التابوه ، فرفع اختلافهم إلى عثمان فقال : اكتبوه التابوت ، فإنه نزل بلسان قريش ، قال الزهري : فأخبرني عبد الله بن عبد الله عتبة أن عبد الله بن مسعود كره لزيد بن ثابت نسخ المصاحف ، وقال : يا معشر المسلمين ، أعزل عن نسخ كتابة المصاحف ، ويتولاها رجل ، والله لقد أسلمت وإنه لفي صلب رجل كافر يريد زيد بن ثابت ولذلك قال عبد الله بن مسعود : يا أهل القرآن اكتموا المصاحف التي عندكم وغلوها ، فإن الله يقول : { ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة } [ آل عمران : 161 ] فالقوا الله بالمصاحف ، قال الزهري : فبلغني أن ذلك كرهه من مقالة ابن مسعود رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .


الراوي: زيد بن ثابت المحدث: ابن العربي - المصدر: أحكام القرآن - الصفحة أو الرقم: 2/608
خلاصة حكم المحدث: صحيح لا يعرف إلا من حديث الزهري





خلاصة القول يمكن التلاعب كما رأينا بآيات القرآن ، وهذا ما يفسر لنا وجود قفزات وتناقضات وحشو في القرآن ولنأخذ مثالاً يثبت ذلك 

في سورة الاعراف وتحديداً من الاية 150 ، التي تتحدث عن موسي وبني اسرائيل : 


وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيَ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ

قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ

إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ
وَالَّذِينَ عَمِلُواْ السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِهَا وَآمَنُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ
وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ
وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ

الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ

وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ
وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ
فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَظْلِمُونَ


نجد أن الجزء الملون بالاسود من الايات السابقة يتحدث عن محمّد بينما السياق عن موسي ، بل إن موسي الذي يدعو لقومة ، وحتّي  لو أراد الاخبار عن نبياً بعده لاخبر عن عيسي لانه سيأتي بعده ، ورغم أن الانجيل لم يأتي بعد ! إلا انه تم اقاحمة أيضاً وسط السياق بلا أي داعٍ  ـ نلاحظ أيضاً الاصرار  علي أميّة محمّد .

في الجزء الآخر نجد السياق تحوّل تماماً ليتحدث إلي محمّد مباشرةً ويخبره باشياء لا علاقة لها لا بسابقيها ولا لاحقيها ، فالجميع يعرف أن الله يحيي ويميت ، والادهي أنه يقول الرسول الامي الذي يؤمن بالله ؟ عجيب غريب ؟ لابد ان يؤمن بالله وبكلماته وإلا كيف يكون رسوله؟ أم يريده مؤلف تلك الاية ان يؤمن بالشيطان ويدعو لعبادة الله ؟ بالطبع إنه مجرد حشو يخلو من اي معني .


بعدها نجد السياق يعود ليتحدث عن بني اسرائيل .