face like

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الثلاثاء، 13 ديسمبر 2011

التصميم الذكيّ vs الإنتخاب الطبيعيّ ..!!





" يبدو أن هذين الصيادين كانا يعبران الغابة عندما صادفا دباً جائعاً وغاضباً جداً ، بدأ أحد الصيادين بالتخلص من من عتادة ملقياً به علي الارض .
- سأله الثاني :ماالذي أنت فاعله ؟
- سأجري !!
- لا تكن سخيفاً ... لا يمكنك الجري أسرع من ذلك الدب !!؟
- ليس عليّ الجري أسرع من الدب ، فقط عليّ أن اجري اسرع منك انت "

                                                                                                                   " مؤلف مجهول "

يقول القرآن {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} ‏(‏ التين‏:4) هذا يعني أن الانسان مصمم ومخلوق في أحسن تقويم ، وأكمل هيئة. بل هو بالاساس مصمم ومخلوق لمهمة محددة وهي عبادة هذا المصمم " وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون " إذن الانسان مصمم من قبل هذا المصمم الذي هو كما يقولون عنه مطلق القدرة وكما يقول هو عن تصميمه "أحسن تقويم" إذن يجب أن يفوق تصميم هذا الكائن خيالنا !
تخيّل مصمم مطلق القدرة يصمم كائن ويقول عنه أنه أحسن مالديه ؟ علي كلٍ يسمي هذا [التصميم الذكي]
علي الجانب الاخر نجد ما يسمي
[الانتخاب الطبيعي ] ما يفعله هو وبإختصار ، البقاء علي الجينات المفيدة للكائن الحي والتي يحصل عليها من خلال الطفرات العشوائيّة الناتجة من التغيرات البيئيّة ، ولا يكتفي بذلك بل ينقلها إلي الاجيال القادمة ! كما ان العمليّة التطوريّة لا تنتج كائنات جيّدة مائة بالمائة ، بل الامر أشبه بقصة الصيادين ، ليس عليك أن تجري أسرع من الدب لكي يبقي الانتخاب الطبيعيّ علي موروثاتك ويتم توريثها إلي الاجيال القادمة بل الجري [ فقط ] أسرع من الصياد الاخر .

لنأخذ مثالاً بسيطاً وهو العين البشريّة ونري هل هي حقاً مصممة من قبل المصمم وتخضع للتصميم الذكيّ أم انها ناتجة من الانتخاب الطبيعيّ ؟

الشبكية أو (Retina) وهي الطبقة الداخلية للعين وتحتوي على عشرة طبقات مكونة من الخلايا العصبية والألياف العصبية وخلايا المستقبلات الضوئية ونسيج داعم.
تعمل الشبكية على تحويل الأشعة الضوئية إلى نبضات عصبية يتم نقلها عبر العصب البصري إلى مراكز الدماغ العليا.

ويمكن إختصار هذه العشر طبقات إلى أربع طبقات رئيسيّة وهي :-


  1. النسيج الطلائي الصبغي
  2. طبقة مستقبلات الضوء  
  3.  الخلايا ذات القطبين
  4. طبقة الخلايا العقدية

وظيفة الخلايا العقدية هي القيام بالمعالجة المبدئيّة للإشارة البصرية ، لكن الغريب هنا ، هو تواجد هذه الخلايا أمام الخلايا التي تستقبل الضوء الداخل !!!

نحن الان أمام خيارين  إمّا تصميم ذكي أو  انتخاب طبيعي !
  • التصميم الذكي :-

تركيب العين كما هي الان ، لا يوجد به أي تصميم ذكي ، لو أخذنا تصميم كاميرا مقارنة بالعين البشرية ، فلن يقوم اي مهندس بتصميم كاميرا بحيث يكون اجزاء الكاميرا موضوعة امام الفيلم أو المستقبل الضوئي ! فهذا يعد تصميماً غبيّاً !



مسار الضوء داخل العين

  • الانتخاب الطبيعي :-

الانتخاب الطبيعي يقوم بالبقاء علي الجينات المفيدة للكائن ونقلها عن طريق الوراثة كما تقدم ، ولكن هو بالاساس غير خاضع لاي إلزام اي ليس تحت أي إلزام ان يكون العضو الذي يتم تطويره ممتازاََ ، بل يطوّر كائنات جيّدة للبقاء وليس كما لو أن مهندساً صمم شيئاً من الصفر ! 
الشيئ الاخر بالنسبة للإنتخاب الطبيعي هو عدم قدرته للرجوع إلي الوراء ليعدّل أو يغير في التصميم .


من خلال تطوّر العين ، يمكننا أن نفسر الامر ، ولماذا وضعت الخلايا العقدية قبل مستقبلات الضوء ، الامر ليس متعلق بالرؤية فقط ، بل ربما يكون الامر متعلق بالبقاء وأن موضع هذه الخلايا كان في الماضي سبباً في بقاء أسلافنا ، أي أن التغير الوراثيّ نفسه الذي وضع أوّل خلية عقديّة أمام أوّل شبكيّة بدائيّة .







ليس هذا فحسب بل إن " إنفصال الشبكيّة "لامر شائع ويحدث كثيراً ، ذلك لان وضع طبقات الشبكية فوق بعض بطريقة شبه معكوسة يؤدي إلي انفاصلها ،
خاصة وضع طبقة الـ
rods and cons على الـ pigmented 





 يؤدي هذا إلي تماسك ضعيف بين هاتين الطبقتين فنجد كل هذه الكتلة الضخمة  تتمسك بما تحتها بجزء صغيراً جداً وكأن الطبقة موضوعة وضعاً على الأخرى

مما يجعل الانفصال أمراً شبه محتم الحدوث  ، وما كان ليحدث هذا الإنفصال لو أن هذه الخلايا كانت موضوعة بطريقة أفضل من هذا .

خلاصة القول : ان العين البشريّة بتركيبها الان لا يمكن ان يكون مصمماً ذكياً قام بتصميمها ليقول خلق الانسان في احسن تقويم ! بل اننا نجد كمثال عين الاخطبوط أفضل من العين البشرية ذلك لان عين الاخطبوط يتغير فيها موضع الخلايا العقدية لتكون خلف مستقبلات الضوء .

وكما أن عمليّة صياغة حلقات من السلف إلي المنتج النهائيّ ، لا تتطلب تحسينات مستمرّة في وظيفة واحدة عند كل نقطة من الزمن ، بل يواجه الكائن الحي مشكلة البقاء كفرد - كما تقدم في قصة الصيادين يلتقيان الدب - كل ما يهم هو أن الفرد لدية صفات معينة يمكن أن يعمل عليها الانتخاب الطبيعي ، ومهما كان التأثير الذي سيحدثه الانتخاب الطبيعي فإنه سيقع علي المادة المتوفرة ، أي علي الكائن الحي الفرد كما هو موجود في ذلك الوقت ، التطور يعمل علي ماهو متوافر ويعدّله إلي ما سيعطي الفرد الذي يمتلك هذه السمة ميزات بقائيّة وهذا بإختصار هو معني "البقاء للأصلح " .

ربما يسمح هذا بحدوث خواص غريبة كما تقدم في مثال العين البشريّة، نجده أيضاً
[المرئ ] هو الجزء السفلي من الحلق والقصبة الهوائية (الممر الذي يؤدي إلى الرئتين) عند ابتلاع الطعام أو الماء ، يقوم لسان المزمار بغلق القصبة الهوائيّة ، بحيث أن هذه المواد لا تذهب الى الرئتين. هذا النظام لا يعمل بشكل صحيح في كل مرة

   



عند تناول الغذاء أو الماء وعدم قدرة لسان المزمار علي غلق القصبة الهوائيّة يصل بعض من المواد إلي الرئتين مما يؤدي إلي الاختناق ، في بعض الحالات ، يمكن أن يكون هذا الاختناق مميتاً، ولو كان هناك تصميماً ذكيّاً فعلاُ لفصل ذلك وجعلهم أثنين واحداً من الأنف مباشرة إلى الرئتين ، والثاني من الفم إلى المعدة مباشرة وأنتهي الامر ولكن الانتخاب الطبيعيّ لا يملك بصيرة .

مثالاً أخر في إبهام الباندا كما قدمه "ستيفن جاي " في كتابه "Panda's Thumb ".



فنجد أن اسلاف الباندا ، الذي يرتبط بصلة قرابة بعيدة بحيوان "الراكون " كان يمشي علي قوائمة الاربع مثل الكلاب و القطط ، وفي نهاية الامر فقد الإبهام الاصلي . وعندما تغيّرت البيئة التي وجد فيها اسلاف الباندا ، وأصبح في "غابة بامبو " احتاج الباندا إلي إبهام كي ينزع أوراق البامبو ، ماحدث هو أن نتوءاً صغيراً علي المعصم بدأ يكبر ، فحتي نتوء صغير كان سيساعد الحيوان في تقشير البامبو بشكل أكثر فاعلية ، في النهاية نجد انه تطوّر علي معصم الباندا ليقوم بمهمة الابهام المفقود .




كما تقدم لا يمكن الرجوع والتعديل ، بل هو نظام متوافق مع روح التطور بالانتخاب الطبيعي كل فرد في السلسة من الكائن الاول الشبيه بالراكون إلي الباندا المعاصر تلقي ميزة تطورية من حيازة نتوء كبير نسبياً من ذلك العظم.
بالطبع ليس هذا نظام تقشير البامبو الذي يمكن لمصمم أي يصممه من الصفر . حتّي ولو كان هذا المصمم غبيّاً .






مثال آخر علي ذلك هو عصب الحنجرة المرتد للزرافة ، الذي يأخد مساراً أطول بكثير من اللاّزم






هذه مجرد أمثله لإثبات عدم تدخل أي مصمم ذكي ، بل الامر خاضع للإنتخاب الطبيعي .


http://www.geek4arab.com/vb/images/sig.gif

إنفصال الشبكيّة

ستيفن جاي غولد[1941-2002 ]:عالم إحاثيّات أمريكي ومختص بالبيولوجيا التطوريّة ، كان واحد من أكثر كتّات العلوم المبسطة شعبيّة وتأثيراً عمل اساذاً مدرساً بهارفارد منذ العم 1967 وقبل وفاته شغل منصب أستاذ كرسي آلكسند آغاسي لعلم الحيوان The 

ابهام الباندا

9 تعليق:

happygenx يقول...

تحية صديقي :

كم تعبنا حقاً من محاولات توضيح عدم وجود تصميم ذكي في الأنسان كما يدعي الدينييون متحججين بما ورد في كتبهم المقدسة , ضاربين بعرض الحائط كل الآدلة العلمية الدامغة التي تؤكد عكس أعتقادهم الخاطئ .

لكن أسمح لي أن أختلف معك بمبدأ البقاء للأصلح , يختلط علينا دوماً هذا المبدأ , الأنتخاب الطبيعي عملية عشوائية لا تعرف ما هو نافع و ما هو ضار , البقاء للأكثر تكيفاً هي الصيغة الأفضل و الأكثر قبولاً علمياً , حتى دارون لم يقبل مبدأ البقاء للأصلح و لك و لجميع المطالعين أمكانية البحث في ذلك من المراجع العلمية .

http://en.wikiquote.org/wiki/Charles_Darwin

ختامأ تُشكر دائماً على ما تقدمه , و تذكر أن لكل مجتهد نصيب , فمن أصاب فله أجران و من أخطأ فله أجر هههه

تقبل مروري المتواضع .

™shaki يقول...

@happygenx


تحيّة صديقي العزيز،

لقد خلطت بين البقاء للاقوي ـ والبقاء للاصلح ، البقاء للاصلح [نعم] لان الانتخاب الطبيعي يعمل علي ما لديه من طفرات جعلته قادر علي التكيّف كما وضحت في المقال .

الانتخاب الطبيعي للاسف صديقي ليس عملية عشوائية

الطفرات عشوائية [نعم]
الانتخاب الطبيعي [ لا ]

دوكينز قال واصفاً التطور

“random mutation plus nonrandom cumulative selection

من المغالطات الشائعة حول التطور ، مغالطة أن الانتخاب الطبيعي
عمليّة عشوائية أتمني منك أن تقرأ تصحيح هذه المغالطات
ستجد مغالطة عشوائيّة الانتخاب الطبيعي (المغالطة الخامسة)
http://www.misikiets.nl/evolutie.html

وهذا رابط يوضح لك الانتخاب الطبيعيّ

http://evolution.berkeley.edu/evolibrary/article/evo_32

دمت بودٍ صديقي

happygenx يقول...

عزيزي شاكي .

لا نريد الخروج عن الموضوع الأصلي , عموماً أنا لم أخلط بين البقاء للأصلح و البقاء للأقوى , بل قلت ان البقاء للأكثر تكيفاً , هذا ما قصدت .

و نحن صديقي نعرف الفرق بين الصدفة و العشوائية , عشوائية بمعنى أنها عملية عمياء , لا تعرف معنى الرحمة و الشفقة بل عملية تعتمد على تراكم الطفرات ,الطفرات تنتج بشكل عشوائي تحت تأثير قوانين معينة.

حتى في المغالطة الخامسة التي بينتها في الرابط هو يتحدث عن random chance و هذا ليس ما قصدت عن العشوائية , أي قبل الحديث هنا يجب معرفة الفرق بين العشوائية و الصدفة .

قد يطول الحديث , فالموضوع عميق و لكن فلتعذرني فمشاغلي كثيرة

مودتي

™shaki يقول...

البقاء للإصلح يعني الاكثر تكيفاً عزيزي كما هو حال الصيادين ،

انت قولت ان الانتخاب الطبيعي عملية عشوائية لا يعرف النافع من الضار ، لكن هذا غير صحيح ، الفطرات هي العشوائية
لكن الانتخاب الطبيعي غير عشوائي انظر الي تعريف الانتخاب :
Natural selection is the nonrandom process by which biologic traits become either more or less common in a population as a function of differential reproduction of their bearers. It is a key mechanism of evolution.

دمت بود صديقي وأعانك العقل علي مشاغلك

لاديني يقول...

شاكي..سعيد أنك بخير وبكل هذه المثابرة والعطاء
أشد على يديك صديقي


أعجبني طرحك المرتب والمبسط وأود أن أنوه إلى أن موضوعك يبين فوق عدم وجود تصميم ذكي إجابة السؤال
لماذا يبدو التطور للبعض عملية واعية نحو الأفضل (تفادياً للأصلح أو الأقوى)، والحقيقة أن الطفرات الوراثية عشوائية من ناحية أنها غير مقصودة، وتحدث أحياناً بشكل مفيد ومتكيف وأحياناً سيء ومعرقل، لكن هذه الأخيرة تؤدي إلى فناء صاحبها وعدم قدرته توريث جيناته فتندثر في معظمها وليس كلها، بينما تبقى تلك التي تضيف للكائن ما يجعله أنجح في توريث جيناته، فتبدو للبعض بصفتهم وصلوا متأخرين وكأن التطور يتعمد التحسين وبالتالي وراءه محرك ما
وهذا كما تفضلتَ بالتوضيح غير صحيح، فالتطور مع الأسف يرفض الإقرار بأي إيمانيات مهما حاولنا


تحية وأشواق عزيزي

™shaki يقول...

@لاديني

الصديق العزيز / أسعدني كثيراً عودتك وأسعدني أكثر أنك بخير ، وأتمني أن تظل بخير دائماً وأبداً

في الحقيقة الطفرات عشوائيّة ، تحدث نتجية التغيرات البيئيّة كما تفضلت أنت ، تراكم هذه الطفرات يؤدي إلي انتاج أنواعاً جديدة ، بالتأكيد عبر الانتخاب الطبيعيّ

مودّتي لك عزيزي.

غير معرف يقول...

والله أمركم غريب يا شباب
أتيتم بمعجزات خلقها الله عز وجل بقدرته العالية والجميل أنه وضع مع خلقها قانون التطور
فأنكرتم أنه خلقها من البداية وتمسكتم بقانون التطور وكأن هذا القانون خلق نفسه
والله عز وجل خلق الإنسان في أحسن تقويم لا تعني أنه أفضل ما عند الله من الخلق! بل تعني أنه أحسن تقويم
ما لكم الكون كله يصرخ أنه لا إله إلا الله الخالق العظيم

غير معرف يقول...

Unknown يقول...

اذا كانت نظرية التطور تفسر جزء من تاريخ البشرية والحياة نفسها فكيف تفسر لي وفق نظرية التطور نشاة الكون نفسه ونشاءة الحياة العاقلة علي الارض في بدايتها وكيف تفسر نظرية الانفجار الكبير(BIG BANG THEORY ) من نظرتك التطورية

إرسال تعليق

تذكّر : : كلُّ إناءٍ بالذي فيهِ ينضَحُ