في جنوب الجزيرة العربيّة ، وبين مياه ضحلة في الخليج العربي شرقاً إلي الجنوب الغربي تمتد الى البحر الأحمر صحراء شاسعة ، هذه الصحراء التي لا يمكن اختراقها تسمي " الربع الخالي "هذا المكان العجيب الغريب لا يستطيع أحد الوصول إليه حتّى البدو ذو الخبرة حيث أن درجات الحرارة تصل إلي 60 درجة مئوية ، ناهيك عن عدم توافر المياه ، تقول الاساطير أن في هذه المنطقة تقع مدينة قديمة يطلق عليها "أوبار" , و وفقا لأسطورة البدو هناك فإن هذه المدينة إندثرت تحت الرمال , في عام 1932 م، وصل المستكشف البريطاني ، "هاري سانت جون -Harry St. John " ، بحثاً عن هذه المدينة , الهدف من البحثِ كان محاولة لإثبات صحّة القصّة القرآنيّة , قصّة عاد وثمود , وفقاً للقرآن ؛ فإنّ قوم عاد أهلكهم الله بسبب عدم إيمانهم برسوله "و أما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية، سخرها عليهم سبع ليال و ثمانية أيام حسوماً، فترى القوم فيها صرعي كأنهم اعجاز نخل خاوية، فهل ترى لهم من باقية" قرآن - سورة الحاقة.
لكن " جون " لم يجد أي أثار إنسانيّة تؤكّد ما يبحث عنه , في البدية وعندما وجد قطع من أحجار سوداء صغيرة كان يُظنّها أحجاراً كريمة كانتْ تُستخدم من أجل الزّينة . لكن المثير للدهشة انه تم العثور علي علي قطعة من الحجر الاسود بحجم "جمل " وفي فبراير من نفس العام وجد "جون " رقعة من الأرض حوالي نصف كيلومتر مربّع ، تتناثر عليها قطع من الحجر الرّمليّ والحجر الأسود ، وقطعا من الحديد ، حدد " جون" منخفضات دائرية كبيرة مملوءة بالرّمل كما انه رسم المنطقة التي يوجد بها كتلة كبيرة من الحديد .
أعتقد " جون" حدوث بركان في هذه المنطقة , بعد تحليل تلك الأحجار تبيّن أنّه نيزك قد ضرب هذه المنطقة ,وكان تقريباً يزن 3500 طن علي الاقل ، وضرب الارض بقوة تقارب انفجار هيروشيما كانت الحفر مليئة بالأحجار السوداء لا شك انها نتيجة إرتفاع درجة الحرارة بعد الاصطدام وهذه الاحجار يطلق عليها " رمال محترقة" أو "الكوارتز-Quartz "
وحدد الباحثون مجموعة من الدروب عبر الصحراء، وصفوها بأنها دروب قديمة للقوافل، النقطة التي تلتقي عندها هذه الدروب كانت موجودة على بعد 180 كيلو متر من مدينة "صلالة "، على حافة" الربع الخالي" قرب مكان سقوط النيزك العملاق
يُحْدِث الاصطدام حفرة كبيره مليئة بالصخورالسوداء وأحجام مختلفة هذه الاحجار تنتشر لعدة كيلومترات حول منطقة الاصطدام الامر يرجع إلي حجم النيزك الساقط و زاوية سقوطة .
تشير التقارير إلي ان سرعة النيزك كانت تقريباُ من 40،000 إلى 60،000 كلم / ساعة. وكان مجموع كتلتها أكبر من 3500 طن ، مما يتسبب في انتشار الاحجار السوداء !إلي اماكن متفرقة .
في الفترة قبل الإسلام , كانت قبائل العرب تشترك في وجود الكعبات , فكان لكلّ قبيلة منهم كعبتها الخاصّة , والتي تحتوي علي حجر أسود , وكانت الكعبة تعبّر عن مكانة القبيلة بين العرب , فكعبة " قريش " من أهم الكعبات , وكانت تعكس مكانة القبيلة وأهميّة مكّة من حيث التّجارة و غيرها . هذا النيزك هو سبب وجود الكعبات المختلفة قبل الاسلام ! فكما يخبرنا التاريخ أن البشر في جميع انحاء العالم بما لديهم من معتقدات مختلفة قدّسوا الشهب والنيازك. فعلي سبيل المثال : تم العثور على النيازك عند القبور الهنديّة في الولايات المتحدة مما يوحي بأنهم كانوا يقدسونها .نجد أيضاً الإغريق قّدسوا النيازك وهناك حجراً في معبد أبولو في " دلفي " واحدة من أهم المواقع الدينية اليونانية"وكما تقول الاسطوره أن هذا الحجر جاء بسبب أن الاله كرونوس (Cronos) قد ألتهم أربعة ابناء، و عندما ولدت ريا (Rhea ) زيوس خدعته وأعطت له الحجر بدلا من زيوس ، الذي شرع بابتلاعه ، ثم أكتشف كرونوس انه حجراً فرماه من السماء إلي الارض وهذا المكان يعد مركز الأرض ، الذي أصبح موقع معبد أبولو ،
تلك القصة مشابهة تماماً لقصة الحجر الاسود (الكعبة ) في الاسلام وخاصة مركز الارض هذا ، وكما تقول الاسطوره أن جبريل أعطي الحجر إلي ابراهيم
ليقوم ببناء بيتاً لله كما يقول القران ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ﴾( البقرة:127)
لكن كما سبق و ذكرت أن هذه الكعبة ليست الوحيده بل شبه الجزيرة العربية كان يضم العديد من الكعبات و إستنادا الى المفصل لجواد علي ج 5 ص 398 وطوالع البعثة المحمدية للعقاد صفحة 130 فأشهر كعبات الجزيرة قبل الإسلام بعد كعبة مكة كانت بيت ثقيف , وبيت اللاّت , وكعبة نجران , وكعبة شداد الايادي , وكعبة ذي الشرى , وبيت الأقيصر , وبيت رضا , وكعبة رحيم , وبيت العزى , وبيت ذي الخلصة .المهم أنها تشترك جميعاً في صفتين أساسيتين فجميعها أبنية مكعبة وجميعها أُطر لأحجار سوداء , و هذه الأحجار السوداء هي أحجار نيزكية ومما لا شك فيه أن هذه الاحجار هي بقايا النيزك الذي أصطدم بالارض قرب منطقة "اوبار" هذه صورة للجزء الأكبر من بقايا النّيزك .
من الغريب أن المسلمين يدعون أن هذه الكعبة بناها ابراهيم ، إلا انها لا توجد في أي من الديانتين اليهودية والمسيحية هذا بالاضافة الي الكعبات العديده الوثنيّة ، فالإسلام لم يبق إلا علي كعبة مكة بما أن النبيّ محمّد كان قرشيّ ، كما أبقي علي اغلب الشعائر الوثنيّة كما هي مثل الطواف و الإحرام و تقبيل الحجر الأسود (النيزك) والتعريّ وعدم إرتداء ملابس داخليّة و غير ذلك من الممارسات الوثنيّة التي لا مبرر منطقي أو غير منطقي لها بل أضاف إليها رمي الاحجار وإلخ هذه الامور الغير مقبولة عقلاً أو نقلاً حتّي أن عمر بن الخطاب نفسه قال " لو لم ارى محمد يقبلك لما قبلتك " ورغم هذا يعتقد المسلمون ان ابراهيم واسماعيل قد بنوا الكعبة للمرة الرابعة بعد الملائكة وآدم وشيت ابن ادم ولكن كما يقول الدكتور طه حسين : ” ورود اسماء إبراهيم وإسماعيل في التوراة و القرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي فضلاً عن القصة التي تحدثنا بهجرة إسماعيل بن إبراهيم إلى مكة ونشأة العرب المستعربة فيها ونحن مضطرون إلى أن نرى في هذه القصة نوعاً من الحيلة في إثبات الصلة بين اليهود والعرب من جهة وبين الإسلام واليهودية والقرآن والتوراة من جهة أخرى .“
واكتشاف هذا النيزك يعد دليلاً علي ان الحجر الاسود ماهو إلا بقاياه ! ، وأن المسلمين يقدسون نيزك مجرد نيزك اصطدم بالارض .
================================
http://rst.gsfc.nasa.gov/Sect18/Sect18_4.html
http://volcanoes.usgs.gov/jwynn/3wabar.html
http://en.wikipedia.org/wiki/Omphalos
http://www.meteoritemarket.com/legend.htm
http://rst.gsfc.nasa.gov/Sect18/Sect18_4.html
http://volcanoes.usgs.gov/jwynn/3wabar.html
http://en.wikipedia.org/wiki/Omphalos
http://www.meteoritemarket.com/legend.htm