face like

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الثلاثاء، 24 ديسمبر 2019

التوأم والسفر بسرعة الضوء.. خِدعة عِلمية!



- هل صحيح أن كل إنسان له زمن خاص به؛ وأن السفر بسرعة تقارب 
سرعة الضوء يؤدي إلى تباطؤ ذلك الزمن؟ - هل تعمل ساعة اليد العادية، في الفضاء وعلى القمر والمريخ وغيره، كما تعمل على الأرض؟

 فرضية التوأم والسفر بسرعة الضوء! فرضية التوأم والمنبثقة عن نظرية النسبية، تقول ما معناه: إنه لو سافر أحد أخوين توأم، إلى مجرة أو إلى كوكب يبعد عن الأرض مسافة سنوات ضوئية، بسرعة تقارب سرعة الضوء، وبقي الأخ الآخر على الأرض، فإنه إذا عاد الأخ المسافر إلى الأرض بعد خمس سنوات من سفره – مثلاً- بحسب ساعته، فسيجد أنه قد مضى على وفاة أخيه التوأم على الأرض 500 سنة – مثلاً-، بينما سيكون الأخ المسافر قد تقدم في العمر خمس سنوات فقط..، وذلك بافتراض أن الزمن قد تباطأ عند الأخ المسافر بسبب السرعة التي كان يسير بها، بينما مضى عمر أخيه بحسب تسارع الزمن على الأرض، ولذلك حصل هذا الفارق الكبير (المفترض) بينهما، ويستنتجون من ذلك أن السير أو السفر بسرعة تقارب سرعة الضوء يؤدي إلى تباطؤ الزمن! ما مدى صحة أو منطقية هذه الفرضية؟ وهل يحصل التباطؤ في الزمن أم في العمليات الحيوية؟ هذه محاولة لمحاكاة الفرضية واستجلاء الحقيقة: ما يُفترض أن يحصل مع الأخوين التوأم، في حال سافر أحدهما بسرعة الضوء، وبقي الآخر على الأرض، يمكن محاكاته أو تشبيهه بما يحصل في الواقع مع قطعتين من اللحم، يتم وضع إحداهما في ثلاجة – مُجمِّد، وتوضع الأخرى في الهواء الطلق..، حيث لا شك أن القطعة الموضوعة في الهواء ستتحلل بعد فترة وجيزة بحسب الظروف المحيطة، بينما تظل القطعة الأخرى سليمة – نسبيًا – إلى فترة طويلة بفضل المجمد..، في هذه الحال هل من المنطق أو من العِلم في شيء، أن نقول بأنه يوجد زمن مستقل لكل قطعة من قطع اللحم، وأن زمن قطعة اللحم الموجودة بالمجمد قد توقف أو تباطأ بسبب المجمد؟ وأن زمن القطعة الأخرى قد مر بسرعة طبيعية؟ ليس الأمر كذلك بكل تأكيد! فكل الذي حصل هو أن مادة اللحم لها قدرة على البقاء على قائمة الموجودات، بصورتين مختلفتين، وهما: - صورة طبيعية، وهذه مدتها أقصر، بحكم قوانين الطبيعة! - صورة غير طبيعية، وهذه مدتها أطول، بحكم قوانين الطبيعة كذلك! في الصورة الثانية، تتواجد قطعة اللحم على هيئة كتلة من الثلج، وليس على هيئة قطعة لحم، وفي هذه الحال ستبقى مدة أطول لأنها لم تعد طبيعية، ولا يصح تجاهل التغير الذي حصل عليها، والتركيز فقط على المدة التي تمكثها على قائمة الوجود، حتى يُقال بأن زمنها قد تباطأ، وكأنها كانت طبيعية أثناء وجودها الاستثنائي، وأن عنصر الزمن فقط قد تم التحكم فيه أو التأثير عليه بداخلها! إنها ببساطة لم تعد قطعة لحم، بل تم تحويلها إلى قطعة ثلج، فأخذت خصائص الماء ولم تعد تحمل خصائص اللحم خلال تلك المرحلة! بهذه المحاكاة البسيطة، يتبين لنا أن ما يُفترض أن يحصل مع المسافر بسرعة تقارب سرعة الضوء – فيما لو حصل – فهو تباطؤ عملياتي مادي طبيعي يحدث داخل الخلايا، ولا علاقة لمفهوم الزمن الافتراضي بالأمر..، فالإنسان في تلك المرحلة أو خلال تلك المدة الزمنية يكون غائبًا عن الوعي والإدراك، ولا يُمارس الحياة! قلب الإنسان – مثلاً، يعمل بمعدل ما بين 60 إلى 150 نبضة في الدقيقة، بحسب عمر الإنسان (عند كبار السن 60 ، وعند الأجنة 150 نبضة في الدقيقة- تقريبًا – تبعًا لمتطلبات النمو)، وبحسب الحالة الصحية والنفسية والإثارة والإجهاد، وغيرها من العوامل المؤثرة، والتي تستوجب تسارعًا أو تباطؤًا في عمل الخلايا استجابةً للظروف. والتسارع في عمل الخلايا يتطلب مزيدًا من الدم المؤكسد، وهذا ما يجعل القلب يعمل بسرعة أكبر أو أقل – حسب المطلوب، وفي حال أجبرت الظروف القلب والخلايا على العمل بسرعة أو طاقة أكبر، فإن ذلك سيؤدي إلى إجهادها، واستنفاد طاقتها ومخزونها الحيوي، وبالتالي تقصير مدة بقائها أو وجودها في حالة حية! وبهذا المعنى فإن السير أو السفر بسرعة تقارب سرعة الضوء، لا يجعل الثانية الزمنية أثناء السفر تعادل ساعة زمنية على الأرض – مثلاً، بل إن القلب هو الذي ربما سينبض نبضة واحدة كل ساعة – بحسب حاجة أو طلب الخلايا للدم، والتي من الطبيعي أن تتباطأ عملياتها الحيوية بسبب عدم ممارسة الجسم لأي نشاط وعدم حاجته للنمو – تحت تلك الظروف! فلكي يكون التباطؤ مرتبطًا بالزمن، أو أن العنصر الذي تأثر بالسرعة هو عنصر الزمن، فإنه ينبغي تثبيت قيم بقية عناصر المعادلة، وإثبات أن العنصر الذي تأثر بالسرعة وتغيرت قيمته هو عنصر الزمن – لا سواه..، فمثلاً لو تم إثبات أن معدل نبضات قلب المسافر لا يتغير عند السير بسرعة تقارب سرعة الضوء، ومع ذلك يحدث اختلاف في العمر بين المسافر وغير المسافر، حينها يصح القول بأن التباطؤ يحدث في الزمن، وأن السرعة تؤثر على الزمن، وأن الثانية في السفر تُعادل ساعة على الأرض – مثلاً! أما أن يكون التباطؤ أو التسارع يحدث في عمليات وأشياء مادية، فيُقاس ذلك بالزمن، ثم يُفترض أو يُتصور بأن التباطؤ قد حدث للزمن، فهذا لا يكمن وصفه إلا بأنه خِدعة عِلمية! إن الأمر كان سيبدو منطقيًا وواقعيًا، لو أن النظرية قالت: إن سفر الكائن الحي بسرعة تقارب سرعة الضوء، يُعادل وضع مادة غذائية في مجمد..، وهذا يعني – بالنسبة للمسافر- إيقاف العلمليات الحيوية أو تجميد الحياة لفترة من الزمن، ثم إطلاقها من جديد، وليس التحكم في عنصر الزمن الخاص به! ومن هنا يمكننا الخروج بنتيجة، وهي أن التباطؤ والتسارع فيما يتعلق بالحياة، هي عمليات حيوية طبيعية، تعكس استجابة الخلايا الحية للظروف المادية والنفسية المحيطة والمسيطرة على الكائن الحي..، وأن ذلك يمكن تجربته على الأرض بأكثر من طريقة، دون الحاجة لتلك الفرضية المستحيلة المتمثلة في السفر بسرعة الضوء..، وبالنتيجة فإنه لا علاقة لمفهوم الزمن بموضوع التباطؤ والتسارع في الحياة!

 تساؤل قديم حول واقعية مفهوم الزمن: هل تعمل ساعة اليد العادية، في الفضاء وعلى القمر والمريخ وغيره، كما تعمل على الأرض؟ فإذا كانت الإجابة " نعم" ، فما معنى أن يُقال بأن الزمن يختلف من كوكب إلى آخر أو من مكان إلى آخر في الكون؟ وإذا كانت الإجابة " لا "، فما هو السبب؟ الجواب ( وجهة نظر ): على افتراض أن الساعة التي نستعملها على الأرض، تعمل في الفضاء وتعمل على أي كوكب في الكون، تمامًا كما تعمل على الأرض؛ وعلى افتراض أنها لا تعمل في الفضاء وعلى الكواكب الأخرى كما تعمل على الأرض! النتيجة واحدة، وهي أن الساعة في الواقع لا تحسب زمنًا خارجها– لا على الأرض ولا في أي مكان آخر؛ الساعة في أي مكان هي عبارة عن آلة مادية، صُمِّمت لتَفتعل أحداثًا متتالية مخططة محسوبة مُسبقًا، تحت ظروف معينة؛ وعن طريق المقارنة تُقاس بها أحداث أخرى غير مخططة وغير محسوبة! فإذا تغيَّرت أو انعدمت الظروف المطلوبة كي تعمل الساعة كما صُمِّمت، فمن المنطقي والطبيعي أن تستجيب الساعة للظروف الجديدة وتتغير بحسبها، كما تستجيب أي مادة في الطبيعة لتغير الظروف– حرارة عالية، برودة عالية، ضغط عال، اهتزاز عال، جاذبية كبيرة أو انعدام جاذبية، …الخ! وفي هذه الحال، لا فرق بين القول إن الساعة قد تباطأت أو تسارعت، وبين القول بأن زمن قدرة الساعة على البقاء قد تغير، وذلك بفعل طبيعة مكوناتها وظروف تواجدها، وهو ما يحسبه عداد زمن الوجود الخاص داخل الساعة كمادة لها عمر افتراضي، وليس كساعة تحسب زمنًا خارجها! بصورة أخرى يمكننا القول: إنه لا فرق من حيث الفكرة، بين ما تحسبه لك الساعة في أي مكان، وبين ما تحسبه بنفسك، بواسطة الطَّرق المتتالي والمتواصل على منضدة بطرف مسطرة- مثلاً؛ أو ما تحسبه بواسطة العد الشفهي من 1 إلى 3600 ، وتعتبرها ساعة من الزمن..، وكما أنك لا تستطيع عمل ذلك بنفس الكيفية تحت ظروف مختلفة، كذلك الساعة، لا يمكنها العمل بنفس النسق تحت ظروف مختلفة! بالمحصلة، سواء استعمل الإنسان ساعة، أو عدَّ بنفسه، أو تجاهل الأمر..، فهل يعني ذلك أن شيئًا حقيقيًا اسمه الزمن، يكون قد مر في الأثناء من حوله؟ الجواب المنطقي والواقعي، كلا، لا يوجد شيء يمر من حوله اسمه زمن! كل الذي يحدث هي تغيرات مادية تطرأ على أشياء مادية، بحسب ظروف وجودها وبحسب طبيعة مكوناتها! إن كل شيء متشكل، لا بد له من حد أقصى وحد أدنى لمدة بقائه متشكلاً متماسكًا؛ هذه المدة تُحددها طبيعة مكوناته وظروف تواجده، وهذا ما تطرقنا له في موضوع (حقيقة التباطؤ والتسارع في الزمن)، والذي أشرت له باسم: زمن البقاء أو زمن الوجود الذاتي أو الخاص

0 تعليق:

إرسال تعليق

تذكّر : : كلُّ إناءٍ بالذي فيهِ ينضَحُ