face like

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الأربعاء، 18 ديسمبر 2019

حقيقة التباطؤ والتسارع في الزمن!



حقيقة التباطؤ والتسارع، وعلاقتهما بمفهوم الزمن: إذا قلنا إن عُمْر الإنسان يُقاس بوحدة اسمها الزمن، أو أن عمر الإنسان الفرد، هو نصيبه أو حصته الخاصة، من شيء عام اسمه الزمن، إذن تكون عملية تباطؤ وتسارع الزمن ظاهرة معروفة قبل ظهور نظرية النسبية، لكنها كانت تُفهم أو تفسَّر أو تُحلَّل بصور ومفاهيم مادية! فاليوم نحن نعرف مثلاً، أن متوسط عُمر الإنسان في بعض المجتمعات الأفريقية، هو 50 سنة، بينما سن التقاعد في مجتمعات أخرى هو أكثر من 60 سنة! وهنا نتحدث عن ذات المادة (إنسان) وذات المقاييس الزمنية وذات المكان (الأرض) وذات السرعة، ومع ذلك اختلفت قيمة عنصر الزمن بين مادة وأخرى – منعكسة في الوجود.. أي مدة البقاء على قيد الحياة! ولو نقلنا طفلًا أفريقيًا إلى أوروبا، وطفلًا أوروبيًا إلى أفريقيا، فسيتغير مُعامل الوجود لديهما تبعًا لظروف الحياة الجديدة! وهنا يمكننا الملاحظة وبوضوح كبير بأنه إذا اتفقنا على وجود شيء اسمه الزمن، فنحن الذين نصنع هذا الشيء، وذلك بأن نطيل عمر إنسان ونُقصِّر عمر آخر، أو نُطيل زمن سيارة بالمحافظة عليها، ونقصِّر زمن سيارة أخرى بإهمالها..، لكن لا يوجد خزان ولا يوجد حساب للزمن ننهل أو نسحب منه يمكن أن ينضب، أو يمكن أن نُعيد ملئه! إن مفهوم الزمن المرتبط بالمادة (إنسان أو سيارة) هو زمن خيالي وعنصر حسابي نحن الذين نصنعه ونتلاعب به، تمامًا كما تتلاعب به الظروف والمعطيات المادية! ولذلك ينبغي أن نلاحظ بأن العناصر التي تعمل وتتغير قيمتها في معادلة التباطؤ والتسارع، هي عناصر مادية خالصة (مادة وظروف)، وأن خصائص هذه العناصر المادية، هي التي تُحدِّد قوة التماسك بين مكونات المادة، ولا يوجد عنصر اسمه الزمن يمكننا تغيير قيمته والتأثير به على النتيجة، بل إن عنصر الزمن كان عبارة عن وصف نظري مجازي نُشير به إلى تأثير الظروف واختلاف الأحداث! وهذا يعني أنه ربما توجد ظروف على الأرض، تُمكِّننا من جعل سن التقاعد 1000 سنة، فيما لو توفرت تلك الظروف أو اكتشف البشر مسبباتها- دون الحاجة إلى السفر بسرعة الضوء! وهنا نحن نتحدث عن معامل تماسك مكونات الإنسان، وهو معامل مادي بحت، يتمثل في توفير بيئة صحية مناسبة لعمل خلايا وأجهزة الجسم المادية! جاءت نظرية النسبية لتُبلور وتُبرز حقيقة التباطؤ والتسارع في العمليات التي تؤثر على المادة، وتصوغها بلغة علمية ومعادلات رياضية، لكنها افترضت أن التباطؤ والتسارع كعمليات وكنتائج، إنما تحدث في شيء اسمه الزمن، واعتبرت الزمن عنصرًا ومكونًا أساسيًا من مكونات الإنسان! أعتقد أن وصف مفهوم الزمن – حسب نظرية النسبية، كعنصر أساسي يدخل في تركيبة الإنسان، وفي تركيبة المكان (زمكان)، هو وصف يمكن تصوره وفهمه في سياق التشويق وتنشيط الوعي، لكن لا يمكن أخذه على محمل الجِد والواقعية! التسارع والتباطؤ في الواقع، هي نتائج مادية عملية، تعكس عمليات حقيقية في صورة تفاعلات وتغيرات تحدث واقعيًا في المادة والطاقة داخل الخلايا والذرات، وتتأثر بظروف التواجد، وبذلك تتحول المادة – عاجلاً أو آجلاً – من حالة التشكل والاتحاد الظاهر المحسوس (حالة الوجود)، إلى حالة التفكك إلى وحداتها البنائية (حالة الكون – حسب تصوري لمفهوم الكون)! واختلاف المواد من حيث استجابتها وممانعتها أو صمودها وسرعة انهيارها تحت تأثير العوامل الخارجية المتصلة بها، هو ما نُعبِّر عنه اصطلاحًا بمفهوم المدة الزمنية! والقول بأن السير بسرعة تقارب سرعة الضوء (على افتراض أنها السرعة القياسية العُظمى) يؤدي إلى تباطؤ الزمن لدى الإنسان، هو قول لا يُخالف المنطق- إذا تحققت نتائجه المفترضة-، شرط أن يكون المقصود هو تباطؤ نمو الإنسان، بمعنى تباطؤ العمليات الحيوية الخلوية داخله، وليس تباطؤ عداد خيالي يَحسب الزمن خارجه! فلو أرسلنا بدل الإنسان قطعة من عنصر مشع (يورانيوم مثلاً)، بسرعة الضوء، فالمتوقع أن تتوقف عن الإشعاع، وبالتالي تزداد فترة نصف العمر لديها! لكنها ستظل متوقفة عن الإشعاع إلى الأبد- فيما لو استمر سيرها بسرعة الضوء إلى الأبد! وهنا لا يصح أن نقول بأن فترة نصف العمر لدى هذه القطعة من اليورانيوم قد أصبحت لا نهائية، إنما الصحيح أن نقول بأن زمن الوجود الذاتي لها قد أصبح صفرًا، أي أنها لم تعد جزءًا من الوجود المتغير بل أصبحت جزءًا من الكون الثابت! وهذا يعني أن السرعة الفائقة، قد وضعت العنصر المشع تحت تأثير ظروف لا يمكنه الصمود تحتها والعمل بشكل تقليدي، فانهار وخرج من الوجود بأسرع من مثيلاته تحت ظروف أخرى! وكذلك الإنسان، فإنه سيظل مستقرًا متوقفًا عن النمو إلى الأبد، إذا ما استمر مسافرًا بسرعة الضوء إلى الأبد! وهنا لا يصح أن نقول عن الإنسان إنه قد تَخلَّدَ، إنما الصحيح أن نقول إن ذلك الإنسان لم يعد جزءًا من الكون بصورته الوجودية المألوفة لدينا، بل أصبح جزءًا من الكون بصورة أخرى! هنا يمكننا أن نتصور وجود خصائص للكون، تفرض على المادة الاستقرار آجلاً أو عاجلاً، ونتصور قوانين للوجود، تفرض على المادة التغير المستمر بطيئًا أو سريعًا باتجاه الاستقرار، وهذا يعني أن قوانين الوجود تعمل بموجب خصائص الكون! كما أسلفت فقد اصطلحنا على تسمية الاختلاف بين المواد من حيث صمودها أو انهيارها أمام الظروف بـالزمن، وهو ما أدعوه هنا بـ" عداد زمن الوجود الذاتي أو زمن البقاء"، داخل كل واحد منا، وداخل كل مادة وفي كل شيء، وهو ما يمكن تسميته بعداد وجودي يحسب ما يتبقى لنا من مدة البقاء على قيد الحياة (فترة زمن الوجود الذاتي)، ويحسب للمادة مدة بقائها متماسكة متشكلة (فترة زمن الوجود الذاتي)، وهو ما يمكن تشبيهه بما يُعرف بفترة نصف العمر في العناصر المشعة..، ولا ننسى أن الذي يحدث في الواقع هي عمليات حقيقية ونتائج مادية تجري وتتحقق داخل المادة، تتسارع أو تتباطأ عمليًا في أداء وظائفها- بما يعكس ظروف تواجدها! إن النظرية العلمية لا تصطدم بالمنطق حول النتيجة المترتبة على فرضية السفر بسرعة الضوء، لكن التصادم والاختلاف يحدث حول التفسير! المنطق يقول بأن الذي يتوقف بسبب السير بسرعة الضوء، هو القدرة على الإشعاع لدى العنصر المشع، وهو القدرة على النمو لدى الإنسان، وبالتالي يكون الذي توقف هي العمليات الموجِبة للبقاء أو الممثلة للوجود الشكلي – داخل هذه الأشياء وحسب..، سواء عاد المسافر بعد السفر إلى حالته السابقة واستأنف حياته من حيث توقفت، أو لم يعد! ما أدعوه هنا بعداد زمن الوجود الذاتي، يمكن وصفه بعداد طبيعي – اصطلاحًا لا واقعًا، وهو لا يحسب ما ينقضي من زمن الوجود الذاتي، إنما يحسب فقط ما تبقى للمادة من قدرة على الصمود والبقاء في حيز الوجود- تلك القدرة التي تتغير بحسب تغير الظروف! هذا العداد الطبيعي الافتراضي الذي يحسب لنا ما تبقى ولا يعتد بما انقضى من زمن، يمكن تشبيهه بعداد الحاسوب الذي يُظهر لنا ما تبقى من زمن خلال نقل بيانات أو إجراء عمليات، حيث يحسب لنا ما تبقى من زمن بحسب ظروف كل لحظة، ولذلك فإن تقديراته تتغير من لحظة إلى أخرى- بحسب طبيعة البيانات التي ينقلها في تلك اللحظة، والتي يتخذ منها مقياسًا لحظيًا افتراضيًا لما تبقَّى من بيانات – دون اعتبار لما تم حسابه سابقًا..، ولذلك نلاحظ أن تجانس البيانات يجعل الحاسوب يعطي زمنًا ثابتًا منذ البداية للزمن الكلي اللازم للنقل..، وهذا يُعادل تغير الظروف أو ثباتها في حال الإنسان، حيث يمكن تحديد عُمْر الإنسان – ولو تقريبيًا – منذ يوم ولادته – شرط ثبات الظروف وإدراك المعطيات؛ لكن هذا العمر يمكن أن ينقص أو يزيد بحسب ظروف اللحظة وما بعدها- دون اعتبار لما قبلها! يتوقع الطبيب مثلاً، للمريض ذي الأربعين سنة، أن يعيش لمدة سنة أخرى فقط، ليس لأن ما فات من عمره هو 40 سنة، إنما لأن المعطيات في تلك اللحظة تقول هكذا، وقد تتغير المعطيات فيتجاوز المريض المدة التقديرية، وقد يسبقها بالرحيل! إن الحديث هو دائمًا عن تسارع أو تباطؤ فعلي في عمليات مادية تتم داخل الذرات والخلايا، وليس عن زمن عام يتدفق خارج أو داخل المادة!

 إن العنصر المشع، لو سار بسرعة الضوء، فإنه سيتوقف عن الإشعاع، لكنه حتى لو سار بسرعة تفوق سرعة الضوء، فإنه لن يستعيد ما قد فقده من إلكترونات، وهذا يعني أنه لا معنى ولا مجال لفرضية السفر عبر الزمن! وعلى هذا الأساس يكون تجاوز سرعة الضوء، إما أنه أمر غير ممكن، أو أنه سيُحيل المادة مباشرة إلى وحداتها البنائية التي تتألف منها..، ولا شيء غير ذلك..، هذا على افتراض أن سرعة الضوء هي أقصى سرعة يمكن بلوغها في الكون

0 تعليق:

إرسال تعليق

تذكّر : : كلُّ إناءٍ بالذي فيهِ ينضَحُ