face like

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الأربعاء، 29 مارس 2017

الحاجه الماسّة والدائمة للمستقبل .

1 تعليق




"It's that the world is basically a forced labor camp from which the workers—perfectly innocent—are led forth by lottery, a few each day, to be executed " -  The Sunset Limited (film) by Cormac McCarthy
"ذلك أنّ العالم -أساساً -ما هو إلا معسكرُ للعمل الإجبَاريّ (السّخرة) حيث العمّال - الأبرياء تماماً - يتمّ اختيار-عشوائيّاً- عدّة اشخاص منهم كل يوم ليُعدَموا " -فيلم The Sunset Limited



لا شك أنّ التطوّر منحنا وعياً يجعلنا نفكر ونتأمل ما يدور من حولنا ، قد يطلق البعض علي هذا الفعل انه هديّة من نوع فريد ، هي كذلك بالفعل , ولكنّها ليست من النّوع الجيّد علي أيّة حال ِ، بالقطع أنا  اراها بشكل مختلف  تماماً  ،بخلاف الصورة التي كوّنتها أنت في عقلك  ..

دعنا نتأمل هذه الصورة ؛ إنسان برئ ما إن أدرك وجوده في الحياة  راح يحلم ويتخيّل ما عساه يكون ؟! ابتسامة مشرقة امامه ، حياة رغيدة حيث السعادة ، تباً لقد وجد ضالته ! ربما يندم علي ما فاته في بطن امّه ! ها هو يخطو خطواته الأولي نحو العالم الحقيقي، نحو رؤية أكثر واقعيّة ، شيئاً فشيئاً تتقلص الأحلام ، ثم تختفي إلي أن يجد نفسه شخص آخر تماماً ، فبعدما كان يعيش ليحلم ويحقق أحلامه ، أصبح يحلم فقط ليعيش !
هذا الإنسان البرئ يتلوّث يوماً بعد يوم في بحر الحياة المُلطّخ بالأنانيّة وحب الذات ، لا يمر الكثير حتّي يتحوّل إلي كائن بشري بعدما كان إنسان  .

هذه الصورة المختصرة المجرّدة من أي تفاصيل هي قصة كل واحد منّا علي الأقلّ في العالم العربيّ، بعد افراغها من التفاصيل الإعتباطيّة والأحداث السخيفة العشوائيّة التي نمّر بها . فنحن أتينا إلي هذه الحياة رغماً عنّا، لا نمتلك أي خيار في فعل هذا ،مجموعة من القوانين الحمقاء نسير عليها ! هل تعتقد أن الوعي الإنساني قد ميّزنا بأي حالِ من الأحوال عن بقيّة الكائنات الحيّة ؟! بكل تأكيد منحنا ميزة اختيار الخروج من الحياة ، نحن نسير في دوائر مفرغة ، نتبع قوانين فرضت علينا في وجود مفروض علينا ، ونحن مجرّد اشخاص اطاعوا ما تم فرضه عليهم دون اي تفكير أو معرفه او امتلاك أدني فكرة عمّ يفعلونه في هذا الوجود اللعين !؟  



Consider the possibility that many of the things you hear and say are utter nonsense and meaningless repetitions of noise Bryant McGill

يجب الأخذ بالإعتبار أنّ العديد من الأشياء التّي تسمعها وتقولها ماهي إلا محض هراء , وتكرار لا معني له من الضّجيج . -براينت ماكغيل

عندما ينجب الابوان طفل لم تتشكل ملامحه بعد ، مجرد وعاء يحتوي مواد عضويّة ، لا يتكلّم ، لا يفهم ، لا يعرف أي شيء ، ثم يخبراك أنهما يُحبّانه ، هنا يجب أن اسأل ماهو معني هذا الحب ؟! وما الذي يدفع الشخص لتكوين هذا الوعاء العضويّ ، تلك الاشياء البشرية لا أفهمها ولا أجد لها تفسيراً منطقيّاً , إنّه الأمر  ذاته حين يأتي هذا الطفل البائس , ويفرض الأبوان سلطتهما عليه , فيقوما بتعلميه وتدريبه علي تلك الطريقة الإجتماعيّة التي لا تختلف إطلاقاً باختلاف الحضارات , لا يمنحوه حقّه في الطريقة التي يرغب بها ليكون إنساناً بل يجبرانه علي السّير علي خطاهم , تلك الخطي التي بالاصل هي مجرّد خدعة حمقاء ,  منظومة كبيرة وكاملة من الإعداد الدائم و المتجدد الذي لا ينتهي بالوصول لشيء ! يبدأ من لحظة دخوله إلي أفشل المنظومات وهي التعليم بالدرجات وتحويل الكائن الإنسانيّ إلي كتاب ! سنوات من الإعداد والتحضير من أجل لاشيء ! يذهب الطفل البائس إلي الحضانة تحضيراً لرياض الأطفال ومن ثمّ الإبتدائيّة ليذهب إلي الإعداديّة التي تعدّه للثانويّة وبدورها تؤهله إلي الجامعة ثمّ الدراسات العليا , ليتخرّج ويندمج مع العالم ! يظنّ انّه قد حصل علي شيء انّه العمل ! ليعود ويدور في نفس الدوائر المغلقة الإعداد من أجل شيء لا يمكنه الحصول عليه , إنّه بحاجة ماسّة -دائماً - إلي المستقبل , يتمّ اعداده في كل مرّة ليتدرّج في المناصب , ها هي الخامسة والأربعون ربّما وصل ليكون نائب مدير ! فالهدف النهائي من تلك المنظومة هي الإعداد للوصول إلي مرحلة كبار السّن ! ليجد نفسه , فاقداً للذاكرة , عاجزاً جنسيّاً , ولا يوجد لديه طاقة ! أوه ! فجأة ! يدرك أنّه كان يشارك في نظام عمل غريب !
إنّه النمط الأحمق الذي رسموه لك ! إنّها الحياة الخالية من أي غرض أو معني ! 


"Death gives meaning to our lives. It gives importance and value to time. Time would become meaningless if      there were too  much of it" -Raymond "Ray" Kurzweil

"الموت يُعطي لحياتُنا معني ، ويُعطي أهميّة وقيمة للوقت, إنّ الوقت يُصبح بلا معنى إذا كان هناك الكثير منه"ريموند كرزويل





هناك أشخاص وجدوا في الحياة من أجل التبرير ، من أجل العبوديّة ، لا يعرفوا شيئاً سوي تمتمات لا معني لها ، لا تعني شيئاً ، ليس لها قيمة ، أغبياء ، أمثال هؤلاء كثيرون ، يبررون سخافة الأديان ، يبرورن غباء فكرة وجود إله ، في أيّ قضيّة كانت تجد هؤلاء , ربّما موتهم يعدّ شيء جيّد , إبادتهم ستكون أمر جيّد لهم  , وربّما سيكون المعني الوحيد لحياتهم , سيقول أحدهم هؤلاء لا ذنب لهم , لكن الحقيقة انّ العامة الجُهلاء الذي يتّبعون المشعوذين والدجّالين هم مصدر قوّة للخرافات والأوهام وسبب دمار وفساد هذا العالم , نعم هم نفسهم العامّة الذين يُقتلون ويموتون كلّ يوم بسبب تقديسهم للخرافة , بسبب عِبادتهم للأنظمة الفاشيّة , بسبب خوفهم علي حياتهم لكن في كلّ مرّة يخسرونها , لانّهم لا يعلموا أنّنا جميعاً سنخسر حياتنا في نهاية الأمر , لكن أيّ حياة تريد أن تحياها ؟ هذا هو السؤال , الحياة لا تقاس بطول الفترة الزمنيّة التي تبقيها كمساهم رئيس نحو الفوضي ( تميل الإنتروبية في الكون إلى نهاية عظمى -القانون الثّاني للديناميكا الحراريّة ) ولكنّها تقاس بجودة الحياة التي تحياها , هؤلاء العامّة تعتبرهم الحكومات مجرّد أعراض ثانويّة , لا قيمة لهم , هم كذلك , وسيظلّوا كذلك , لكنّهم بشكل أو بآخر يؤثّرون علي حياتنا أيضاً , فقط كونهم أرقام كثيرة لكنّهم بلا أي عقل أو وعي , لدرجة انّهم يقتلون بعضهم البعض فقط اثناء سيرهم كما يحدث فيما يُطلق عليه " الحجّ" ! , وهل هناك ما يمكن أن نتوقّعه أكثر من هذا في هذا العالم ؟! 
إنّ المشكلة التي يعاني منها -العالم-الآن والتي ستنتهي بإنقراض الجنس البشريّ هي الخروج عن الطّبيعة , الخروج خارج تلك العمليّة الطبيعيّة , التّوزان الطبيعيّ , في كل مرّة يحاول ما يطلقون عليهم مسؤولين ايجاد حلول , ما يحدث فعلاً هو تفاقم المشاكل , ثمّ يعدونك بحلولِ مُستقبليّة , لانّ الجنس البشريّ يجب عليه أن يتخليّ عن الوهم , الإحساس الزائف بما يسمي " الشخصيّة " أو " الأنا " , لانّ تلك المفاهيم لا يمكنها فعل شيء , لا يمكن لشيء غير موجود أن يفعل شيئاً , لا يمكن لجميع الكتابات علي المواقع الإفتراضيّة أن تغيّر شيئاً , كل تلك الأعداد البشريّة لا قيمة لها , لانّها مجرّد أعداد , ليس لها وجود حقيقي أو تأثير . كتابات إفتراضيّة ليس لها وجود حقيقيّ , بجانب الإحساس الزائف بـ "الأنا " أصبح الأمر لا يُطاق في العالم الإفتراضيّ , لانّ تلك الأعداد أصبحت تتظاهر بوجود ما أطلق عليها " الأنا الإفتراضيّة " هناك "الأنا" التي يتوّهم الشخص أنّها موجودة بإحساس زائف , ثم أصبح يَختلق " الإنا الإفتراضيّة " ليتظاهر ويدّعيها في العالم الإفتراضيّ , إذا طلبت منه أن يفعل أي شيء للمساعدة الإفتراضيّة كنشر أو إعادة نشر تفاهة تجده يسارع ,لكن حين يتعلّق الأمر بـ شيء حقيقي لا يفعل , لا يمكن أن يتخلّي الإنسان عن أنانيّته , بنفس الدرجة التي لا يمكنه ايجاد حلول لمشاكلة , لانّه هو المشكلة .


الثلاثاء، 5 أبريل 2016

كون بإله أو بدون , ما الفارق ؟!

19 تعليق


"That's all we expect of man, this side the grave: his good is - knowing he is bad."ـــــRobert Browning 
"هذا كل ما نتوقّعه من الإنسان في هذا العالم ، الفضيلة لديه هي معرفة أنه قادر علي الشرــــ روبرت براوننغ                                                                    



ما حدث وما يحدث وما سيحدث طيلة الفترات السّابقة في هذا العالم يسير بشكل طبيعيّ بحيث أنّه لا يوجد ما يشير إلي ثمّة تلاعب من قبل أيّة كائنات غير بشريّة سواء كانت آلهة , شياطين , ملائكة أو حتّي كائنات فضائيّة حلزونيّة , جميعنا نري الكوارث الطبيعيّة والأوبئة  والحروب والأمراض بل وصل الأمر لقطع الرؤوس واللعب بها في الطرقات ,  فوضي هنا وهناك , ظلم وقهر وفقر , شتّي المآسي ليس هناك من يتحكّم أو يخطّط لأيّ غرض أو هدف من هذا كلّه , هناك تبريرات , هناك تفسيرات , وهناك أيضاً من يظّن أن هذا القول ما هو إلا حالة عاطفيّة وجدانيّة تتحكّم فيه المشاعر عوضاً عن المنطق السليم , لكن حقيقة الأمر العبثيّ الفوضويّ أمامنا لا علاقة له بالعواطف .
فوجود كائن خارق مطلق الصفات من شأنه أن يجعل هذا الكون مكاناً مختلفاً , وجود كائنات أخري كفيلة بحدوث تأثيرات خارجيّة وانتهاكات للمبادئ العلميّة , كالجاذبيّة , حفظ الكتلة والطاقة , لكن ليس ثمّة تأثير أو دليل علي وجود كل هذه الادعاءات  ,  فنحن جميعنا دينيّون وملحدون ولا دينيّون نتّفق علي أنّ الإله -في حالة ما إذا كان موجوداً- لا يفعل شيئاً لإثبات وجوده ناهيك عن احداث فارق فيما يحدث , في الحقيقة يمكننا القول بأنّه ترك الكون يبدو كما لو انّه غير موجود , وهذا يخلق مشكلة لاهوتيّة، وتركنا مع ثلاث احتمالات : الإله غير قادر علي اثبات وجوده , الإله يختبر إيماننا مع تعمّد البقاء بمعزلِ , الإله غير موجود . تلك الاحتمالات جميعها واحد لا فرق بينهم , فالإله لا يتدخّل , لا يحدث تغييراً أو تأثيراً , لكنّ عقل الدينيّ لا يستوعب الأمر فتجده يشير إلي ما يسمّي الكتب السماويّة  كدليل علي وجود الإله , جميعهم يرجعون إلي كتابهم المقدّس , علي اعتباره انّه المصدر  الإلهيّ والنموذج المثالي للأخلاق , بل وقد يذهب بعضهم إلي كونه كتاب يحتوي علي معجزات علميّة واكتشافات واختراعات لم تحدث بعد !
إذا ما قرأت أيّ كتاب دينيّ ينسب إلي الإله بعقل حياديّ ستجده عبارة عن كتاب يشجّع علي العبوديّة , كره النّساء , الإبادة الجماعيّة , القتل والقمع , الظلم , والتعذيب و الاغتصاب تعدّد الزوجات و القسوة الحيوانيّة والهمجيّة وعدم المساواة بين الجنسين، وعدم التسامح مع الديانات الأخرى , هذا كلّ ما يدور حوله أي كتاب دينيّ مقدّس !
أهذا ما يمكن للإله أن يقدّمه ليثبت به أنّه موجود !؟ يقولون لكَ الإله لا يسمح بحدوث تلك المعاناة إلا إذا كان  ورائها حكمة حلزونيّة .  وإن سألتهم ما هي الحكمة وراء كل هذه
الحالات التي لا حصر لها من المعاناة  , وما ذنب هؤلاء الّناس الذين هم  بلا مأوى في الشوارع والذين يعانون من الحرب والمرض والمجاعة والتجويع , فلن تسمع منهم سوي تمتمات يجب عليك تعلّم لغة النّمل حتّي تستطيع سماعهم ! .

ما الذي تريده من الحياة ؟!



أنت كشخص عاديّ قد يكون أملك في الحياة أن تصبح أحد أولئك الذين سيخلدهم التاريخ ،ليظل أسمهم باقيا علي مر العصور ، أو قد تحلم بأن تكون أحد أولئك الذين شاركوا في تصميم fuck me silly , او حتي أحد المؤلفين العظماء الذين شاركوا في كتابة baby للأسطورة جاستن ، لكن هذا الوجود اللعين بما فيه الحياة، يفتقر الي المعني ، إذا نظرت الي لفظة معني وأنت تستمع إلي wrecking ball ستجده عبارة عن تأثير النتيجة النهائية علي وجودك ، جميع أعمالك العظيمة التي قمت بها بما في ذلك قضاء حاجتك في الحمام لها تأثير بطريقة ما لتمنحك معناً لوجودك ، على الرّغم من أن هذا قد يبدو لك سبباً منطقياً حلزونياَ لمعنى الحياة إلا انه ليس كذلك . فعدم وجود هدف أكبر في الحياة مقارنة بإتقانك ال twerking , قد يكون أمر مقلق إذا تأملت فيه اثناء نومك ، لكن الغالبية العظمي من الناس يعتقدون ويؤمنون بوجود كائن فضائي قد خلق لهم هدف ومعني نهائي لحياتهم ، وان هذه الحياة مجرد اختبار بنهايته سيخلد في حياة أبدية ! ويتناسون أن السؤال لايزال قائما ، وما الغرض من الخلود الابدي ؟! مثل هذه المحاولة البائسة هي تبرير عقيم ، لا يقل عقماً عن شخص لاديني أو ملحد يؤمن بشيء يسمي الإنسانيّة ، وأن هدفه النهائي هو التعايش السلمي بين البشر ،حقا ؟ هناك 150 فصيلة من الخنافس في كل فصيلة 40000 نوع مختلف يتعايشون في سلام ، هل هذا يمنح حياتهم معنا ؟ هناك فئة أخري لا تقل غباء تدعي أنها تؤمن بالعلم ! وهل يمنحك ماتطلق عليه العلم معنا لحياتك ؟! وماهي ياتري انجازاتك العلمية التي تؤمن بها ؟! أنتظر لقد أنتج لنا العلم بطيخا بدون بذر ! ياللهول لقد حطم العلم هدفي في الحياة و هو تناول البطيخ مع إحصاء عدد البذور ، إن مثل هذه الافكار السّخيفة والمعتقدات العقيمة الدينية واللادينية والالحادية تصيبني بالغثيان .

 
و الآن ماذا ؟!! 

السؤال الفلسفي الوحيد الذي يستحق العناء والذي يجب ان تدور حوله الفلسفة ؛ هل يجب علينا ان ننتحر ام لا !؟ بالنسبة لي انا شخص اتقبل الحقيقة مهما كانت ، اما بالنسبة للبقية فيفضلوا ان يتخرعوا أبا لهم ، أب كبير خارق ، مما يجعلهم يتوهموا انه هناك في مكان ما يعتني بهم ، يراقبهم ، خلق لهم هدف ومعني وغرض ، لكن في نفس الوقت حين ننظر الي الحياة نجدها قاسية ، ظالمة ، غير عادلة ، سيقولون : انها افعالنا وتصرفاتنا واهوائنا البشريّة ، لكن ماذا عن تلك التي تنسبونها للاب الأكبر ! زلازل وبراكين وفيضانات ، شخصيا اتقبل حقيقة اننا مجرد نتاج فعل تطوري عشوائي بنهاية الأمر . اتقبل حقيقة اننا مجرد الات تفكر ، سيقولون : الروح ، العاطفة ، المشاعر ، كلها نتاج إحساس زائف ، مفهوم متوهم مختلق زائف ، أي شيء في الحياة يمكن ان يعبر عنه بنمط ، انماط تصف كل شيء ، اي شيء تتخيله سواء فيزيائي او ميتافيزيقي يحدث عبر عملية من احداث يمكن تتبعها وتكوين نمط محدد منها يمكن التلاعب به ، لافرق بين ماهو مادي وغير مادي سوي اننا لم نتوصل للنمط بعد ، سيقولون : الموت ، الحياة بعد الموت ، الاب الكبير سيحرقنا للابد ، سيقولون سخافة ويبررونها بتفاهة ، ثم يحاولون منطقة السخافة والتفاهة لينتج لنا شيء ليس هناك كلمات تصفه بعد ، سيقولون ثم يقولون ثم بنهاية الامر يتحدثون عن الانتحار ! الانتحار ! لم لا تلخد الي النوم ولا تستيقظ ياصديقي ، جرب ان تفكر في الامر احيانا ، او حتي اثناء وقت فراغك وانت تخرج فضلاتك . حاول ان تتعلم تفكر


الاثنين، 28 سبتمبر 2015

دليل بشريّة القرآن

14 تعليق




عندما يكون احتمال قياس قيمة معيّنة من كمية ما يُعبّر عنه كقوة من تلك القيمة، فإنّ تلك الكمّية تكون تابعة لقانون القوّة -power law كقانون زيبف Zipf's law أو توزيع باريتو -Pareto distribution من الملاحظ أنّ قوانين القوّة توجد على نطاق واسع في الفيزياء، والأحياء، والاقتصاد والعلوم الاجتماعيّة , على سبيل المثال، تظهر توزيع أحجام المدن والزلازل والانفجارات والحروب وحتّي الثّروات الشخصيّة .

لو أخذنا كمثال "قانون زيبف Zipf's law " يتلخّص في انّه إذا ما أحصينا عدد تكرار كل كلمة في نصّ ما ثم رتبنا تلك الكلمات المكرّرة وفقاً لتكرارها ترتيباً تنازليّاً , وقمنا بتمثيلهم بيانيّاً سيوضح الرسم البياني نمطًا ملحوظًا من اللوغاريتم الخطي , بمعني أبسط سيكون هناك انتظاماً ملحوظاً في توزيع الرّتبة والحجم , سواء طبّقا ذلك علي الكلمات وتكرارها ورتبها , أو علي عدد سكّان المدن من حيث حجم المدن وعدد السكّان , او حتّي عدد الأشخاص الذين يقتلون في الحروب , تقريباً كل شيء يتصرّف بهذه الطريقة .


مبدأ باريتو-Pareto distribution   ينصّ علي أنّ الـ 20 % من الأسباب مسؤولة عن 80 % من النتائج , كأستخدام الكلمات مثلاً 20 % من كلمات أي لغة هي التي تمثّل 80 % من أي حديث أو كتاب أو انّك تقوم عادة بالأتصال بـ 20 % فقط من قائمة الأشخاص المسجّله في هاتفك , إلخ .

الخلاصة : لو قمنا بعمل دراسة لأيّ لغة سنجد أنّ الكلمات الأكثر شيوعاً في تلك اللغة يتمّ استخدامها بكثرة وستكون هي نفسها الأكثر شيوعاً في أي نصّ أو حديث أو كتاب , وإذا قمنا بإحصاء تلك الكلمات الأكثر شيوعاً ومثّلناهم بيانيّاً سنجد نمطاً منتظماً بحيث انّ الكلمة التي في المرتبة 2 تكون 1/2 الكلمة التي في المرتبة الأولي , الكلمة التي في المرتبة 3 تكون 1/3 الكلمة التي في المرتبة 2  وهكذا , وسنجد انّ 20 % فقط من الكلمات الأكثر شيوعاً هي التّي تمثل 80 % من الاستخدام , هذا ينطبق علي أيّ لغة .





(قاعدة الـ 80-20)

الرسم البياني لقانون القوّة يكون الجزء الأيمن عبارة عن ذيل طويل، والجزء في اليسار كمّية صغيرة هي التّي تهيمن .



 جيّد , لو طبّقنا هذا علي شيء من المفترض به أنّ معجز وليس من عند بشر وهو القرآن , يجب أن نجد شيئاً مختلفاً , فلو كان القرآن كلام إله يجب أنّ يشذّ إذا ما قمنا بتطبيق هذا القانون عليه , فكون القرآن باللغة العربيّة لا يعني أن يكون مثل أيّ كتاب قام بتأليفه كائن بشريّ , يجب ألا نري هذا النمط فيه , لأنه من المفترض انّ مؤلّفه إله وليس بشري .


 لكن الحقيقة القرآن لا يختلف عن أي شيء بشريّ , لا يختلف عن أيّ كتاب قام بتأليفه أي شخص , فمثلاً قمت بحساب تكرار لفظ " الله " في القرآن ووجدته 2557 مرّة , قمت بتمثيل هذا بيانيّاً (عدد تكرار اللفظ & السورة التي تكرّر فيها ) النتيجة انّه نمط متوقّع يخضع لقانون زيبف.



يكون التوزيع النّاتج في البداية بمعدل سريع ثم يصبح أقل سرعة شيئًا فشيئًا


 ليس فحسب بل ولمبدأ 20 / 80 أيضاً , فلفظ "الله" تكرّر 2557 مرّة في 172 موضع مختلف لنعتبر كل موضع  سورة , نسبة الـ 20 % من 172 = 34 سورة , لو قمنا بجمع مرّات التكرار في أعلي 34 سورة تكراراً سنجد مجموعهم 1939 , والـ 80 % البّاقية = 138 سنجدهم فقط 596 , أي انّ النسبة هي 75.8 % : 24.16 %


مثال آخر : تكرار بعض الكلمات في القرآن , وتمثيلها بيانيّاً وسنجد نفس النّمط المتوقّع


نفس النّمط مرّة أخري


حتّي لو قمنا بتمثيل عدد الآيات حسب التصنيف , فسيتكوّن لنا نفس النّمط .


نمط متوقّع



فما الذي يثبته ذلك سوي انّ القرآن مجرّد كتاب بشري يمكن حتّي التنبؤ بتكرار الألفاظ فيه ! فتكرار لفظ " مِن " هو الأكثر شيوعاً في اللغة العربيّة وهو أيضا الأكثر تكراراً في القرآن اتباع صريح لقانون زيبف واثبات لبشريّة مؤلف القرآن .