من المعروف بيولوجيّاً أن الإنسان عبارة خلايا تتفاعل تفاعلات كيميائيّة ، وأن العقل الإنساني هو عبارة عن خلايا أيضاً ،و حين ننظر الي الوعي نجده مرتبطاً إرتباطاً وثيقاً بنشاط نصفي المخ ( الشق الأيمن والشق الأيسر) فهذا المخ البشري إنما هو نتيجة إرتقاء ، تطور خلاله الجهاز العصبي وحدثت له طفرات عديدة لتصل في نهايّة الامر إلي ماهي عليه عند الإنسان.
وقد بيّنت في موضوع سابق بعنوان " يسألونك عن الروح !! " أن ا لوعي ليس شيئاً ما وراء المادة ، فالانسان مثلاً حين يصاب بجرح بليغاً يشعر بالاغماء ، هذا الاغماء ترتب علي عدم تدفق القدر المناسب من الدم الي المخ ، لذا فالتأثيرعلي المخ مادياً يؤثر علي الوعي ! ويمكننا أن نستتنج من هذا كله أن الوعي لا يمكن أو يتواجد بعيداً عن المادة !
فمثلاً عند النظر الي الاسماك التي لا تمتلك قشرة مخيّة نجد سلوكها بسيط جداً ولا تكاد تشعر تشعر بالألم ، في حين أن الطيور سلوكها اكثر تعقيداً لانها تمتلك عناصر من لحاء المخ ، ويزداد التعقيد في الكلاب وذلك لامتلاكها لحاءاً متطوراً ! إالي أن نصل الي القردة نجد أن كل حركه يرتبكها القرد خاضعة للقشرة المخيّة الخاصة به ، إلي أن نصل الي الانسان الاكثراً تطوراً فالانسان يتميز بالتفكير ، والوعي هو وظيفة قاصرة علي المخ، ولا يمكن ان يكون هناك وعياً بدون مخ ،بل إنني اجزم أنه في حالة ما إذا تمت محاكة جميع وظائف المخ في اله ما ، ستصبح تلك الاله واعيّة تماماً مثلنا ،هذه مقدمة لابد منها ، ولكننا إلي الآن لم نعط تفسيراً محدداً للوعي ، لهذا دعنا نأخذ مثالاً علي جملة " الشجر الاخضر " ما الذي يدور في رأسك عند سماع هذه الكلمات " شجر " و "اخضر " بالطبع لا يوجد شجر في عقولنا وإنما هي أفكاراً عن الشجر الاخضر مجرد صورعامة لهذه الاشياء ! ولكن من اين علمت هذه الاشياء ؟ بالطبع من خلال الواقع من المشاهدات الحسيّة أنت أدركت الشجر واللون الاخضر من خلال ادراكك للواقع ! من خلال المُكتسبات التي تكتسبها منذ طفولتك ! لهذا فالوعي ماهو إلا مجرد نسخة للواقع و صورته ، والسبب في تكون وعي الانسان هو الحالة الاجتماعية التي يعيش فيها الانسان ، فوعية يتكون منذ طفولته علي اساس اللغة ، فبواسطة هذه اللغة يمكن للافكار أن تعبر عن نفسها ، فالحقيقة أن الوعي والفكر مرتبطين إرتباطاً وثيقاً باللغة فالانسان حين يفكر ولا يعبر عن فكره علانيةً فهو يخاطب نفسه بلغة منطوقة ، ويتلفظ بها ولا يمكن ان يفكر بطريقة اخري ، وبفضل اللغة يمكننا تبادل الفكر بين بعضنا ، ولان الوعي هو عبارة عن صورة للواقع الماديّ ، فمن المُحال أن يتخيّل اي إنسان شيئ ما أو كائن ما بصفات ليست موجودة في تلك البيئة ، لان وعيه ماهو إلا مجرد صورة طبق الاصل للواقع المادي ولا توجد طريقة أخري للحصول علي تلك المدركات .
لو نظرنا إلي الاديان جميعاً بشكل عام نجد أنها تدعي أن هناك اشخاص بعينهم ، قد اتصل بهم الاله ، عن طريق ملاك ، أو كائن ما ، هذا الكائن يعمل كحلقة وصل بين الاله وهؤلاء الرسل ، حسناً لنفترض أن هذا صحيحاً ، عند النظر إلي ما جاء به هؤلاء الرسل نجد انهم لم يستطيعوا أن يخرجوا عن بيئتهم الماديّة ، ومدركاتهم الحسيّة المتعلقة بوعيهم كبشر لا فرق بينهم وبين أي شخص عادي ، فالاديان السماويّة مثلاً تتفق علي خلق ادم -الذي هو من المفترض أن يكون أوّل البشر- من طين ، ويفصّل القرآن علي سبيل المثال ذلك الخلق علي النحو التالي :
وَلَقَدْ
خَلَقْنَا الإنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (الحجر:26) هنا أكثر من نقطة تثبت عدم وجود أي تصال بأي قوة غير ماديّة ، حيث أنهم جميعاً اتفقوا علي وجود مادة أوليّة للخلق ، ,اعتمدوا علي مدركاتهم ووعيهم المُكتسب من خلال أن كل شئ لابد ان يُخلق من شيئ ، ولا توجد طريقة اخري .
الشيئ الاخر هو تلك المادة ، وطريقة الخلق ، فهم لم يأتوا بشيئ جديد ، بل مادة أوليّة متواجدة امامهم ، والطريقة نفسها تدل علي بدائيّة ووعي اناس عاشوا في عصور الجهل ، فالتراب يُضاف إليه
الماء ليصبح طيناً " وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ " (فاطر:11) ثم بعدها يترك هذا الطين ليتأثر بالعوامل البيئيّة ، التي لا تختلف عن بيئنا الماديّة ليتحوّل بعدها إلي طين لازب أي لاصق متماسك ،" إنّا خلقناهم مِن طينٍ لازبٍ "(الصافات :11) ثم يتركه أكثر ليصبح صلصال من حمإ مسنون والحمأ هو الطين الأسود ، والصلصال اي لا صوت له والأله يحركه بيديه ليشكل جسد ادم "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ" (الحجر:26) يستطرد في التوضيح فيضرب لنا مثالاً يدل علي انه بشريّ محض لا يستطيع ان يخرج من بيئته المادية فيقول " خَلَقَ الإنْسانَ مِنْ صَلْصال كَالفَخّارِ "( ص:6) أي بإختصار وصف مادي مدرك مشاهد مستنتج من البيئة
قد يكون هذا تشبيهاً ومحاولة لتقريب وصف الخلق كمثال الفخار، ولكن إن كان الامر كذلك فهو غير صحيح ، هذا الوصف إما انه حدث فعلاً بنفس الطريقة ، أو أن الاله يؤلف وينسج قصص من خياله .
وصف خلق الكون من البداية يدل علي ان هذا الوصف لم يخرج إلا من رجل بسيط لا يستطيع ان ينتج أفكاراً جديدة ، أو أن يتخيل مثلاً العدم ، فالأله لم يخلق إلا من موجود ، فحتّي اقدار البشر كتبها في كتابه ، بواسطة قلم ، وبما أنه وصف لبشراً ، فخلق القلم ليكتب به ! رغم انه قادر علي ان يخلق الكتاب مكتوباً من البداية! علي كلٍ إن كان هذا أو ذاك فسيظل وصف بشريّ أيضاً كما نجد أن خلق الكون نفسه بشري محض ( قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين) فصلت 9
فذكر أنه خلق الأرض أولا ؛ لأنها كالأساس ، والأصل أن يبدأ بالأساس ، ثم بعده بالسقف ، كما قال : ( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات ) الآية [ البقرة : 29 ] ، ثم بعض الزينة .( وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم ) فصلت 11
الشيئ الاخر هو الوحي نفسه ، يدعون جميعاً أن هناك ملاك ظهر لهم ، الطريقة نفسها مادية ،تقليديّة بحته ، ملك يرسل رسول إلي الشخص الذي يريد ان يخبره بشيئ ، طيريقة بشريّة اتبعها البشر في عصور ظهور هؤلاء الرسل لإنعدام وجود وسيلة أخري ،
وو صف هذا الملاك أكبر دليلاً علي انهم كاذبون يؤلفون وينسجون القصص والأساطير ، حيث ان وصف هذا الملاك لم يخرج عن مدركات ماديّة بحته فمثلاً الاصدار الإسلامي يصفه بالاتي :
" أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل له ستمائة جناح "
الراوي:
عبدالله بن مسعود
المحدث:
مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 174
الراوي:
عبدالله بن مسعود
المحدث:
البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3232
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
كما نري لا يمكن أن يخرج الإنسان عن بيئته الماديّة ومدركاته إطلاقاً ، فهذا الملاك له اجنحة كالطيور ،هنا قد يبرر البعض ان هذا مجرد تحوّل وليست هيئته الحقيقيّة لهدف ما ،
ولكن لو كان التحول لهدف ما ، فماهي فائدة الستمائة جناح وتلك الهيئة من الأساس؟ ولم لا يبقي علي هيئته البشريّة ، كأغلب أوقاته مع محمد ! الحقيقة أن هذا الوصف هو نتاج وعي انساني لشخص لم يفارق بيئته .
الشيئ الاخر الذي وجد بالإسلام هو صعود محمد للسماء ، وكان من المتوقع أن يصف لنا اشياءاً غير ماديّة وكائنات لا يمكن لبشر أن يتخيلها ، هذا في حالة عروجه للسماء حقاً ، ولكنه خيّب أملنا في وصفه ، فهذا البراق -الكائن الذي امتطاه محمد لصعوده السماء- هو مجرد حيوان اشبه بالبغل ، ولكنه برأس انسان ، اي مجرد خلط لتكوين مادي جسمانيّ يمكن لاي شخص عادي أن يتخيله بل هو اساساً مسروق من الثور المجنح في الميثولوجيا البابلية- الأشورية.
حتي في الحالات التي يشذ فيها طريقة الاتصال بالرسل ، فهي لا تخرج ايضاً عن البيئة المادية ، فموسي مثلاً كلمه الاله ، صوتاً عن طريق إرسال اشارة ماديّة وهي نار . كل شيئ يوجد بالاديان هوعبارة عن تأليف لهؤلاء الرسل من نسيج خيالهم ،
الشيئ الاخير هو الحياة الآخرة ، بما فيها الجنّة أو الجحيم ، جميع الاديان تتفق علي وجود حياة أخري ، حياة ليست كهذه الحياة الماديّة ، حياة الخلود لا خضوع لزمن ، او احساس بألم او غضب ، نعم سيتحوّل الجميع إلي آلات مبرمجة علي التمتّع فقط ، ولكن هذا ليس حديثنا، كان من المُفترض أن يخبرنا أي رسول منهم بشيئ غير متواجد في بيئتنا الماديّة ولكنهم خيّبوا أملنا الوحيد ، في موضوع سابق لي هنا بعنوان " محمّد مؤلف القرآن بالدليل والبرهان !! " بيّنت أن الجنة عبارة عن تصور لشخص عاش في بيئة صحراويّة كحال الفاظ القرآن، فهو يستطرد في وصف الانهار بداخل فيقول :"وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ " (البقرة: 25)
(وَهُوَ الَّذِى أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعۡرُوشَاتٍ وَغَيۡرَ مَعۡرُوشَاتٍ وَالنَّخۡلَ وَالزَّرۡعَ مُخۡتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيۡتُونَ وَالرُّمَّانَ ) الانعام 141
بالطبع لابد وان يتحدث عن الزيتون ولا شيئ سوي الزيتون لانه متواجد امامه ولان الصحراء لها اكبر الاثر علي كلام محمد فنجد أن الجنّة وحورها العين سيتواجدن في خيام ، نعم صدقني ساكنو الجنه سيجلسون تحت الخيام فقال - (حُورٌ مَّقۡصُورَاتٌ فِى الۡخِيَامِ ) "الرحمن 72"
وحين أطلق لخياله العنان ، وصف جنّة الآخرة بانها عبارة غرف مبنيّة ، سواء كانت من الطين او الذهب ، فهولم يخرج بعيداً عن الهيكل المادي البيئي ، والتصور الإنساني
(لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الانهار) الزمر 20
حتّي وصف الجحيم ، لم يكن بأفضل حالٍ من وصف الجنّة ، فهي عبارة عذاب مادي -الحرق- ولها ابواب (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ) [الحجر: 43-44
بل احياناً بسلاسل ، للتقيد ، لا أدري ما الهدف اساساً منها ؟ "وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ " ( ابراهيم :52 )
وحيث أن هذه القصص من تأليف بشر ، نجد ان اهوال الحساب والصراط ، كلها امور ماديّة يمكن لاي شخص ان يتصورها ، إنها طريقة بدائية بحته تدل علي أن وعي هؤلاء الأشخاص عاشوا في بيئات بدائية ، " وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ " (القارعة :9)
سيتم وزن الاعمال المكتوبة سلفاً ، من قبل ملاكين ، تم تسجيلها في كتاب بواسطة قلم
ليتم وزنها في ميزان ماديّ ، ميزان ذو كفتين ، ليته حتّي ميزان حسّاس
وأخيراً أقول أن جميع الرسالات كاذبة وأن جميع الرسل كاذبون حتّي يأتي لنا أحد متبعي هؤلاء بشيئ غير مادي غير مدرك ، أو وصف لشيئ لا يمكن لبشر عادي أن يتخيله ، معتمداً علي وعيه المدرك المشاهد المحسوس ، من واقع بيئة ماديّة .
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
كما نري لا يمكن أن يخرج الإنسان عن بيئته الماديّة ومدركاته إطلاقاً ، فهذا الملاك له اجنحة كالطيور ،هنا قد يبرر البعض ان هذا مجرد تحوّل وليست هيئته الحقيقيّة لهدف ما ،
ولكن لو كان التحول لهدف ما ، فماهي فائدة الستمائة جناح وتلك الهيئة من الأساس؟ ولم لا يبقي علي هيئته البشريّة ، كأغلب أوقاته مع محمد ! الحقيقة أن هذا الوصف هو نتاج وعي انساني لشخص لم يفارق بيئته .
الشيئ الاخر الذي وجد بالإسلام هو صعود محمد للسماء ، وكان من المتوقع أن يصف لنا اشياءاً غير ماديّة وكائنات لا يمكن لبشر أن يتخيلها ، هذا في حالة عروجه للسماء حقاً ، ولكنه خيّب أملنا في وصفه ، فهذا البراق -الكائن الذي امتطاه محمد لصعوده السماء- هو مجرد حيوان اشبه بالبغل ، ولكنه برأس انسان ، اي مجرد خلط لتكوين مادي جسمانيّ يمكن لاي شخص عادي أن يتخيله بل هو اساساً مسروق من الثور المجنح في الميثولوجيا البابلية- الأشورية.
حتي في الحالات التي يشذ فيها طريقة الاتصال بالرسل ، فهي لا تخرج ايضاً عن البيئة المادية ، فموسي مثلاً كلمه الاله ، صوتاً عن طريق إرسال اشارة ماديّة وهي نار . كل شيئ يوجد بالاديان هوعبارة عن تأليف لهؤلاء الرسل من نسيج خيالهم ،
الذي لايسمح لهم بالخروج عن البيئة الماديّة .
الشيئ الاخير هو الحياة الآخرة ، بما فيها الجنّة أو الجحيم ، جميع الاديان تتفق علي وجود حياة أخري ، حياة ليست كهذه الحياة الماديّة ، حياة الخلود لا خضوع لزمن ، او احساس بألم او غضب ، نعم سيتحوّل الجميع إلي آلات مبرمجة علي التمتّع فقط ، ولكن هذا ليس حديثنا، كان من المُفترض أن يخبرنا أي رسول منهم بشيئ غير متواجد في بيئتنا الماديّة ولكنهم خيّبوا أملنا الوحيد ، في موضوع سابق لي هنا بعنوان " محمّد مؤلف القرآن بالدليل والبرهان !! " بيّنت أن الجنة عبارة عن تصور لشخص عاش في بيئة صحراويّة كحال الفاظ القرآن، فهو يستطرد في وصف الانهار بداخل فيقول :"وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ " (البقرة: 25)
(وَهُوَ الَّذِى أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعۡرُوشَاتٍ وَغَيۡرَ مَعۡرُوشَاتٍ وَالنَّخۡلَ وَالزَّرۡعَ مُخۡتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيۡتُونَ وَالرُّمَّانَ ) الانعام 141
بالطبع لابد وان يتحدث عن الزيتون ولا شيئ سوي الزيتون لانه متواجد امامه ولان الصحراء لها اكبر الاثر علي كلام محمد فنجد أن الجنّة وحورها العين سيتواجدن في خيام ، نعم صدقني ساكنو الجنه سيجلسون تحت الخيام فقال - (حُورٌ مَّقۡصُورَاتٌ فِى الۡخِيَامِ ) "الرحمن 72"
وحين أطلق لخياله العنان ، وصف جنّة الآخرة بانها عبارة غرف مبنيّة ، سواء كانت من الطين او الذهب ، فهولم يخرج بعيداً عن الهيكل المادي البيئي ، والتصور الإنساني
(لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الانهار) الزمر 20
حتّي وصف الجحيم ، لم يكن بأفضل حالٍ من وصف الجنّة ، فهي عبارة عذاب مادي -الحرق- ولها ابواب (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ) [الحجر: 43-44
بل احياناً بسلاسل ، للتقيد ، لا أدري ما الهدف اساساً منها ؟ "وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ " ( ابراهيم :52 )
وحيث أن هذه القصص من تأليف بشر ، نجد ان اهوال الحساب والصراط ، كلها امور ماديّة يمكن لاي شخص ان يتصورها ، إنها طريقة بدائية بحته تدل علي أن وعي هؤلاء الأشخاص عاشوا في بيئات بدائية ، " وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ " (القارعة :9)
سيتم وزن الاعمال المكتوبة سلفاً ، من قبل ملاكين ، تم تسجيلها في كتاب بواسطة قلم
ليتم وزنها في ميزان ماديّ ، ميزان ذو كفتين ، ليته حتّي ميزان حسّاس
وأخيراً أقول أن جميع الرسالات كاذبة وأن جميع الرسل كاذبون حتّي يأتي لنا أحد متبعي هؤلاء بشيئ غير مادي غير مدرك ، أو وصف لشيئ لا يمكن لبشر عادي أن يتخيله ، معتمداً علي وعيه المدرك المشاهد المحسوس ، من واقع بيئة ماديّة .