face like

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الجمعة، 21 مايو 2021

الحياة إيمان والوجود إدراك!





في نظر الإنسان، الحياة لا تستحق أن تكون غاية لذاتها، ولذلك هو يراها مجرد طاقة لممارسة الوجود، والوجود مجرد نافذة للإطلالة على الكون..، فإن لم تكن الطاقة كافية أو لم تكن الرؤية ممكنة وممتعة ومجدية..، أدرك أن إيقاف تبديد الطاقة أولى من إهدارها، وإغلاق النافذة أجدى من الكذب على الذات وعلى الآخرين! البشر غير قادر على تصور غاية للحياة، لذلك هو يكتفي بتصورات الآخرين، ويُمارس الحياة على أنها غاية لذاتها! بعضنا يبحث عن أسباب الوجود، وبعضنا لا يسأل عن أسباب الوجود! لذلك يرفض بعضنا الإقرار بأسباب لا تُقنعه، بينما يؤمن آخرون بأي سبب يُقال لهم.. لأنهم لم يسألوا ابتداءً، ولا ينوون الالتزام لاحقًا، أو أنهم لا يُدركون حجم استحقاقات الإيمان ..، فإذا ترعرع أحدهم صُدفةً حيث يؤمنون بقدسية البقر آمن مثلهم بقدسية البقر، وإذا ترعرع صُدفةً حيث يؤمنون بقدسية الحجر آمن مثلهم بقدسية الحجر! الإنسان لا يؤمن، الإنسان يعرف فيُصدِّق، أو يُدرك فيعلم ويُسلِّم! لذلك يُفضِّل بعضنا الموت على إظهار إيمان زائف! البشر يؤمن لأنه لا يعرف ولا يُدرك..، ولذلك يُفرَض على البشر الالتزام بما آمنوا به – بالعقوبات والترهيب والترغيب..، وهذا يُثبت أنه لا قيمة لإيمانهم ولا صحة لما آمنوا به! فلو كان إيمانهم صحيحًا، لما احتاجوا للمراقبة والمتابعة لإكراههم على الالتزام بما آمنوا به! ولو كان ما آمنوا به صحيحًا، لعرفه أو أدركه غيرهم وصدَّقوا به، وتوقفوا عن البحث، وربما انتفت الحاجة للوجود! 

 بفلسفة الإنسان والبشر، وعند النظر إلى الاختلافات بيننا، يمكننا أن نقول: إنه لا حاجة للحوار بين إنسان وإنسان، ولا قيمة لحوار بين بشر وبشر، ولا جدوى من حوار بين إنسان وبشر! الحوار بين إنسان وإنسان لا يكون إلا في موضوع الوجود والكون، وما عدا ذلك فهي بديهيات، أو موضوعات لا يتجاوز الحوار حولها تبادل المعلومات والتسلية! الحوار بين بشر وبشر لا قيمة له، لأن القوي يرى في الحوار مجرد سبيل لفرض إرادته وإملاء شروطه ونشر رؤيته، والضعيف يرى في الحوار مجرد سبيل لمعرفة عنوان وموضوع النفاق الذي عليه ممارسته! الحوار بين الإنسان والبشر، يمكن اعتباره تجسيدًا لما يُعرف بحوار الطُرشان! يرفض البشر الحوار المنطقي.. لماذا؟ لأنه يكشف عدم قدرتهم على الإدراك، فيبدون أقرب إلى مرحلة الحيوان منها إلى مرحلة الإنسان، ولذلك يرفضون الحوار المنطقي، ويدافعون عن بشريتهم بأسلوب وشراسة الحيوان! موقع الإنسان إلى البشر، أشبه بموقع الكبير إلى الصغير، أو البالغ إلى القاصر، أو المفكر إلى المعتوه! ليس المقصود هنا، أن كل الموجودين اليوم هم مصنَّفون إلى بشر وإنسان، إنما الحديث هو عن الفاعلين المؤثرين في المشهد البشري، ومن لهم رأي في الحياة ورؤية للوجود! معظم الموجودين اليوم هم عبارة عن كائنات بشرية غير مُصنَّفة - لأنها غير فاعلة-، ولذلك يحسبها الإنسان امتدادًا طبيعيًا له، ويحسبها البشر رعية ومخزونًا استراتيجيًا لهم! عند مستوى معين من الوعي، تكون هذه الكائنات فاعلة، فتظهر ملامحها، وعندئذٍ يكون تصنيفها ممكنًا! هذه الكائنات البشرية غير المُصنَّفة، هي التي يتنافس البشر من أجل السيطرة عليها وبرمجتها وتصنيفها..، عقائديًا وسياسيًا وقوميًا، وحتى فنيًا ورياضيًا وتجاريًا وأمنيًا وعسكريًا..الخ. محاربة المسلمين لما يُعرف بالتنصير، ومحاربة السُنَّة للتشيع، ومحاربة الشيعة للتسنن، ومحاربة العروبة للصهيونية، ومحاربة النازية للسامية، وأسلوب حجب القنوات الفضائية، وحتى المواقع الإباحية..، الخ، كل هذه الممارسات والثقافات، تدخل تحت عنوان التنافس البشري على الكائنات البشرية غير المُصنَّفة، بقصد برمجتها وتوجيهها، باعتبارها كائنات بشرية خام، قابلة للتصنيع والتشكيل بحسب رغبة المالك أو المستعمر أو الظافر بها أو أول الواصلين من المستثمرين! لا وجود لمثل هذه الوصاية والمخاوف والهواجس والثقافات، في مجتمعات الإنسان! ولعل وجه الشبه هنا واضح بين الكبار والقاصرين من البشر؛ فممارسة الوصاية بحجة الخوف من استغلالهم – عادة تكون على القاصرين، بينما هذه الممارسات تتم خوفًا على البشر البالغين - في المجتمعات البشرية!

0 تعليق:

إرسال تعليق

تذكّر : : كلُّ إناءٍ بالذي فيهِ ينضَحُ