face like

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الخميس، 13 ديسمبر 2018

قوانين الطبيعة وجود أزلي وسلوك حتمي! خلق بلا خالق(2).



حقيقة الواقع الكمومي وفرضية الواقع الحقيقي! أوشك العِلم في ساحة فيزياء الكوانتم أو ميكانيكا الكم، أن يصطف إلى جانب المعتقدات في تجاوز وعي الإنسان وقدرته على التصور، وتجاهل ثوابته المنطقية التي يعتمد عليها للحفاظ على توازن كيانه، وذلك حين أعلن العُلماء عن تنبؤاتهم التي مفادها أن الجسيمات الأولية التي تتكون منها المادة والطاقة (عالم الكوانتم)، والتي يتكون منها الإنسان أيضًا..، أنها تسلك سلوكًا عشوائيًا ذاتيًا في تصرفاتها- لا يخضع لقانون بعينه ولا لنموذج مما يمكن أن يتصوره العقل، الأمر الذي يجعل كل النتائج في الحاضر والمستقبل وحتى الماضي، هي نتائج احتمالية متعددة وليست محسوبة ومحددة! تقول فيزياء الكوانتم، إن الفوتون هو جسيم أولي، ناقل للطاقة، وليست له كتلة سكونية! ونحن نعلم سلفًا – أو لنقل أن العلماء قد أدركوا واتفقوا وأخبرونا قديمًا، أن الذرة تتكون من إلكترونات وبروتونات ونيوترونات! وجاءت فيزياء الكوانتم لتقول، بأن الإلكترون مثل الفوتون، من حيث هو أحد الجسيمات الأساسية الأولية في الوجود، التي ربما لا تتجزأ إلى أصغر منها..، بينما البروتونات والنيوترونات، قد ثبت أنها تتكون مما هو أصغر منها – الكواركات – مفردها كوارك، وأن الكوارك لا يوجد منفردًا في الطبيعة، أي أن الكوارك لا يوجد في الطبيعة إلا كمكون لغيره، أو هو ليس وحدة كاملة – حتى أنهم قالوا أنه لا يحمل شحنة كهربية تامة-، هذا إذا لم يكن الكوارك يتكون من مكونات أصغر منه – هو الآخر! يُطلق العلماء مصطلح (تحت ذري) على الجسيمات المكونة للذرة، وعلى كل ما هو أولي في الطبيعة -وهو بالضرورة أصغر من الذرة! الإلكترون، وبسبب مواصفاته وإمكانية فصله أو عزله واستعماله من قِبل العُلماء، وربما أيضًا بسبب انتشاره بين مختلف المستويات المعرفية والثقافية للبشر – كمفهوم ذري وكهربي – حتى بات الجميع يعتقدون بمعرفتهم له وكأنهم يستطيعون تصوره..، لهذه الأسباب وغيرها أصبح الإلكترون هو أكثر الجسيمات ذِكرًا وترشيحًا لإجراء التجارب العلمية في فيزياء الكوانتم! أظهرت التنبؤات كما أثبتت التجارب العلمية التي أجريت على سلوك الإلكترون وعلى الفوتون (جسيمات تحت ذرية)، بعض الحقائق الجديدة والغريبة - التي لا يستسيغها من تعود على قوانين الفيزياء الكلاسيكية التي يمكن تخيلها بدرجة أو أخرى..، من تلك الحقائق أو النتائج: 1- أن الإلكترون يمكن أن يتواجد في أكثر من مكان في وقت واحد! 2- أن الجسيمات ما تحت الذرية (الإلكترون مثلاً)، هي ذات طبيعة مزدوجة – موجية وجسيمية! 3- أن الإلكترون يسلك كل المسارات الممكنة أثناء انتقاله من نقطة إلى أخرى، ولا يكتفي بمسار واحد! 4- أنه لا يمكن فصل عملية المُشاهَدة عن سلوك المُشاهَد، أي أن الإلكترون – مثلاً، إذا تَمكنتَ من مشاهدته، فإنه لا بد وأن يتأثر بمشاهدتك له، فيكون قد اضطرب وغيَّر من حالته آنيًا بما يسمح لك بمشاهدته، ثم ما يلبث أن يعود إلى حالته الطبيعية بعد انتهاء المشاهدة، وهذا يعني أنه لا يمكن مشاهدة إلكترون طبيعي (ويُفسرون ذلك، بأن المشاهدة لا تكون إلا بتسليط ضوء (فوتون) على الشيء المراد مشاهدته، ولا بد للإلكترون من ردة فعل تتناسب مع فوتون الضوء، وبذلك لا يكون الإلكترون أثناء عملية المشاهدة هو ذاك الإلكترون قبلها وبعدها)!
. ربما كان على العُلماء أن يسلكوا مسار الفلاسفة بدل مسارات الإلكترون، فيقولون مثلاً: إن طبيعة وسلوك الجسيمات - تحت الذرية - تلك الطبيعة التراكبية، لا يمكن وصفها بالمفردات والمصطلحات المتوفرة في اللغات والثقافات والمعارف البشرية، ولا يمكن قياسها بدقة كاملة، ولذلك لا معنى للحديث العلني عنها الآن- وإن كانت واقعًا! وربما كان عليهم قبل ذلك، إيضاح الأهمية الكبيرة لعنصر الوقت – قياس الزمن – في تنبؤاتهم وتجاربهم..، بما يفرضه ذلك من الإقرار بأن عنصر الزمن ليس فقط آلية قياسه هي كلاسيكية تقليدية ونسبية، بل إن فكرته وفلسفته هي ذاتها نظرية افتراضية وفكرة فلسفية..، إذ ليس الزمن شيئًا فيزيائيًا مستقلاً بذاته يمكن دراسته، ولا هو قانون طبيعي ينبغي التسليم بنتائج معادلاته، ولا هو شعور لا إرادي يمكن وصفه، ولا هو خاصية فيزيائية لشيء آخر..، إنه ليس نتيجة علمية بالأساس! فالزمن هو عنصر معنوي رمزي، تتم إضافته إلى معادلةٍ، كل عناصرها الأخرى فيزيائية – طبيعية (مادية)! ولكن، ورغم – ما يمكن تسميته - بتسرع العُلماء في التصريح بتنبؤاتٍ لا منطقية في مجال فيزياء الكوانتم، والتي أربكت الكثيرين، ودعت الكثيرين إلى إعادة النظر في كل معارفهم ومُسلَّماتهم – دون إحاطة ودون إلمام كافٍ بهذا العالم المعقد المتشابك ذي الطبيعة الاحتمالية والثنائية – عالم الكم، والذي يُقال بأن آينشتاين مات ولم يُسلِّم بصحته! إلا أنه يُحسبُ للعِلم والعُلماء – كما هُم دائمًا - حفاظهم على أعلى درجات الصرامة في تحقيق وتكرار التجارب والتثبت من نتائجها قبل إعلانها، تمامًا كما يُحسب لهم اتصافهم بعدم المكابرة، وحضور الأمانة والصدق والشفافية في تعبيرهم عن رؤاهم ودهشتهم من نتائج تنبؤوا بها وحققوها بأنفسهم – عندما تكون مدهشة بالفعل، بل وأكثر من ذلك نجد العلماء لا ينسلخون عن محيطهم ولا يتنكرون لطبيعتهم البشرية، ولا يتجردون من بساطتهم، مما يجعل الكثيرين منهم لا يُنكرون على الإنسان العادي حقه في رفض ما لا يستطيع تصوره – مما أثبتوه!
 الذرة في الغرب والزوجة في الشرق.. تطابق السلوك: عادةً ما تكون الزوجة الشرقية على إطلاع بحدود إمكانيات زوجها المالية، وعادةً ما تطلب منه توفير ما يفوق قدراته..، ويبدو هذا الأمر للزوج سلوكًا غير منطقي، أو مفارقة غير مفهومة – سلوك كوانتي – تراكبي (الزوجة تعرف ولا تعرف في ذات الوقت)! ولعل ما لا يعلمه الكثيرون من الأزواج أو لا يستطيعون تصوره أو لا يريدون تصديقه، هو أن قناعات الزوجة لحظية – لا يتجاوز بقاؤها لحظات محدودة (ليس لها كتلة سكونية)! وأن تعارض المعلومة مع المصلحة هو دليل على عدم صحة المعلومة – في قاموس الزوجة! وأن إجابة الزوجة على سؤال الزوج، تُحدِّدها ظروف ومعطيات لحظة السؤال، وليس حقيقة الأمر! ويبدو أن الذرة عند عُلماء الفيزياء في الغرب، مثل المرأة (الزوجة) عند حُكماء الرِجال في الشرق، حيث يَدَّعون معرفتها ويُقرُّون بغموضها (سلوك تراكبي لدى الرجال)! فلا يمكنهم رؤية جوهرها وإدراك أسرارها، ولا يمكنهم تجاهل وجودها وحقيقة تأثيرها! يعتقدون أنهم يُجرون عليها التجارب، بينما في الواقع هي التي تُحدِّد زمان ومكان ومسار التجربة والخطوات التالية! والنتيجة تكون احتفاظ الذرة والمرأة بأسرارهما، ومتابعة العلماء والرِجال السير خلفهما!.
 - العالم الشهير ريتشارد فاينمان المعروف بمشاركته في صياغة نظرية المجالات (الكمية) عام 1947، وبنظريته في (حاصل جمع التواريخ) لتفسير نظرية (الكم)، قال: (أظن أنني يمكنني القول بأمان إنه لا أحد يفهم ميكانيكا الكم). - وقد سبق للعالم الشهير ألبرت آينشتاين المعروف بنظريته (النسبية العامة) أن اعترض بشدة على (ميكانيكا الكم). قال آينشتاين: "إن أكثر الأشياء الغير مفهومه في هذا العالم هو أنه يمكن فهمه". وقال:"إن فيزياء الكوانتم تجعل كما لو أن الإله يلعب النرد مع العالم". - وقال ريتشارد فينمان: "لا يوجد أي ضرر من الشك والارتياب، فخلالهما أُنجِزت الاكتشافات الحديثة". - وقال ديفيد هيوم (الفيلسوف التنويري والمؤرخ البريطاني الشهير): "بالرغم من أنه لا يوجد أساس منطقي للاعتقاد في وجود واقعية موضوعية، ولكن لا يوجد بديل أمامنا سوى العمل كما لو كانت حقيقة". - دانييل جرينبرج، وهو عالم مرموق من سيتي كولج في نيويورك، يذكر أن آينشتاين سبق أن قال (إنه إذا كانت ميكانيكا الكم حقيقة، فإن العالم يكون قد جُن)؛ ثم يضيف دانييل جرينبرج: حسناً، آينشتاين كان مُحقاً، فالعالم هو حقًا مجنون). - أما أنتوني زيلينجر من جامعة إينزبروك فيقول: (بالنسبة لي الهدف الأساسي من عمل التجارب هو بيان مدى غرابة الفيزياء الكمية..؛ ويضيف: إن معظم الفيزيائيين هم غاية في السذاجة لأنهم ما زالوا يعتقدون في الوجود الحقيقي للموجات والجسيمات. - يقول عالم الفيزياء المعروف، ستيفن هوكنج، صاحب كتاب( التصميم العظيم): إن القانون العلمي ليس قانونا علميا إذا كان ثباته يعتمد على قرار من كائن ما - فوق الطبيعة، يختار عدم التدخل غالبا والتدخل أحيانا. ولذا فعندما سأل نابليون لابلاس عن مكان الله في نظرياته، أجابه: ” سيدي، أنا لم أكن بحاجة إلى تلك الفرضية”. وقال ستيفن هوكنج (عام 1988): كل ما فعلته أن أوضحت أنه من الممكن أن يبدأ العالم من قوانين الطبيعة، وفي هذه الحالة لا حاجة إلى طلب من الإله أن يقرر كيف يبدأ العالم . هذا لا يثبت ألا وجود للإله، ولكن فقط أنه غير ضروري . وقال ستيفن هوكنج (عام 2010):" إذا كنت تؤمن بالعلم مثلي، سوف تؤمن بأن هناك قوانين يجب أن تُطاع دائما، إذا أحببت يمكن أن تقول أن تلك القوانين هي عمل الإله، ولكن هذا سيكون تعريف للإله وليس إثباتا لوجوده .
 قال الفلكي كارل ساجان، في برنامجه الشهير باسم النظام الكوني “كوزموس ” في الثمانينات من القرن المنصرم: إن العلوم لا تتميز بالمثالية { ولا بالمطلق من المعلومات} ؛ وبالإمكان إساءة استغلالها؛ فهي مجرد وسيلة؛ و لكنها أفضل وسيلة نمتلكها على الإطلاق، فهي تتميز بكونها ذاتية التصحيح، مستمرة، وبالإمكان تطبيقها على كل شيء. ولكن لها قانونان {يجب ألا تحيد عنهما}. الأول: لا توجد حقائق مقدسة؛ فكل الافتراضات فيها يجب أن تكون تحت التجربة النقدية؛ ومناقشات ذوي السلطة حيالها غير مجدية {لأنها لا يجب أن تخضع لأهواء المسئولين و نزواتهم و اعتقاداتهم السابقة }. وثانيا: كل ما هو غير متفق مع الحقائق {التنبؤات} وجب رميه أو إعادة مراجعته… و لذا “فالبديهيات” (في المجال العلمي) تصبح أشياء خاطئة {أحيانا }، و“المستحيلات ” تصبح أشياء واقعية في أحيان أخرى.. 
بحسب فينمان: فإن الطريقة التقليدية للنظر للأمور غير مجدية." وعليه فإن النظرة السطحية للواقع لا تتواءم مع قوانين الفيزياء الحديثة". وحتى يتعامل "ستيفن هوكنغ" مع هذه المتناقضات، قام بطرح طريقة للنظر إلى الأمور سماها: “الحتمية المعتمدة على النموذج” (Model-Dependent Realism). هذه الطريقة مبنية على قاعدة " أن أدمغتنا تفسر المدخلات من الأجهزة الحسية بصنع صورة للعالم. وعندما يكون هذا النموذج ناجحا في شرح الأحداث، فنحن ننسب له، وللعناصر والمفاهيم التي يحتويها، خاصية الواقعية أو الحقيقة المطلقة". يقول ستيفن هوكنج: نحن نُعتبر توافه صغيرة في المقاييس الكونية العظيمة، ولكن ندرة وجود أمثالنا هو ما يجعلنا نوعا ما سادة المخلوقات. ولكن حتى نفهم الكون بمستوى أعمق فنحن نحتاج أن نعرف، ليس فقط كيف يعمل الكون، ولكن أيضا لماذا؟ ولماذا يوجد شيء بدلا من اللاشيء؟ و لماذا نحن موجودون؟ ولماذا هذه المجموعة المحددة من القوانين الكونية وليس غيرها؟ إن هذا هو السؤال الكلي عن الحياة، والكون، وكل شيء! يقول ستيفن هوكنج: ” إن التجارب الحديثة في علم الأعصاب، تدعم التوجه القائل بأن أدمغتنا الفيزيائية، والتي تتبع القوانين العلمية الطبيعية، هي التي تقوم بأخذ قراراتنا، وليس وكالة ما موجودة خارج نطاق هذه القوانين، فعلى سبيل المثال، بينت دراسة لمرضى تحت عمليات فتح الدماغ بدون تنويمهم، أن التأثير الكهربي على أماكن معينة في الدماغ، يجعل المريض في حالة يشعر بها بالرغبة في تحريك يده، أو ذراعه، أو قدميه أو شفتيه {حسب المكان المثار} . ويُستنتج من ذلك أنه ” من الصعب أن نتصور كيف بالإمكان القول “بحرية الاختيار” إذا كانت تصرفاتنا مقيدة بالقوانين الطبيعية، ولذا، فمع أنه يبدو لنا أننا لم نعد تلك المكائن البيولوجية {أو الدمى المتحركة}، فإن حرية الاختيار مجرد وهم .
  الفيزياء الكمية تقول لنا إنه “ وعلى الرغم من كثرة مشاهداتنا للوضع الحالي، فإنه ليس فقط المستقبل، بل إن الماضي الذي لم نقم بمشاهدته، هو غير مؤكد لأنه يوجد في حيز من عدة احتمالات. ولذا فالعالم حسب قوانين الفيزياء الكمية، لا يوجد له ماضي واحد أو تاريخ واحد، بل عدة تواريخ وأحوال ومواقع محتملة

0 تعليق:

إرسال تعليق

تذكّر : : كلُّ إناءٍ بالذي فيهِ ينضَحُ