face like

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الجمعة، 20 مايو 2022

أوهام العارفين ومعارف الواهمين!



الفيلسوف والسطحي، أيهما أغبى؟ بين الفلاسفة والسطحيين توجد درجات يشغلها المثقفون والمفكرون وأشباههم، وأولئك هم الواهمون، وهم جميعًا أقرب إلى السطحية وأبعد عن الفلسفة! الفلاسفة والسطحيون متساوون من حيث البساطة والغباء .. ما يميزهم عن غيرهم هو أنهم تقليديون "طبيعيون"، وليسوا مشوهين كالواهمين! الفيلسوف يبذل جهدًا فكريًا قاتلاً، ليمنح معنًى لوجودٍ لا معنى له .. السطحي يبذل جهدًا جسديًا قاتلاً، ليجني معنًى من وجودٍ لا معنى فيه! الواهم يعتقد بوجود المعنى ويتوهم بلوغ الحقيقة! 
 - الفيلسوف هو كل إنسان يمتلك رؤية خاصة لكل شيء في حياته الخاصة وفي الوجود من حوله – من أصغر مكونات الذرة إلى الكون كله، ولا يتعاطى مع أي أمر أو أي شيء إلا من خلال رؤيته الخاصة، سواء اتفقت رؤيته مع رؤى غيره أو اختلف مع رؤى الكل، وسواء توافقت رؤيته مع مصلحته أو تضاربت! - السطحي هو كل إنسان لا يمتلك رؤية خاصة حيال أي أمر، ولا يشعر بحاجة لامتلاكها! - الواهم هو كل إنسان يعتنق رؤى غيره صدفةً ودون مقدرة على إدراك حقيقتها، ويتعاطى مع الأمور من خلالها متجاهلاً جهله بها! 
 - الفيلسوف مرتاح جسديًا، مرهق فكريًا حتى الجنون!
 - السطحي مرتاح فكريًا، مرهق جسديًا حتى الموت! الإنسان المثالي، إنسان بجسد فيلسوف وعقل سطحي! الفلاسفة والسطحيون لا يعلمون بوجود بعضهم، بل لا يمكن لأي منهم تصور وجود الآخر – بدايةً .. كل إنسان لا يمكنه بدايةً إلا أن يفترض بأن كل الناس مثله – فكرًا وفهمًا وقناعات ورغبات .. الخ، ثم يبدأ باكتشاف الاختلافات، وهي التي تتحول إلى خلافات عند الواهمين، بسبب افتراضهم للتطابق الفكري بين البشر، وهذا ما أوجد فكرة أو فقه الإرهاب الديني، فالإرهابيون يعتقدون بأن كل البشر نسخة واحدة من الناحية الفكرية، ما يجعلهم يعتقدون بأن عدم قناعة الآخرين بأفكارهم هو مجرد استهزاء وتكبر، بينما الآخرون مختلفون عنهم فعليًا، ويموتون ويتألمون بسبب قناعات لا يمكنهم تغييرها، وليس تكبرًا 
 - السطحيون لا يتوقفون عند الاختلافات بين البشر إلا لحظيًا، مع عدم القدرة وعدم الرغبة في فهمها! - الفلاسفة يتوقفون عند أبسط الاختلافات، ولا يمكنهم تجاوزها إلا بعد أن يجدوا لها تفسيرًا وعلاجا! - الواهمون لا يقرون بوجود الاختلافات، أو لا يسلمون بتأثيرها على البشر، فالمساواة قائمة وممكنة عندهم مهما بلغت الاختلافات! - الفيلسوف يتصور بدايةً، أن كل الناس مثله، وأنهم فقط غافلون عما انتبه له هو ..، فيعمل على تنبيههم! - السطحي لا يمكنه دائمًا إلا تصور الناس على أنهم مثله، ويتصرف كالأعمى - ليس ملزمًا بتصديق ولا تكذيب ما يراه غيره ولا يراه هو! 
 - مأساة الفلاسفة وعلماء الفيزياء .. علماء الفيزياء تمنوا أن لو كانوا قد توقفوا خارج الذرة – هناك حيث توقف المنطق، لأنهم خسروا بدخولهم لها سعادتهم ونشوتهم بما حققوه خارجها! كذلك يتمنى الفلاسفة في نهاية المطاف أن لو كانوا قد توقفوا عند تخوم المعرفة- هناك حيث يقف السطحيون، فقد خسروا بفلسفتهم سعادتهم وحياتهم، ولم يُغيروا في الواقع شيئًا! علماء الفيزياء أخطأوا باعتقادهم أن كل شيء محكوم بالمنطق، حيث تجاهلوا أو غفلوا حقيقة أنهم هم أنفسهم يحتكمون للمنطق ككيان مركب فقط، أما من داخلهم فهم خاضعون لمزاج فاعل، لا سيطرة لهم عليه ولا معنى للمنطق معه، وهذا بالضبط هو حال الذرة ..، وليس الإنسان سوى عدد هائل من الذرات! - المزاج الفاعل موجود داخل الذرة وداخل الإنسان، وبالضرورة .. - السلوك المزاجي ضروري لإحداث الوجود، فلو كان كل شيء منطقي، لما تغير شيء من الأساس، أي لما كان لشيء أن يوجد، فليس الوجود سوى تغير في الكون، والتغير لا يكون إلا بفعل سلوك مزاجي .. - السلوك المزاجي هو طبيعة الوحدات الكونية، والتي هي مكونات الذرة وغيرها، مما بات يُعرف بالعالم الكمومي! - مفهوم المزاج الفاعل – كوجهة نظر، قمنا بطرحها بشيء من التفصيل في مقال سابق .. الرابط!
. - ما كان الفلاسفة لينطقوا بكلمة لو كانوا يعلمون بحقيقة السطحيين وأعدادهم وفائدة السطحية .. ربما كان الفلاسفة سينصحون بعضهم بالتسطح، بدل أن ينصحوا السطحيين بالتعمق، لو أنهم أدركوا وجود السطحيين واستطاعوا تصديق الأمر وتصوره .. السطحية ضرورة للحياة ذاتها قبل أن تكون عماد السعادة فيها! الفلاسفة يطرحون رؤاهم كتوعية لبني جنسهم، ولا يتصورون أنهم كمن يخاطب جنسًا آخر مختلفًا عنه.

0 تعليق:

إرسال تعليق

تذكّر : : كلُّ إناءٍ بالذي فيهِ ينضَحُ