face like

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الخميس، 12 نوفمبر 2020

الإنسان ساحة لصراع السؤال والجواب!



لا يؤلمنا إلا ما نعتقد أنه كان بإمكاننا اجتنابه!
 يتوقف إحساسنا بالألم عندما يتوقف شعورنا بقدرتنا على دفعه، فنتأقلم معه ويتحول بذلك الألم إلى واقع طبيعي!يتوقف خوفنا من العقاب، عندما يتوقف شعورنا الزائف بالذنب! شعورنا بالذنب، يعكس شعورًا زائفًا لدينا، بقيمة لا نتملك في الحقيقة جزءًا من الألف منها!  احتاجت الحياة البشرية أن يقضي أولها آلاف السنين من البدائية، قبل أن يخرج حاضرها من عتمة التخلف، ويرى نور الكهرباء وينعم بما ترتب عليها من إنجازات! ويبدو أن حاضرها مضطر لقضاء مئات السنين الدامية، قبل أن يخرج آخرها من عتمة المعتقدات، لينعم بما يترتب على ذلك من حياة خالية من الأوهام والعذابات! القول بأن حقيقة الكون والوجود أمرٌ ميتافيزيقي يفوق قدرتنا على التصور، معناه أن الحقيقة والعدم سواء بالنسبة لنا ..، لأنه متى استحال تصورنا للحقيقة، انقطعت صلتنا بها وانتفت مسئوليتنا عنها، وبذلك يكون تعاطينا مع الحقيقة الكونية مجرد ترف فكري! وهنا يمكننا الاكتفاء بالقول: لم نُستشر ولم نشارك في صنع البداية، فلن نحمل هم النهاية .. وفلسفة المُخيَّر والمُسيَّر، ليست سوى أوهام .. هناك عوامل خارجية، ومعطيات مادية وخلقية تسبق وجود الإنسان، هي التي تصنع ماهيته وواقعه المادي والفكري لاحقًا .. فلا يوجد ولا يمكن أن يوجد إنسان قادر على صنع نفسه بنفسه، لكي يكون مسئولاً عن سلوكه أو صاحب فضل بسلوكه وإنجازاته! 
القول بأن دقة وتعقيد النظام الكوني والحياة، وصرامة قوانينها، تستوجب وجود مصمم ذكي وقادر ومستقل عن الوجود والكون ..، هو تفسير خشبي وتصور بدائي تقليدي، لا يعدو أن يكون صورة طبق الأصل لواقعنا البشري الصغير المحدود – مُكبَّرة! وإن نظرة محدودة في هذا التصور تجعله ينهار على نفسه .. فالقائلون بهذا التصور، يعتقدون بوجود قوة مشخصنة، هي أعقد وأدق وأشمل من الكون والوجود والحياة- بما لا يقارن، ومع ذلك لا يرون عجبًا ولا مانعًا من إمكانية وجود هذه القوة دون موجد .. بينما الحياة والوجود وقوانين الطبيعة - التي هي أقل تعقيدًا بكثير ..، لا يقبلون بفكرة وجودها دون موجد! والأغرب من ذلك، هو القول بأن تلك القوة المزعومة ليست سوى إله، يخلق صنفًا من البشر، ويجعلهم يعصونه، ليُبرر بمعصيتهم خلق صنف آخر من البشر لقتل الصنف الأول .. إلهٌ بهذه المواصفات، لا يمكن لإنسان عاقل يحترم نفسه أن يؤمن بوجوده، حتى لو كان وجوده حقيقة ماثلة! إن إلهًا يستعمل الخداع ويختلق الأعذار ليعذب بشرًا هو من خلقهم ضعفاء جهلاء، لا معنى للإيمان به وطاعته، لأنه لن يعدم العذر ليوقع بالبشر حتى لو أدوا واجبهم .. فإن كان الذين يقتلون غيرهم ويعذبونهم باسم الإله، هم واهمون أو كاذبون، وليسوا مكلفين من الإله ..، إذن لا وجود للإله، وإلا لتدخل لكشف الحقيقة ووأد الفتنة وإنقاذ الذين يُقتلون باسمه ظلمًا .. فإن كان لا يأبه بالظلم والألم الحاصل باسمه، إذن هو إله عابث لا تعني له الحقيقة شيئًا .. وبالنتيجة .. إما أنه لا وجود للإله أو لا قيمة للإيمان بوجوده! 
 الخيال والمنطق والتجربة، تلتقي وتتفق على القول: بأنه لا يمكن للفضاء الكوني أن يكون محصورًا بحدود، إذ لا بد من وجود شيء خلف كل شيء في كل اتجاه ..، وإلى ما لا نهاية! ولذلك يمكننا القول بأنه لا مانع ولا مناص لنا، من اعتبار الكون فضاءً أزليًا لا محدودًا، قوامه أصول كونية دائمة أو وحدات كونية دائمة، تتحد فينشأ منها الوجود، وتتفكك فيزول الموجود ..، وأن الحياة والوجود المرصود عبارة عن ظواهر كونية! وأن الزمن المرتبط بالوجود المادي، هو زمن وهمي افتراضي، يُمثل الوجه الرياضي الحسابي للتغير المادي الحتمي، الملازم لظاهرة الوجود العابرة دائمًا .. وأنه لا يوجد زمن كوني – وهمي ولا حقيقي، إنما هي اللابداية واللانهاية الزمنية المعنوية الحسابية المتوافقة بالضرورة مع اللابداية واللانهاية المكانية المادية للكون

0 تعليق:

إرسال تعليق

تذكّر : : كلُّ إناءٍ بالذي فيهِ ينضَحُ