face like

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الخميس، 5 أبريل 2012

لهذا.. مدعو النبوّة كاذبون !!

20 تعليق


من المعروف بيولوجيًا أن الإنسان عبارة عن خلايا تتفاعل تفاعلات كيميائية، وأن العقل الإنساني هو أيضًا خلايا، وحين ننظر إلى الوعي نجده مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بنشاط نصفي المخ (الشق الأيمن والشق الأيسر). فهذا المخ البشري إنما هو نتيجة ارتقاء، تطوّر خلاله الجهاز العصبي، وحدثت له طفرات عديدة حتى وصل في نهاية الأمر إلى ما هو عليه عند الإنسان.

وقد بيّنت في موضوع سابق بعنوان "يسألونك عن الروح!!" أن الوعي ليس شيئًا ما وراء المادة؛ فالإنسان مثلًا حين يُصاب بجرح بليغ يشعر بالإغماء، وهذا الإغماء ناتج عن عدم تدفّق القدر المناسب من الدم إلى المخ، لذا فالتأثير على المخ ماديًا يؤثر على الوعي! ويمكننا أن نستنتج من هذا كله أن الوعي لا يمكن أن يوجد بعيدًا عن المادة!

فمثلًا، عند النظر إلى الأسماك التي لا تمتلك قشرة مخية، نجد سلوكها بسيطًا جدًّا، ولا تكاد تشعر بالألم، في حين أن الطيور سلوكها أكثر تعقيدًا لأنها تمتلك عناصر من لحاء المخ، ويزداد التعقيد في الكلاب، وذلك لامتلاكها لحاءً متطورًا! حتى نصل إلى القردة، فنجد أن كل حركة يرتكبها القرد خاضعة للقشرة المخية الخاصة به. ثم نصل إلى الإنسان، الأكثر تطورًا، الذي يتميّز بالتفكير، فالوعي وظيفة قاصرة على المخ، ولا يمكن أن يكون هناك وعي دون مخ. بل إنني أجزم أنه في حال تمت محاكاة جميع وظائف المخ في آلة ما، فستصبح تلك الآلة واعية تمامًا مثلنا. هذه مقدمة لا بد منها، لكننا حتى الآن لم نقدّم تفسيرًا محددًا للوعي.

لذا دعنا نأخذ مثالًا على جملة "الشجر الأخضر"؛ ما الذي يدور في رأسك عند سماع كلمتي "شجر" و"أخضر"؟ بالطبع لا يوجد شجر في عقولنا، وإنما هي أفكار عن الشجر الأخضر، مجرد صور عامة لهذه الأشياء! ولكن من أين علمت هذه الأشياء؟ بالطبع من خلال الواقع، من المشاهدات الحسية. لقد أدركت الشجر واللون الأخضر من خلال إدراكك للواقع، من خلال المُكتسبات التي تكتسبها منذ طفولتك. لهذا، فالوعي ما هو إلا نسخة للواقع وصورته، والسبب في تكون وعي الإنسان هو الحالة الاجتماعية التي يعيش فيها. فوعيه يتكوّن منذ طفولته على أساس اللغة، فبواسطة هذه اللغة يمكن للأفكار أن تعبّر عن نفسها. والحقيقة أن الوعي والفكر مرتبطان ارتباطًا وثيقًا باللغة؛ فالإنسان حين يفكر ولا يعبّر عن فكره علانيةً، فإنه يخاطب نفسه بلغة منطوقة ويتلفظ بها، ولا يمكن أن يفكر بطريقة أخرى. وبفضل اللغة يمكننا تبادل الفكر بين بعضنا. ولأن الوعي هو صورة للواقع المادي، فمن المُحال أن يتخيّل أي إنسان شيئًا ما أو كائنًا ما بصفات ليست موجودة في تلك البيئة، لأن وعيه ما هو إلا صورة طبق الأصل للواقع المادي، ولا توجد طريقة أخرى للحصول على تلك المدركات.

لو نظرنا إلى الأديان جميعًا بشكل عام، نجد أنها تدّعي أن هناك أشخاصًا بعينهم قد اتصل بهم الإله عن طريق مَلَك أو كائن ما، وهذا الكائن يعمل كحلقة وصل بين الإله وهؤلاء الرسل. حسنًا، لنفترض أن هذا صحيح، عند النظر إلى ما جاء به هؤلاء الرسل، نجد أنهم لم يستطيعوا أن يخرجوا عن بيئتهم المادية ومدركاتهم الحسية المتعلقة بوعيهم كبشر. لا فرق بينهم وبين أي شخص عادي. فالأديان السماوية مثلًا تتفق على خلق آدم -الذي يُفترض أنه أول البشر- من طين، ويفصّل القرآن مثلًا ذلك الخلق على النحو التالي:

"ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون" (الحجر: 26)

هنا أكثر من نقطة تثبت عدم وجود أي اتصال بأي قوة غير مادية؛ حيث إنهم جميعًا اتفقوا على وجود مادة أولية للخلق، واعتمدوا على مدركاتهم ووعيهم المُكتسب من خلال أن كل شيء لا بد أن يُخلق من شيء، ولا توجد طريقة أخرى.

الشيء الآخر هو تلك المادة، وطريقة الخلق؛ فهم لم يأتوا بشيء جديد، بل مادة أولية متواجدة أمامهم، والطريقة نفسها تدل على بدائية ووعي أناس عاشوا في عصور الجهل. فالتراب يُضاف إليه الماء ليصبح طينًا:

"والله خلقكم من تراب" (فاطر: 11)

ثم يُترك هذا الطين ليتأثر بالعوامل البيئية، التي لا تختلف عن بيئتنا المادية، ليتحوّل بعدها إلى طين لازب، أي لاصق متماسك:

"إنا خلقناهم من طين لازب" (الصافات: 11)

ثم يُترك أكثر ليصبح صلصالًا من حمإ مسنون، والحمأ هو الطين الأسود، والصلصال أي لا صوت له. والإله يحركه بيديه ليشكّل جسد آدم:

"ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون" (الحجر: 26)

ويستطرد في التوضيح فيضرب مثالًا يدل على أنه بشري محض لا يستطيع أن يخرج من بيئته المادية، فيقول:

"خلق الإنسان من صلصال كالفخار" (الرحمن: 14)

أي باختصار: وصف مادي مُدرَك مُشاهد، مستنتج من البيئة.


قد يكون هذا تشبيهًا ومحاولة لتقريب وصف الخلق كمثال الفخار، ولكن إن كان الأمر كذلك، فهو غير صحيح. هذا الوصف إما أنه حدث فعلًا بنفس الطريقة، أو أن الإله يؤلّف وينسج قصصًا من خياله.

ووصف خلق الكون من البداية يدل على أن هذا الوصف لم يخرج إلا من رجل بسيط لا يستطيع أن ينتج أفكارًا جديدة، أو أن يتخيل مثلًا العدم. فالإله لم يخلق إلا من موجود. حتى أقدار البشر كتبها في كتابه، بواسطة قلم. وبما أنه وصف لبشر، فخلق القلم ليكتب به! رغم أنه قادر على أن يخلق الكتاب مكتوبًا من البداية! على كلٍّ، إن كان هذا أو ذاك، فسيظل وصفًا بشريًا. كذلك نجد أن خلق الكون نفسه وصف بشري محض:

"قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين" (فصلت: 9)

فذَكر أنه خلق الأرض أولًا لأنها كالأساس، والأصل أن يبدأ بالأساس، ثم بعده بالسقف، كما قال:

"هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات" (البقرة: 29)

ثم بعض الزينة:

"وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظًا، ذلك تقدير العزيز العليم" (فصلت: 12)

الشيء الآخر هو الوحي نفسه؛ يدّعون جميعًا أن هناك مَلَكًا ظهر لهم. الطريقة نفسها مادية، تقليدية بحتة. مَلَك يُرسل رسولًا إلى الشخص الذي يريد أن يُخبره بشيء. طريقة بشرية اتبعها الناس في عصور ظهور هؤلاء الرسل لانعدام وجود وسيلة أخرى.

ووصف هذا المَلَك أكبر دليل على أنهم كاذبون يؤلفون وينسجون القصص والأساطير، حيث إن وصف هذا المَلَك لم يخرج عن مدركات مادية بحتة. فمثلًا، الإصدار الإسلامي يصفه بالآتي:

"أن النبي رأى جبريل له ستمائة جناح"
— رواه مسلم والبخاري

كما نرى، لا يمكن للإنسان أن يخرج عن بيئته المادية ومدركاته إطلاقًا. فهذا المَلَك له أجنحة كالطيور! وهنا قد يبرر البعض أن هذا مجرد تحوّل وليست هيئته الحقيقية لهدف ما، ولكن ما فائدة الستمائة جناح؟ ولم لا يبقى على هيئته البشرية كما في أغلب أوقاته مع محمد؟ الحقيقة أن هذا الوصف هو نتاج وعي إنساني لشخص لم يفارق بيئته.

الشيء الآخر في الإسلام هو صعود محمد إلى السماء، وكان من المتوقع أن يصف لنا أشياء غير مادية وكائنات لا يمكن لبشر أن يتخيلها، هذا في حالة عروجه للسماء فعلًا. لكنه خيّب أملنا في وصفه، فهذا البُراق -الكائن الذي امتطاه محمد لصعوده السماء- هو مجرد حيوان أشبه بالبغل، ولكنه برأس إنسان! أي مجرد خلط لتكوين مادي جسماني يمكن لأي شخص عادي أن يتخيله، بل هو أساسًا مسروق من الثور المجنّح في الميثولوجيا البابلية-الآشورية.


حتى في الحالات التي تختلف فيها طريقة الاتصال بالرسل، فهي لا تخرج أيضًا عن البيئة المادية. فموسى مثلًا كلمه الإله صوتًا، عن طريق إرسال إشارة مادية وهي النار. كل شيء في الأديان هو عبارة عن تأليف لهؤلاء الرسل من نسيج خيالهم، الذي لا يسمح لهم بالخروج عن البيئة المادية.

الشيء الأخير هو الحياة الآخرة، بما فيها الجنة أو الجحيم. جميع الأديان تتفق على وجود حياة أخرى، ليست كهذه الحياة المادية، بل حياة خالدة، لا خضوع فيها لزمن، أو إحساس بألم أو غضب. نعم، سيتحوّل الجميع إلى آلات مبرمجة على التمتّع فقط، ولكن هذا ليس حديثنا الآن. كان من المُفترض أن يخبرنا أي رسول منهم بشيء غير موجود في بيئتنا المادية، لكنهم خيّبوا أملنا الوحيد. في موضوع سابق لي بعنوان "محمد مؤلف القرآن بالدليل والبرهان!!" بيّنت أن الجنة عبارة عن تصور لشخص عاش في بيئة صحراوية، كحال ألفاظ القرآن، فهو يستطرد في وصف الأنهار:

"وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار" (البقرة: 25)
"وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفًا أكله والزيتون والرمان" (الأنعام: 141)

بالطبع لا بد أن يتحدث عن الزيتون ولا شيء سواه، لأنه متواجد أمامه، ولأن الصحراء لها أكبر الأثر على كلام محمد. فنجد أن الجنة وحورها العين سيتواجدن في خيام:

"حور مقصورات في الخيام" (الرحمن: 72)

وحين أطلق لخياله العنان، وصف جنة الآخرة بأنها غرف مبنية، سواء كانت من الطين أو الذهب؛ فهو لم يخرج بعيدًا عن الهيكل المادي البيئي والتصور الإنساني:

"لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار..."

حتّي وصف الجحيم ، لم يكن بأفضل حالٍ من وصف الجنّة ، فهي عبارة عن عذاب مادي -الحرق- ولها أبواب :

(وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ[الحجر: 43-44

بل احياناً يستخدم السلاسل  لا أدري ما الهدف منها ؟ 

"وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ " ( ابراهيم :52 )


وحيث أن هذه القصص من تأليف بشر ، نجد أن أهوال الحساب والصراط ، كلها أمور ماديّة يمكن لأي شخص أن يتخيلها ، إنها طريقة بدائية بحتة تدل على وعي أشخاص عاشوا في بيئات بدائية :

وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ " (القارعة :9)

سيتم وزن الاعمال المكتوبة سلفاً ، من قبل ملاكين ، تم تسجيلها في كتاب بواسطة قلم ليتم وزنها في ميزان ماديّ ، ميزان ذو كفتين !! ، ليته ميزان حسّاس !!





 وأخيراً أقول أن جميع الرسالات كاذبة وأن جميع الرسل كاذبون حتّى يأتي لنا أحد متبعي هؤلاء بشئ غير مادي غير مدرك ، أو وصف لشئ لا يمكن لبشر أن يتخيله ، معتمداً على وعيه المدرك المشاهد المحسوس ، من واقع بيئة ماديّة .