لقد ترسّخ فينا منذ نعومة أظافرنا تقديس القرآن ليس فقط لانه منزل من عند الله ، ولكن لان الله توعّد بحفظه من التحريف ومن عبث العابثين ، ورحنا نقدّس القرآن كما قيل لنا ، فالحقيقة ان من يقدّس القرآن لا يقدسه عن اقتناع بل لانه توارث هذا التقديس الزائف ، ورغم ان القرآن يختبئ وراء ذلك القناع المزيّف ، إلا انه لا يعد كونه مجرد قفزات هلاميّة أعاد العرب ترتيبها وتشكيلها في سور وأطلقوا عليها أسماء ،
جميع مسلمو مشارق الارض ومغاربها يعتقدون أن ما بين أيدهم الان هو نفس القرآن الذي جاء به محمّد أو لنكن أكثر تحديداً القرآن أيام محمّد ، فلا يهم هنا من جاء به . لان ما كان يتلوه محمّد وأصحابه ليس قرآن المسلمين الان ، وأن ما يتوهمه المسلمون بوجود النسخ المكتوبة والمدونة في حياة محمّد التي تمت كتابتها عن طريق كتبة الوحي هي ما جمع بعد ذلك ليشكل القرآن الان ، ولكن هذا غير صحيح بالمرة .
فأقدم نسخة كاملة للقرآن يرجع تاريخها إلي 750 ميلادي ، أي بعد وفاة محمّد بمائة عام ، وقبل ذك التاريخ لايوجد شيئاً ، ومن يدّعي غير ذلك عليه اخبارنا تاريخ ومكان تلك النسخ .
ليست هذه هي المشكلة ، ولكن القرآن العثماني مدون بالاساس تدوين خاطئ ، يحتوي علي أخطاء إملائيّة ، وذلك وفقاً لـ Biographical Dictionary , Ibn Khallikan, p. 401 ،
وهذه أمثلة لتلك الاخطاء مع التصحيح الذي حدث
|
نص الاية في المصحف اليوم
تبديل هو في مخطوطة سمرقند بـ الله في المصحف الحديث
إضافة إن الله في المصحف الحديث عن الايه في المخطوطة الاصلية
النص الاصلي
إضافة " من " إلي المصحف الحديث ، رغم عدم وجودها بالنص الاصلي
تغيير وكلاً الموجودة المخطوطة ، بـ " فكلا" في المصحف الحديث
إضافة حرف " و " إلي المحصف الحديث رغم عدم وجودها بالمخطوطة الاصلية
نري أيضاً وجود “حرمنا عليهم شحومها” ولكن المصحف الان به حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومها
علي كلٍ هناك الكثير من الاختلافات والاضافات التي حدثت ، ومازالت متواجدة في القرءات المختلفة .
نجد أيضاً
أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان ، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق ، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة ، فقال حذيفة لعثمان : يا أمير المؤمنين ، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب ، اختلاف اليهود والنصارى . فأرسل عثمان إلى حفصة : أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك ، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان ، فأمر زيد بن ثابت ، وعبد الله بن الزبير ، وسعيد بن العاص ، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، فنسخوها في المصاحف ، وقال عثمان للرهط القريشيين الثلاثة : إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش ، فإنما نزل بلسانهم ، ففعلوا ، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة ، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا ، وأمر بما سواه منالقرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق .
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
هنا نجد أعتراض عبد الله بن مسعود علي تدوين زيد للقرآن .
أن زيد بن ثابت قال : فقدت آية من سورة كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها : { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه } [ الأحزاب : 23 ] فالتمستها فوجدتها مع خزيمة بن ثابت أو أبي خزيمة فألحقتها في سورتها . قال الزهري : فاختلفوا يومئذ في التابوت والتابوه ، فقال القرشيون : التابوت وقال زيد : التابوه ، فرفع اختلافهم إلى عثمان فقال : اكتبوه التابوت ، فإنه نزل بلسان قريش ، قال الزهري : فأخبرني عبد الله بن عبد الله عتبة أن عبد الله بن مسعود كره لزيد بن ثابت نسخ المصاحف ، وقال : يا معشر المسلمين ، أعزل عن نسخ كتابة المصاحف ، ويتولاها رجل ، والله لقد أسلمت وإنه لفي صلب رجل كافر يريد زيد بن ثابت ولذلك قال عبد الله بن مسعود : يا أهل القرآن اكتموا المصاحف التي عندكم وغلوها ، فإن الله يقول : { ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة } [ آل عمران : 161 ] فالقوا الله بالمصاحف ، قال الزهري : فبلغني أن ذلك كرهه من مقالة ابن مسعود رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
خلاصة حكم المحدث: صحيح لا يعرف إلا من حديث الزهري
خلاصة القول يمكن التلاعب كما رأينا بآيات القرآن ، وهذا ما يفسر لنا وجود قفزات وتناقضات وحشو في القرآن ولنأخذ مثالاً يثبت ذلك
في سورة الاعراف وتحديداً من الاية 150 ، التي تتحدث عن موسي وبني اسرائيل :
وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيَ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ
وَالَّذِينَ عَمِلُواْ السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِهَا وَآمَنُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ
وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ
وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ
وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ
فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَظْلِمُونَ
نجد أن الجزء الملون بالاسود من الايات السابقة يتحدث عن محمّد بينما السياق عن موسي ، بل إن موسي الذي يدعو لقومة ، وحتّي لو أراد الاخبار عن نبياً بعده لاخبر عن عيسي لانه سيأتي بعده ، ورغم أن الانجيل لم يأتي بعد ! إلا انه تم اقاحمة أيضاً وسط السياق بلا أي داعٍ ـ نلاحظ أيضاً الاصرار علي أميّة محمّد .
في الجزء الآخر نجد السياق تحوّل تماماً ليتحدث إلي محمّد مباشرةً ويخبره باشياء لا علاقة لها لا بسابقيها ولا لاحقيها ، فالجميع يعرف أن الله يحيي ويميت ، والادهي أنه يقول الرسول الامي الذي يؤمن بالله ؟ عجيب غريب ؟ لابد ان يؤمن بالله وبكلماته وإلا كيف يكون رسوله؟ أم يريده مؤلف تلك الاية ان يؤمن بالشيطان ويدعو لعبادة الله ؟ بالطبع إنه مجرد حشو يخلو من اي معني .
بعدها نجد السياق يعود ليتحدث عن بني اسرائيل .