سورة المزمل
ترتيب النزول اسم السوره رقم السورة بالمصحف
3
|
المزمّّل
|
73
|
( سورة المزمل ) عُرفت بهذا الاسم نسبةً للفظ الواقع في أولها ، يُراد به محمد (ص) موصوفاً بالحال الذي نُودي به في قوله " يا أيها المزمل " أول أية ! وعُدت آيها في عد أهل المدينة ثمان عشرة آية ، وفي عد أهل البصرة تسع عشرة ، وفي عد من عداهم عشرون . (تفسير القرآن -التحرير والتنوير)
هذا امر طبيعي كحال أي مسألة إسلاميّة فليس اختلافاً في عدد الايات فحسب بل في ترتيب النزول ! فيقولون أن أول ما نزل سورة العلق واختلف فيما نزل بعد سورة العلق ، فقيل : سورة ( ن ) ، وقيل نزل بعد العلق سورة المدثر ، ويظهر أنه الأرجح ، ثم قيل نزلت سورة المزمل بعد القلم فتكون ثالثة . وهذا قول جابر بن زيد في تعداد نزول السور ،
علي كلِ تبدأ السورة بـ ( يا أيها المزمل ) هو الملتف بثيابه . أي محمد (ص) فقال بعضهم : وصفه بأنه متزمل في ثيابه ، حين رأي جبريل وقال إبراهيم النخعي : نزلت وهو متزمل بقطيفة . وسواء كان هذا أو ذاك فالمقصود انه وصف لمحمد (ص) !! وهذا شيئاً ينافي أزلية القرآن ؟ ماذا لو لم يلتف محمّد بثوبه ؟ هل سيتغيّر القرآن أو لن نجد هذه الاية ؟ بل هذه السورة ؟ لماذا نجد هذا الوصف لحال محمد في القرآن الذي هو كلام الله والحُجة علي وجوده ؟
( قم الليل إلا قليلا ) أمر بقيام الليل حيث لم تفرض صلاة بعد والمراد الليل كلة
( إلا قليلا ) منه ( نصفه ) يقول : قم نصف الليل ( أو انقص منه قليلا أو زد عليه ) يقول : أو زد عليه; فكان محمد (ص) وأصحابه فيما ذكر يقومون الليل ، نحو قيامهم في شهر رمضان فيما ذكر حتى خفف ذلك عنهم .
فقاموا حولاً أو حولين حتى انتفخت سوقهم وأقدامهم ، فأنزل الله تخفيفاً بعد ذلك في آخر السورة لكنّة تخفيفاً متأخراً ، فقط عشر سنوات !!!!!
حيث روى الطبري عن سعيد بن جبير قال : لما أنزل الله على نبيه ( ص) يا أيها المزمل ، مكث النبي على هذا الحال عشر سنين يقوم الليل كما أمره الله ، وكانت طائفة من أصحابه يقومون معه فأنزل الله بعد عشر سنين إن ربك يعلم أنك تقوم إلى وأقيموا الصلاة أي : نزلت الآيات الأخيرة في المدينة بناء على أن مقام محمد(ًص) بمكة كان عشر سنين !!فنري أن الله رحيم بعبادة كما يقول بعد عشر سنوات " عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى " فلماذا إذن يفرض هذا الامر طالما انه يعلم بوجود المرضي ؟ ولماذا يبقي عليه طيلة هذه المدة ؟
( ورتل القرآن ترتيلا ) أي : اقرأه قراءة بينة !! مرة أخري نجد أوصاف وتعليقات علي القرآن ومحمد ؟ هل هذا ما يحفظه الله علي لوحة الازلي ؟ قيل وقال وأوصاف
وقصص ؟ ثم اي قرآن هذا ولم ينزل سوي سورتين ؟ سورة (العلق ) وهي حوار بين محمد وجبريل ، وسورة (ن) وهي الرد علي اتهامات قريش لمحمد بانه ساحر ومجنون ! أي ترتيل واي قرآن يقصد ؟ لم يتبقي شيئاً سوي ان يلقي جبريل علي محمد السلام وعاطر التحايا ويسأله عن صحته ! وعن تجارته مع السيدة "خديجة" ويكتبونها في القران !
( إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا ) قال الحسن وقتادة : أي العمل به ، فهل يُكلف الله البشر بشيئ يفوق طاقتهم ؟
وقيل : ثقيل وقت نزوله ; من عظمته . كما قال زيد بن ثابت : أنزل على رسول الله (ص) وفخذه على فخذي ، فكادت ترض فخذي . كما جاء بالصحيحين أن الحارث بن هشام سأل النبي صلى الله عليه وسلم : كيف يأتيك الوحي ؟ فقال " أحيانا يأتيني في مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي . ثم يفصم عني وقد وعيته . وأحيانا ملك في مثل صورة الرجل . فأعي ما يقول " .
الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2333
خلاصة حكم المحدث: صحيح
قيل وقال مرة ثالثة ورابعة وخامسة !ولكن أي صلصة وأي ثقل هذا ، وما الداعي لمثل هذه المظاهر البهلوانية ؟ فإن دلت هذه الافعال علي شيئ فإنما تدل علي مرض محمد بالصرع ! ولا شيئ آخر
( إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا ) والغرض أن ناشئة الليل هي : ساعاته وأوقاته ، وكل ساعة منه تسمى ناشئة ، وهي الآنات . والمقصود أن قيام الليل هو أشد مواطأة بين القلب واللسان ، وأجمع على التلاوة ; ولهذا قال :
( هي أشد وطئا وأقوم قيلا ) أي : أجمع للخاطر في أداء القراءة وتفهمها من قيام النهار ; لأنه وقت انتشار الناس ولغط الأصوات وأوقات المعاش
وما الفائدة من هذا ؟ هل القرآن نزل ليفسر نفسة ويبيّن متي وكيف يُقرأ ؟ أم نزل لاثبات لنبوة محمد ؟ لماذا نجد هذه الاوصاف والاحداث بالقران !! ام ان امثال هذه الايات يجب وضعها في كُتيّب شرح كيف ومتي يقرأ القرآن !
( إن لك في النهار سبحا طويلا ) قال ابن عباس وعكرمة وعطاء بن أبي مسلم : الفراغ والنوم . وقال أبو العالية ومجاهد وابن مالك والضحاك والحسن وقتادة والربيع بن أنس وسفيان الثوري : فراغا طويلا .
وقال قتادة : فراغا وبغية ومنقلبا .
وقال السدي : ( سبحا طويلا ) تطوعا كثيرا .
حسناً وماذا بعد ؟ هل القرآن نزل كي يخبر النبي بأوقات فراغه ؟؟ ؟ لماذا نجد هذه الاوصاف والاحداث بالقران !!
" وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا * رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلا * وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلا * وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلا "
مرة أخري مع أزلية القرآن واللوح المحفوظ ! هل لو صدق سادة قريش محمد منذ اول مرّة لن نجد اية الصبر والهجر هذه ؟ وطالما أن الله يعلم يقيناً ان هذا القرآن
ومنذ اول سورتين له لن يقنع أحد فلماذا يصر عليه ؟ لماذا أبقي عليه منذ الازل ؟
ولماذا يطلب من نبية أن يُمهل أصحاب النعمة ؟؟ وياتُري من الذي أعطاهم هذه النعمة ؟ دام انه يعرف ان لا فائدة من ذلك ؟
بل الرد عليهم لا يكون بالحكمة والمنطق والاقناع ، بل بالحرق والتنكيل ( إن لدينا أنكالا وجحيما ) :أي عندنا لهؤلاء المكذبين بآياتنا أنكالاً يعني قيودا ، ومافائدة هذه القيود في الجحيم ؟ ثم أي ايات هذه التي كذبوها ؟"
مجرد كلمات ، هل من المنطقي أن يخرج رجل ويقول انه نبي ثم يردد بضع كلمات ؟ لا تقنع أحد ويتوعد ويتفنن في وصف العذاب لهم لانهم لم يصدقوا هذه الكلمات ؟ اي ايات أتي بها النبي ؟؟ أقرأ ؟ أم ن والقلم وما يسطرون ؟
لكنه يتوعد ويتوعد ( وطعاما ذا غصة وعذابا أليما ) أي: وطعاماً يغص به آكله ، فلا هو نازل عن حلقه ، ولا هو خارج منه ، سُبحانك ربيّ ومالفائدة من خلق هؤلاء الذين تعلم جيداً انهم لن يؤمنوا حتّي يلج الجمل في سم الخياط ؟ هل للتفنن في كيفية تعذيبهم وإحراقهم ؟ وتوعدهم بهذا الجحيم دون اية دلائل أو معجزات ؟
هل الامر مرتبط بالتخويف والتهويل والوعود ؟ حسناً دام انهم حتماً سيدخلون هذا الجحيم مالفائدة من محاولة إخافتهم دام انهم لا يخافون ؟
ها هو يستمر لا بالحجج المنطقية أو المعجزات لكن بالوعيد والتهويل والتخويف
(يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَّهِيلا * إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولا * فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلا * فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبً *السَّمَاء مُنفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولا * إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا)
وعد ووعيد بدون أدلة قائمة علي حجج عقلية منطقية أو معجزات حقيقة ! بل قائمة علي التخويف والتنكيل ، الادهي هو قولة انها مجرد تذكره !
فهل التذكره والسبيل الي الله يكون بالحرق والنسف والخسف ! فلماذا العقل إذن ؟
الشيئ المثير في هذه السوره أن الله تركها عشر سنين ثم تذكر ان هناك اية يجب ان تضاف ! هاكم الايه!
(إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )
مثل هذه الاية التي تأخر نزولها عشر سنين ! والتي جاءت لترحم المسلمين مما أمرهم به الرحمن الرحيم ! تقع في محل شكٍ ، حيث أطل الله فيها بدرجة مثيرة ، فهي لا تشبه الايات السابقات من حيث الطول ! أو من حيث انتهاء الفاصلة !
فهنا تنتهي الاية بحرف الميم (م) في حين ان السوره فاصلتها حرف اللّام (لا)
كما اننا نلاحظ أختلاف عدد الايات في الرويات منهم من قال ان السوره عدد اياتها ثمانية عشر ، والبعض قال انها تسعة عشر ، وقال آخرون انها عشرون !
ولكن ماتحتويه الايه من معني هو الاكثر إثارة !
فالمعنى : أنهم يقومون أدنى من ثلثي الليل ومن نصفه وثلثه ، ولكن الايه ( عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ) تعني انهم لا ولن يستطيعوا إحصاء الوقت ! فكيف يقومون نصفه أو ثلثه وهم لا يحصونه . قرأ ابن كثير ونصفه وثلثه بالنصب عطفا على ( أدنى ) التقدير : تقوم أدنى من ثلثي الليل وتقوم نصفه وثلثه . وهذا قول شبه منطقي لأنه قال أقل من الثلثين ، ثم ذكر نفس القلة لا أقل من القلة ، ولكنة مجرد محاولة للترقيع ليس إلا ، فهذا يُعد إخلالاً بالسياق والمعني ،
الشيئ الأكثر إثارة هو قوله (عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ) تبيّن لله انهم لن يطيقوا قيام الليل لم حدث لهم من تورم أقدامهم ! ولكن متي أدرك الله هذا ؟. بعد عشر سنين !
والادهي انه يقول انه يعلم ان هناك مرضي ومقاتلين في سبيل الله ..إلخ ؟
فهل هذا هو القرآن الازلي ؟ هل هذا هو كلام الله الحكيم العادل الرحيم ؟ هل هذا ما يثبت وجود الله ؟
نعم في عقل كل متبعٍ ، نعم وبكل تأكيد هذا كلام سماوي ! ولكن السؤال الاهم هنا ؟
لو أدعي أحدهم النبوة فهل سيخرج عن هذه الاحداث ؟ وهذه الاقوال وهذه الافعال؟